اعتدنا أن نطلق علي التطور التكنولوجي في عالم الاتصالات كلمة »ثورة« حتي أحدث هذا التطور التكنولوجي ثورات حقيقية علي أرض الواقع أثمرت تغييرا سياسيا في كل من تونس ومصر، حيث شرارة الكترونية انطلقت من »فيسبوك« و»تويتر« تحولت إلي نيران غضب في الشارع لم يطفئها إلا رحيل الرئيسين السابقين زين العابدين بن علي ومحمد حسني مبارك، إذا ما اعتبرنا أصلا أنهما انطفأتا! .. هكذا قال الكاتب أحمد الحيدر في صحيفة "القبس" الكويتية، مضيفا أن التغيير لم يطل علينا من الجانب السياسي فحسب، بل اجتاح جوانب عدة من حياة البشر، حيث لم يعد ممكناً تجاهل الشبكات الاجتماعية الالكترونية التي فرضت نفسها في موقع الصدارة لدي قائمة اتصالات كل فرد في المجتمعات المتطورة والنامية. »هشتقة« هو المصطلح الأحدث ضمن قائمة طويلة من المصطلحات المستجدة والضرورية في عصر التواصل الالكتروني، و»الهشتقة« قد لا تحتاج تعريفا لمستخدمي »تويتر« لما لها من شهرة بينهم، لكننا نوضح معناها لغير »المغردين« من القراء، فهي تعني كتابة اسم موضوعي بعد علامة المربع # hash tag في هذا الموقع الشهير، وتعريبا لها - كما لاخواتها من قبلها - اعتاد الشباب العرب علي تسمية هذه التقنية ب »الهشتقة«. »تويتة« هي الأخري كلمة بجذور الكترونية وصنيعة عربية، حيث يتم تداول هذا المصطلح بكثرة مع انتشار موقع تويتر بعد ثورة مصر، ف »تويتة« يقصد بها الرسالة القصيرة التي يكتبها »المغرّد« علي شبكة الانترنت، وتحديدا موقع »تويتر« والمغرد قد يكون وصفاً ثقيلاً علي الألسنة التي تطورت تكنولوجيا، فيلقب مستخدمو الموقع بعضهم بعضا ب »المتوّت« فلان الفلاني، مع الاحتفاظ بحق تأنيث المصطلحات للمغردات، فمنصب المتوتة يأتي بتاء التأنيث حفاظا علي حقوق النساء »المتوّتات« والقائمة طويلة من المصطلحات التويترية ك »تَوّت« »يتوّت« »تتويتا« علي غرار فعّل، يفعّل، تفعيلا.. فقواعد العربية هي التي يجب أن ترضخ للتقنية وليس العكس! »فيس بوك« أيضا فرض العديد من المصطلحات التي يستخدمها أصحاب الحسابات علي هذا الموقع، لعل أبرزها الوصف الذي يطلق علي المستخدمين عامة، حيث باتت المجتمعات العربية تنعتهم ب »الفيسبوكية« لكن نكهة المصطلحات »التويتية« مأخوذة من تويتر - تبقي خاصة، حيث إنها تحمل نوعا من الطرافة بين طياتها بعد أن جعلت الثورات العربية هذا الموقع في القمة من حيث عدد المستخدمين. ولعل أطرف ما هو منشور علي شبكة الانترنت لقياس مدي تأثير تقنية شبكات التواصل الاجتماعي علي عقول الشباب صفحة خاصة بأمثال »فيسبوكية« لتحل محل الأمثال الشعبية، نذكر منها »الأكونت اللي بيتقفل ما ينفعش« و»الأكونت اللي من غير صورة ولا اسم حقيقي.. زي طبق السلطة اللي من غير طماطم »فهل التراث أيضا بات مهددا بالتراجع والانقراض وترك مكانه ل »فيسبوك« و»تويتر« وأشقائهم؟!.. من يدري؟
