تراجع أسعار السيارات الكهربائية مع استمرار القلق بشأن محطات الشحن    مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين بجامعة أمستردام    زعيم المعارضة الإسرائيلية يعتبر أن تهديد بايدن بوقف إمدادات الأسلحة سببه "الإدارة الفاشلة للحكومة الإسرائيلية    أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه المصري بداية اليوم الخميس 9 مايو2024    موعد نهائي دوري أبطال أوروبا 2024 بين ريال مدريد وبروسيا دورتموند    الأهلي يخطف صفقة الزمالك.. والحسم بعد موقعة الترجي (تفاصيل)    قصور الثقافة تختتم الملتقى 16 لشباب أهل مصر بدمياط    محمد فضل يفجر مفاجأة: إمام عاشور وقع للأهلي قبل انتقاله للزمالك    ضبط وإعدام أغذية فاسدة في حملة قادتها وكيل صحة الإسماعيلية (صور)    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الخميس 9 مايو 2024    حكم الحج لمن يسافر إلى السعودية بعقد عمل.. الإفتاء تجيب    بعد المخاوف العالمية من سلالة FLiRT.. ماذا نعرف عن أعراض الإصابة بها؟    مدرب نهضة بركان السابق: جمهور الزمالك كان اللاعب رقم 1 أمامنا في برج العرب    جدول مواعيد قطع الكهرباء الجديدة في الإسكندرية (صور)    طقس اليوم: شديد الحرارة على القاهرة الكبرى نهارا مائل للبرودة ليلا.. والعظمى بالعاصمة 36    للفئة المتوسطة ومحدودي الدخل.. أفضل هواتف بإمكانيات لا مثيل لها    اليوم، إعلان معدل التضخم في مصر لشهر أبريل 2024    تامر حسني يقدم العزاء ل كريم عبدالعزيز في وفاة والدته    تراجع سعر الفراخ.. أسعار الدواجن والبيض في الشرقية اليوم الخميس 9 مايو 2024    أحمد عيد عبدالملك: تكاتف ودعم الإدارة والجماهير وراء صعود غزل المحلة للممتاز    إبراهيم عيسى: السلفيين عكروا العقل المصري لدرجة منع تهنئة المسيحيين في أعيادهم    قائد المنطقة الجنوبية العسكرية يلتقي شيوخ وعواقل «حلايب وشلاتين»    بعد غياب 10 سنوات.. رئيس «المحاسبات» يشارك فى الجلسة العامة ل«النواب»    مصطفى خاطر يروج للحلقتين الأجدد من "البيت بيتي 2"    الأوبرا تحتفل باليوم العالمي لحرية الصحافة على المسرح الصغير    الفصائل الفلسطينية تشارك في مفاوضات القاهرة    «أسترازينيكا» تبدأ سحب لقاح كورونا عالميًا    معلومات عن ريهام أيمن بعد تعرضها لأزمة صحية.. لماذا ابتعدت عن الفن؟    انتخاب أحمد أبو هشيمة عضوا بمجلس أمناء التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي    «المصريين الأحرار»: بيانات الأحزاب تفويض للدولة للحفاظ على الأمن القومي    حقيقة تعديل جدول امتحانات الثانوية العامة 2024.. اعرفها    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 9 مايو في محافظات مصر    مصدر: حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية منفتحون نحو إنجاح الجهود المصرية في وقف إطلاق النار    الزمالك يشكر وزيرا الطيران المدني و الشباب والرياضة لدعم رحلة الفريق إلى المغرب    "دوري مصري ومنافسات أوروبية".. جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة    زعيمان بالكونجرس ينتقدان تعليق شحنات مساعدات عسكرية لإسرائيل    بعد إصدار قانون التصالح| هذه الأماكن معفاة من تلك الشروط.. فما هي؟    إعلام فلسطيني: غارة إسرائيلية على حي الصبرة جنوب مدينة غزة شمالي القطاع    6 طرق لعلاج احتباس الغازات في البطن بدون دواء    مندوب الجامعة العربية بالأمم المتحدة: 4 دول من أمريكا الجنوبية اعترفت خلال الأسبوع الأخير بدولة فلسطين    أحمد موسى: محدش يقدر يعتدي على أمننا.. ومصر لن تفرط في أي منطقة    «جريشة» يعلق على اختيارات «الكاف» لحكام نهائي الكونفدرالية    برج الأسد.. حظك اليوم الخميس 9 مايو: مارس التمارين الرياضية    محمود قاسم ل«البوابة نيوز»: السرب حدث فني تاريخي تناول قضية هامة    ارتفاع ضحايا حادث «صحراوي المنيا».. مصرع شخص وإصابة 13 آخرين    "الفجر" تنشر التقرير الطبي للطالبة "كارولين" ضحية تشويه جسدها داخل مدرسة في فيصل    سواق وعنده 4 أطفال.. شقيق أحمد ضحية حادث عصام صاصا يكشف التفاصيل    رئيس هيئة المحطات النووية يهدي لوزير الكهرباء هدية رمزية من العملات التذكارية    