جوميز: لاعبو الزمالك الأفضل في العالم    «متحرش بفتاة وأصدقاؤه زقوا عربيتي في النيل».. اعترافات سائق «ميكروباص» معدية أبوغالب (خاص)    هل تقبل الأضحية من شخص عليه ديون؟ أمين الفتوى يجيب    نائب روماني يعض زميله في أنفه تحت قبة البرلمان، وهذه العقوبة الموقعة عليه (فيديو)    السفير محمد حجازي: «نتنياهو» أحرج بايدن وأمريكا تعرف هدفه من اقتحام رفح الفلسطينية    دبلوماسي سابق: ما يحدث في غزة مرتبط بالأمن القومي المصري    روسيا: إسقاط طائرة مسيرة أوكرانية فوق بيلجورود    إيرلندا تعلن اعترافها بدولة فلسطين اليوم    ب1450 جنيهًا بعد الزيادة.. أسعار استخراج جواز السفر الجديدة من البيت (عادي ومستعجل)    ملف يلا كورة.. إصابة حمدي بالصليبي.. اجتماع الخطيب وجمال علام.. وغياب مرموش    جوميز: عبدالله السعيد مثل بيرلو.. وشيكابالا يحتاج وقتا طويلا لاسترجاع قوته    عاجل.. مسؤول يكشف: الكاف يتحمل المسؤولية الكاملة عن تنظيم الكونفدرالية    سيراميكا كليوباترا : ما نقدمه في الدوري لا يليق بالإمكانيات المتاحة لنا    اجتماع الخطيب مع جمال علام من أجل الاتفاق على تنظيم الأهلي لنهائي إفريقيا    وثيقة التأمين ضد مخاطر الطلاق.. مقترح يثير الجدل في برنامج «كلمة أخيرة» (فيديو)    النائب عاطف المغاوري يدافع عن تعديلات قانون فصل الموظف المتعاطي: معالجة لا تدمير    بينهم طفل.. مصرع وإصابة 3 أشخاص في حادث تصادم سيارتين بأسوان    "رايح يشتري ديكورات من تركيا".. مصدر يكشف تفاصيل ضبط مصمم أزياء شهير شهير حاول تهريب 55 ألف دولار    الأرصاد: الموجة الحارة ستبدأ في الانكسار تدريجياً يوم الجمعة    حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 22-5-2024 مهنيا وعاطفيا    إبداعات| «سقانى الغرام».... قصة ل «نور الهدى فؤاد»    تعرض الفنانة تيسير فهمي لحادث سير    زيادة يومية والحسابة بتحسب، أسعار اللحوم البتلو تقفز 17 جنيهًا قبل 25 يومًا من العيد    الإفتاء توضح أوقات الكراهة في الصلاة.. وحكم الاستخارة فيها    طريقة عمل فطائر الطاسة بحشوة البطاطس.. «وصفة اقتصادية سهلة»    لعيش حياة صحية.. 10 طرق للتخلص من عادة تناول الوجبات السريعة    اليوم.. قافلة طبية مجانية بإحدى قرى قنا لمدة يومين    أبرزهم «الفيشاوي ومحمد محمود».. أبطال «بنقدر ظروفك» يتوافدون على العرض الخاص للفيلم.. فيديو    موعد مباراة أتالانتا وليفركوزن والقنوات الناقلة في نهائي الدوري الأوروبي.. معلق وتشكيل اليوم    «معجب به جدًا».. جوميز يُعلن رغبته في تعاقد الزمالك مع نجم بيراميدز    دعاء في جوف الليل: اللهم ألبسنا ثوب الطهر والعافية والقناعة والسرور    وزيرة التخطيط تستعرض مستهدفات قطاع النقل والمواصلات بمجلس الشيوخ    بالصور.. البحث عن المفقودين في حادث معدية أبو غالب    بلينكن: طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية يعقد اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحماس    عاجل - نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 محافظة الجيزة.. رابط نتيجة الصف الثالث الإعدادي الترم الثاني Natiga.Giza    قناة السويس تتجمل ليلاً بمشاهد رائعة في بورسعيد.. فيديو    محافظ كفر الشيخ يتفقد أعمال تطوير شارع صلاح سالم وحديقة الخالدين    شارك صحافة من وإلى المواطن    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الأربعاء 22 مايو 2024    قبل اجتماع البنك المركزي.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 22 مايو 2024    إزاى تفرق بين البيض البلدى والمزارع.. وأفضل الأنواع فى الأسواق.. فيديو    محمد حجازي ل"الشاهد": إسرائيل كانت تترقب "7 أكتوبر" لتنفيذ رؤيتها المتطرفة    ضد الزوج ولا حماية للزوجة؟ جدل حول وثيقة التأمين ضد مخاطر الطلاق ب"كلمة أخيرة"    كاميرات مطار القاهرة تكذب أجنبي ادعى استبدال أمواله    بعبوة صدمية.. «القسام» توقع قتلى من جنود الاحتلال في تل الزعتر    مواصفات سيارة BMW X1.. تجمع بين التقنية الحديثة والفخامة    هل ملامسة الكلب تنقض الوضوء؟ أمين الفتوى يحسم الجدل (فيديو)    أول فوج وصل وهذه الفئات محظورة من فريضة الحج 1445    عمر مرموش يجرى جراحة ناجحة فى يده اليسرى    حظك اليوم برج الجدي الأربعاء 22-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    المتحدث باسم مكافحة وعلاج الإدمان: نسبة تعاطي المخدرات لموظفي الحكومة انخفضت إلى 1 %    خبير تغذية: الشاي به مادة تُوسع الشعب الهوائية ورغوته مضادة للأورام (فيديو)    أخبار × 24 ساعة.. ارتفاع صادرات مصر السلعية 10% لتسجل 12.9 مليار دولار    "مبقيش كتير".. موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى 2024    حجازي: نتجه بقوة لتوظيف التكنولوجيا في التعليم    موقع إلكتروني ولجنة استشارية، البلشي يعلن عدة إجراءات تنظيمية لمؤتمر نقابة الصحفيين (صور)    وزير الري: إيفاد خبراء مصريين في مجال تخطيط وتحسين إدارة المياه إلى زيمبابوي    استعدادات مكثفة بجامعة سوهاج لبدء امتحانات الفصل الدراسي الثاني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التفاصيل الكاملة لرد هيئة الاستعلامات على تقرير هيومن رايتس ووتش
نشر في الوفد يوم 03 - 06 - 2019

دأبت منظمة هيومن رايتس ووتش على اختلاق تدوير الأكاذيب عن أوضاع حقوق الإنسان في مصر، ففى سبتمبر 2017 أصدرت تقريراً أدعت فيه تعذيب 19 شخصاً فى السجون المصرية، دون تقديم أي دلائل حقيقية على هذا.
ورغم قيام النائب العام المصري بفتح تحقيق قضائي حول إدعاءات هذا التقرير، وتوجيه الهيئة العامة للاستعلامات الدعوة للمنظمة لحضور التحقيق وتقديم ما لديها من معلومات للنيابة العامة للتحقق منها، فلم يحضر أي ممثل لها.
وانتهت النيابة العامة في ختام تحقيقاتها إلى مخالفة ما تضمنه التقرير للحقيقة، وأوصت المنظمة بتوخي الدقة فيما تنشره بشأن حقوق الإنسان بجمهورية مصر العربية.
وتوالت الأكاذيب، كما في حالة تقريرها المتعلقبالمواطن المصري الأمريكي خالد حسن الذي زعمت بتعرضه للاختفاء القسري والتعذيب، ليثبت بعدها عدم صحة هذه المزاعم كما ورد تفصيلاً في رد الهيئة العامة للاستعلامات عليه.
جددت المنظمة مزاعمها حول أوضاع حقوق الإنسان فى مصر من خلال التقرير الذى أصدرته فى 28/5/2019 حول الأوضاع فى سيناء، وحمل الكثير من المغالطات والإدعاءات فيما يتعلق بذلك، مستنداً فيما أورده منها إلى جهات مختلفة معروف عنها عداءها البيًنَ مع النظام السياسى المصرى، ومحاولاتها المتواصلة لتشويه صورته أمام المجتمع الدولى.
كما حمل مضمون التقرير الكثير من المزاعم حول حالات وردت فيه، دون محاولة المنظمة تقديم أو تثبيت ذلك بأى دليل حقيقى يقول بصدقية هذا الإدعاء، وكأن التقرير مُوَجًه إلى جمهور ساذج تنطلي عليه مثل هذه الإدعاءات العارية عن الصحة.
في هذا السياق قامت وحدة حقوق الإنسان بالهيئة العامة للاستعلامات بإعداد رداً تفصيلياً على المزاعم والإدعاءات الواردة فى تقرير "هيومن"، وذلك على النحو التالى:
المنهجية: واهية ومنحازة
افتقر المنهج المتبع فى إعداد التقرير للأسس المهنية المتعارف عليها دولياً فى إعداد مثل هذه التقارير، وذلك على النحو التالي:
المقابلات:
ذكر التقرير أنه تم إجراء 54 مقابلة مع السكان فى سيناء، دون أن يوضح النقاط التالية، التي تعتبر ضرورية لتأكيد مدى صحتهاوما يخلص إليه منها:
عدم تحديد هوية أي من الأشخاص الذين زعم التقرير أنه تم إجراء المقابلات معهم، حيث ذكر أن المقابلات أُجريت داخل وخارج مصر، وإن كان هناك إشارة من المنظمة بعدم كشف هوية أشخاص داخل مصر، فما هو السبب الحقيقي لحجب هوية أشخاص تزعم المنظمة أنها قابلتهمخارج مصر، يعيشون فى أماكن يسهل الوصول إليها وفى دول يتمتعون بحمايتها؟ويثير هذا الأمر الدهشة، ويطرح تساؤلات واسعة حول جدية التقرير وصدقيتهوالهدف الحقيقي منه، حيثالمصدرالرئيسي الذي بُنِىً عليه منهجيته ومضمونه واتهاماته مجهل تحوط حقيقته الشكوك والتساؤلات.
