طبعا كل اللي فات حمادة واللي جاي حمادة تاني خالص.. كنت فاكرة إن مباراة عزومة رمضان دوري كده انتهى فيها، وسلمت بحسم النتيجة بفوز ماما وخلاص بعد ما "دبستني" لوحدي في الليلة دى كلها.. بداية من شراء لوازم العزومة من السوق والجزار والبقال، ومرورا بالطبخ والتجهيز لوحدي طول اليوم، نهاية بإعداد وتنسيق السفرة قبل المغرب.. لكن مكنتش أعرف إن فيه لسه شوط تاني ساخن في انتظاري.. أوقات الشوط ده بقى "ميتحكيش عليها" على رأي عمرو دياب.. ... يادوب خلصنا أكل وماما قدام جدتي وخالتي وولادها وجوزها وبكل رقة وخفة دم: "يالا يا حبيبتي.. لازم تساعديني المواعين كتيييير.. المهمة دي بتاعتك.. كفاية دلع م الصبح بقى".. ويضحك الجميع.. بينما رسمت ابتسامة صفرا على وشي.. ومن جويا كنت بصوّت.. مفيش مفر.. "بقى دي أخرتها" على رأي القذافي.. ومع التدبيسة دي ما خففش عليا غير كلام جدتي حبيبتي: "معلش يا ست البنات.. عقبال ما أشوفك كده واقفه في مطبخك.. أشوفك عروسة زي القمر في الكوشه يارب..". وقدام البقين الحلوين دوول قلت في نفسي "يالا معلش علشان أنول الدعوة".. وبدأت الشوط التاني وبرضه لوحدي في المطبخ.. ... آه من المطبخ.. عينك متشوف إلا النور من كتر الصحون اللي فيه.. قولت في نفسي: "الموضوع كده أتغير أوي.. دي مبقتش مباراة كوره قدم زي ما كنت فاكره، ده الأمر كده أصبح أشبه بفيلم "مهمة في تل أبيب" لناديه الجندي". دخلت على المواعيين طبق طبق، وعلى الحلل حله حله، وفضلت كده حوالي 4 ساعات في المطبخ كل ما أخد طبق أقول خلاص هانت، أخد حله أقول خلاص هتفرج، أبص ألاقي الأطباق بتزيد مش بتقل.. (هو في أيه هو ده تهييس من كتر التعب ولا أيه؟).. طبعا ماما كانت رايحه جايه تودي في عصاير وكنافة وقطايف وأرز باللبن وقمر الدين وجلاش، وطبعا كل دي أطباق.. واغسلي يا جارية.. ده أنا لو كنت غسالة أطباق لكنت "هنجت".. ده أنا المفروض يعملولي تمثال "المرأة المطبخية".. ... المهم.. انتهيت أنا من مهمة المواعيين، قلت خلاص بقى انتهت المباراة وحسمت النتيجة بفوز ماما.. قلت أخد أنفاسي.. لكن لسوء حظي العاثر، جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن.. ماما: ما تنسيش إن بكرة خطيبك ومماته ح يفطروا عندنا بكرة.. ودي أول مرة ح يتعزموا عندنا بعد الخطوبة.. لأاااااااااااااااااااااااااااااااااااا قلتها بكل أحاسيسي ومشاعري الداخلية والخارجية.. وبكل الوزارات.. لسه هنطق معترضة.. رن جرس التليفون.. ترن ترن ترن.. ألووووو.. أهلا يا طنط.. وطبعا طنط دي هي حماتي، بس مش دي المشكلة، المشكلة إنها صدمتني صدمة كان هيجيلي فيها شلل أطفال وأنا واقفة.. = ها.. هتأكلينا إيه من أيديكي الحلوين بكرة.. انتي عارفة ابني مش أي حاجة بياكلها.. طبعاً حماتي أنا فاهمها كويس أوي عايزه تطمن على مستقبل ابنها الغذائي هياكل كويس ولا هيقضيها دليفري.. طبعاً رديت عليها وأنا قلبي كان موجوع وبيتندم: "من عنيا يا طنط ده انتي تنوري يا أم الغالي البيت بيتك، أنتي بس أمريني قوليلي كل اللي بتحبيه هتلاقيه جاهز على السفرة".. ودي بقي ما صدقت رصت لي قائمه إفطار أفضل أجهز فيها ليومين!!. ... قفلت التليفون وصرخت لماما: (عاااااااااا ألحقيني يا ماااااااااااااااااما حماتي طالبه تأكل ....و.... و..... و.....).. كله يهوون يا حبيتي.. انتي قدها وقدود.. وهو فيه أحلى من طعامة أكلك (ورسمت ابتسامة صفرا وسابتني ومشيت) مش عارفه ليه كده جالي إحساس أن ماما مش حاسه بيا ولا متوترة عشاني.. دي أول مرة ح يتعزموا عندنا بعد الخطوبة يا ناااااس.. حسيت إن أمي فرحانة فيا كأني مش بنتها.. - "بقى كده يا ست الحبايب".. تفتكروا (فيه أم كده في الدنيا؟) على رأي "اللمبي"؟