«التنظيم والإدارة» يتيح الاستعلام عن نتيجة الامتحان الإلكتروني في مسابقة معلم مساعد فصل    محافظ مطروح يلتقي قيادات المعهد التكنولوجي لمتابعة عمليات التطوير    تعرف على طقس غسل الأرجل في أسبوع الألم    تنفيذ 3 قرارات إزالة لحالات بناء مخالف خارج الحيز العمراني في دمياط    «ماجنوم العقارية» تتعاقد مع «مينا لاستشارات التطوير»    ب 277.16 مليار جنيه.. «المركزي»: تسوية أكثر من 870 ألف عملية عبر مقاصة الشيكات خلال إبريل    بايدن: الحق في الاحتجاجات الطلابية لا يعني إثارة الفوضى    صحيفة يونانية: انهيار القمة الأمريكية التركية.. وتأجيل زيارة أردوغان إلى البيت الأبيض    القوات الروسية تتقدم في دونيتسك وتستولى على قرية أوشيريتين    الأهلي يطلب ردًّا عاجلًا من اتحاد الكرة في قضية الشيبي لتصعيد الأزمة للجهات الدولية    سون يقود تشكيل توتنهام أمام تشيلسي في ديربي لندن    صحة مطروح تتأهب لاستقبال عيد القيامة المجيد وشم النسيم    مصرع شاب غرقا أثناء استحمامه في ترعة الباجورية بالمنوفية    مهرجان كان يمنح ميريل ستريب السعفة الذهبية الفخرية    معرض أبو ظبي.. نورا ناجي: نتعلم التجديد في السرد والتلاعب بالتقنيات من أدب نجيب محفوظ    فنون الأزياء تجمع أطفال الشارقة القرائي في ورشة عمل استضافتها منصة موضة وأزياء    خالد الجندي: الله أثنى على العمال واشترط العمل لدخول الجنة    هيئة الرعاية الصحية بجنوب سيناء تطلق حملة توعية تزامنا مع الأسبوع العالمي للتوعية بقصور عضلة القلب    «كانت زادًا معينًا لنا أثناء كورونا».. 5 فوائد غير متوقعة لسمك التونة في يومها العالمي    حزب مصر أكتوبر: تأسيس تحالف اتحاد القبائل العربية يساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في سيناء    «أكثر لاعب أناني».. مدرب ليفربول السابق يهاجم محمد صلاح    كوريا الجنوبية ترفع حالة التأهب القصوى في السفارات.. هجوم محتمل من جارتها الشمالية    عاجل| الحكومة تزف بشرى سارة للمصريين بشأن أسعار السلع    6 مصابين جراء مشاجرة عنيفة على ري أرض زراعية بسوهاج    مواعيد قطارات مطروح وفق جداول التشغيل.. الروسي المكيف    "بسبب الصرف الصحي".. غلق شارع 79 عند تقاطعه مع شارعي 9 و10 بالمعادى    بينها إجازة عيد العمال 2024 وشم النسيم.. قائمة الإجازات الرسمية لشهر مايو    وزيرة البيئة تنعى رئيس لجنة الطاقة والبيئة والقوى العاملة بمجلس الشيوخ    برلماني سوري: بلادنا فقدت الكثير من مواردها وهي بحاجة لدعم المنظمات الدولية    رسائل تهنئة عيد القيامة المجيد 2024 للأحباب والأصدقاء    النجمة آمال ماهر في حفل فني كبير "غدًا" من مدينة جدة على "MBC مصر"    الفائزون بجائزة الشيخ زايد للكتاب يهدون الجمهور بعض من إبداعاتهم الأدبية    توقعات برج الميزان في مايو 2024: يجيد العمل تحت ضغط ويحصل على ترقية    استشهاد رئيس قسم العظام ب«مجمع الشفاء» جراء التعذيب في سجون الاحتلال    محافظ جنوب سيناء ووزير الأوقاف يبحثان خطة إحلال وتجديد مسجد المنشية في الطور    ما هو حكم قراءة الفاتحة خلف الإمام وكيفية القراءة؟    