علاوة على ذلك لم ينشر التقرير صوراً أو بيانات خاصة بمن أجرت معهم المقابلات المزعومة خارج مصر، ولا مقاطع فيديو،ولو على نحو مشابه لما تفعله بعض المحطات التليفزيونية بتغطية وجه المتحدث، أو إخفاء معالم الوجه، أو تصويره من الخلف. ما يدفع بعدم الاعتداد بصدقية هذه المقابلات التى اعتمد عليها التقرير كمصدر رئيسي في منهجيته ومضمونه واتهاماته.
تجهيل هوية الأشخاص الذين قاموا بإجراء المقابلات ال 54 المزعومة، باستثناء عمرو مجدى واستشاريان لم تحُدد هويتهما ولا المؤهلات التي تدفع للوثوق بأهليتهما لإجراء مثل هذه المقابلات بصورة موضوعية محايدة، كما لم يكشف التقرير عمن أجرى من هؤلاء الثلاثة المقابلات المزعومة داخل مصر وخارجها.
لا توجد أي اشارة سواء فى الهوامش أو المتن لمحاولة معدي التقريرإجراء أية مقابلة سواء داخل مصر أو خارجها مع مصادر رسمية أو شبه رسمية أو مؤيدة لمواقف الحكومة المصرية، كما لا توجد كذلك أي إشارة إلى محاولة اللجوء للسفارات أو المكاتب الإعلامية فى الخارج لإجراء مقابلات.
كما لم يتطرق التقرير إلى الوسائل التي تم اتباعها في إجراء المقابلات المزعومة سواء داخل مصر أو خارجها، ولم يتحدث عن وسائل أخرى في إجراء هذه المقابلات مثل "سكايب"، أو "وسائل التواصل الاجتماعي" لمن هم داخل مصر، وخصوصاً المصادر الرسمية وشبه الرسمية والمؤيدة لمواقف الحكومة المصرية، مما يؤكد النية المسبقة لاستبعاد كل المصادر ذات الصلة التى ترى رأيا غير الذى انتهى إليه التقرير.
هناك إشارات فى هوامش التقرير إلى استخدام الهاتف والرسائل النصية خلال إجراء المقابلات، هنا تزداد الدهشة لماذا لم يتضمن التقرير، ولو نسخة واحدة من هذه الرسائل.
رغم استشهاد التقرير بمقولات بعض ممن يمثلون رأيا أخر موضوعياً بشأن الأوضاع في سيناء مخرجاً إياها من سياقها، لم يتضمن التقرير أى اشارة، سواء من قريب أو بعيد، لأية محاولة للباحث الرئيسى للتقرير التثبت من إدعاءاته بشأن ما ورد في التقرير من خلال إجراءمقابلات مع هؤلاء الأشخاص فى المناسبات الحقوقية التى جمعتهما خارج مصر، وكان أخرها الدورة رقم 40 لمجلس حقوق الإنسان التى عقدت بمقر الأمم المتحدة في جنيف في مارس 2019.
كذلك لم يقدم التقرير ما يفيد بشأن طرق توثيق المنظمة لهذه المقابلات المزعومة، وهل تمتلك تلك التوثيق حتى يمكن الرجوع إليه، أم أنها تفضل دوماً الشهادات الشفهية المدعاة، كما حدث مع العديد من الحالات التى أوردتها المنظمة فى تقارير سابقة عن مصر.
الوثائق الطبية والقانونية:
زعم التقرير أن باحثي المنظمة قاموا بمراجعة الوثائق الطبية والقانونية التى قدمت إليهم من الضحايا أو عائلاتهم، وفى هذا السياق نورد الآتي:
دأبت المنظمة على تكرار إدعاءاتها دون نشر أي من هذه الوثائق المزعوم إطلاعها عليها. فقد حدث هذا من قبل، كما سبقت الإشارة، فيتقريرها الصادر في 6/9/2017 حول مزاعم بالتعذيب داخل السجون المصرية، حيث جاء التقرير فى 63 صفحة متضمنا – حسب مزاعمها- شهادات 19 سجينا سابقا وشهادة أسرة سجين آخر تعرضوا لأساليب من التعذيب ما بين عامي 2014 و2016. وزعمت "هيومن" أنها وثقت حالات التعذيب المشار إليها، بينما لم تقدم ولو قصاصة ورق واحدة تثبت ما تزعمه، سواء في التقرير أو بتقديمه للنيابة العامة المصرية كما سبقت الإشارة أيضاً. كما اتبعت المنظمة نفس المنهجية، أي غياب أي وثيقة أو شهادة أو دليل على مزاعم التعذيب أو القتل في روايتها السابق الإشارة إليها بشأن التعذيب المزعوم للمواطن المصرى الأمريكى "خالد حسن".
