عاوزه أقولكوا "عزومات رمضان" عاملة زى "ماتش الكورة" بالظبط.. تبتدي لما المدرب (ماما) تعمل "معسكر" في المطبخ للإستعداد للعزومة قبلها بيومين أو ثلاثة وتضع "خطتها" لتقديم كل ما لذ وطاب والذي منه.. وطبعا لا تنسى توجيهاتها لي (اللاعب الرئيسي).. وأنا ما عليّ إلا التنفيذ طبقاً للخطة المرسومة.. الشوط الأول: قومت من النوم الصبح بدري جدا (طبعا بضرب ال..).. النهاردة عزومة جدتي وخالتي وولادها وجوزها.. وطبعا المدرب ما توصاش في التوصية (الخضار والفاكهة تكون صابحة).. حااااضر يا مااااما.. (ومتنسيش البوفتيك.. ولازم يقطعه قدامك).. حااااضر يا مااااما.. (واللحمة المفرومة لازم يفرمها قدام عينيكي).. حااااضر حااااضر.. أخدت اللفة التمام.. ونفذت التعليمات رغم الجو الناااار.. وطبعا مش محتاجة أقولكوا الجو مع الزحمة كان عامل "ميكس" خطير وصل لقمته مع شراء البوفتيك.. وده كان عليه طابور طويييل، خلاني أفتكر الفنان عبد المنعم مدبولي في فيلم "الحفيد" وهو بيضرب كف ايده على رجله بغيظ وبيقول: "ما هو لازم البوفتيك علشان محدش يقول حاجة".. بعدها أخدت دوري في طابور الكنافة والقطايف.. بس كنت بصبر نفسي وأقول يلا أهون من الوقوف قدام الفرن.. ... نزلت الملعب.. قصدي المطبخ.. وكانت تعليمات المدرب إني أحضر من كل صنف طبق، ومرة واحده لقيت نفسي في الملعب لوحدي.. ماما فين؟.. قال إيه بتابع برنامج "أكلات رمضان".. طبعاً مسكتش وروحتلها.. (أيه يا ماما أنا هطبخ لوحدي ولا إيه؟) قالتلي بكل استعطاف (هتابع برنامج "الست غالية" وخلاص.. وهجيلك هو بيخلص بسرعة)، وعشان أنا حنينه وهي أمي برضه قولت في سري (ماشي يا غالية)، سبتها ورجعت الملعب تاني أمارس مهمتي في إحراز الأهداف.. ... عدت ساعة وأنا في المطبخ لوحدي، قولت لا مبدهاش بقى.. وطلعت لها وكانت السكينة في إيدي (أوعوا تفهموني صح!) إيه يا ماما.. البرنامج خلص أنا هحضر الوليمة دي كلها لوحدي؟ ردت عليا بكل حنيه واستعطاف: "أصل البرنامج الديني بتاع مصطفي حسني ده بحب أسمعه وأشوفه أوي.. بيفدني هو بيخلص بسرعه نص ساعة وهجيلك" طبعاً ده برناج "ديني" يعني مينفعشي أتكلم، ورجعت إلى ملعبي قصدي مطبخي في صمت. أذنّ العصر وفات ساعة وست ماما سيباني لوحدي... لالالالالالالا كده بقي أووفر أوي، في سرعة البرق والرعد روحتلها: "إيه يا ماما أنا كل شويه هجيلك تقوليلي ساعه وجيالك ومش بتيجي؟".. ردت عليا بصوت عذب حنون (أصل المسلسل ده بحبه أوي.. وأنتي عارفه بعد الفطار بنزل أصلي التراويح وأرجع أنام).. قولت لنفسي يعني هي ملهاش نفس تتفرج على مسلسلات زينا، وعشان أنا حنينه صعبت عليا ما هي أمي بردو.. رديت عليها بكل حسرة وغيظ: (ماشي يا ماما... بس المسلسل ده وبس) ... جرس الباب بيرن .. تنازلت ماما عن المسلسل وراحت فتحت الباب.. هووووبا.. جدتي وخالتي وولادها وجوزها !!! قولت لنفسي.. بدري كده؟ المهم طلعت وسلمت عليهم.. وهما لسه بياخدوا أماكنهم في الصالون همست في أذن ماما بصوت خافض عشان محدش يسمعني: (إيه يا ماما أنا هقف في المطبخ لوحدي).. ردت عليا بردو بنفس الصوت: (أومال يعني هسيب جدتك وخالتك وولادها وجوزها لوحدهم).. قولتلها: (لأ إزاى ميصحش.. تسيبيني أنا أموت لوحدي في المطبخ من الحر).. ... ورجعت للمطبخ.. طبعا مش محتاجة أوصف لكم حالتي إيه.. وشعوري إني "ادبست" لوحدي في الليلة دى كلها.. المهم.. كان فاضل ساعة على المغرب.. وطبعا دي أصعب لحظات المباراة.. التجهيز والتحمير.. وصواني تدخل الفرن وصواني تخرج.. وتحضير السلطة والمخلل.. ده غير إعداد الخشاف والتمر.. وطبعا "برميل" المياه المتلجة.. وبعدين مهمة نقل كل ده من المطبخ إلى ترابيزة السفرة! وعلشان ما أنكرش مجهود ماما.. هي الصراحة كانت واقفة توجهني أحط الطبق ده فين والصنف ده فين ع الترابيزة.. وأخيراً.. يصفر الحكم قصدي يأذن المغرب.. ويجتمع الجميع على مائده الأفطار.. وبدأنا فطارنا بسم الله.. .... ** انتهى االشوط الأول وانتظروا الشوط الثاني.