استشاري مناعة يقدم نصيحة للوقاية من الأعراض الجانبية للقاح استرازينكا    وزير الصحة التونسي يثمن الجهود الإفريقية لمكافحة الأمراض المعدية    دعاء الليلة الأولى من ذي القعدة الآن لمن أصابه كرب.. ب5 كلمات تنتهي معاناتك    ننشر أسماء ضحايا حادث انقلاب ميكروباص بصحراوي المنيا    «زووم إفريقيا» في حلقة خاصة من قلب جامبيا على قناة CBC.. اليوم    مستشهدا بواقعة على صفحة الأهلي.. إبراهيم عيسى: لم نتخلص من التسلف والتخلف الفكري    محافظ الإسكندرية يشيد بدور الصحافة القومية في التصدي للشائعات المغرضة    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل لنا في كل أمر يسراً وفي كل رزق بركة    أول أيام شهر ذي القعدة غدا.. و«الإفتاء» تحسم جدل صيامه    بالفيديو.. هل تدريج الشعر حرام؟ أمين الفتوى يكشف مفاجأة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حارة و13 معبداً وأفلام ليلى مراد
ما تبقى من يهود مصر كانوا أغنى طائفة يهودية فى الشرق الأوسط

السطور القادمة تحمل حكاية «يهود مصر» في المائة عام الماضية، هؤلاء الذين عاشوا وتزوجوا وحملوا أسماء مصرية حتي قامت الدولة اليهودية عام 1948 علي الأراضي الفلسطينية العربية فهاجر الآلاف من يهود مصر الي أوروبا وأمريكا والبعض الي إسرائيل بعد أن ذابوا في نسيج المجتمع المصري وآثروا ثقافته في كافة المجالات، وتبدأ الحكاية بالسؤال: من هم يهود مصر وما تبقي منهم؟
ويهود مصر شكلوا طائفتين رئيسيتين، الطائفة الاولي وهي «الربانيين» والثانية «القرائين» والفرق بين الطائفتين يتمثل في المناسبات والاحكام الدينية اليومية مثل احكام السبت والتقويم فطائفة «القرائين» تعتمد علي التقويم القمري و«الربانيين» علي الحساب لذلك سنجد اختلافا في الاحتفال برأس السنة اليهودية عند الطائفتين، كذلك تشكل طائفة «الربانيين» الطائفة الأكبر في العالم وفي بعض الأحيان يطلق عليهم «التلموديين» وهم أتباع العهد القديم بأسفاره التسعة والثلاثين بالإضافة الي التلمود وما يتضمنه من 63 سفرا (كتاب) وينقسم لقسمين: (المشناه) و(الجمارا) وفيه شروح التوراة وأبحاث عن الدين اليهودي والتاريخ الديني والقانون بكتابات حاخامات اليهود أيضاً طائفة «الربانيين» يؤمنون بأن التوراة نزلت علي نبي الله «موسي» عليه السلام توراة مكتوبة وليست شفوية.
أما طائفة «القرائين» فقد نشأت في القرن الثامن الميلادي ومعظم من ينتمون اليها يشكلون الطبقة البسيطة من المجتمع اليهودي وكان تمركزهم في «عطفة اليهود القرائين» بالقاهرة وكانوا أكثر اندماجاً مع المصريين المسلمين والمسيحيين وأولادهم يدخلون في المدارس المصرية العادية ولديهم صحيفة تصدر بعنوان (جرانيل زي جورنال) ومعناها (الكليم) وعلي صفحات هذا الجورنال تمت مناقشة كافة القضايا المصرية الوطنية.
وبغض النظر عن الاختلافات الدينية بين يهود مصر فهناك أيضاً اختلافات وانقسامات عرقية فاليهود انقسموا الي عنصرين اولهما: «السفارديم» وهم اليهود الذين هاجروا علي مصر من اسبانيا والبلاد الشرقية وهؤلاء لا يختلفون عن المصريين المسلمين والمسيحيين في الشكل واللغة واللكنة ويعتبرون جزءا من الشعب المصري. والعنصر الثاني هم يهود (الأشكيناز) وهؤلاء هربوا علي مصر من أوروبا بسبب الاضطهاد وغالبيتهم اعتبروا مصر محطة الوصول الي فلسطين وكانوا يتحدثون بلغة (الييدي) ولم يتكلموا لغة المصريين وكانوا مندمجين في السياسة خاصة ملف فلسطين وأرض الميعاد وكانت منهم جماعة عاشت منعزلة في «درب البرابرة» بالقاهرة وكان لهم مسرح خاص بهم وبرنامج في الاذاعة المصرية باللغة الييدي، ويذكر الدكتور محمد أبو الغار في كتابه المهم (يهود مصر بين الشتات والازدهار) أنه في تعداد سنة 1948 اتضح أنه كان يوجد 10000 يهودي يحملون الجنسية المصرية و30000 يهودي يحملون الجنسية الأجنبية و40000 يهودي لا يملك اي جنسية مما جعل الحاخام الأكبر في مصر في ذلك الوقت «حاييم ناحوم» يطالب اليهود الذين لا يحملون أي جنسية أن يتقدموا بطلب الجنسية المصرية ويضيف الدكتور «ابوالغار»: ان اليهود المصريين الأصليين هم الذين عاشوا في مصر جيلا وراء جيل وتكلموا بالمصري وعاداتهم كانت عادات مصرية وحملوا أسماء مصرية.