تجديد حبس عنصر إجرامي بحوزته 30 قنبلة يدوية بأسوان 15 يوما    تراجع مشاهد التدخين والمخدرات بدراما رمضان    الخطيب يُطالب خالد بيبو بتغليظ عقوبة أفشة    الأمم المتحدة: أكثر من 230 ألف شخص تضرروا من فيضانات بوروندي    لحظة انهيار سقف مسجد بالسعودية بسبب الأمطار الغزيرة (فيديو)    الفندق المسكون يكشف عن أول ألغازه في «البيت بيتي 2»    أذكار بعد الصلاة.. 1500 حسنه في ميزان المسلم بعد كل فريضة    انتبه.. 5 أشخاص لا يجوز إعطاؤهم من زكاة المال| تعرف عليهم    القوات المسلحة تنظم المؤتمر الدولي الثاني للطب الطبيعي والتأهيلي وعلاج الروماتيزم    رئيس الوزراء يعقد اجتماعًا مع ممثلي أبرز 15 شركة كورية جنوبية تعمل في مصر    فقدت ابنها بسبب لقاح أسترازينيكا.. أم ملكوم تروي تجربتها مع اللقاح    الرعاية الصحية تطلق حملة توعوية حول ضعف عضلة القلب فى 13 محافظة    شراكة استراتيجية بين "كونتكت وأوراكل" لتعزيز نجاح الأعمال وتقديم خدمات متميزة للعملاء    تزايد حالات السكتة الدماغية لدى الشباب.. هذه الأسباب    السكرتير العام المساعد لبني سويف يتابع بدء تفعيل مبادرة تخفيض أسعار اللحوم    دعم توطين التكنولوجيا العصرية وتمويل المبتكرين.. 7 مهام ل "صندوق مصر الرقمية"    الأهلي يجهز ياسر إبراهيم لتعويض غياب ربيعة أمام الجونة    التنظيم والإدارة يتيح الاستعلام عن نتيجة الامتحان الإلكتروني في مسابقة معلم مساعد فصل للمتقدمين من 12 محافظة    هيئة الجودة: إصدار 40 مواصفة قياسية في إعادة استخدام وإدارة المياه    تحديد أول الراحلين عن صفوف برشلونة    تأهل الهلال والنصر يصنع حدثًا فريدًا في السوبر السعودي    بروسيا دورتموند يقتنص فوزا صعبا أمام باريس سان جيرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المتلاعبون بأراضي الدولة
نشر في الوفد يوم 20 - 03 - 2011



انكشف المستور‮.. وكشفت ملفات الفساد والمفسدين،‮ عن فضائح حكومات الحزب الوطني،‮ وعلي وجه الخصوص حكومة نظيف،‮ تلك الحكومة التي قادت مصر إلي الهاوية،‮ نتيجة الفساد السياسي والاقتصادي والاجتماعي ومسئولياتها العمدية عن نهب وضياع ثروات وأراضي وأموال الدولة،‮ التي هي أملاك الشعب والأجيال المقبلة،‮
‬لأن وزراء هذه الحكومة خلطوا بين المصالح الخاصة والعامة وفرضوا سياسة تجويع الشعب بوسائل عديدة،‮ أخطرها تسهيل استيلاء مستثمرين ورجال أعمال علي أراض،‮ أوهموا الشعب باستصلاحها وزراعتها،‮ مساهمة منهم في حل مشاكلنا الزراعية وسد فجواتنا الغذائية،‮ وإذا بهؤلاء المستثمرين مصريين وعرباً‮ يحولون هذه الأراضي،‮ التي تقدر بملايين الأفدنة حصلوا عليها بملاليم إلي منتجعات سياحية وسكنية وفيلات ومزارع سمكية ومشاريع صناعية علي حساب الزراعة والموارد المحدودة من المياه الجوفية،‮ ووصل ببعضهم الفجور إلي بيع جزء من هذه الأراضي بمليارات الجنيهات،‮ وكل هذا تحت‮ غطاء حكومة نظيف والفاسدين فيها من الوزراء‮.‬
