"بنك الأفكار" جمعية تنموية مشهرة برقم 1923 لسنة 2009 بوزارة التضامن والشئون الاجتماعية ومنذ ذلك التاريخ وهي تُنجب عددًا من الأفكار التي يصنفها أعضاؤها بقاطرة الأمل وسبيل النهضة في وقت عصيب من تاريخ الجمهورية .. لذا حاولت "بوابة الوفد" إلقاء الضوء عليها فكان لنا هذا الحوار مع رئيس الجمعية أ/ خالد زنون، الذي أكد أن الفارق بين مصر وغيرها من البلدان المتقدمة هو استثمار رجال الأعمال فى مجالات البحث العلمى، مشيرا إلى ان الاستثمار المصرى يعزف عن هذا المجال، معتبرا أنه مجازفة. من أين جاءتك فكرة تأسيس جمعية ل"بنك الأفكار"؟ جاءت منذ أكثر من 3 سنوات عندما توجهت وعدد من المخترعين لتسجيل أفكار بمكتب براءات الاختراع لكن الروتين والعوائق منعتنا من تسجيل أفكارنا، فقيل لنا "لو عندك أفكار أو اختراعات علمية إلكترونيك ممكن لكن فكرة مجال تاني غير متاح" رغم وجود عدد من الافكار التنموية والصناعية تقدم حلولا لكتير من المشاكل، وبالتالي وجدنا قصورا في مكتب اكاديمية البحث العلمي، فكيف يكون لديّ فكرة لحل مشكلة مهمة وملحة لا أسجلها ولا أحفظ حقي فيها !. وأضاف أن تسجيل براءة إختراع الاكاديمية لا تساعد في التنفيذ ويكتفى بالتسجيل "كأني ما عملتش حاجة" ففكرنا في "بنك الافكار " تكون فكرة شاملة نجمع من خلالها كل الافكار التنموية و حلول المشاكل والابتكارات تكون قابلة للتنفيذ نقوم بتبنيها في الجمعية وتنفيذها من غير روتين الدولة وقررنا تأسيسها علي هيئة جمعية "وفقاً للشكل القانوني" تابعة لوزارة التضامن الاجتماعي. وتم توجيه الدعوة لكل المخترعين والمبتكرين من خلال الجمعية وبالفعل لاقت الفكرة صدي وإنضم لنا أكثر من 30 الف مخترع خلال 3 سنوات و مفكر في كل المجالات من كل محافظات مصر وننظم عدد من بروتوكلات التعاون مع عدد من الهيئات والوزارات والقطاع الخاص بهدف تفعيل الافكار المتاحة و في ندوة بساقية الصاوي ستُعقد يوم الخميس تجمع بين المبتكرين و مجموعة من المسئولين - وجهت إليهم الدعوة . الكثير في البداية يكتفي بالحصول علي براءة الاختراع .. ما الذي دفعك لعدم الاستسلام لتلك العقبات؟ لو استسلمنا جميعاً للروتين ورضينا بالامر الواقع لن نتحرك خطوة ولن نحل مشكلة و"كان لازم وجود كيان يقوم بدور الحكومة وما عندوش نفس الروتين" يشرف عليه المخترعين انفسهم ف"بنك الافكار" الان موازي لأكاديمية البحث العلمي فضلاً عن ادوار اخري إضافية وعدد أعضاءنا الان أكثر من أعضاء الأكاديمية ذاتها . الجمعية ذات طابع خاص وفريد فهل واجهت صعوبات فى التأسيس؟ بالطبع واجهنا العديد من الصعوبات في الإنشاء والإشهار وتكاليف التأسيس والتجهيزات ونشر الدعوة لكن اعتمدنا علي الجهود الذاتية و "أمن الدولة " عطلنا قرابة عام ونصف وحصلنا علي الاشهار في 2009. هل اختلف إقبال "أصحاب الأفكار والابتكارات"علي الجمعية بعد الثورة عن قبلها؟ أعتقد أن الناس شعرت بالأمل وأن أفكارها بدأت تُسمع والأفكار زادت بعد الثورة وقابليتها لطرح الأفكار أصبحت أكثر و المعيار هنا ليس كم الأفكار لكن بكم التنفيذ وهو هدفنا في الفترة القادمة . حدثنا باختصار عن فعاليات ندوة "بنك الأفكار" والمزمع عقدها الخميس القادم؟ الندوة ستُعقد بساقية الصاوي و ستُركز علي مشكلات المياة وسنعلن تدشين المنتدي العالمي لحلول المياة المهدرة بالبحار والمفترض إنعقاده في شهر نوفمبر القادم بجامعة الدول العربية بمشاركة لفيف من دول العالم المهتمين بقضية المياة تحت رعاية زعماء من دول عربية و عدد من الوزراء والشخصيات العامة والهدف من المنتدي التعبير عن حجم المشكلة وطرح حلول حقيقية لها و كيف نتفاداها وتوفير بدائل لمشكلة المياة ولدينا في الجمعية بالفعل عدد من الحلول الجيدة لتلك الأزمة ما مستوي التعاون الحكومي مع الجمعية؟ أعتقد ان مناخ التعاون لم يصل ل25% مما نتمني لعدم إتخاذ قيمة البحث العلمي مكانتها ولا الإهتمام الكافي مع عدم وجود ميزانية محترمة للبحث العلمي في مصر ولم نقدر حجم المخترعين ولم نعطهم حقهم لا المادي ولا المعنوي يكفي أن أقصي طموحات أي طفل الآن أن يصبح لاعب كرة أو ممثل نتيجة لحجم الشهرة والأموال التي يحصلون عليها ولا بد لتلك القيم أن تتغير ويقاس تقدم الأمم بالعلم ، فأمريكا علي سبيل المثال دولة عظمي علي اي اساس لعب الكرة ! لا ، بل بالعلم وهكذا فكل هذا سخف وتغييب لعقول الناس . حدثنا عن أهم الأفكار الموجودة بالجمعية؟ لدينا حوالي 30 الف فكرة في كل المجالات ولا استطيع أن أمنح أحدهم لقب الأبرز حتي لا أجني علي باقي الأفكار ففي مجال المياة تجد أفكار تتعلق بترشيد المياه وتحليتها بإستخدام طاقة نظيفة وإعادة تدويرها و إستحداث طرق للري موفرة للمياه و في مجال الطاقة لدينا أفكار لمصادر جديدة للتوليد الطاقة و إستخدام الطاقة الطبيعية و وغيرها ولدينا أفكار كذلك في المحاور الخمسة لمشروع المئة يوم للدكتور محمد مرسي لدينا مجموعة أفكار تحت أمره ووجهنا إليه الدعوة لحضور ندوة الجمعية التي ستنعقد بساقية الصاوي ليستمع بنفسه للأفكار ونتمني أن نجد من ينفذها لإننا في مرحلة صعبة وفي حاجة لحلول . هل ساهمت الجمعية في تطبيق أي أفكار علي ارض الواقع ؟ نعم، يوجد حوالي 70-80 فكرة تم بالفعل تنفذها فهناك مخترع قام بتنفيذ مشروع يقوم بتحويل الرمال إلي أخشاب عن طريق معالجة كيميائية معينة وتم تصنيع من خلالها عدد من الغرف و غرفة النوم التي تتطلب 20الف جنية تتكلف مع هذه الإبتكار 3الاف جنية بنفس الجودة يمكن أفضل ومخترع أخر إبتكر قوالب طوب موفرة حوالي 70 من التكلفة "العادية" و50 % من الوقت و الاثنين بحاجة للرعاية والدعم كي تنتشر وتغطي وتحقق مكاسب للمجتمع وغيرها وباقي الافكار في حيز التنفيذ . ما دور الجمعية في تنفيذ هذه الافكار ؟ يبدأ دور الجمعية من مساعدة المبتكر في تسجيل فكرته وإرشاده لكيفية التسجيل وتوفير مستشارين علميين ومتخصصين وتقييمهم للفكرة ، هل قابلة للتنفيذ أم لا ؟ موجودة من قبل ام لا ؟ مفيدة أم لا ؟ ، وإجراء دراسة جدوي للفكرة وغيرها وماذا عن تمويل الجمعية والأفكار التي يتم تنفيذها ؟ حتي الآن عبارة عن جهود ذاتية لأعضاء مجلس إدارة الجمعية أم بالنسبة لتمويل أفكار المخترعين فنحاول توفيرالتمويل لها عن طريق عدد من الهيئات والجهات منها وزارة التعاون الدولي أين رجال الاعمال من تمويل المشروعات؟ حققوا فشل وسقوط علمي ، متأخرين جداً عن رجال الأعمال بالخارج ، ففي الخارج يعلمون قيمة الاستثمار في البحث العلمي و يعلمون كيف يحققون مكاسب من خلاله، "فبيكسبوا حاجتين مادياً وإفادة للمجتمع" وفي الخارج رجال الاعمال هم من يبحثون عن المخترعين وتوفير كافة العروض لجذبهم والتعاقد معهم أما في مصر فلا توجد تلك الثقافة عندهم "فتجدهم يستثمرون في البسكويت والشكولاتة لكن في البحث العلمي يرفض المجازفة" ما هو رد فعل المجتمع تجاه الجمعية ومشروعاتها؟ رد فعل جيد لكن الأهم رد فعل الاعلام وحتي الآن هو لا شيء لابد من اهتمام إعلامي وحكومي وتوفير الدعم. ما هي أكثر الفئات العمرية المنضمة للجمعية ؟ ليس الهدف من الجمعية تجميع الافكار فقط، هدفنا التشجيع علي التفكير أيضاً وبالتالي نستهدف كل فئات المجتمع بدءاً من الاطفال وحتي الشيوخ ومعيارنا مدي جدوى وقيمة محتوي الفكرة ، و جمال الفكرة يكمن في مدي بساطتها ما تقييمك لتجربة "بنك الأفكار"؟ أعتقد أنها ناجحة حتي الآن – وفي حدود الإمكانيات المتوفرة – بالدور المطلوب لأننا نسعي بشتي الطرق لتحقيق أهداف بنك الافكار لنشر العلم وجمع اكبر عدد من المخترعين والمبتكرين المحتاجين للمساعدة وتقديم الخدمات التي يحتاجونها ونتمني ل"بنك الافكار" توفير الأمكانيات التي تعينها لتحقيق الدور المطلوب منها وبالمثل نتمني توفير المكانة التي تليق بالبحث العلمي في مصر في وسط كيانات البحث العلمي في العالم أجمع.