انقطاع المياه بمدينة طما في سوهاج للقيام بأعمال الصيانة | اليوم    المقاومة الإسلامية في العراق تستهدف مناطق حيوية في تل أبيب وبئر السبع بإسرائيل | فيديو    جناح ضيف الشرف يناقش إسهام الأصوات النسائية المصرية في الرواية العربية بمعرض أبو ظبي    محمد مختار يكتب عن البرادعي .. حامل الحقيبة الذي خدعنا وخدعهم وخدع نفسه !    عيار 21 بعد الانخفاض.. سعر الذهب بالمصنعية اليوم الجمعة في الصاغة    أسعار اللحوم اليوم 3-5-2024 للمستهلكين في المنافذ ومحلات الجزارة    "عيدنا عيدكم".. مبادرة شبابية لتوزيع اللحوم مجاناً على الأقباط بأسيوط    إسرائيل: تغييرات في قيادات الجيش.. ورئيس جديد للاستخبارات العسكرية    طائرات الاحتلال تستهدف محيط مسجد "أبو شمالة" في تل السلطان غرب رفح الفلسطينية    ملف يلا كورة.. قرعة كأس مصر.. موعد مباراتي المنتخب.. فوز الزمالك.. وطلب الأهلي    جمال علام: أناشد جماهير الأندية بدعم منتخب مصر.. والاتحاد نجح في حل 70% من المشكلات    خالد الغندور: محمد صلاح «مش فوق النقد» ويؤدي مع ليفربول أفضل من منتخب مصر    إبراهيم سعيد: مصطفى شوبير لا بد أن يكون أساسي فى تشكيل الأهلي علي حساب الشناوي وإذا حدث عكس ذلك سيكون " ظلم "    أحمد الكأس: سعيد بالتتويج ببطولة شمال إفريقيا.. وأتمنى احتراف لاعبي منتخب 2008    «تغير مفاجئ في الحرارة».. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم في مصر والظواهر الجوية المتوقعة    خبيرة أسرية: ارتداء المرأة للملابس الفضفاضة لا يحميها من التحرش    «دفاع الشيوخ»: اتحاد القبائل العربية توحيد للصف خلف الرئيس السيسي    «زي النهارده».. اليوم العالمي لحرية الصحافة 3 مايو 1991    جامعة فرنسية تغلق فرعها الرئيسي في باريس تضامناً مع فلسطين    ليفركوزن يتفوق على روما ويضع قدما في نهائي الدوري الأوروبي    طبيب الزمالك: شلبي والزناري لن يلحقا بذهاب نهائي الكونفدرالية    اليوم.. الأوقاف تفتتح 19 مسجداً بالمحافظات    قفزة كبيرة في الاستثمارات الكويتية بمصر.. 15 مليار دولار تعكس قوة العلاقات الثنائية    موعد جنازة «عروس كفر الشيخ» ضحية انقلاب سيارة زفافها في البحيرة    تحذير شديد اللهجة حول علامات اختراق الواتساب    ميزة جديدة تقدمها شركة سامسونج لسلسلة Galaxy S24 فما هي ؟    مجلس الوزراء: الأيام القادمة ستشهد مزيد من الانخفاض في الأسعار    سفير الكويت: مصر شهدت قفزة كبيرة في الإصلاحات والقوانين الاقتصادية والبنية التحتية    رسائل تهنئة شم النسيم 2024    الحمار «جاك» يفوز بمسابقة الحمير بإحدى قرى الفيوم    أول ظهور ل مصطفى شعبان بعد أنباء زواجه من هدى الناظر    ماما دهب ل ياسمين الخطيب: قولي لي ماما.. انتِ محتاجة تقوليها أكتر ما أنا محتاجة أسمعها    شايفنى طيار ..