بالبكاء والدموع المقترنة بالزغاريد..ودعت مصر ظهر أمس 15 من أبنائها الشهداء رجال القوات المسلحة الذين فقدوا أرواحهم علي خلفية الأحداث التي شهدتها مدينة رفح علي الحدود المصرية والتي نتج عنها مقتل وإصابة العشرات. وكان مسجد القوات المسلحة بمدينة نصر في الحادية عشرة ونصف علي موعد مع قدوم أفواج سيارات الإسعاف الحاملة لجثامين الشهداء ومن خلفها الأتوبيسات الخاصة بالقوات التي نقلت أهالي الشهداء من مقر الحادث إلي المسجد ومنه إلي المحافظات التي يسكنونها. وجاء جثمان كل شهيد ملفوفا بعلم مصر وعليه رقمه واسمه وعنوانه وسط صرخات السيدات وهتافات الشباب الذين توافدوا علي المسجد منذ الصباح الباكر إنتظاراً لقدوم الشهداء. وشهد مسجد القوات المسلحة حالة من الاضطراب بعد أن اصطفت نعوش الشهداء بجوار بعضها البعض فيما هتف المشيعون داخل المسجد ضد الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية وجماعة الإخوان المسلمين والمرشد العام لها وحركة حماس الفلسطينية وإسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة. وحضر صلاة الجنازة الفريق سامي عنان نائب رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة وغالبية أعضاء المجلس والعامري فاروق وزير الرياضة والوزيرعبد القوي خليفة والدكتور علي المصيلحي وزير التموين الأسبق والفريق حسام خيرالله وكيل جهاز المخابرات السابق والمخرج خالد يوسف والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وحمدين صباحي المرشح السابق لرئاسة الجمهورية الذي التف حوله المشيعون مطالبينه بسرعة التحرك لإنقاذ الوطن من جماعة الإخوان المسلمين. وحضر الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء قبل صلاة الجنازة بدقائق وهو ما قابله الحضور بالهتاف ضد حكومته والرئيس مرسي مرددين «يسقط يسقط محمد مرسي» و«يسقط يسقط حكم المرشد»وسط اعتداءات المشيعين داخل المسجد علي رئيس الوزراء ورفعوا الاحذية في وجهه في محاولة منهم للإعتداء عليه ،إلا أن الحرس الخاص به نجح في إخراجه من المسجد بسرعة دون أن يرتدي الحذاء الخاص به الذي أحضره له أحد حراسه خارج المسجد وهو ما اضطر رئيس الوزراء للتغيب عن الجنازة العسكرية. وزحفت عشرات الالاف من المواطنين مع جثامين الشهداء من مسجد القوات إلي المنصة لحضور الجنازة العسكرية في حضور المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع الذي ظل واقفاً منفرداً ومصوباً رأسه في الأرض والفريق سامي عنان والدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء السابق والدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الأسبق وعمرو موسي المرشح السابق لرئاسة الجمهورية واللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية واللواء سفير نور عضو مجلس الشعب السابق ومساعد رئيس حزب الوفد والدكتور أحمد فهمي رئيس مجلس الشوري الذي ظهر غاضبا بعد الهتاف ضد مرسي والفنانة إسعاد يونس. وظل كبار رجال الدولة لمدة طويلة واقفين في الوقت الذي أكد فيه البعض إنتظارهم لرئيس الجمهورية إلا أن الحارس الخاص بالمشير تلقي إتصالاً هاتفياً واعطي الهاتف للمشير الذي أمر بتحرك الجنازة فور انتهاء المكالمة وهو ما رجحه البعض بأنها مكالمة من الرئيس ليعلن اعتذاره. وعندما تحركت الجنازة العسكرية في غياب رئيس الجمهورية قام أحد المواطنين بالنداء للمشير طنطاوي وقال له علي مسمع الجميع «الرئيس بتاعنا فين يا سيادة المشير؟» وهتف «يسقط يسقط حكم المرشد وتسقط حماس» إلا أن اللواء حمدي بدين قائد الشرطة العسكرية طالبه باحترام الجنازة دون هتاف. وتحدث شقيق الشهيد حمدي جمال مع الفريق سامي عنان وقال له «عايز حق أخويا يا سيادة الفريق» فرد عليه عنان قائلاً «حاضر» في الوقت الذي قام فيه عنان بتقبيل أهالي الشهداء. وهتف المشيعون «يسقط الإخوان» و«الإخوان وحماس إيد.....»- نعتذر عن ذكر اللفظ. و«بالروح بالدم نفديك يا شهيد» و«يا شهيد نام وارتاح..واحنا نكمل الكفاح» و»الإخوان قتلة» و«الشعب يريد إسقاط مرسي» و«يا نجيب حقهم..يا نموت زيهم» و«القصاص القصاص للي قتلوا ولادنا بالرصاص» . وحملوا لافتات مكتوباً عليها «حسبنا الله ونعم الوكيل» و«ارحل يا مرسي» و«دم الشهيد في رقبة الكدابين» . والتف المئات حول الإعلامي توفيق عكاشة الذي وقف أمام المنصة في الوقت الذي طالبه المواطنون بمواصلة برنامجه وسياسته ضد جماعة الإخوان إلي أن قام أحد الشباب بقذف عكاشة بالحذاء وهو ما قابله الحارس الخاص به بالنزول وجري خلفه وقام بضربه إلا أنه اختبأ وسط رجال الجيش. وحمل المواطنون النائب مصطفي بكري وهتفوا «الجيش والشعب إيد واحدة» و«لا إله إلا الله...الشهيد حبيب الله». ونشبت الكثير من المشادات بين المواطنين الذين شاركوا في تشييع الجنازة بين الذين حملوا مرسي مسئولية الأحداث نتيجة قراره بفتح المعابر قبل الحادث بأيام وبين الذين طالبوهم بعدم إلقاء التهم دون دليل ليتبادل بعضهم الاتهامات بالخيانة للوطن . وعارض بعض المشيعين الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية في السويس الذي قام المواطنون بمنعه من حضور الجنازة العسكرية متهمين إياه بالبحث عن الأضواء وكاميرات الفضائيات. وتواجد العنصر النسائي بصورة كثيفة داخل المسجد وأمام المنصة وسط نزيف من البكاء علي أرواح الشهداء مرتدين الملابس السوداء.