تحت عنوان " الروس والسوريون تحالف عبر التاريخ وعلاقات زواج ومصاهرة"، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية تقريرا عن العلاقات الروسية السورية. واشارت الصحيفة فى تقريرها الذى أعدته "إلين بارى" الى ان هناك ما يقرب من 20 ألف من الروسيات يعشن فى سوريا حيث يتزوجن من سوريين، وقالت إنه فى أحد أحياء مدينة اللاذقية السورية الساحلية، يتواجد عدد كبير من الروسيات المتزوجات من سوريين. وتأكيدا على كثرة الروسيات المتزوجات من سوريين، وصفت الصحيفة المشهد فى حى الياسمين بمدينة اللاذقية' حيث تعيش الروسيات ، بأن " نتاليا" وهى سيدة روسية ، تعيش فى منزل لا يبتعد سوى بثلاثة منازل عن منزل ، "نينا" ومنزلين عن منزل "اولجا" عبر زقاق ضيق من منزل "تاتيانا"، وعلى مسافة قصيرة من "يلينا"، ومن منزل "فيانا" و"ناديجدا"، وهن جميعا نساء منذ عهد الاتحاد السوقيتى السابق، تزوجن برجال سوريين. وتعود هذه العلاقة والنسب منذ ستينيات القرن الماضى، إبان الحرب الباردة، حيث كانت سوريا تبعث بمئات المبعوثين من الطلاب والعسكريين لتلقى العلم فى الاتحاد السوفيتى الحليف الأكبر لسوريا، حيث كان الاتحاد السوفيتى يعطي منحا دراسية لهؤلاء الطلاب ، بهدف كسب مؤيدين وانصار، وكان يتعمد اختلاط الطلاب الروس مع الاجانب. وكانت النتائج الأولى لتلك الإستراتيجية علاقات تنتهي بالزواج، فهاجرت روسيات شابات إلى بلدان مثل سوريا برفقة أزواجهن الأطباء أو المهندسين وغيرها من المهن الرفيعة. ورأت الصحيفة ان هذه العلاقة العائلية بين الشعبين، بالاضافة الى التحالف العسكرى، حيث تستورد سوريا ما قيمته 700مليون دولار سنويا من الاسلحة الروسية ، بالإضافة الى وجود قاعدة عسكرية بحرية لروسيا على أحد الموانئ السورية المطلة على البحر المتوسط ، كل هذه الاسباب والمصالح الاستراتيجية تجعل من الصعب على روسيا التخلى عن نظام الرئيس السورى "بشار الاسد". وأشارت الصحيفة إلى أن أي مؤسسة حكومية في سوريا تضم سوريين قضوا شبابهم في روسيا أيام الاتحاد السوفياتي، وعادوا إلى بلادهم برفقتهم زوجات من هناك، الأمر الذي أضاف بعدا اجتماعيا على العلاقات السورية الروسية. ووصفت "نينا سيرجييفا" - التي تعيش مع زوجها في مدينة اللاذقية السورية - الروسيات في سوريا بأنهم "زوجات طبقة الصفوة، الذين يتمتعون بنفوذ ولكنه نفوذ ناعم". ووصفت "سيرجييفا" أزواج الروسيات في سوريا بأن لديهم مشاعر قوية تجاه روسيا. وفي الوقت الذي أصبحت فيه الأزمة السورية صعبة على الحل الدبلوماسي، تقدر الحكومة الروسية عدد المواطنين الروس في سوريا بحوالي ثلاثين ألف شخص معظمهم من النساء والأطفال. وقالت الصحيفة إن المقابلات التي أجريت مع الأزواج السوريين المتزوجين من روسيات أظهرت أن كثرة هذا النوع من الزواج بالأجنبيات في سوريا لا يعود إلى أسباب الجغرافيا السياسية فقط، بل يتعداه إلى تأثر كثير من الشباب السوريين بالجو الذي عاشوه في الاتحاد السوفياتي والتغييرات التي أحدثتها تلك التجربة على تكوينهم الفكري وشخصيتهم وآرائهم الاجتماعية. كما أشارت الصحيفة إلى موضوع غلاء المهور وارتفاع تكاليف الزواج التي تفرضها العادات العربية، وصرّح أزواج سوريون بشكل واضح بأن ذلك كان أحد الأسباب وراء إقدامهم على الزواج من أجنبيات، حيث لا يتطلب الزواج في العرف الأوروبي بشكل عام دفع مبالغ طائلة سواء كمهر أو تكاليف زواج وسكن. ومن الجانب الروسي، فهناك أيضا أسباب لإقبال الروسيات على الزواج من الأجانب بشكل عام والسوريين بشكل خاص. ففي زمن الاتحاد السوفياتي، كان الزواج من السوري يمنح الروسية بعض الامتيازات مثل حرية السفر، أما بعد سقوط الاتحاد فقد كان الخروج من الوضع الاقتصادي الصعب هو أحد العوامل التي دفعت بعض الروسيات للزواج من أجانب وسوريين بوجه خاص. ونقلت الصحيفة عن "طه عبد الواحد" - وهو صحفي سوري ومتزوج من سيدة روسية - أن ظاهرة الرغبة بالزواج من روسيات قد تخطت حدود الأفراد الذين عاشوا هناك، وأصبحت ظاهرة محسوسة. ويضيف "عبد الواحد" أن عددا متزايدا من شباب لم تطأ قدمهم أرض روسيا يلجؤون إلينا قائلين ساعدونا بالزواج من روسيات.