محمد أحمد ماهر: أبويا كان شبه هيقاطعنى عشان الفن    حسام موافي يكشف سبب الهجوم عليه: أنا حزين    بسعر 829 جنيها، فاكسيرا توفر تطعيم مرض الجديري المائي    بعد تصدره التريند.. حسام موافي يعلن اسم الشخص الذي يقبل يده دائما    سفير الكويت بالقاهرة: رؤانا متطابقة مع مصر تجاه الأزمات والأحداث الإقليمية والدولية    فلسطين.. قوات الاحتلال تطلق قنابل الإنارة جنوب مدينة غزة    مباراة مثيرة|رد فعل خالد الغندور بعد خسارة الأهلى كأس مصر لكرة السلة    أمين «حماة الوطن»: تدشين اتحاد القبائل يعكس حجم الدعم الشعبي للرئيس السيسي    تعرف على طقس «غسل الأرجل» بالهند    البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يحتفل برتبة غسل الأرجل    خطوات الاستعلام عن معاشات شهر مايو بالزيادة الجديدة    برج السرطان.. حظك اليوم الجمعة 3 مايو 2024: نظام صحي جديد    د.حماد عبدالله يكتب: حلمنا... قانون عادل للاستشارات الهندسية    جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات    بسبب ماس كهربائي.. إخماد حريق في سيارة ميكروباص ب بني سويف (صور)    بطريقة سهلة.. طريقة تحضير شوربة الشوفان    «يا خفي اللطف ادركني بلطفك الخفي».. دعاء يوم الجمعة لفك الكرب وتيسير الأمور    مدير مشروعات ب"ابدأ": الإصدار الأول لصندوق الاستثمار الصناعى 2.5 مليار جنيه    محافظ الجيزة يزور الكنيسة الكاثوليكية لتقديم التهنئة بمناسبة عيد القيامة    تركيا تفرض حظرًا تجاريًا على إسرائيل وتعلن وقف حركة الصادرات والواردات    القصة الكاملة لتغريم مرتضى منصور 400 ألف جنيه لصالح محامي الأهلي    صحة الإسماعيلية تختتم دورة تدريبية ل 75 صيدليا بالمستشفيات (صور)    أستاذ بالأزهر يعلق على صورة الدكتور حسام موافي: تصرف غريب وهذه هي الحقيقة    بالفيديو.. خالد الجندي يهنئ عمال مصر: "العمل شرط لدخول الجنة"    محافظ جنوب سيناء ووزير الأوقاف يبحثان خطة إحلال وتجديد مسجد المنشية بطور سيناء    أمين الفتوى ب«الإفتاء»: من أسس الحياء بين الزوجين الحفاظ على أسرار البيت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأب بطرس دانيال: موقف كوميدى وراء دخولى فى حياة الرهبنة

الرهبان الفرنسيسكان ينتشرون حول العالم ويقدمون خدمات ثقافية وتعليمية وخيرية داخل المجتمعات
عُرض علىّ تمثيل دور راهب فى أحد الأفلام السينمائية.. ولكننى رفضت
مواجهة الإرهاب لا تقتصر على النواحى الأمنية فقط.. ونعيش أزهى عصور المساواة تحت قيادة الرئيس السيسى
يرى الأب بطرس دانيال، رئيس المركز الكاثوليكى، للسينما أن مواجهة الإرهاب لا تقتصر على النواحى الأمنية فقط, مشيراً إلى أننا نستطيع من خلال التعاون بين مجموعة من المؤسسات أن نغير من هذه العقلية الإرهابية وندحر الإرهاب بصورة كبيرة.
وحدد «دانيال» فى حواره مع أيمن عدلى وكريم المصرى على موقع أخبار مصر، عدداً من النقاط من شأنها مواجهة الفكر المتطرف يأتى فى مقدمتها التربية الأسرية وضرورة أن ينشأ الطفل على حب وتقبل الآخر، وأيضاً دور العبادة سواء المساجد والكنائس فلابد أن يهدف خطابهما الدينى إلى السلام وتقبل الآخر, بجانب حذف المناهج التعليمة التى تحتوى على بعض الأخطاء، ولابد أيضاً من إضافة مادة جديدة خاصة بالفضائل والقيم الجميلة التى تحملها الأديان على أن يدرسها جميع الطلاب سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين وهكذا, الأمر الذى يشجع على التقارب فيما بيننا، بالإضافة إلى عدم إغفال دور وسائل الإعلام والفن فى التوعية وخدمة المجتمع.