كان وزير الزراعة في حكومة شفيق السابقة قد أعلن عن تشكيل لجنة لبحث الموقف القانوني والفني للعقود المبرمة مع عدد من المستثمرين للتأكد من التزامهم ببرامج الاستصلاح الزراعي،‮ وبحث مخالفات تغيير النشاط من زراعي إلي عمراني لتسعيرها علي أساس أسعار أراضي البناء،‮ وكأن المشكلة في فروق الأسعار فقط،‮ وليس في طريقة الاستيلاء‮ غير القانوني لهذه الأراضي‮.‬
لقد اكتفت وزارة الزراعة،‮ بمراجعة قرارات التصرف في أراضي الدولة منذ‮ 2005‮ فقط،‮ وإحالة المخالفات بشأنها إلي النائب العام،‮ وشملت شركات الحصاد وأبوالفتوح الزراعية،‮ ووادي‮ »‬صن ست‮« ومصر للتنمية الزراعية،‮ وإمكو مصر والمصرية الكويتية ومن بعدها نظرت الوزارة في قرارات تخصيص الأراضي،‮ في المشروعات القومية الكبري،‮ مثل توشكي،‮ وشرق العوينات‮.‬
وأيضاً‮ راجعت الوزارة التعدي علي أراضي الدولة،‮ وهو أمر ليس بجديد وعلي الأراضي الزراعية،‮ وكذلك مسألة تغيير استخدام الأراضي التي خصصت للاستصلاح والزراعة في‮ غير الغرض الأساسي،‮ والبيع لجنسيات أخري‮.‬
أرض توشكي
وقبيل ثورة الشعب بأيام قرأنا نقلاً‮ عن مصادر بوزارتي الزراعة والري عن نية الأمير وليد بن طلال بيع‮ 60‮ ألف فدان من حصته في توشكي لإحدي الشركات العالمية العاملة في مجال استصلاح الأراضي،‮ من إجمالي‮ 120‮ ألف فدان مخصصة له منذ سنوات في توشكي لم يستزرع منها سوي‮ 4‮ آلاف فدان،‮ كان يصدر إنتاجها للخارج،‮ مما جعل كلاً‮ من الوزارتين من الزراعة والري يبحث إمكانية سحب الأراضي المخصصة له بعد تقاعسه عن استصلاح واستزراع ال120‮ ألف فدان،‮ وبحث توزيعها علي الشركات وشباب الخريجين فشركة المملكة القابضة،‮ التي يمتلكها الوليد بن طلال لم تلتزم بما جاء في عقد تخصيص الأرض وينص علي زراعة‮ 30‮ ألف فدان،‮ كل‮ 3‮ سنوات،‮ لكن حتي الآن،‮ ورغم كل امتيازات التحفيز للاستصلاح لم يزرع سوي‮ 4‮ آلاف فدان من بين‮ 120‮ ألف فدان،‮ حتي إن الشركة كانت‮ 50٪‮ من تلك الأراضي المصرية لشركات أجنبية‮.‬
تغيير النشاط
مخالفات التعدي علي الأراضي الزراعية أيضاً‮ وتغيير النشاط المنصوص عليه في العقود المبرمة مع الدولة،‮ مثبت وأكدته بعض الأجهزة المعنية،‮ ومناقشات مجلس الشعب السابق،‮ وأحدث تقارير الجهاز المركزي للمحاسبات العام الماضي،‮ الذي كشف عن إنشاء مزارع سمكية بالمخالفة للقانون رقم‮ 143‮ لسنة‮ 1981‮ بشأن الأراضي الصحراوية والقانون رقم‮ 13‮ لسنة‮ 1984‮ بشأن الري والصرف بمشروع تنمية شمال سيناء المرحلة الثانية لمشروع ترعة السلام بزمام ال400‮ ألف فدان وكذلك المزارع السمكية في سهل الطينة،‮ لحوالي‮ 180‮ ألفاً‮ و597‮ فداناً‮ حتي‮ 30‮ يونيو من العام الماضي،‮ بنسبة‮ 55٪‮ من إجمالي المساحات المخصصة للمستثمرين بتلك المنطقة والبالغة‮ 330‮ ألفاً‮ و933‮ فداناً،‮ وذلك رغم صدور قرار وزير الزراعة واستصلاح الأراضي،‮ رقم‮ 175‮ لسنة‮ 2008‮ والخاص بإزالة جميع التعديات أياً‮ كان نوعها،‮ في إشارة أيضاً‮ لأن استخدام مياه الري في تلك المزارع السمكية،‮ يعد إهداراً‮ لتلك المياه والتي بلغت قيمة تكلفتها بتلك المزارع خلال العام‮ 2010/‬2009‮ حوالي‮ 360‮ مليوناً‮ و859‮ ألف جنيه،‮ وفقاً‮ لبيانات قطاع الموارد المائية والري بشمال سيناء،‮ بخلاف ما تحملته الدولة في إنشاء عناصر البنية القومية والأساسية بالمشروع،‮ وما تسببه تلك المزارع من أضرار تتمثل في تقليل كفاءة المصارف وتقليل العمر الافتراضي بمحطات وطلمبات المياه،‮ نظراً‮ لزيادة ساعات التشغيل،‮ وإتلاف عناصر البنية الأساسية للري والصرف بالمنطقة،‮ ما يستلزم صيانتها باعتمادات مالية كبيرة‮.‬
أرض‮.. الصحراوي
ومن المخالفات الأخري،‮ بطريق مصر الإسكندرية الصحراوي،‮ قيام الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية،‮ ببيع‮ 3‮ آلاف و103‮ أفدنة لشركة الريف الأوروبي للتنمية الزراعية بموجب عقود بيع ابتدائية ونهائية من ضمنها مساحة‮ 2000‮ و105‮ أفدنة،‮ بموجب العقد المسجل برقم‮ 2616‮ لسنة‮ 2005،‮ والذي تضمن أنه لا يجوز للطرف الثاني الشركة المشترية خلال‮ 7‮ سنوات من تاريخ تملكه الأرض التصرف فيها أو تقرير أي حق عيني أصلي أو تبعي،‮ أو مكن الغير منها دون موافقة الطرف الأول الهيئة وأنه في حالة مخالفة الطرف الثاني لأي شرط من شروط العقد يحق للطرف الأول فسخ العقد،‮ دون الحاجة إلي تلبية أو إنذار أو حكم قضائي وتؤول الأرض بما عليها من أعمال ومنشآت،‮ إلي الطرف الأول دون مقابل‮.‬
ورغم ذلك تشير بيانات المركز الوطني لتخطيط استخدامات أراضي الدولة قيام شركة الريف الأوروبي،‮ بالتنازل الجزئي عن‮ 500‮ فدان لإحدي شركات استصلاح الأراضي،‮ بموجب عقد مؤرخ في‮ 16‮ فبراير‮ 2006،‮ وعلي أساسه قام المتنازل إليه بتجزئة المساحة المبيعة إلي مساحات صغيرة وقيامه بعمل مطبوعات إعلانية لنماذج فيلات ومشروعات لبحيرات صناعية‮.‬
حصاد‮.. الأراضي
هناك أيضاً‮ شركة الحصاد للمشروعات الزراعية والتي وفقاً‮ لما جاء بتقرير الجهاز المركزي للمحاسبات وضعت يدها علي‮ 102‮ فدان،‮ ثم حررت لها الهيئة عقد إيجار بتاريخ‮ 25‮ يوليو‮ 1992،‮ وعند قيام الهيئة بإجراء معاينة لتلك الأراضي في يوليو‮ 2005‮ تبين وجود‮ 78‮ فداناً‮ منزرعة،‮ وحوالي‮ 13‮ فداناً‮ مستصلحة،‮ ومساحة حوالي‮ 11‮ فداناً‮ بوراً،‮ ثم أعادت المعاينة لها في‮ 18‮ فبراير‮ 2008،‮ وتبين زراعتها تمهيداً‮ لتحرير عقد تمليك لصالح الشركة،‮ وفقاً‮ لأسعار اللجنة العليا لتثمين أراضي الدولة،‮ وكذلك التصرف بالبيع في مساحة المباني،‮ بمقترح الهيئة بسعر‮ 3‮ جنيهات للمتر المربع،‮ لكن بعد كل هذه المدة ورغم معانيات المركز الوطني لاستخدامات الأراضي،‮ والتي تأكدت من تقنين وضع اليد علي‮ 102‮ فدان،‮ بغرض الاستصلاح والاستزراع فقط،‮ رغم وجود استخدام استثماري علي المساحة المبيعة،‮ ممثلة في إقامة مول تجاري،‮ بارتفاع‮ 16‮ متراً‮ وفندقاً‮ بارتفاع‮ 20‮ متراً،‮ بخلاف محطة خدمة سيارات،‮ ومسجد مقامان علي مساحة‮ 4652‮ متراً،‮ دون الحصول علي موافقة الهيئة ودون سداد فروق الأسعار المستحقة للدولة،‮ عن تغيير جزء من المساحة من النشاط الزراعي إلي نشاط استثماري‮.‬