والطريق الي حارة اليهود أشهر تجمع سكنه اليهود في القاهرة حيث كانت الحارة قبل التهجير عام 1948 وحرب العدوان الثلاثي 1956 يقطنها نحو 150 ألف يهودي تمر بك عبر ممر طويل متعرج مكتظ بمئات من المحال التجارية تتفرع منه العديد من الازقة التي تشرف علي ورش صياغة الذهب وطلاء المعادن النحاسية والحديدية والنجارة والاثاث ومحلات بيع الاقمشة ولعب الاطفال وأدوات التجميل والاكسسوارات والتحف لينتهي بك المطاف الي حارة اليهود، وتتبع حارة اليهود حالياً حي الجمالية وهي ليست حارة بمعناها اللغوي اي انها مكان ضيق بل هي تضم نحو 350 شارعاً صغيراً لا يتجاوز عرض كل واحد منهم المتر وتمتد لمسافات كبيرة متداخلة ويقال إنها كانت تضم نحو 13 معبداً يهودياً لم يتبق منها سوي ثلاثة فقط أشهرها معبد «موسي بن ميمون» الذي كان طبيباً وفيلسوفاً شهيراً في بدايات القرن الثاني عشر الميلادي وكان مقرباً من السلطان «صلاح الدين الايوبي» ويشاع ان بداخل المعبد سرداباً يقود الي الغرفة المقدسة وفي طقوس اليهود من يدخل هذا السرداب يجب ان يكون حافي القدمين أما المعبد الثاني فهو «بار يوحاي» فيقع في شارع الصقالية بينما الثالث في درب نصير وهو معبد «أبو حاييم كابوسي».
لم يتبق من يهود الحارة سوي نفر قليل لا يعد علي أصابع اليد الواحدة.
ويذكر الدكتور «محمد ابوالغار» في كتابه (يهود مصر من الازدهار الي الشتات): ان حارة اليهود لم يقطنها اليهود فقط بل سكنها اعداد كبيرة من المسلمين والمسيحيين ولم يكن سكنا اجباريا لليهود ولكن كان سكان الحارة مرتبطين بها لسببين أولهما خاص بدخولهم المحدودة وقربها من مصادر رزقهم خاصة اليهود الحرفيين الذين كانوا يشتغلون في الصاغة وعندما تتحسن حالة احدهم كان يترك الحارة ويعزل الي منطقة عابدين او باب الشعرية او باب اللوق واليهودي الميسور يسكن العباسية او مصر الجديدة.
ويهود مصر تغلغلوا في الاقتصاد المصري وشكلوا ركيزة اساسية في نموه وبنائه وكون عدد كبير منهم ثروات طائلة فقد أسس إميل عدس الشركة المصرية للبترول برأسمال 75000 جنيه في بداية عشرينيات القرن العشرين، في الوقت الذي احتكر فيه اليهودي إيزاك ناكامولي تجارة الورق في مصر. كما اشتهر اليهود في تجارة الأقمشة والملابس والأثاث حتى أن شارع الحمزاوي والذي كان مركزاً لتجارة الجملة كان به عدد كبير من التجار اليهود، كذلك جاءت شركات مثل شركة شملا، وهي محال شهيرة أسسها كليمان شملا كفرع لمحال شملا باريس، وقد تحولت إلى شركة مساهمة عام 1946 برأسمال 400000 جنيه مصري.
أما «شيكوريل» فقد أسستها عائلة شيكوريل الإيطالية الأصل عام 1887 ورأس مجلس إدارتها مورينو شيكوريل عميد العائلة، وكان رأسمال الشركة 500000 جنيه، وعمل بها 485 موظفاً أجنبياً و142 موظفاً مصرياً. وفي عام 1909، افتتح محلاًّ جديداً في ميدان الأوبرا والذي حوَّله أبناؤه سولومون ويوسف وسالفاتور إلى واحد من أكبر المحال التجارية في مصر. وفي عام 1936، انضمت إليهم عائلة يهودية أخرى، فأصبحوا يمتلكون معاً مجموعة محلات أوريكو.
كان يوسف (بك) شيكوريل من مؤسسي بنك مصر (عام 1920)، كما كان أخوه سالفاتور (بك) شيكوريل عضواً في مجالس إدارة العديد من الشركات وعضواً في مجلس إدارة الغرفة التجارية المصرية ثم رئيساً لها. وكان ضمن البعثة الاقتصادية المصرية التي سافرت إلى السودان بهدف تعميق العلاقات التجارية بين البلدين وفتح مجالات جديدة أمام رؤوس الأموال المصرية في السودان.
وقد كان شيكوريل متجراً للأرستقراطية المصرية بما في ذلك العائلة الملكية، لكنه احترق بكرات لهب ألقيت عليه أثناء حرب فلسطين الأولى عام 1948.. ثم دُمر مرة أخرى في حريق القاهرة مطلع عام 1952.. وفي المرتين أعيد بناؤه بمساعدة الحكومة.. وبقي على حاله حتى وَُِضعَ تحت الحراسة بعد نشوب حرب السويس 1956.. وسرعان ما تخلى أصحابه عنه ببيع أسهمه لرجال أعمال.