وقال إنه عند مقارنة أوضاع الأقباط فى السابق والفترة الحالية سنجد أن الوضع الآن بات أفضل بصورة كبيرة، وخاصة عندما نسمع الرئيس عبدالفتاح السيسى وهو يطالب بضرورة أن تتواجد الكنيسة بجانب المسجد فى المدن التى يتم بناؤها حديثا, ولهذا أصبحنا نشعر بأن المجتمع المصرى أصبح أسرة واحدة ولا يفرق بين أبنائه بمختلف دياناتهم.. وإلى نص الحوار:
فى البداية.. حدثنا عن النشأة ودور الأسرة والمدرسة فى تكوين شخصيتك؟
- أنا أرى أن أى لقاء إعلامى يحمل رسالة للمجتمع، وهو ما دفعنى لإجراء هذا الحوار.. ولدت فى حى محرم بك بالإسكندرية وفخور جداً بأننى خرجت من هذا الحى الذى سبق وخرج منه الفنان سيد درويش والفنانة هند رستم، وأسرتى كانت محبة للجميع حيث حرص والدى ووالدتى على غرس المحبة بداخلنا تجاه جميع أطياف الجميع دون استثناء, بالإضافة إلى مجموعة المبادئ التى تعلمتها على أيديهما والتى كنت أرى فى الماضى أن تلك المبادئ تسلب من حريتى وتضيق الخناق علىّ نظراً لصغر سنى حينها، ولكن بعد ذلك تفهمت أهميتها ومعانيها, وهذه المبادئ تمثلت فى الحب والاحترام المتبادل بين أفراد الأسرة داخل المنزل, وأيضاً علاقتنا مع المجتمع، حيث كنا نواظب على الصلاة بالكنيسة، أما فيما يخص المدرسة فكان هناك التزام قوى جداً فى التعامل مع الآخرين، وكان هناك منافسة شريفة فى الدراسة بيننا وبين زملائنا فى المدرسة, ووالدى كان يحرص عند عودتنا أنا وإخوتى من المدرسة على فتح الشنط المدرسية الخاصة بنا ويفحصها جيداً وتفهمت بعد ذلك أن والدى كان يقدم على هذا الفعل خوفاً منه أن يعجب أى منا بشىء يخص زملائنا بالفصل الدراسى ونأخذها، وكان هدفه من ذلك تعليمنا الأمانة والإخلاص، أيضاً كان يحثنا دائماً على أن يكون الكتاب المدرسى والكراس نظيفين منذ استلامنا لهما فى أول يوم دراسى وحتى نهاية العام وكان يتابع معى وإخوتى يومياً الواجبات المدرسية حتى يطمئن أننا انتهينا منها على أكمل وجه, بالإضافة إلى أنه كان يمنعنا من اللعب فى الشارع وكان يقتصر اللعب على النادى الرياضى فقط، أيضاً كان والدى يحرص على النظافة سواء كانت نظافة المنزل أو نظافة الملابس المدرسية خاصة أن والدتى كانت مريضة.
هناك علاقة خاصة تربط بينك وبين الرسم والموسيقى.. ماذا عن هذه العلاقة؟
- معظم المواهب التى أتمتع بها والتى ساعدتنى على نشر رسالتى سواء داخل مصر أو خارجها اكتشفتها عن طريق الصدفة ومن ثم حققت تفوقي, وأقول لأى شخص إن جاءت إليك فرصة فلابد أن تقتنصها, فعندما كنت فى الصف الإعدادى بمدرسة سانت كاترين كنت أحبذ تصدر الصفوف الأولى بالطابور الصباحى وفى أحد الأيام صادفتنى فرصة خدمتنى كثيراً فى حياتى، حيث تغيب الطالب الذى كان يحمل اَلة «الإكسليفون» ومن ثم وقع الاختيار علىّ من قبل الأساتذة المشرفين على الطابور الصباحى لتعويض غياب زميلى والقيام بدوره فى العزف, وعندما حملت «الإكسليفون» أحببت الموسيقى ومنذ ذلك الحين حرصت على تعلم الموسيقى، وفى العام التالى أصبحت المسئول عن عزف الموسيقى والنشيد الوطنى والمارش على آلة «الإكسليفون» فى الطابور الصباحى، إلى أن تعمقت بالموسيقى تدريجياً وقمت بدراسة النوتة مع دكتورة من دولة المجر، فالصدف نعمة من الله وعلينا ألا نرفضها ولا بد من استغلالها لأنها تغير مسار حياتنا بأكملها فى الكثير من الأحيان, وأنا أحب الرسم كثيرا وأمتلك مئات من الكراسات منذ عام 1984 أستعين بها إلى الآن التى تحتوى على رسومات قيمة.
