أخيرا وبعد طول انتظار وعناء ومخاض صعب أشرقت شمس الحرية علي مصر بعد عهد العسكر الذي بدأ من عبدالناصر والذي حاول الكثير أن ينهض بمصر لكن ظروفه وأفكاره ومن كانوا حوله جعلت من عهده أصعب العهود، وانطحن أكثر المصري بعد نكسة 67 وماتبعها من ظروف أصعب انتهت بموت عبدالناصر ووصول عهد السادات وعصر الضباب والتخبط والذي أعطي الضوء الأخضر الي لصوص ومجرمين عتاة أفسدوا اقتصاد مصر وظهرت طائفة من الحيتان وذابت الطبقات الوسطي وضاعت وانغمست مع الطبقات الفقيرة في قاع سحيق للمجتمع المصري وانتهي عهد السادات بخروج أفواج الإخوان المسلمين برضاه لكنهم واجهوا من أعطاهم الإشارة الخضراء وسحقوه بحادثة المنصة الشهيرة وجاء مبارك آخذا ثقة إسرائيل والأمريكان ليعتلي السلطة بمصر ويتمدد حوله وحوش وحيتان المجتمع ليشكلوا جميعا أكبر عصابات المافيا السياسية، ويصاب الزعيم وكل من حوله بالصرع وينهشون بقسوة ووحشية في كنوز وخيرات وأراضي مصر وتزداد شراهة الزعيم وتزداد معها بالتبعية شراهة باقي القيادات بالحزب الوطني والوزراء وباقي الحاشية وتكبر الشبكة العنكبوتية وتمتص العناكب آخر قطرات من دم الشعب المصري الغلبان ولكن ترعرعت الأشبال وكبرت الأجيال وانفتحت علي العالم المتمدن في الغرب عن طريق الانترنت والفيس بوك والفضائيات وتغيرت ثقافاتهم وكبرت أحلامهم وطموحاتهم وقرروا أن يغيروا الواقع المحزن الذي عاش فيه الآباء منذ ما يقترب من الستين عاما من الذل والمهانة والخنوع وعدم وجود ديمقراطية وحرية وضياع لكل حقوق الإنسان تحت حكم العسكر، قرر الشباب التغيير والاعتصام في التحرير ووافقهم الآباء بكل قوة ودعمهم الشعب كله بوقفة حضارية حازت إعجاب العالم كله حتي أن سياسيي الأممالمتحدة قالوا عنها إن ثورة ميدان التحرير بمصر هي انتصار لحقوق الإنسان كله وتعتبر فخرا لكل الحقوقيين في كل العالم أجمع، وقالت عنهم كل القيادات السياسية في كل اوروبا وأمريكا انهم الرمز للتجديد وانتصارهم هو انتصار للحق والحرية والحياة حتي ان بعض السياسيين في الحزب الديمقراطي الامريكي بولاية ويسكنسن بشمال وسط الولاياتالمتحدةالامريكية بعدما فشلوا في تمرير مشروعهم للحفاظ علي حقوق العمال وبعض قوانين النقابات العمالية والتأمينات الاجتماعية والتأمين الصحي لموظفي الحكومة مثل المدارس ومكاتب البريد ورجال البوليس والمطافئ وكل ما يتصل بمؤسسات الحكومة، خرجوا هؤلاء في مسيرات ضخمة واحتلوا ميدان مبني البرلمان الحكومي وبدأ الكثيرون يحملون شعارات المصريين في ميدان التحرير ومنها يافطات هي فخر لكل مصري ومصرية ليس بأمريكا فقط بل بكل ارجاء المسكونة ومنها ما كان معناها هو "روح ميدان التحرير تظللنا" و"ثوار مصر اعطونا الدرس في الكفاح"، و"سنظل نطالب ونقضي نهارنا وليلنا هنا في ميدان تحرير ويسكنسن" وظلوا يكافحون ويساومون السيناتور الجمهوري "وولكر؛ والذي كان ضدهم في تمرير مشروع ضد مطالبهم عندما سيطر الحزب الجمهوري علي الولاية بعد طوال سيطرة من قبل الديمقراطيين، وبالرغم من النهاية غير السعيدة للديمقراطيين بفوز مشروع "وولكر" الجمهوري ولكن الذي يهمنا هنا هو الفخر الذي شعرنا به عندما كان المتظاهرون والمعتصمون الامريكان يتخذون المثل الاعلي من قوة وعزيمة شباب مصر في ثورتهم البيضاء ثورة التحرير، نجح شبابنا في توصيلنا لشاطئ الامان وهبت علينا بمصر اخيراً نسمات الحرية والعزة والكرامة، لكن هذا لم يريح الشيطان ولا الابالسة اذناب النظام البائد بعد ان ظهرت فضائحهم وانتشرت قصص سرقاتهم وتعرت عوراتهم امام الجميع، وأرادوا الانتقام وسحق ثورتنا الغالية وتدميرها بمبدأ شمشون "أهد المعبد علي وعلي أعدائي" وبدأت مؤامرات انتشار البلطجية ورعب الشعب وخصوصا بالصعيد حيث يمثل الحزب الوطني مع بعض الاخوان المسلمين قوة وعزوة حولهم "كما قالها عبد الرحيم الغول" النائب البرلماني السابق في احد لقاءاته حينما دافع عن نفسه قائلا "انا لي عزوة ومحاسيب" من حولي. بعد أن وقف المسيحيون صفاً واحداً يدا بيد ليحموا ظهور احبائهم واخوانهم المسلمين حين هموا بالصلاة في ميدان التحرير خلال ايام ثورتهم الجميلة وكذلك حين وقف المسلمون يحمون الكنائس من اي بلطجي يريد أن يشوه جمال ثورة الشباب ونقائها وبعد ان وقف المسيحي يرفع صليبه والمسلم يرفع المصحف يدا في يد ووقفت الفتاة المحجبة والمنتقبة جنبا الي جنب بجوار صديقتها التي تلبس برقبتها الصليب يصرخن جميعاً "تحيا مصر" بعد ان ذابت الاحقاد وارتفع الولاء وبقي لمصر ولحب مصر ورفعة شأنها وراحت فترة الغمة والاحقاد والتعصب، تيقظوا لكل اعداء الوطن وحافظوا علي نقاء وجمال ثورتنا الرائعة البيضاء.