أيضاً‮ هناك شركة برفكت موتورز التي تقدمت للهيئة لشراء مساحة‮ 50‮ ألف متر مربع،‮ بغرض إنشاء مركز خدمة سيارات ومعارض وكافتيريا حصلت عليها بسعر‮ 105‮ جنيهات للمتر،‮ بعدما كان المقترح‮ 75‮ جنيهاً‮ للمتر‮.‬
مخالفات متعمدة
كذلك هناك مخالفات الشركة المصرية الكويتية للاستصلاح الأراضي،‮ والتي قامت بشراء‮ 26‮ ألف فدان بوار بالعياط،‮ في عام‮ 2002‮ بسعر‮ 200‮ جنيه للفدان بإجمالي‮ 5‮ ملايين و200‮ ألف جنيه وبعد موافقة وزارة الموارد المائية والري،‮ علي تقرير مياه ري نيلية لتلك المساحة عن طريق ترعة الجيزة،‮ وخصماً‮ علي حساب الشركة،‮ وكذلك صدور قرار رئيس الجمهورية،‮ رقم‮ 14‮ لسنة‮ 2004‮ بمعاملة الشركة المعاملة المقررة للمصريين،‮ بالنسبة لمساحة ال26‮ ألف فدان،‮ بغرض الاستصلاح والاستزراع،‮ ولكن الشركة رغم ذلك خالفت العقد وقسمت الأرض لمساحات صغيرة،‮ فدانين لكل قطعة مع وجود لوحات بأسماء لأفراد ملاك جدد،‮ وكذلك عمل شبكة طرق أسفلتية وترابية،‮ وعندئذ تقدمت الشركة بطلب تغيير الاستخدام للمساحة كلها من استصلاح واستزراع،‮ إلي أنشطة عمرانية ووافق رئيس مجلس الوزراء،‮ علي تغيير استخدام الأراضي المشار إليها،‮ وحسب توصيات المركز الوطني المؤكدة لمثالية الاستخدام العمراني بتلك المساحة بدلاً‮ من نشاط الاستصلاح والاستزراع‮.‬
وهكذا نجد تغيير استخدام أراضي الدولة المخصصة للاستصلاح والاستزراع أمراً‮ مشروعاً‮ بموافقة حكومة نظيف،‮ رغم تجريمه،‮ وعلي حسب أهواء السادة المسئولين عن القرار وقتها‮.‬
ورغم كل التحذيرات من تلك المخالفات الصارخة والتي أجملها الجهاز المركزي للمحاسبات في مخالفات استغلال الأراضي المباعة في‮ غير الغرض المخصصة له وبالتحديد حتي‮ 30‮ يونيو‮ 2010‮ وفي وضع اليد علي الأراضي التابعة للهيئة وتقنينها لأوضاع المخالفين،‮ بالمخالفة للقانون،‮ مشيراً‮ إلي أن مجلة مساحات الأراضي التي تم الاستيلاء عليها،‮ بلغت‮ 3.‬5‮ مليون فدان،‮ ومنها‮ 7‮ آلاف فدان تم تقنينها بالمخالفة للقوانين المنظمة،‮ قبل العمل بالقانون‮ 148‮ لسنة‮ 2006،‮ وكذلك تغيير بعض المستثمرين لمساحات من الأراضي من الاستصلاح والاستزراع،‮ لأغراض أخري،‮ وبالمخالفة للعقود المبرمة معها،‮ وفقاً‮ للقانون رقم‮ 143‮ لسنة‮ 1981،‮ فضلاً‮ عن ضياع حق الدولة في الاستفادة من فروق الأسعار الضخمة،‮ بين سعر الفدان لأغراض الاستصلاح والاستزراع،‮ وسعره لأغراض المباني والأنشطة الاستثمارية،‮ علاوة علي خروجها عن الأهداف المخطط لاستخدامها زراعياً،‮ وما يتبعه من تجاوز لاستخدام المقننات المائية‮.‬
خبراء الزراعة‮: فجوات زراعية وغذائية
نستورد‮ غذاء ب17‮ مليار جنيه ومصر بلد زراعي‮.. وتركنا لصوص الأراضي يتاجرون في أراضي الدولة