وتكرر الأمر حرفياً في التقرير الخاص بشأن الأوضاع في سيناء، فلم تورد المنظمة فيه لا صورة ولا حتى اقتباساً من وثيقة طبية أو قانونية واحدة من تلك التي تزعم أنها تمتلكها أو قامت بمراجعتها، لكي تؤيد رواياتها عن الأحداث والوقائع المزعومة.
فضلاً عن ذلك، فهناك في تقرير سيناء كغيره من تقارير المنظمة السابقة عن مصر، مجهولية الجهات التي تقوم بإعدادأو فحص الوثائق والشهادات الطبية والقانونية التي تزعم المنظمة امتلاكها أو الاطلاع عليها. فقد سبق الحديث عن "خبراء الطب الشرعي المستقلين" الذين قاموا بفحص "خالد حسن" دون تحديد لهويتهم وجنسياتهم والجهات الفنية التي ينتمون إليها، ومدى وجود خلفيات سياسية لهم، وهل هم تابعون للمنظمة، رغم المطالبات بكشف هوية هؤلاء، ومتى رأوا خالد، ومن كان وراءهم. أما فى تقرير سيناء، فلا توجد سوى إشارة لباحثي المنظمة (عمرو مجدي، وباحث أخر، ومتدرب)، دون تحديد لهويتهم وخبراتهم في مجالي الطب والقانون والمستوى العلمي والعمليبما يؤهلهم لعمليات فحص ومراجعة فنية طبية وقانونية لوثائق تتوقف عليها صحة الاتهامات الخطيرة التي تسوقها المنظمة للحكومة المصرية.
هذه الوثائق التيتزعم المنظمة بشأن امتلاكها أو مراجعتها بخصوص الأوضاع في سيناء، ما مدى مطابقتها للمعايير الدولية لحقوق الإنسان للاعتماد عليها في التقارير الدولية. ويتأكد ذلك من خلال الزعم بوجود 14 حالة قتل خارج القانون، بينما لم يأت تقرير "هيومن" بأى صورة لتقرير صادر من الطب الشرعى المصري بخصوص هذه الحالات، حيث يلزم وفقاًللقانون المصريلدفن أي شخص مات مقتولاً، صدور وثيقة من الطب الشرعي لأسباب الوفاة وتصريح من النيابة العامة للدفن، ومن المفترض أن هذه الوثائق لدى أسر الضحايا التي زعمت المنظمة أنها تواصلت مع بعضهم،
وأنهم مصدر معلوماتها عن حالة كل منهم.
الصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو:
عرض التقرير مجموعة من الصور، ترد عليها الملاحظات التالية:
صورة واحدةلوضع عِصَابات على أعين أشخاص وصفهم التقرير بأنهم "معتقلين" رغم أن تعريفهم الحقيقي لهم هو "إرهابيين" تم القبض عليهم وفقاً لإجراءات القانون المصري ومن يتم حبسه منهم فيكون بقرار من سلطة التحقيق القضائية،وقد كتب أسفل الصورة أن الجيش فرض عليهم تعصيب عيونهم. وما غاب عن المنظمة أثناء سعيها لتشويه صورة الحكومة المصرية، هو أن تعصيب عيون الإرهابيين عند القبض عليهم، هو تقليد أمني معروف وممارس في جميع أنحاء العالم، كما توضح الصور التالية وهيفي العراق، وفرنسا وروسيا على التوالي.
لم يتضمن التعريف الكامل بالصورة حقيقة السياق الذي وردت فيه – رغم الإشارة لاقتطاعها- فقد وردت ضمن جهود الدولة المصرية فى محاربة الإرهاب فى شمال سيناء، وليس حملات اعتقال لمواطنين.
كما أن الصورة الخاصة ببعض المحتجزين، وصورة طفل أُلقى القبض عليه لمساعدته الجماعات الإرهابية في مراقبة تحركات قوات إنفاذ القانون، هما إما مقتطعتين من فيديوهات أو منقولتين من صفحات على الفيسبوك، حيث توجد فجوة زمنية بين نشر الصورة وتاريخ الإطلاع عليها من المنظمة، ما يجعل إدراك المنظمة لما يمكن أن يكون قد جرى بين التوقيتين مشوشاً وملتبساً. كذلك لا يوجد بكل من الصورتين أية مخالفة للقانون أو لحقوق الإنسان. فالمحتجزون من قبل السلطات الأمنية يبدون في الصورة الأولى جالسين على الأرض في انتظار ترحيلهم للتحقيق معهم دون أي اعتداء عليهم أو علامات لاعتداء سابق على تصويرهم. كذلك تبدو الصورة الثانية لطفل مُلقى القبض عليه بنفس الهيئة بدون أي اعتداء عليه أو علامات لاعتداء سابق. وفي هذا السياق يشار إلى أن استخدام الأطفال والنساء من قبل الجماعات الإرهابية يعد شائعاً في مختلف مناطق العالم ومنذ فترات طويلة، وهو ما يدفع السلطات الأمنية في كل دول العالم – ومنها المصرية - لإخضاعهم للإجراءات القانونية السارية فيها.
