في تلك المساحة تستضيء السطور التالية بحروف الكاتب الصحفي الكبير شريف قنديل، ليبث إلينا نزف مشاعره وأوجاع قلبه لشقيقته النبيلة، شهيدة الغدر، الكاتبة والناقدة نفيسة قنديل، التي غادرتنا جسدا منذ عشرة أيام مضت ..... "من أسقط القمر النيرا؟ " بقلم : شريف قنديل أدرك أن كارثة وقعت وأن فاجعة حلت.. لكني حتى اللحظة لا أصدق ولا أريد أن أصدق أن إنسانا يمكن أن يغتال نفيسة الخير والتقى ووردة العلم والأدب والجمال. أدرك أن قمرا سقط.. ولهذا وجب السؤال: من ترى أسقط القمر النيرا.. في احتدام الضباب وفي نوبة متجددة من نوبات الغياب؟ من ترى أسقط القمر النيرا.. فانخنى بغتة وانطفا.. تاركا شفقا مرهفا.. في أديم السماء؟ من ترى أسقط القمر النيرا .. لننزله في التراب.. تاركا نجمة في تخوم العراء؟ علها.. غالبت حزنها واستعدت للصباح.. حيث يزدان بابها بوجوه الفقراء.. علها في غضون "الفجاءة" وهمهمات الدعاء أطلقت زفرات الرثاء.. بعد أن أدركت ان موتها "الشهادة" قدر بل أمل مستطاب. علها أخفت جنيهات الفقراء اليومية بين صفحات الكتاب. علها أغرقت نفسها في جمال السحاب. علها جهزت ثوبها الأخير بين أثواب اليتامى الأحباب.