يفتتح.. من سمته اليعربيّ جاءتني النظرات ملوحات بالعَتَب إذ برقت المقلتان ثائرتان في شقشقات الغضب لما جاءت الأمطار تهطل بغتةً دون أن تبشرنا السحب وما تزال القصيدة تلقي صدحاتها علي قارعة التَعب قالت الأعراب ..... اكتملنا وقال شاعرها .. لا .. ولكن قولوا اتْكلنا ياويحها لغتي ..... حيثما أقول .. يرد الصخب الحال نفس الحال لم ينفض المقال ولم تَلِنْ الخُشب . من طلّْتهِ النحاسيةِ جاءتني الأسئلة لا تبحث عن إجابتها بل لتفتش في ملامحي الحجرية عن سر الغياب وعن كل مخبوء يكبل قولها وترفع عن توجسي خجلي وترفرف فوق جبيني مطلقة عنان الريح في وجه القيود التي حملتها الأخاديد إلي قمم السراب أين المواثيق التي رسمت علي الدرب الخطي دون أن تكشف عن خباياها رغم أن القرون ظلت متخمة بعلاتها وهي تلقي علينا بإجابات لم نطلبها حيث لم تحمل في تخومها سوي الملاعبة وأرتالاً من تهاويم الضباب لم تقطع الطلة بما تجري به الأشياء بل حملت عن أنباء البلاد فيما شكلت من معالم الصمت وارتجالات الخطاب لم تخف هول غموضها في رجع المتاهةِ وفيما بدا من الأسباب يا شاعر الوردات الحزينة الطير تنام علي أشجار جافة والغَيم دثرها في الصقيع وقد نامت الغربان علي سدةِ النبع فهل أنبأتك أسراب الرواح أن الحلوق صارت غِصاصاً وأن الطير عادت خماصاً والتراب يهال علي التراب وأن الخريف يجلس مزهواً علي كرسي الغموض والحزن مهللاً يضيء حوله الشمعات فيما الظلام يلف علي الكتاب ويدق علي الآلات .. ويفرش الإيقاع في فضاء الروح أهازيجه ؟ والمدي مرتاب ياصحاب .. من له ياصحاب حين كرس لها وبايعها علي أسماع البلاد والأسي غلاب هنا يغرق وجعي في المدامع وبالدم تفيض العيون علي الرحاب وتنسحب الشهقات من صدر الهواجس لما ضاقت من ردها الأعتاب فمتي سنكون ... وما تزال الإفادة عصية علي أمة نقضت عهدها للكاف والنون ولم يوف كيلها النّْصاب يا ندهة الحرف الجسور هنا يدور الليل ... يدور ولا يكشف عن سجاياه والحراس يحوطون مجالس الأوهام وسيهرون علي كرسي الضلالة فحين تروح في إغفاءاتها الهزيمة تطل الهمهمات العنكبوتية من ضوء القباب كي تتلقط ودائع الأفراخ من سلال البيض وتعبث في سجلات الحساب تضن بالقديد علي أهلها وتجود في فيضها علي الأغراب الضلالة التي تحتل كرسيها ليست لها هيئة الناس وإن حملت أشباحهم فكيف نامت الطير علي شجر أخضر واستكان الغير علي أحزانهم ؟ فيما اليقين ملقي علي شاطيء الأيام يبكي للهضاب ويخط ترسيماته علي ماء العيون دون أن يشف عن كنهه في عين الذئاب يا عازف اللحن مهلاً إن النزف يأكلني ولا أري طيراً ولا شجراً ولا بشراً وقد أعياني السراب فهل أنزل الوقت الستائر أم أن عينيّ كليلتان ؟ لا تدركان الطريق إلي الصواب ووجهك النحاسي لما يزل .. يرسل من حدائق الصمت رفيفاً يدين صخبي الجاهلي تاركاً من خلفه الأصداء لأرقيَ المستطاب فخيل لي أن النجوم قادمة من خلف أستار الوجود في إثر الشهاب فمتي يعود القمر إلي محاقه الودود وما تزال الإجابة هاربة في ختل السؤال لمن يعود القمر كي نسأله أن يعود .. لمن يعودُ لمن يعود ؟؟؟ .