صورة لجثث، ذكر التقرير أنها وصلت إلى المنظمة عبر ناشط من سيناء، مجهول الهوية طبعاً كعادة المنظمة في المصادر التي تستند إليها. كما أن الواقعة غير محددة المكانولا التوقيت، ففي أية بقعة تحديداً من سيناء البالغ مساحتها نحو 66 ألف كم2 وقعت هذه الواقعة- إذا سلمنا بصحتها- الأمر الذي يشكك في الواقعة برمتها لانتفاء العناصر الرئيسية المؤكدة لها (الزمان – المكان- المصدر الرئيسي لالتقاطها). ويضاف إلى ذلك أن التطور التقنييُمَكن من تركيب الصور وتغيير ملامح أفرادها، وما يؤكد ذلك في هذه الصورة إخفاء المنظمةوجوه جثث القتلى المزعوم تصفيتهم خارج إطار القانون من جانب السلطات المصرية. فهؤلاء بحسب الصورة قد قتلوا ومن المفترض أنه لا توجد أي مشكلة في ترك وجوههم مكشوفة لقراء التقرير، على الأقل لتأكيد شخصياتهم ومن ثم واقعة القتل المزعومة، وهو ما لم يفعله التقرير مما يشير إلى عدم صحة هذه الصورة.
تعكس الصورتان الأماميةوالخلفية للتقرير منطق وأولويات المنظمة فيما يتعلق بحقوق الإنسان في مصر. فقد حملت الصفحة الأخيرة صورة أحذية المصلين خارج مسجد الروضة بمدينة بئر العبد في شمال سيناءبعد تعرضهم للهجوم الإرهابي الأكبر في تاريخ مصر الحديث الذي وقع عليهم أثناء صلاتهم فينوفمبر 2017، وراح ضحيته 311شهيداً و128مصاباً، بينما وضعت في الصفحة الأولى صورة لتحركات مدرعات وآليات الجيش وهي في طريقها لمواجهة الجماعات الإرهابية التي قامت عناصرها بارتكاب عشرات المذابح ومن بينها مذبحة مسجد الروضة. فقد عكست الصورتان في مكان كل منهما ترتيب أولويات منظمة "هيومن" فيما يخص حقوق الإنسان في سيناء التي تتحدث عنها في تقريرها: فالحق الأول لأبناء سيناء وهو حق الحياة والتي فقده 311 مواطناً سيناوياً قتلوا في مذبحة الروضة أتى في صورة بخلفية التقرير، التي لم يشر إليها سوى في ثمانية أسطر متفرقة من بين صفحاته ال 123 صفحة، بينما خصصت كل صفحاته لنشر مزاعم واتهامات لقوات إنفاذ القانون والحكومة المصرية بتجاوز حقوق الإنسان دون أي دلائل أو أسانيد جدية أو حقيقية.
أما صور الأقمار الصناعية التي جاءت في التقرير، فهي مجرد استخدام بدائي لصور "جوجل إيرث"، ولا يظهر بها أي ملمح أو إشارة ذات صلة بمضمون التقرير ومزاعمه، ولا تعدو كونها صوراً تبدو لمنشآت رياضية أو عسكرية وأمنية في تطورها عبر فترة زمنية لا يظهر فيها أي ملمح لطبيعة الأنشطة التي تتم بداخلها ومدى صلتها بمزاعم التقرير. والأرجح أن لجوء المنظمة في تقريرها لهذه النوعية من الصور هو محاولة للإيحاء لقرائه وإيهامهم بجدية اتهاماتها للحكومة المصرية باستخدام تلك الوسيلة التكنولوجية ذات الجاذبية والثقة لقطاعات واسعة من الناس حول العالم خلال السنوات الأخيرة.
مواقع التواصل الاجتماعي:
من بين المصادر التى اعتمد عليها التقرير فى منهجيته، مواقع التواصل الاجتماعى، ولكن اللافت والمثير للدهشة أنه استخدم حساباً على الفيس بوك يثير للوهلة الأولى الاستغراب، فالحساب اسمه "مو عامر" أدعى التقرير أنه لضابط يزعم أنه شارك فى الأحداث التى نقلها الفيديو الوارد في التقرير، واعتمد عليه كثيراً في محاولة اثبات مزاعمه.وهنا نورد مجموعة نقاط جديرة بالذكر:
بينما يبلغ عدد الحسابات لمستخدمى الفيس بوك نحو 3 مليار مشترك، فيبدو أنه نظراً للمهارة الفائقة والدقة المتناهية لباحثى "هيومن" فقد تمكنوا من العثور بينها جميعاً على الحساب غير معلوم المصدر، والاسم والمستخدم الحقيقي، وأدرجوه ضمن مصادرهم الموثقة، فى محاولة لتقديمه كدليل إدانة لواقعة قتل خارج القانون.