وبالرغم من أنه في أعقاب ثورة يوليو 1952 حرص سالفاتور على مد جسور علاقات طيبة مع الضباط الأحرار، خصوصاً أنه كان معروفاً كرياضي سابق وكابتن منتخب مصر للمبارزة الذي شارك في دورة أمستردام الأوليمبية عام 1928، فإنه لحق بباقي أفراد أسرته في أوروبا عام 1957 بعد أن نقل أرصدته إلى الخارج وباع أهم شركاته:
Les Grands Magasins Cicurel & Oreco S.A.E ذات رأس المال البالغ 600 ألف جنيه والتي كانت تعد جوهرة التاج في شارع فؤاد الذي أصبح الآن شارع 26 يوليو، وسط القاهرة.
وتبرز أيضاً شركة «بونتبوريمولي» أشهر شركات الديكور والأثاث، وأسسها هارون وفيكتور كوهين، و«جاتينيو» وهي سلسلة محال أسسها موريس جاتينيو الذي احتكر تجارة الفحم ومستلزمات السكك الحديد. وكانت عائلة عدس من العائلات اليهودية الشهيرة في عالم الاقتصاد وأسست مجموعة شركات مثل بنزايون، هد، ريفولي، هانو، عمر أفندي، وترأس فيكتور هراري (1857-1945) – الذي جاء والده إلى مصر في الثلاثينيات من القرن التاسع عشر قادماً من بيروت - عدداً من الشركات التي أُقيمت بالتعاون بين كاسل ومجموعة قطاوي - سوارس - منَسَّى - رولو، وانتخب عام 1929 عضواً بمجلس إدارة البنك الأهلي المصري. وحصل على لقب سير عام 1928 تقديراً للخدمات التي قدَّمها للحكومة البريطانية
كما احتكر اليهود صناعات أخرى مثل صناعة السكر ومضارب الأرز التي أسس سلفاتور سلامة شركة تحمل اسمها عام 1947 برأسمال 128000 جنيه مصري، وكانت تنتج 250 طناً من الأرز يومياً، وشركة الملح والصودا التي أسستها عائلة قطاوي عام 1906.
كذلك استثمر اليهود في قطاع الفنادق، إذ ساهمت عائلة موصيري في تأسيس شركة فنادق مصر الكبرى برأسمال 145.000 جنيه وضمت فنادق كونتيننتال، مينا هاوس، سافوي، سان ستيفانو و«موصيري» هي عائلة يهودية سفاردية من أصل إيطالي استقرت في مصر في النصف الثاني من القرن الثامن عشر. وقد احتفظت العائلة بالجنسية الإيطالية. وحقَّق يوسف نسيم موصيري ثروته من التجارة. وبعد وفاته عام 1876، أسَّس أبناؤه الأربعة مؤسسة يوسف نسيم موصيري وأولاده.
وتزوج الابن الأكبر نسيم (بك) موصيري (1848 - 1897) من ابنة يعقوب قطاوي، وأصبح نائب رئيس الطائفة الإسرائيلية في القاهرة وهو منصب توارثته العائلة من بعده. ولم تحقِّق عائلة موصيري انطلاقتها الحقيقية إلا في أوائل القرن العشرين (1904) عندما أسَّس إيلي موصيري (1879 - 1940) ابن نسيم (بك)، بالتعاون مع إخوته الثلاثة يوسف (1869 - 1934) وجاك (1884 - 1934) وموريس، بنك موصيري.
حقق إيلي موصيري مكانة مرموقة في عالم المال والأعمال في مصر، وكان قد درس الاقتصاد في إنجلترا وتزوج من ابنة فليكس سوارس. وكانت تربطه علاقات وثيقة بإسماعيل صدقي، كما كانت له مصالح عديدة في فرنسا وعلاقات وثيقة ببيوت المال الأوروبية اليهودية مثل بيوت روتشيلد ولازار وسليجمان، كما كان يمثل المصالح الإيطالية في مصر. وأسس جوزيف موصيري شركة «جوزي فيلم» للسينما عام 1915 والتي أقامت وأدارت دور السينما واستوديو للإنتاج السينمائي وتحوَّلت إلى واحدة من أكبر الشركات العاملة في صناعة السينما المصرية. أما فيكتور موصيري (1873 - 1928)، فكان مهندساً زراعياً مرموقاً وكانت له إسهامات مهمة في مجال زراعة القطن وصناعة السكر.
واشتركت عائلات يهودية أيضاً في تأسيس الشركات العقارية العديدة التي أقيمت في إطار مبيعات أراضي الدائرة السنية ثم في إطار الحجوزات العقارية بعد تَراكُم الديون على كبار وصغار الملاك المصريين نتيجة انخفاض الطلب على القطن المصري. وقد تأسَّس أكثر هذه الشركات في الفترة ما بين عامي 1880 و1905، وقامت بامتلاك الأراضي واستغلالها وبإقامة المشروعات العقارية والصناعية عليها وكذلك المضاربة فيها لتحقيق تَراكُم سريع لرأس المال.
ومن أهم هذه الشركات شركة أراضي الشيخ فضل، وشركة وادي كوم أمبو التي تأسست في 24 مارس 1904 بامتياز مدته 99 عاماً، ورأسمال 300000 جنيه أسترليني، وكان كبار المساهمين السير إرنست كاسل والسير إلوين بالمر والخواجات سوارس إخوان وشركاهم وفليكس سوارس ورافائيل سوارس ويوسف أصلان قطاوي بك وروبيرس رولو. امتلكت هذه الشركة 30.000 فدان في كوم أمبو، بخلاف 21.000 فدان وشقت 91 كيلومتراً من المصارف والترع و48 كيلومتراً من السكك الحديد.
كذلك برزت شركة مساهمة البحيرة التي تأسست في يونيو 1881 برأسمال 750000 جنيه مصري وامتلكت 120 ألف فدان.
ويمكن تقدير مدى مساهمة أعضاء الجماعات اليهودية في مصر في الشركات والقطاعات الاقتصادية المختلفة من خلال عضويتهم في مجالس إدارة الشركات المساهمة التي سيطرت على أهم قطاعات الأعمال في مصر منذ أواخر القرن التاسع عشر. وتشير بعض الإحصاءات إلى أن اليهود احتلوا 15.4% من المناصب الرئاسية و16% من المناصب الإدارية عام 1943، وانخفضت هذه النسبة إلى 12.7% و12.6% عامي 1947 و1948، وإلى 8.9% و9.6% عام 1951.
وتشير إحصاءات أخرى إلى أن نسبة اليهود في مجالس إدارة الشركات المساهمة كانت 18% عام 1951. والواقع أن هذه نسب مرتفعة إذا ما قورنت بنسبتهم لإجمالي السكان والتي بلغت عام 1950 نحو 0,4% فقط. (د. عبد الوهاب المسيري، موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، ج 6، ص 378).
ويمكن القول إن اليهود في مصر استطاعوا تحقيق مكاسب اقتصادية كبيرة بلغت أقصاها في الفترة من 1940 وحتى 1946 في الوقت الذي كان الاقتصاد العالمي يعاني فيه ركوداً نتيجة ظروف الحرب العالمية الثانية. واستطاع يهود مصر أن يصبحوا أغنى طائفة يهودية في الشرق الأوسط، ولم يتأثروا بإلغاء الامتيازات الأجنبية عام 1937 أو انخفاض معدلات الهجرة إلى مصر، أو حتى صدور قانون الشركات رقم 138 والذي صدر في يوليو تموز 1947 لتنظيم الشركات المساهمة، لكن كان قيام إسرائيل عام 1948 أثره في تحديد دور طائفة اليهود في مصر.
وبعد قيام ثورة يوليو 1952، ازداد الموقف اضطراباً، بعد أن تغيرت موازين القوى بين العائلات اليهودية والسلطة الحاكمة في مصر. في البداية شهدت الثورة مؤشرات إيجابية على العلاقة بين الجانبين، إذ زار الرئيس محمد نجيب معبد «اليهود القرائين» في 25 أكتوبر 1952 لتهنئة المصريين اليهود بعيد كيبور «الغفران».
ويحكي جوئل بينين في كتابه «شتات اليهود المصريين: الجوانب الثقافية والسياسية لتكوين شتات حديث» (ترجمة: محمد شكر، دار الشروق، 2007) كيف عنَّف الرئيس نجيب ذات مرةٍ الشيخ أحمد حسن الباقوري (1907-1985) وطالبه بالذهاب إلى الحاخام الأكبر لليهود في مصر والاعتذار عن كلام قاله في برنامج إذاعي. وفي عام 1953 احترق مخبز يوفر الأكل الحلال أو الكوشر حسب العقيدة اليهودية، ومن ضمن ما احترق كان كمية ضخمة من فطير ماتسا، مخزنة للأكل في يوم العيد، فطلب الحاخام الأكبر لليهود في مصر إذناً باستيراد 20 طناً من الدقيق من خارج . وبعد نقاش حول كمية الدقيق المطلوب استيراده، وافقت الحكومة على الاستيراد، على اعتبار أن منع الاستيراد سيؤدي إلى تعطيل شعيرة دينية، وهو ما كان مرفوضاً تماماً
وفي عام 1956 كان عدد المصريين اليهود 60 ألفاً، لكن الأوضاع والسياسات المحلية والإقليمية التي شهدتها تلك الفترة أدت إلى هجرة 20 ألفاً منهم بين عامي 1956 و1961. وقام معظم اليهود في مصر بتصفية أعمالهم وأملاكهم، وهاجر الكثير منهم إلى أوروبا والولايات المتحدة وإسرائيل. ( د. محمد أبو الغار، يهود مصر من الازدهار إلى الشتات، دار الهلال، القاهرة، 2004).