كان لقرار حظر تصدير القمح الروسي وتفاهم مشكلات التغيرات المناخية الكثير من السلبيات،‮ أهمها‮: ما شهدته الأسواق من ارتفاعات متتالية للأسعار،‮ وارتفاع فاتورة استيراد الغذاء لحوالي‮ 17‮ مليار جنيه،‮ مع تفاقم للفجوات الغذائية ما بين الإنتاج والاستهلاك لجميع المحاصيل،‮ والتي جعلت علي سبيل المثال،‮ مصر من أكبر مستوردي القمح،‮ رغم تصنيفها علي أنها بلد زراعي،‮ بلد يتم فيه سنوياً‮ تجريف‮ 70‮ ألف فدان،‮ وفقاً‮ لتقارير مركز الأرض لحقوق الإنسان،‮ وترك الباب علي مصراعيه للتعدي علي الأراضي الزراعية،‮ سواء بوضع اليد المخالف للقانون،‮ ثم تقنين أوضاع المخالفين أو من خلال السماح وغض البصر عن تغيير استخدامات الأراضي المخصصة للاستصلاح والاستزراع من قبل المستثمرين،‮ وتحويلها إلي منتجعات وفيلات وملاعب للجولف ومشاريع صناعية ومزارع سمكية ومولات تجارية،‮ وعلي حساب الرقعة الزراعية وثرواتنا من المياه الجوفية ومياه الري والصرف،‮ وإهدار المال العام للدولة‮.‬
الدكتور سامي الزيني،‮ مستشار وزير الزراعة السابق،‮ أكد خلال مؤتمر تحديات التصرف بأراضي الدولة،‮ الذي عقد مؤخراً‮ أهمية تحديد الاستخدام الأمثل للأراضي،‮ وضرورة وضع ضوابط تضمن الالتزام بهذا الاستخدام،‮ وطبقاً‮ لما تحدده الدولة في عقودها المبرمة مع المستثمرين‮.‬
وقال‮: إن تغيير تلك الاستخدامات يستهدف جني أرباح خيالية،‮ مما يستلزم معه أيضاً‮ وبحسم اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال المخالفين،‮ وضمان تحقيق التنمية الحقيقية لأهداف الدولة في الأراضي الزراعية‮.‬
الدكتور علي إسماعيل،‮ وكيل معهد بحوث الأراضي والمياه بمركز البحوث الزراعية،‮ التابع لوزارة الزراعة،‮ قال‮: إن تغيير استخدامات الأراضي المخصصة للاستصلاح والاستزراع لغير الزراعة كارثة كبري تساهم في تجويع المصريين وتضر بالأمن الغذائي المصري،‮ وجريمة كبري في حق الأجيال القادمة ونهب منظم لثروات مصر في وقت تواجه فيه البلاد،‮ وغيرها من الدول تحديات طبيعية وتغييرات مناخية تزيد من حجم فجواتنا الغذائية وترفع فاتورة الاستيراد وتقلل من المساحات المخصصة للإنتاج الزراعي،‮ وكلها تحديات وأمور مرتبطة بالأمن الغذائي المصري،‮ وهذا نتيجة طبيعية لخروج تلك المساحات عن الأهداف المخطط لاستخداماتها في أغراض الاستصلاح والاستزراع لزيادة الرقعة الزراعية،‮ وأيضاً‮ ما يتبع ذلك من تجاوزات لاستخدامات المقننات المائية المخططة لتلك المساحات،‮ عندما تحول لمنتجعات وبحيرات صناعية أو مزارع سمكية أو أنشطة صناعية وتجارية،‮ وعلي حساب المخزون الجوفي للمياه،‮ وبالمخالفة لقوانين الري والصرف،‮ من خلال السحب‮ غير المقنن لخدمة تلك الأنشطة المخالفة،‮ علاوة علي تأثر الأراضي المستصلحة والمستزرعة،‮ وبحرمانها من المياه المقررة لها،‮ كماً‮ ونوعاً،‮ مما يهددها أيضاً‮ بالبوار‮.‬
ولذلك يجب تفعيل القانون والضرب بيد من حديد علي المخالفين وألا يكون هناك تصالح معهم كما يحدث حالياً‮ وإنما عدم السماح نهائياً‮ بأي أنشطة أو مشروعات علي أراض تصلح للزراعة‮.‬
.. وخبراء القانون‮: تغيير استخدامات الأراضي‮.. جريمة‮!‬
المتلاعبون بالأراضي مجرمون‮.. واسترداد الأرض المخالفة وتعويض الدولة قانوني
خبراء القانون يرفضون تماماً‮ حتي تقنين أوضاع المخالفين لاستخدامات أراضي الاستصلاح والاستزراع،‮ لأن هؤلاء مخالفون بحكم القانون والدستور،‮ ويستلزم الأمر فسخ أي عقد خالف بنود تنفيذه،‮ ولذلك عندما شعر المشرع المصري بأن هناك محاولات لاغتيال الأراضي الزراعية وتحويلها إلي أراضي بناء فقد صدر قانون تجريم البناء علي الأراضي الزراعية من‮ غير علم من مديرية الزراعة التابعة لها‮.. ومن هنا بدأت الكارثة وضياع تلك الأراضي‮.‬