يقدر عدد القوات المسلحة المصرية- طبقاً لموقع "جلوبال فاير باور" الدولي فى تقريره الصادر نهاية 2018 - 454 ألف مقاتل من مختلف الرتب العسكرية، لكثير منهم حسابات شخصية على وسائل التواصل الاجتماعي، ورغم ذلك بحثت المنظمة وعثرت على حسابلضابط مزعوم واحد ومجهول وتأكدت أن هذا هو حسابه الشخصي لتستخدمه في إثبات مزاعمها الخطيرة ضد الحكومة المصرية!!!!
الهوامش والتقارير الإعلامية والمصادر الرسمية:
بلغ عدد هوامش المصادر التي عادت لها المنظمة في متن تقريرها 304 هامشاً. وقد استخدمت المنظمة هوامش لمنشورات خاصة بها هي عن الأوضاع في مصر بلغ عددها 125 هامشاً، بنسبة 41% من إجمالي الهوامش، أي أن مزاعم المنظمة السابقة تؤكد مزاعم المنظمة الحالية. كما اعتمد التقرير على صفحات مجهولة على مواقع التواصل الاجتماعى (فيس بوك) 15 مرة، وعلى هوامش بدون أي مصدر 13 مرة، أيإجمالاً 28 هامشاً، بنسبة 9%. علاوة على ذلك اعتمد التقرير على نحو 15 هامشاً من وسائل إعلام معروف عنها انتماءاتها ونشاطاتها السياسية:إما تابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، أو موالية أو متعاطفة معها، ومنظمات حقوقية معروف عنها نشاطها المعادى للحكومة المصرية وتندرج تحت هذا الإطار، ما يجعل إجمالى المصادر غير المحايدة 168 (125 هيومن+ 28 مواقع التواصل وهوامش مجهولة + 15
وسائل إعلام مناوئة للحكومة المصرية) بنسبة 55.2%،وهو ما يؤكد فكرة تدوير الأكاذيب، كون هذه المصادر لا يعتد بموضوعيتها ولا صدقيتها ولا حيادها فيما يتعلق بالشئون المصرية.
لم تستعن المنظمة فى تقريرها سوى بسبعة هوامش لمصادر رسمية مصرية بنسبة 2.3% من إجمالي الهوامش، على الرغم من إمكانية الاستعانة بالعديد منها سواء داخل مصر أو خارجها، وسواء أكانت رسمية أو شبة رسمية أو مؤيدة لمواقف الحكومة المصرية، ما يؤكد أن عدم لجوء المنظمة لمثل هؤلاء فيما يخص موضوع التقرير متعمد لتأكيد الهدف الذي ترمي إليه المنظمة وهو محاولة تشويه الحكومة المصرية.
كذلك يدل عدم استعانة "هيومن" فى تقريرها بالمؤسسات الدولية التابعة للأمم المتحدة والإقليمية والصليب الأحمر الدولي، واقتصارها على الرجوع لبعضالدراسات البحثية النظرية الصادرة عنها وعن جهات بحثية أخرى فى الأجزاء المتعلقة بالإرهاب فقط (25 هامش للمؤسسات الدولية و25 هامشاً للجهات الأخرى)، دلالة قوية على العزف المنفرد للمنظمة فيما يخص الشئون المصرية عموماً وموضوع هذا التقرير بشكل خاص، وعزلتها التامة عنها جميعاً.
لجأت "هيومن" مرة واحدة للاستعانة بمصدر رسمي صادر من جهة حكومية أجنبية، وهو بيان الخارجية الأمريكية بشأن تصنيف جماعة التوحيد والجهاد بسيناءكجماعة إرهابية.
فيما يتعلق باعتماد التقرير على مصادر إعلامية أجنبية، بلغ عددها 8 مؤسسات إعلامية وصحفية عالمية، بإجمالى 25 هامشاً، من بينها فقط 2 من وكالات أنباء عالمية، اعتمد عليهم كمراجع 6 مرات فقط،واستعان ب 6 وسائل أخرى اعتمد على كل منها مرة واحدة فقطفى الهوامش،في حين اعتمد على جريدة أمريكية واحدة 14 مرة،لتوافق رؤيتها ومواقفها من الحكومة المصرية مع رؤية ومواقف منظمة "هيومن"، وهو ما يؤكد أن الغرض الرئيس للتقرير ليس كشف الحقائق، بل طمسها وتزييفها.
ادعاء محاولة الحصولعلى ردود من الاستعلامات قبل كتابة التقرير:
لدى منظمة هيومن رايتس ووتش كافة العناوين والمراسلات الرسمية والخاصة بالهيئة العامة للاستعلامات ورئيسها، وسبق للهيئة تلقيمراسلات خلال العامين الماضيين تستفسر فيها "هيومن" عن موضوعات متنوعة، ولم تتجاهل الهيئة أي واحد منها. وكانت أخر هذه المراسلات الخطاب الذي بعثت به السيدة/ سارة ليا وايتسن المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في شهر نوفمبر 2018 وأفادت فيه بأن التواصل مع المنظمة سيكون من خلال الأستاذ/ أحمد بن شمسى مدير التواصل والمرافعة فى القسم، بعد استبعاد عمرو مجدي الباحث بالمنظمة من هذا التواصل، نتيجة الممارسات غير المهنية التى قام بها حينذاك فيما يتعلق بموضوع تقرير "خالد حسن" المتهم بانتماءه لتنظيم ولاية سيناء الإرهابى. ولم يحدث مطلقاً أن تلقت الهيئة بأي وسيلة للتراسل وفي أي وقت منذ هذه الرسالة، أي مخاطبة من منظمة "هيومن" تتعلق بتقريرها عن سيناء أو غيره.