واليهود لم يتركوا مجالاً الا وعملوا فيه ويكفي ان نعرف ان يعقوب صنوع مؤسس المسرح المصري اوائل القرن الماضي كان يهودياً مصرياً خالصاً وكتب في الصحف في قضايا وطنية وكتب زجلا كذلك الممثل القديم شالوم الذي اشتهر في الثلاثينيات في الافلام التي عرفت باسمه واخرجها له المخرج اليهودي المصري ايضاً توجو مزراحي والمطربة الكبيرة ليلي مراد التي أشهرت اسلامها عام 1946 وتزوجت من الممثل انور وجدي واخوها الملحن الكبير مراد منير والممثلة القديرة نجمة ابراهيم والتي رفضت ترك مصر وتوفيت في الستينات.
وليهود مصر الآن طائفتان احداهما في القاهرة والثانية في الاسكندرية وفي عام 1966 حدث خلاف بين الطائفتين ادي الي انفصال يهود الاسكندرية بادارة خاصة بالاملاك ومجلس عام يتكون من رئيس ونائب وسكرتير ورئيس طائفة الاسكندرية كان الدكتور «ماكس سلامة» الذي ظل رئيساً للطائفة نحو ثماني سنوات حتي وفاته عام 2008 عن عمر ناهز الرابعة والتسعين وهو طبيب عيون وهو احد مؤسسي نادي سبورتنج الرياضي الشهير بالاسكندرية، ويشغل رئيس الطائفة الان « يوسف جاؤون» وهو يؤمن ان الدين مكانه في القلب.
أما طائفة يهود القاهرة فكان يرأسها «ايميل روسو» وحدثت خلافات أدت الي استقالته عام 1996 وحلت محله «استر وينشتاين» وتعد اول سيدة ترأس الطائفة اليهودية ثم حلت محلها ابنتها «كارمن وينشتاين» التي تعلمت في مدرسة الليسيه وهي خريجة جامعة القاهرة دفعة 1954 ثم استكملت دراستها في الجامعة الامريكية بالقاهرة وتخرجت فيها عام 1972، وتقول في أحد آخر احاديثها الصحفية عن حال الطائفة اليهودية بالقاهرة الراهن: تكونت الطائفة اليهودية في القاهرة كما تبدو عليه الآن من يهود مصريين ولدوا وعاشوا في مصر منذ بداية القرن التاسع عشر غير ان وجود اليهود في مصر كما هو معروف سبق هذه الفترة بتاريخ طويل وصولاً الي عصور انبياء بني اسرائيل ومنهم سيدنا ابراهيم ويوسف ويعقوب وموسي ولكن لا يوجد حالياً في مصر عدد كبير من اليهود مقارنة بالماضي وتحديداً بعد قيام ثورة 1952 فقبل هذه الفترة كانت اعداد كبيرة من الطوائف اليهودية في مختلف مدن ومحافظات مصر وكان لكل طائفة معابدها ومدافنها ومجلس ادارتها الخاص، أما الآن فلم يعد في مصر سوي طائفتين لليهود احداهما في القاهرة والثانية في الاسكندرية اما الطائفة الاولي فلا تضم سوي 50 يهودياً تقريباً جميعهم متقدمون في السن بينما يقل عدد ابناء الطائفة اليهودية بالاسكندرية عن ذلك غير ان الطائفة الاخيرة تضم عددا كبيرا من الرجال وهو العكس تماماً بالنسبة ليهود القاهرة وتحرص الطائفة علي توفير الادوية والخدمات الطبية وتمويل الطائفة يقتصر علي صناديق النذور والتبرعات خاصة من معبد (شعارها شميم) ومعبد (بن عزرا) ويقدم اليهود المصريون والاجانب هذه التبرعات من اجل توفير الرعاية الكاملة لابناء الطائفة هذا بالاضافة الي الدعم المادي والعيني الذي تتلقاه الطائفة من احدي المنظمات اليهودية الامريكية ولا توجد اي علاقة سواء من قريب او بعيد بين الدولة العبرية وانشطة الطائفة اليهودية في القاهرة.
تعقد اجتماعاتها السرية بالمعادى.. وتستعد لفتح مقار لها بالمحافظات
"شهود يهوه" المحظورة تطالب بإشراكها فى وضع الدستور
أسسها جارسون بميدان التحرير.. واستخدمها النظام كورقة ضغط على الكنيسة
يحرمون التبرع بالدم ويرفضون تحية العلم وخدمة الجيش والاحتفال بالمسيح
الطائفة تقرر فتح قاعات الملكوت التى أغلقها عبدالناصر
أجمع العالم كله على أن منظمة «شهود يهوه» جماعة يهودية أصولية تابعة للماسونية، وأن مبادئها لا تمتّ للمسيحية بأى صلة، وأنها مجرد جمعية تخوض حربا ضد المسيحية لإسقاطها من الداخل وإدخال تعاليم التوراة إلى داخل الجسم المسيحى، فى حين أن نشاط هذه الجماعة المسيحية مسموح به فى كثير من دول العالم فهى ممنوعة فى عدد من الدول العربية عدا السودان ولبنان، وذلك لارتباطهم بالصهيونية العالمية وبأنهم يخدمون إسرائيل. أكد الحاخام يسرويل ويس من جماعة اليهود المتحدون ضد الصهيونية أن إسرائيل أفسدت كل شيء على الناس جميعاً - اليهود منهم وغير اليهود.
