[أُوبك حريصة على استقرار أسعار النفط] فيينا ا ف ب: منذ 1 ساعة 24 دقيقة ابدت دول اوبك التي قررت لتوها ابقاء انتاجها النفطي على حاله، قلقها من مخاطر انهيار الطلب العالمي على الخام في ظروف اقتصادية مضطربة، لكنها تبدو حريصة قبل اي شيء اخر على وقف تدهور اسعار البرميل. وعبر وزراء منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) الذين تضخ بلدانهم حوالى ثلث العرض العالمي من الذهب الاسود، والذين اجتمعوا الاربعاء والخميس في فيينا، عن قلقهم الشديد ازاء الوضع المترنح للاقتصاد العالمي. وقال وزير النفط الفنزويلي رافايل راميريز "ان النظام الرأسمالي يشهد ازمة عميقة حولت امكانية انهيار الطلب العالمي على النفط الى خطر واضح ووشيك". واستطرد نظيره الانغولي جوزيه ماريا بوتليو دي فاسكونسيلوس قائلا ان تباطوء النمو في الولاياتالمتحدة وفي الصين، اكبر بلدين مستهلكين للخام، وكذلك الازمة المستمرة في منطقة اليورو، "قد يزيدان الضغط على طلب الخام". ولم تسهم وكالة الطاقة الدولية في التخفيف من تلبد الاجواء بتخفيض توقعاتها الاربعاء للطلب العالمي على النفط للعام 2012. ومن الاعراض المثيرة للقلق تسجيل المخزونات الاميركية من الخام اعلى مستويات منذ 1990، وانهيار اسعار برميل النفط 30 دولارا في غضون ثلاثة اشهر ليتدنى في لندن الى ما دون عتبة المئة دولار. وقال جاري هورنبي المحلل لدى شركة الطاقة البريطانية اينينكو "ان الاقتصاد العالمي قد يستفيد من هذا الانخفاض في الاسعار الذي هو اشبه بمحفز للنمو". لكن معظم وزراء اوبك لا يرون الامر كذلك، وابدى كثير منهم قلقهم من تدهور الاسعار وتمنوا معاودة ارتفاع الاسعار لتتجاوز المئة دولار. وشدد راميريز على "ان استقرار الاسعار على اكثر من مئة دولار تمثل الحد الادنى الضروري لاستمرار الموارد النفطية" في الارتفاع، وهو رأي يشاطره اياه نظيراه الانغولي والليبي. اما ايران وفنزويلا العضوان الاكثر محافظة في المنظمة فقد انتقدا بشدة دول الخليج المتهمة برأيهما بزيادة عرضها بشكل مفرط وزعزعة استقرار السوق. من جهته، قال الامين العام لاوبك عبد الله البدري في لقاء مع صحافيين اليوم الجمعة في فيينا ان سعر البرميل 110 دولار لن يشكل "تهديدا للنمو الاقتصادي العالمي". واضاف ان "الجميع يجب ان يحترموا" سقف الانتاج، موضحا ان انتاج الدول الاعضاء تجاوز السقف ب"1,6 مليون برميل" في ايار/مايو. وتابع ان "كل دولة مسؤولة عن انتاجها ولا استطيع التدخل". وفي حين ارتفع العرض المشترك للكارتل الى 31,86 مليون برميل في اليوم بحسب وكالة الطاقة الدولية، اتفق وزراء اوبك الخميس على ابقاء سقف انتاجهم عند مستوى 30 مليون برميل في اليوم كما تقرر في كانون الاول/ديسمبر، مكتفين بالمطالبة بالانضباط الجماعي بشكل افضل. وهم يأملون في ان يكون خفض الذهب الاسود كافيا لاستقرار الاسعار. وقال فيليب بيترسون المحلل لدى المصرف السويدي اس اي بي "ان السعوديين يرغبون على الارجح بالتوصل الى اجماع، ولان مستوى الاسعار الانسب الذي سبق وحددوه بمئة دولار قد تم بلوغه، فسيكون من المنطقي رؤيتهم يخففون فعلا من عرضهم". لكن ان بقيت الاسعار على مستواها الحالي بدون مزيد من التراجع، فان خفضا حقيقيا لانتاج اوبك قد يكون موضع تشكيك بالرغم من كل شيء. ففي الواقع تتراجع الصادرات السعودية بشكل ملحوظ خلال فصل الصيف بسبب زيادة كبيرة في الاستهلاك الداخلي للخام لتغذية انظمة التكييف. واضاف بيترسون ان الزيادة التقليدية للاستهلاك النفطي في النصف الشمالي من الكرةالارضية خلال الصيف ومع اقتراب الشتاء "قد يسهم في امتصاص الفائض من النفط في السوق".