رغم ذلك انطوى التقرير عن الأوضاع فى سيناء على خلاف ذلك، حيث جاء فى التقرير أن عمرو مجدي هو الباحث الرئيس الذى أعد وكتب التقرير بمساهة أخرين، وقام بإجراء بعض المقابلات. وهو ما يعد خروجاً عن عرف أقرته منظمة "هيومن"في خطابها المشار إليه سابقا بشأن التواصل مع الجهات المصرية حال إعداد التقارير الخاصة بمصر، فى دلالة على أن ما حواه التقرير لا يخرج عن كونه "آراء وخواطر عمرو مجدي حول سيناء"، بكل ما تحمله من تحيزات وتسييس وافتقاد لأبسط قواعد المهنية المتعارف عليها دولياً في إعداد التقارير الحقوقية.
المضمون: خداع وأكاذيب
حوى مضمون التقرير العديد من الإدعاءات والمزاعم، التى تؤكد أن الغرض منه هو محاولة تشويه الحكومة المصرية من خلال تعمد إدراج مضامين تندرج تحت أطر كثيرة إحداها هو حقوق الإنسان، وهو ما يتضح من خلال الآتى:
الاستشهاد بدراسة أكاديمية منشورة في دورية علمية محكمة، هي دورية "دراسات في حقوق الإنسان" الصادرة عن الهيئة العامة للاستعلامات في مايو 2018،وهي تتيح للباحثين والأكاديميين وممثلى المجتمع المدنى والمسئولين الحكوميين والمهتمين بموضوعات حقوق الإنسان أن ينشروا فيها آراءهم التى تعكس وجهات نظرهم هم فقط، ولا تعبر عن رأيالهيئة التي تصدرها، ولا الدولة المصرية. وما يؤكد ذلك أن الدورية حددت المسئولية عن الآراء ووجهات النظر عبر وضع عبارة "جميع الموضوعات المنشورة تعكس آراء كتابها" على صدر الصفحة الأولى منها.
ويبدو واضحاً أن معدي التقرير لم يطلعوا إطلاعاً كاملاً على ما سبق ذكره، أو تعمدوا تجاهله مع معرفتهم به، حيث ذهبوا إلى ما يدعم فكرتهم التي تخرج عن السياق المنطقى الذي وردت فيه الدراسة، كما اجتزأوا منها فقرات لتدعيم موقفهم، وتغافلوا عن باقي المضامين التي قد تنسف فحوى التقرير. فقد تعمد معدو التقرير في نسخته العربية بصفحتي 31-32 عند اقتباسهم من الدراسةالخلط بين العام والخاص، حيث كان موضوع وعنوان الدراسة الأصلية هو: "حقوق الإنسان ومجابهة الجماعات الإرهابية المسلحة" بشكل عام، وتعمد معدو التقرير تحويرها لكي تكون في تلخيصهم المخل لها قاصرة على (مسلحى ولاية سيناء) رغم عدم وجود شيء من هذا في النص الأصلي، فقط لكي يخدموا على هدف تقريرهم باتهام الحكومة المصرية باختراق حقوق الإنسان في سيناء.
اعتماد التقرير على شهادة 54 شخصاً يزعم أنهم من أهالي سيناء، دون تحديد لهوياتهم، منهم 14 مقابلة فقط ركزت على انتهاكات مسلحو ولاية سيناء، بينما أفرد ال 40 مقابلة الباقية (بنسبة 74%) لتأكيد مزاعمه حول انتهاكات الحكومة المصرية لحقوق الإنسان فى سيناء.
محاولة التقرير وضع مدلولات لمصطلحات مثل "إعدامات ميدانية" لإظهار الأمر وكأنه ممارسة منهجية، رغم أن العناصر الإرهابية التى لقت حتفها كان خلال هجومها على قوات إنفاذ القانون، أو أثناء اشتباكها معها لدى مداهماتها بؤر أو أوكار لخلايا إرهابية.
إدعاء المنظمة توثيق 50 حالة اعتقال تعسفى منهم 39 حالة اختفاء قسري. إضافة إلى 14 حالة قتل خارج إطار القانون فى الفترة ما بين 2015-2017. لم تورد المنظمة لتأكيد الإدعاء الأول الخاص بالاعتقال أى أسماء أو تواريخ أو مكان القبض عليهم ولا ملابسات ذلك، أو أماكن الاحتجاز، فما الذى يدفع إلى تصديق المنظمة فيما يتعلق بهذا الزعم.أما الإدعاء الثانى الخاص بالقتل خارج إطار القضاء، فمن بين 14 حالة مزعومة لم يورد التقرير سوى ثلاثة أسماء، منهم اثنان اعتمد على شهادة شخص مجهول فيما زعمه بشأنهما، بينما الشخص الثالث اعتمد التقرير على شهادة ثلاثة من معارفه تناقضت شهادتهم حول ملابسات الوفاة ومطالعة تصريح الدفن، ولم تكلف المنظمة نفسها عناء مطالبتهم بصورة من تقرير الطب الشرعى، الذى يحدد سبب الوفاة، وقرار النيابة الذى يحدد طريقة الوفاة.