وأضاف أن هذه وجهة نظر متفق عليها عبر المائة سنة الماضية، أي منذ أن قامت الحركة الصهيونية بخلق مفهوم أو فكرة تحويل اليهودية من ديانة روحية إلى شيء مادي ذى هدف قومي للحصول على قطعة أرض، وجميع المراجع قالت إن هذا الأمر يتناقض مع ما تدعو إليه الديانة اليهودية- وهو أمر محرم قطعاً في التوراة لأن اليهود منفيون بأمر من الله. و يجب ألا تكون لنا دولة، يجب أن نعيش بين جميع الأمم كما ظل يفعل اليهود منذ أكثر من ألفي عام كمواطنين مخلصين يعبدون الله ويتصفون بالرحمة الربانية. وحسبما أكد «ويس» لأحد المصادر أن اليهود كانوا يعيشون أفضل بنسبة 100%، قبل قيام الدولة الصهيونية وهناك شهادة من الجالية اليهودية التي كانت تعيش فى فلسطين وغيرها من الجاليات في أماكن أخرى والذين أكدوا أنهم كانوا يعيشون في توافق وأنهم ناشدوا الأمم المتحدة بذلك، حسبما أكدت الوثائق، وسبق أن قال كبير حاخامات اليهود في القدس: نحن لا نريد دولة يهودية. ومع ذلك فإن «شهود يهوه» فى مصر يؤكدون أنهم جماعة مسيحية حيث بدأت الجماعة بعد الثورة فى البحث عن طريقة يفكون به الحظر المفروض عليهم أسوة بالمحظورة التى خرجت للعمل فى النور بل ووصلت الى الحكم، ويبدو أن جماعة «شهود يهوه» التى عانت كثيرا من اضطهاد الأقباط ثم الدولة بدأت تطالب بحقها ليس فقط فى العبادة بل راحت تطالب بالاعتراف بها رسميا واشراكها فى الدستور اسوة ببقية الطوائف سواء الاسلامية أو المسيحية، خاصة فى ظل الصوت العالى والفوضى التى تعم البلاد وفى ظل سقوط جهاز امن الدولة المنحل.
وتستعد طائفة «شهود يهوه» فعليا لبدء عملها بشكل شبة رسمى من خلال فتح عدة مقار لها بعدد من المحافظات، كما ستقوم الطائفة التى لم تحصل على قرار رسمى يعترف بها بالتبشير فى صعيد مصر.
ففى اطار من السرية عقدت جماعة «شهود يهوه» المسيحية «المحظورة» أول اجتماع لها بعد الثورة فى إحدى الفيلات المهجورة بمنطقة المعادى الجديدة، ودارت بين اعضاء الجماعة نقاشات حول مستقبل الجماعة فى مصر عقب الثورة المصرية, وتطرق الحوار الى عدة جوانب مصيرية مثل امكانية إعادة فتح بعض الكنائس أو قاعات الملكوت، كما يسمونها، والتى كانت قد أغلقت فى عهد عبد الناصر الذى اعتقل كثير من اعضائها بتهمة الاتصال بمنظمات يهودية تربطها صلات بإسرائيل. وتستعد الطائفة لتقديم طلب رسمى لكافة الطوائف المسيحية الثلاث فى مصر (الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروتستانتية)، من أجل الاعتراف بهم رسمياً فى أقرب وقت، لتمارس الصلاة، ويسمح لها ببناء أول كنيسة فى مصر مثل باقى الطوائف.
وكان زكريا يواقيم شيخ طائفة «شهود يهوه» بمصر قد طالب الدولة بعد ثورة يناير بالاعتراف بهم كطائفة رسمية إيمانا بمبدأ الدستور الذى ينص على حرية الاعتقاد والعبادة، وأن يتم وضع كافة الطوائف والمذاهب فى حسبان الدستور الجديد ليكون ممثلا لكافة المصريين. وأشار إلى أن الطوائف المسيحية الأخرى دأبت على مهاجمتهم وتكفيرهم وربطهم بالكيان الصهيونى، موضحا أن من حقهم اعتناق ما يشاءون، مطالبا برفع يد الدولة عنهم والسماح بوجودهم ككيان رسمى.