رغم حبك للموسيقى إلا أن دراستك الجامعية كانت بالفلسفة والإعلام.. فكيف ذلك؟
- بعد الانتهاء من الدراسة فى المرحلة الثانوية، تقدمت بالدراسة فى كلية الآداب جامعة الإسكندرية، وعندما أخبرونى بأننى إذا كنت أرغب فى حياة الرهبنة فلا داعى للدراسة بالجامعة باعتبار أننى سأدرس الفلسفة واللاهوت، وأقبلت على هذه الخطوة التى كان يرفضها والدى لأنه كان يخشى فقدانى الدراسة الجامعية فى حالة تراجعى عن السير نحو طريق الرهبنة وعدم إكماله لنهايته، وحينها سأكون خسرت الأمرين معاً.. بعد ذلك وقع الاختيار علىّ من قبل الرهبنة للسفر فى منحة دراسية لإيطاليا لدراسة الموسيقى والحصول على الدكتوراه فى الموسيقى، ولكن قبل السفر بنحو شهرين طلب منى دراسة الإعلام بدلاً من الموسيقى وحزنت كثيراً حينها وكنت رافضاً لهذا الأمر باعتبار أن الموسيقى تمثل الحياة بالنسبة لى، لكننى تراجعت وقلت لتكن
مشيئتك يا رب وقبلت نتيجة لمبدأ الطاعة، ومن ثم حصلت على درجة الماجستير فى الإعلام وحصلت على درجة التفوق ولم أكمل رسالة الدكتوراه نتيجة مرض الدكتور يوسف مظلوم رحمه الله، ومن ثم عدت إلى القاهرة لأقوم بدوره، وأشكر الله لأنه بالرغم من اختلاف هوايات المجال إلا أننى أدمجت الإعلام مع الموسيقى مع المركز الكاثوليكى للسينما وهذا الدمج بات له صداه الواسع داخل المجتمع المصرى حالياً وأصبح له رسالة مهمة.
كيف بدأت علاقة الأب بطرس دنيال بالرهبنة؟
- علاقتى بالرهبنة غريبة للغاية والتحقت بحياة الرهبنة وعمرى لا يتجاوز 11 عاماً فقط, ووالدى كان رافضاً دخولى لحياة الرهبنة نظراً لصغر سنى اَنذاك وليس رافضاً للرهبنة فى حد ذاتها، فأنا تربيت فى بيئة صحية للغاية من حيث الالتزام الدينى ومواظبتى على الصلاة داخل الكنيسة بجانب علاقتى الطيبة مع الآخرين, ودخولى للرهبنة كان نتيجة لموقف كوميدى ودائما أقول إن إرادة الله فوق أى شىء، فكما ذكرت كانت مدرستى سانت كاترين بالإسكندرية وكان هناك راهب كرواتى وكان تجمعنى به لغة الابتسامة فقط حيث كان يتحدث اللغة الإيطالية وأنا أتحدث العربية، وكان يرى والدى وهو يصطحبنى إلى الكنيسة أمام الهياكل الجانبية وأقوم بالصلاة أمامها لكى لا ألعب مع زملائى فى الحوش الخاص بالكنيسة، وعندما كان يرى هذا الراهب الكرواتى نظرات الحزن فى عينى نتيجة عدم سماح والدى لى باللعب مع الأطفال كان يعطينى شيكولاتة وحلوى وفاكهة وحينها تأثرت وأحببت الدخول إلى الرهبنة لكى أحصل على الشيكولاتة والحلوى، ومن ثم أبلغت والدى والذى رفض فى بداية الأمر لصغر سنى وأبلغنى أن هذا الأمر شديد الصعوية, ولكنه عندما شاهدنى متمسكاً بالأمر فوافق ودخلت بالفعل وكنت فى دير أبو درجا بالإسكندرية ودرست الإعدادية به ومن ثم انتقلت لدير كفر الدوار وأكملت دراستى الثانوية به، إلى أن سافرت لدراسة الفلسفة والإعلام.