كما قال أحمد عودة،‮ المحامي عضو الهيئة العليا بحزب الوفد،‮ فإن المحليات في جميع المجالات الإدارية والخدمية،‮ تعيش علي الرشوة وكل من يريد أن يبتلع أرضاً‮ زراعية عليه أن يدفع لتلك الجهة لكي يحصل علي إذن بالبناء أو‮ غض النظر عن التلاعب بتبوير الأرض الزراعية وتركها خالية بدون زراعة لفترات قد تصل إلي‮ 3‮ سنوات،‮ وليأتي مندوب الجهة الإدارية المرتشي،‮ ويعاين ويقول بأنها أرض بور لا تزرع ويصرح لها بالبناء‮ وهنا نعود لأصل الداء وهو انتشار الفساد والرشوة وما ترتب عليه من ضياع لأراض زراعية شاسعة تحت سمع وبصر الأجهزة المعنية‮.‬
ثم نأتي لمرحلة الأراضي الصحراوية المستصلحة فمثلاً‮ الوليد بن طلال وغيره من المهتمين بتسقيع الأرض ورفع أسعارها ثم بيعها لتزرع بالخرسانة المسلحة،‮ بدلاً‮ من الزراعة جعلنا نفقد الكثير من الأراضي الصالحة للزراعة وحرمنا الأجيال القادمة من محاصيل القمح والذرة والفول والأرز والقطن،‮ بل ومن أراضي الحدائق المثمرة،‮ والبركة في السلطات الواسعة لبعض المسئولين،‮ ولصالح تحويلها إلي فيلات وملاعب للجولف وملاهي ومنتجعات وحمامات سباحة،‮ ورغم مخالفة ذلك للعقود المبرمة بين الحكومة المصرية وهؤلاء المتربحين والمتلاعبين من المستثمرين،‮ نظراً‮ لضعف الرقابة والسلطة المكلفة بالمتابعة لضمان تنفيذ بنود العقود أو التي يوجب فسخها بالقانون وبدون أي إجراءات‮.‬
وأضاف‮: لا يحق لأي مستفيد من أراضي الدولة المخصصة للزراعة في تغيير نشاطها ولا في البيع للغير،‮ وخلاف ذلك يعد جريمة تستلزم تطبيق نصوص القانون المدني وقد تصل أيضاً‮ لجريمة جنائية وفقاً‮ لقانون العقوبات،‮ إذا ما ثبت نية التلاعب،‮ ولذلك فهناك ضرورة لتعديل القانون،‮ بحيث يكون الامتناع تماماً‮ عن البيع وتغيير النشاط والأراضي الزراعية،‮ وعدم جواز التصالح أو التقنين لأوضاع المخالفين،‮ لأن ثروات البلد وموارده ليست ملكية خاصة للمسئولين وللحكومات،‮ بل للأجيال المقبلة،‮ يستلزم الحفاظ عليها بل تنميتها والعمل علي زيادتها وتحسينها‮.‬
المستشار محمد حامد الجمل،‮ رئيس مجلس الدولة الأسبق،‮ قال إن المبادئ الدستورية العامة والجهة الإدارية تعتبران تغيير الغرض من تخصيص الأرض،‮ يعد مخالفة صريحة للقانون،‮ وسبباً‮ أساسياً‮ يستوجب فسخ العقد،‮ بل واسترداد الأرض،‮ ودفع تعويضات بسبب سوء الاستخدام وتغييره ومن قبل ذلك أن يتم التخصيص من الأساس عن طريق المزادات العلنية‮.‬
وطبقاً‮ لأحكام الدستور والمصلحة العامة لا يتم بيع الأراضي بمساحات واسعة،‮ بقصد الاستثمار أياً‮ كان،‮ إلا بقانون مصيري من مجلس الشعب وبموافقة نوابه علي التصرف في أملاك الشعب من جهة وضمان وجود قواعد حماية للتخصيص وللعاملين وكحقوق المستهلكين للمنتجات الناتجة عنها واكتفاء السوق المحلية منها لا أن تصدر بأكملها للخارج‮.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.