ولمن لا يعرف «شهود يهوه» فهى جماعة دينية أسسها تشارلز راسل عام 1870 - 1916، ومن بعده جوزيف رذرفورد مؤلف كتاب «الخلاص» سنة 1931. واسم «يهوه» هو اسم الرب الذى ذكر فى الكتاب المقدس (المخطوطات الأصلية) أكثر من 7200 مرة، لكن المترجمين استبدلوا الاسم بلفظ رب واعضاء هذه الجماعة يحرمون التبرع بالدم بسبب قدسيته، كما يرفضون مظاهر احتفالات كل المسيحيين بميلاد المسيح. ولا يحتفلون بأعياد الميلاد، و«شهود يهوه» لا يخدمون فى الجيش ويظهرون أنفسهم كمحايدين سياسيا ولا يتدخلون بأى شكل من الأشكال فى السياسة. ينادون بسلام عالمى بيته الأبيض هيكل سليمان، ومعركته هى هرمجدون، وأتباع يهوه أكثر من سبعة ملايين ملتزم في أكثر من 239 بلدا، ويبلغ عدد «شهود يهوه» في العالم أكثر من (7659019) عضوا منهم (700000) في الولايات المتحدة الأمريكية و(135000) في نيجيريا و(125000) في البرازيل و(125000) في ألمانيا و(100000) في المكسيك و(100000) في بريطانيا و(95000) في الفيلبين و(10000) في لبنان و(1300) في السودان. وقد بدأ «شهود يهوه» دعوتهم فى مصر عن طريق «بنايوتى اسبيرو بولو» وهو يونانى الأصل وكان يعمل جرسونا فى ميدان التحرير فى القاهرة وأسس جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس سنة 1955م, واختارت الجمعية مقرا لها بالعقار 153 شارع رمسيس بالازبكية, وتستمد الجمعية نفوذها من المركز الرئيسى بنيويورك.ونظرا لأن جمعية «شهود يهوه» غير قانونية وغير مشهرة كما قيل إنها حركة صهيونية لذلك صدر القرار الوزارى رقم 155 بتاريخ 2 يونيو 1960م بتوجيه شديد اللهجة من الرئيس جمال عبدالناصر بحل جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس «شهود يهوه» وقد تم نشر القرار فى الجريدة الرسمية، ولذلك فإن اى اجتماع يعقد لجماعة «شهود يهوه»، يعتبر مخالفا للقانون ويقع المخالفون تحت طائلة القانون ولا يخفى التاريخ ولا المتخصصون أن الجماعة موجودة بالفعل على الساحة المصرية منذ سنوات ومسموح لها بممارسة شعائرها «التلمودية» في مقرات خاصة وبعلم أجهزة الدولة شريطة ألا يتجاوز العدد الثلاثين فرداً! وكان البعض يرى أن الدولة فى عهد النظام السابق كانت تستخدم هذه الجماعة كورقة للضغط على الكنيسة؛ وهو ما أكدته بيانات رسمية صادرة عن الكنيسة حيث اعتبرت أن السماح لطائفة «شهود يهوه» بممارسة شعائرها هو بمثابة تهديد للدولة وليس للكنيسة الأرثوذكسية فحسب. وقد دارت بالفعل معركة بين الكنيسة وجماعة «شهود يهوه» فى صورة أفلام وثائقية بعنوان «الثعالب الصغيرة» اعدتها الكنيسة لفضح الجماعة المشبوهة التي وصفها البابا شنودة حينئذ بالذئاب الخاطفة والصهاينة وعملاء إسرائيل.
ويقول المتخصصون فى شئون الطوائف و«شهود يهوه» على وجه التحديد أن «شهود يهوه» عانت الكثير على يد الدولة المصرية منذ عهد جمال عبد الناصر بعد القبض على أتباعها وحبسهم مع الإخوان والشيوعيين، وتم الإفراج عنهم فى عهد السادات، إلا أن الدولة لم تعترف بهم، وظل أتباع الطائفة يمارسون صلواتهم داخل منازلهم بمعرفة الأجهزة الأمنية التى لم تبد أى مخاوف منهم، لأنهم لم يظهروا اهتماما بالسياسة على حد زعمهم، حيث فضل أتباع الطائفة عدم الظهور فى الإعلام حتى لا يتعرضوا لملاحقات. وأكدوا أن «شهود يهوه» الذين يبلغ عددهم حوالى 17 ألف شخص لم يشاركوا فى ثورة 25 يناير لأنهم لا يحيون «العلم» ولكنهم يؤكدون أنهم لا يحتقرون من يحييه، وكشف المتخصصون أن «شهود يهوه» لا يوجد لها سجل دفاتر للزواج بمحاكم الأحوال الشخصية مثل الطوائف الأخرى، ولذلك يلجأون للزواج المدنى عن طريق توثيق عقودهم بالشهر العقارى. ويؤمن اعضاء الطائفة بأن المسيح نبي مبعوث من الله وليس إلهاً كما تعتقد الكنيسة. كما يؤمنون بالحكم الألفي الذي سيأتي فيه المسيح ويحكم ألف عام، حيث سيكون هناك مملكتان, أورشليم السماوية والأرضية، ويرى اعضاء الجماعة المثيرة للجدل ان الله هو يهوه في العهد القديم، وهم شهود لله، وليس يهوه إله الحرب كما يقرها المتشددون منهم، ويؤكدون انهم لا يرغبون في تأسيس امبراطورية وإنما يسعون لخلاص الإنسان والنفس البشرية، لذا يدخلون البيوت ويدعون لقبول أفكارهم و يقولون ان الحرب ستظل بينهم وبين الأقباط حتي تحين الساعة ويعرفون أنهم الحق.
وقد وجهت لهذه الجماعة عدة اتهامات خلال السنوات الماضية ومنذ ظهورها على الساحة حيث قالوا إن الاستراتيجية التي يتكاثر بها «شهود يهوه» في مصر هي طريقة الخلية العنقودية, حيث يعقدون اجتماعات سرية بالمنازل، ويتحركون وفق آليات وامكانيات مهولة وتمويل ضخم يأتيهم من منظمات يهودية خارج مصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.