يخضع جميع المحتجزين فى القضايا المتعلقة بولاية سيناء للتحقيق أو المحاكمة، منها على سبيل المثال القضية رقم 137 لسنة 2018، والتى تضم 319 متهماً بالانضمام ل"تنظيم ولاية سيناء" الإرهابى، الأمر الذى يتنافى مع ما جاء فى التقرير من مزاعم حول ما يثار عن اعتقالات إدارية أو اختفاء قسرى.
جميع المحتجزين مودعون فى أماكن احتجاز قانونية وفقاً للقوانين واللوائح المصرية.
وفقاً للأرقام الرسمية المقدمة من وزارة المالية المصرية فى الموازنات العامة للدولة خلال الفترة من 2014 حتى سبتمبر 2018، قدمت الدولة المصرية تعويضات كبيرة بلغت 3 مليار و 29 مليون جنيه مصرى للمتضررين من إقامة المناطق العازلة على الشريط الحدودى مع قطاع غزة وحول مطار العريش وأى أضرار مادية أخرى. وفى السياق ذاته صرح المتحدث العسكرى المصرى فى 30/5/2019 بأنه تم بناء 10 الآف و18 وحدة سكنية للمتضررين من إقامة المناطق العازلة على الشريط الحدودى ، وهو ما ينفى مع ما ورد فى التقرير من مزاعم فى هذا الشأن.
رغم زعم المنظمة بتغطية كافة الانتهاكات التى وقعت فى سيناء خلال فترة التقرير، فقد خصص 8 صفحات من أصل 123 صفحة فى النسخة المنشورة باللغة العربية لعرض الانتهاكات التى قام بها تنظيم ولاية سيناء الإرهابى، بينما خصص أكثر من 100 صفحة حول الانتهاكات الحكومية المزعومة. فى واقع الأمر أن العدد المهول من العمليات الإرهابية الذى ارتكبة التنظيم الإرهابى يستحق تقريراً منفصلاً.
حاولت المنظمة وصف ما يجرى فى بعض مناطق شمال سيناء ك"صراع مسلح غير دولى" بهدف إضفاء شرعية على العناصر الإرهابية التى تستهدف قوات إنفاذ القانون والمدنيين على النحو التالى:
وجهت المنظمة فى سقطة تاريخية لها توصيات لتنظيم ولاية سيناء الإرهابى أسوة بالتوصيات التى وجهتها للجهات الرسمية المصرية، والإدارة الأمريكية والكونجرس الأمريكى، والمنظمات الدولية والإقليمية الحكومية.
كانت فحوى التوصيات ألا يستهدف التنظيم المدنيين،وأن يمتنع عن التمييز ضدهم فى المناطق التى تخضع لسيطرته، مع أن ذلك يتناقض مع الحقيقة المؤكدة وهى سيطرة الدولة المصرية على كامل التراب الوطنى، ورغم ما يبدو من نبل فى هذه التوصيات، فأن واقع الأمر جاءت هذه التوصيات لتصوير ولاية سيناء للرأى العام الدولى على أنه تنظيم لديه القدرة على احترام القانون الدولى الإنسانى، حتى يوصف ما يحدث فى سيناء بأنهصراع مسلح غير دولى، بينما فى حقيقة الأمر "ولاية سيناء" تنظيم إرهابى مصنف عالمياً، قبل مبايعته لتنظيم داعش، الذى تصنفه الأمم المتحدة والمجتمع الدولى بأسره كتنظيم إرهابي.
10. على الرغم مما شاب التقرير من قصور فى المنهج والمضمون، والذى تم شرحه تفصيلاً أعلاه، فأن المنظمة اتخذت من هذه المزاعم ذريعة لمحاولة عزل مصر دولياً عبر دعوتها الإدارة الأمريكية والكونجرس الأمريكى وشركاء مصر الدوليين والكيانات الإقليمية والدولية الحكومية لقطع كافة أشكال التعاون العسكرى مع مصر. وهذا ما يؤكد الموقف المسيس الذى تتخذه المنظمة ضد الحكومة المصرية تحت غطاء حقوق الإنسان.
وهذ ما يتناقض مع العمل الحقوقي، الذى في أصله نشاط مهني إنسانى غير مسيس لا هدف له سوي حماية وتدعيم حقوق الإنسان، ولكن عندما يحيد عن هذا المسار، ويدخل في غياهب السياسة يفقد معناه ومضمونه، ويتحول لعمل تحريضي منحاز لطرف سياسي علي حساب طرفاً أخر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.