قال الدكتور زكريا الرفاعي أستاذ التاريخ الحديث بجامعة المنصورة، إن رفاعة الطهطاوي هو الوجه الفكري لعصر محمد علي، وتخليص الإبريز في تلخيص باريز هو الكتاب المرجعي لرفاعة في حياته، فهو كان مفكر يجمع بين الإطارين النظري والعلمي. وأضاف الرفاعي، أن الفكر الإصلاحي كان حاضرًا بقوة لدى الطهطاوي الذي ذهب إلى باريس بتوصية من الشيخ حسن العطار شيخ الأزهر آنذاك وهو الذي هيّأ فكر تلميذه رفاعة. وتابع: رفاعة كان يعي البعد التاريخي الذي عاش فيه، وهو لم يكن يعبر عن الماضي والحاضر فحسب، بل عبر عن المستقبل، فضلًا عن تأصل إعادة بعث التاريخ المصري القديم في كتابه. وأكد الرفاعي، أن الطهطاوي نبه على موضوع في غاية الأهمية والحاجة إليه وهو الإصلاح، فالكتاب مر بمراحل كثيرة، وكان به نص يتكلم عن دوران الأرض لكنه حذفه خوفًا من ثورة رجال الأزهر ضده. وأوضح أن الكتاب به انفتاح على الآخر بقدر من التسامح، وبعث وتلخيص التراث الإسلامي والتوازن بين الأصالة والمعاصرة، مؤكدًا أن تخليص الإبريز في تلخيص باريز له طابع سياسي واجتماعي، وتركه كأثر باقٍ لدى جيله والأجيال التالية. وجاء ذلك خلال ندوة حول كتاب "تخليص الإبريز في تلخيص باريز" لرفاعة الطهطاوي، بحضور الشاعر الدكتور أحمد درويش، والدكتور كمال مغيث، بقاعة ثروت عكاشة في معرض القاهرة الدولي للكتاب.