تختلف أو تتفق معها في الرأي أو التوجه، لكنك في النهاية لا تملك إلا احترامها خاصة وأنها فنانة صاحبة موقف لم ولن يتغير، رغم تغير الظروف نفسها، هي تعترف بأنها لا تملك أدوات الممارسات السياسية ولكنها تعبر عما تراه صحيحا ومفيدا لمصر من وجهة نظرها، لم تركب الموجة ولكنها سارت ضد التيار بدون الخوف من وضعها في خانة الفلول لأنها مؤمنة بأن أهم صفة في الفنان أن يكون صادقا مع نفسه قبل الآخرين، حاورناها عن آرائها وتعليقها علي ما يحدث وحكايتها مع معالي الوزيرة. * ما الرسالة التي توجهينها في مسلسلك «قضية معالي الوزيرة»؟ - المسلسل يقدم رسالة سياسية نستعرض من خلاله كواليس مجلس الشعب، وما يجب أن تكون عليه الحكومة، وما الصفات التي يجب ان يتم اختيار الوزراء علي أساسها، ونناقش بعض المشاكل الاجتماعية الموجودة في المجتمع وما يحدث مع اعضاء مجلس الشعب الذين يظهرون فقط أثناء الانتخابات ويدفعون الزيت والسكر والرشاوي ويتم انتخابهم، وبعدها يختفون عن الأنظار المسلسل يوضح أن المبادئ لا يتم تجزئتها لابد أن يعي أي وزير أو مسئول في الدولة حجم المسئولية عليه حتي يستطيع أن يتعامل معها. * المسلسل به انتقادات للحزب الوطني والحكومة السابقة، فهل تمت إضافتها بعد الثورة؟ - علي العكس المسلسل تمت الموافقة عليه من الرقابة عام 2010 وبدأنا التصوير في نفس العام ولم يتم حذف أو إضافة أي مشهد علي السيناريو الأصلي الذي كتبه محسن الجلاد، وهذا دليل علي أننا كنا دولة ديمقراطية نقول ما نريد دون تخويف أو ترهيب لأن الرقابة لم تحذف منه أي مشهد رغم الانتقادات الكثيرة التي يوجهها للحكومة السابقة، وكنت أتمني لو يعرض المسلسل في ظل قوة الحكومة السابقة. * قدمتي فكرة الزواج العرفي قبل ذلك، فهل كان من اللائق الزواج من شخص يصغرك سناً بعدة سنوات؟ - أنا قدمت فكرة الزواج العرفي مرة واحدة في مسلسل «امرأة في ورطة»، لكن في قضية معالي الوزيرة لم يقصد به أزمة الزواج العرفي بقدر ما هو موقف يدل علي أن كل إنسان مهما كان مثاليا في تصرفاته، إلا أن لديه سقطة في حياته، وهذه المرأة رغم أنها لم تخطئ في حياتها تزوجت وهي صغيرة السن وأنجبت أولاداً وركزت في عملها الذي ورثته عن والدها، لكنها لم تعش علاقه رجل وامرأة صحيحة ولم تعش حياتها كأنثي ومن هنا السقطة التي حدثت في حياتها أنها تنساق لرجل لايصلح لها مطلقاً والجميع رفضوا هذا الزواج لأنه أصغر منها سنا بكثير، والرسالة أن أي إنسان له سقطة ولو عاش حياته صحيحة فيصنف كملاك. * ما نقاط التشابه بين إلهام وولاء المصري؟ - الاثنتان شخصيات جريئة ومندفعة ومقتنعة برأيها أيا كانت النتيجة عندما تخطئ تدافع عن نفسها وتعترف بخطئها تحب بلدها بكل جوارحها وتحاول أن تدافع عنها لا تحسب حسابات للناس طالما انها مقتنعة برأيها. * في رأيك هل مسلسلك يحظي بنسبة مشاهدة بين الأعمال الكثيرة المعروضة؟ - الحمد لله لدي تعليقات كثيرة علي العمل، وأنا سعيدة برد الفعل، خاصة أن المسلسل يعرض حصريا علي باقة قنوات الحياة وهي قناة ذات نسبة مشاهدة عالية. * كيف ترين المنافسة بين المسلسلات؟ - هذا العام هو أقوي أعوام الدراما المصرية ولن تتكرر أبداً بهذا الشكل، لأن وجود هذا الكم الكبير من الأعمال ناتج عن صناعة عامين فمعظم الفنانين بدأوا في تصوير مسلسلاتهم قبل الثورة والتأجيلات كثيرة تم العرض هذا العام وهو ما تم مع عادل إمام ومحمود عبدالعزيز ويسرا، وهي سنة متميزة عادت فيها الدراما المصرية بقوة تتربع علي العرش بعدما تفوقت عليها الدراما التركية والسورية الفترة الماضية، والدراما المصرية الآن أصبحت بها موضوعات جريئة وقوية ومختلفه وهناك جيل جديد من المخرجين رائعين ووجوه شابة متميزة أيضاً عودة لنجوم السينما الشباب ونجوم كبار ابتعدوا عن الدراما كلهم يجتمعون هذا العام. * وما المسلسلات التي نالت إعجابك هذا العام؟ - أتابع أعمال الكبار ومنها مسلسل الفنان عادل إمام فهو سيناريو متميز جدا ومحمود عبدالعزيز يعود للدراما بعمل قوي، وايضا أحمد السقا مسلسله جيد وأحداثه سريعة، ويسرا هذا العام تعود بعمل متميز وهي «شربات لوز» ويمثل عودة الفنان سمير غانم بقوة للساحة، وأنا سعيدة جدا بدوره، وشخصيته جديدة ونحن نحتاج الي الكوميديا، وأيضا أعجبني مسلسل «نابليون والمحروسة» فهو مسلسل رائع كمخرج ومؤلف ومشاهدة متميزة وأبطاله من الشباب والكبار وليلي علوي تظهر فيها في أقوي أدوارها. * وكيف ترين تجسيد الصحابة في مسلسل الفاروق؟ - أنا لا أري عيباً في ذلك أنا شاهدت مسلسلات إنتاج إيراني تجسد شخصيات العذراء مريم التي اصطفاها الله بين نساء العالمين وجسدوا أيضا شخصية النبي يوسف في مسلسل يوسف الصديق وهي مسلسلات أعجبتني للغاية، فلماذا لا يسمح لهذه الشخصيات بالظهور علي الشاشة، فهي شخصيات يمكن الاستفادة منها وتجسيدها يعني مواجهة العالم أفضل من وضع رؤوسنا في الرمال والخوف من مواجهة الشخصيات. * وماذا عن مشروعاتك السينمائية؟ - جار التجهيز لفيلم «يوم للستات» من إخراج كاملة أبوذكري وتأليف مريم ناعوم وهو دعوة لتحرير المرأة من أشياء كثيرة ستشاهدونها خلال المسلسل وأتمني أن تتحسن الظروف لأتمكن من إنتاج العمل بشكل جيد. * وما حقيقك مطالبتك بالعفو عن مبارك؟ - أنا اعلم ان الجميع سيهاجمونني لكن ما مدي الاستفادة للشعب المصري في أن يهان ويذل هذا الرجل في آخر أيامه فهو رجل له سلبيات وإيجابيات ويمكن أن نتذكر له أي شيء جيد فعله من أجل مصر حتي مشاركته في حرب 6 أكتوبر وعندما طلبنا منه ان يتنحي تنحي في أسرع وقت علي عكس أمثاله بشار والقذافي الذين تسببوا في وفاة الكثيرين فواجب علينا احترام موقفه حتي من أجل الرحمة في شهر رمضان، فالدين يقول لا تشمت في اخيك فيرحمه الله ويبتليك ومن تلحقهم الشماتة، أتمني أن يروا روح الدين الإسلامي الحقيقية من حيث العفو عند المقدرة وارحموا عزيز قوم زل، ديننا يطالبنا بأن نرحم ضعيفنا ونوقر كبيرنا، وكان من الممكن ان يترك الدولة ويعيش ملكاً في أي دولة اخري لكنه حبا في مصر وتراب مصر قرر ان يموت فيها. * ولكن الشعب المصري كله عاش في فقر ومهانة، وعانوا من نظام سمح بكل ما حدث، بالإضافة إلي أنه فعل مثل غيره وتسبب في موت الكثير من الشهداء؟ - مشكلة مبارك هي سوء الإدارة للدولة، ونحن مع أن تقام ثورة للتغير فهو شخص وليس ملاكاً ومن المتوقع أن يخطئ، لكنه ليس خائناً للبلد أو كارها لها او كاره للشعب لم يهن شعبه والفترة التي حكم فيها حمي مصر وحدودها ولم يترك أي عدو للنيل منها خارجيا وكانت مصر بلد الأمن والأمان في عصره، الآن لم يعد هناك أي أمن وفقدنا الأمان. * كيف لم يهن الشعب.. وهو المسئول عن كل ما حدث؟ - مصر عاش فيها فقراء في عصر كل الرؤساء ومبارك عندما تولي مصر كان عدد السكان 40 مليوناً الآن أصبحنا 90 مليون مصري، الفرد الواحد أصبح لديه 13 طفلاً وينتظر أن تصرف عليهم الحكومة، هل هذا خطأ الرئيس أيضاً كيف توفر الحكومة تشغيل ودراسة وتربية وتفاصيل حياة كاملة لكل هؤلاء كيف سنعيش حياة كريمة ومنطق الفقراء أن يخلفوا حتي يصرف أبناؤهم عليهم، إذا كانت الحكومة مخطئة فالشعب اخطأ اكثر منها، فهل المرتشي سيكون مرتشياً لولا الراشي، والحكومة في الأساس مختارة من الشعب. * وما موقفك السياسي تجاه باقي المسجونين مع مبارك؟ - أنا لا افهم في السياسة لكنني اسأل لماذا يوضع علاء مبارك في السجن رغم انه مسجون في بلاغات خاصة بالبورصة والمفترض ان يكون خارج السجن حتي يثبت اذا كان مداناً أو غير مدان، أيضا سامح فهمي لم يتهم في قضايا بعينها لكن هناك اتفاقيات دولية رسمية وهو ليس له علاقة بها حقيقة أري أن أموراً كثيرة تحدث إرضاء للثوار ولجماعات تريد الانتقام من النظام بالكامل ويشعرون أنهم ظلموا في ظل النظام فيريدون رد الظلم بالظلم. * وماتعليقك علي حكم محمد مرسي؟ - أنا مصدومة في الشعب المصري الذي وافق علي الوضع الحالي، ومصدومة اكثر من الذين يعطون أصواتهم لمحمد مرسي مثل أيمن نور وعلاء الاسواني وعمرو الليثي وجدتهم يرجحون كفته ويجمعون الناس معهم، أنا مصدومة في المصريين الذين تعرضوا لغسيل مخ وواجهوا حملة من حزب الحرية والعدالة ووجدتهم في المساجد يقولون من لم ينتخب أعضاء هذا الحزب سيذهبون للنار وحرموا الانتخاب لأي رئيس آخر بحجة أن الأقباط سيعطون له أصواتهم، وأنا في الحقيقة تعجبت مما يحدث في مصر، هناك من ذهبوا للصناديق دون وعي خوفا من الغرامة فقط، وتلاعب البعض بكل الوسائل بعقولهم وفي النهاية النتيجة كما نري. * وما توقعاتك في المرحلة القادمة؟ - أتوقع مصيبة تهدد مصر خاصة مع تزايد الأخبار عن أسلحة دخلت مصر مؤخرا، ولم تدخل بشكل رسمي للجيش اذن من المسئول عن هذه الأسلحة لا ومن سيستخدمها، طالما انها دخلت بشكل سري هل الشعب هو عدو نفسه الآن، أنا مرعوبة وخايفة علي بلدي. * هل أنت مستعدة لتحمل مهاجمة الناس علي موقفك السياسي الذي يرفضه الكثيرون؟ - إذا كان الثوار حقيقيين في الشعارات التي يرفعونها عيش وحرية وعدالة اجتماعية، فإذا كانوا مؤمنين بها فلن يهاجموني لأنني أفكر بشكل إنساني، أنا بعيدة تماماً عن السياسة ولم أكن أتحدث فيها، أنا أتحدث عن رأيي ووجه نظري ومؤمنة بالديمقراطية، فليختلف معي في الرأي من يريد طالما انني أختلف بأدب ولا أهين أحداً.