أكد الشيخ هشام مشالي الداعية السلفي، عضو الجبهة السلفية، وسكرتير لجنة الشباب بالهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح أن ما يحدث الآن على الساحة الاجتماعية بمصر لا يمكن تشخيصه إلا باعتباره نموذجا لما يمكن تسميته بالفجور الإعلامي. مشيراً إلى أن الفجور هو الفسق المشتهر؛ ولا يسمى الفاسق فاجرا إلا إذا أعلن بفسقه واشتهر؛ ولذلك فكل فجور فسق وليس كل فسق فجورا. وقال مشالى على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك " إن وصفه بالإعلامي؛ فهو لتمييز ما كان من الفجور بدافع الطبيعة البشرية على المستوى الفردي وما تعدى ذلك إلى أن يصبح سياسة إعلامية ممنهجة (أيديولوجية) وهنا مكمن الخطورة فإن ذلك لا يؤدي إلى إشهار الفساد في المجتمع فحسب ولكنه يرمي بذلك إلى محاصرة قوى الخير فيه والقضاء على (حاسة النقد) في الضمير الاجتماعي، تلك الحاسة - كما يقول د. فريد الأنصاري - التي يتأسس عليها واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإذا هما فجوران لا فجور واحد. مشيراً إلى أن تحويل الفجور إلى (فلسفة) وممارسته ثقافة وأخلاقة من جهة، ومقاومة الإصلاح الشرعي من خلال فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من جهة أخرى، كل ذلك ليس له إلا غاية واحدة هي مسخ ثقافة المجتمع المصري، والدين في القلب من تلك الثقافة، وترسيخ فلسفة الانحلال في المجتمع، وتشويه السلوك الصالح، من خلال استغلال طاقة الفجور في النفس الإنسانية، ودعوتها للتحدى، لتدافع عن فجورها أمام محاولات الإصلاح المختلفة. وأكد مشالى أن ما يحدث في مصر الآن حدث قبل ذلك على يد فرعون: (فأرسل فرعون في المدائن حاشرين إن هؤلاء لشرذمة قليلون وإنهم لنا لغائظون وإنا لجميع حاذرون) وهو يهدف بذلك إلى نشر الدعاية السوداء ضد الصلاح والمصلحين، ليقتل الحاسة النقدية في المجتمع، ويتفرد بالقرار الضال المضل: (قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد) وهكذا يصبح الفساد رشادا بواسطة الفجور الإعلامي. وقال مشالي إننا في الحقيقة نواجه حرب إشاعة الفجور والتدمير الشامل للأخلاق أعلنها النظام البائد ويحمل رايتها الآن التيار العلماني المتستر تحت أسماء عدة كالقوى المدنية والتيار الثالث إلى آخر تلك التسميات التي تغر الكثيرين وتعميهم عن رؤية الحقيقة. وأوضح مشالى أنه في هذه الحرب نحن "الشعب المصري المتدين وفي مقدمتهم العلماء والدعاة إلى الله" الأقوى فمعنا قذائف الحق التي لا تخطئ هدفها: آيات الفرقان الحكيم (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق) نصنع بها إعلامًا مضادا.. ومعنا فطرة هذا الشعب المصري المتدين في غالبيته.. كما أن نتيجة المعركة محسومة لصالحنا مسبقا؛ قال تعالى: (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون. هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون).