يقدم الأميرعمر طوسون تاريخ مديرية خط الاستواء المصرية من فتحها الى ضياعها ليبين لنا ما تتعرض له الدول النامية عامة ودول حوض النيل خاصة من مؤمرات غربية, تهدف الى الوقيعة بينها بغية استغلالها أو الاستلاء عليها. يقع الكتاب فى ثلاثة أجزاء وما يقرب 1500 صفحة من القطع الكبير؛ وتحتوى على خرائط وصور فوتوغرافية وفهارس فنية, وضعه مؤلفه عن مديرية خط الاستواء المصرية التى قال عنها :" بما تحوى من منابع النيل ألزم لمصر من مدينة الاسكندرية, تلك المديرية التى فتحها الجنود المصريون والسودانيون فى عهد الخديو اسماعيل طبقا لرؤيته الاستراتيجية لأهميتها كضمان لمصدر مياه مصر – مياه النيل – من البميع الى المصب". فقد كان العصر عصر المد الاستعمارى الغربى الذى بلغ أقصاه فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر, وكانت مصر النهضة منتبهه لهذا الخطر, تحاول أن تضع حواجز الصد أمامه وأن تعطل مسيرته بغية الحفاظ على امنها القومى ومصالحها الحيوية. ورغم صعوبة المهمة كما يقول المؤلف : "لقد شقت مصر طريقها اليها بجنودها المصريين والسودانيين الأبطال ذوى القوة والبأس ... حتى اذا فتحها الله عليهم ورسخت أقدامهم فيها وعملت أيديهم فى تطهير جوها وتمدين أهلها أخرجتهم منها السياسة الماكرة وأبعدتهم عنها أبالستها".