بالنسبة لنا الرهبان الفرنسيسكان فملبسنا يبدو غريباً، فهو ملبس القسيس فرنسيس والذى ولد عام 1182 وتوفى عام 1226, وأعجب القسيس فرنسيس بالرهبنة فى مصر، ولكن دورنا كان جديداً ومختلفاً فبجانب الحياة الجماعية داخل الأديرة من الصلاة والندور أى الفقر وعدم امتلاك الأشياء وعدم تزوج الباتولية والطاعة، ولكن كان دورنا يشمل أيضاً خدمة العالم والمجتمع عن طريق الأعمال الخيرية سواء مستشفيات والملاجئ ومساعدة الفقراء, بالإضافة إلى الأعمال التثقيفية من خلال المدارس الخاصة بنا فى معظم أنحاء العالم، بجانب المراكز الثقافية كالمركز الدراسى والمركز الكاثوليكى المصرى للسينما، فنحن نختلف عن الرهبنة فى مصر والتى يمكث فيها الرهبان داخل الأديرة بالصحراء وقليلاً ما يخرجون منها، ولكن الرهبان الفرنسيسكان يتميزون وينتشرون فى كل مكان بالعالم ويخرجون خارج الأديرة ويخدمون داخل المجتمع.
البعض يرى أن الموسيقى حرام.. فماذا ترد عليهم؟
- لا فالموسيقى فن راقٍ ولها تأثيرها الإيجابى على النفس والروح.. فعند سماع الطفل الصغير للموسيقى تجده سعيدا للغاية ولكن سنجد رد فعله حزينا عندما نوقف تشغيلها، ومن هنا أتساءل ما إذا كانت الموسيقى حراما فهل سيشعر الطفل بالسعادة عند سماعها؟ أيضاً أفلاطون حين قال علموا أولادكم الفنون وأغلقوا السجون، فالموسيقى فن راق جداً لمن يقدر قيمتها، والشىء الحرام هو الذى يضر ويؤذى الإنسان روحياً فى علاقته بينه وبين الله، أو بينه وبين الآخرين.
كيف تحمل الموسيقى رسالة سلام؟
- الموسيقى هى اللغة الوحيدة التى يفهمها العالم بأكمله، فاللغة والسياسة والعديد من المجالات يمكن أن تفرق بين الشعوب، ولكن الفنون وخاصة الموسيقى تجمع ما بين الشعوب.
ما الخدمات التى يقدمها المركز الكاثوليكى للسينما لرواده؟
- رسالة المركز هى خدمة الجميع سواء داخل مصر أو خارجها, بجانب الخدمات الخيرية التى نقدمها مع الفنانين وعند زيارتنا للمستشفيات, بالإضافة إلى أننا نمتلك أقدم أرشيف فنى فى الشرق الأوسط، فقد تبنى المركز على عاتقه مسئولية التوثيق لتاريخ السينما المصرية منذ عرض الأفلام الروائية الأولى مثل فى بلاد توت عنخ آمون عام 1924, ليلي 1927, وعندما ظهرت أول محاولة لتأسيس نادى الفيلم المصري, فإن اجتماعاته توقفت لعدم وجود مقر للنادي, أيضاً قام المركز باحتضان هذا النشاط الثقافى المتعثر ليكون مقرا دائما لهم, أما بالنسبة للمهرجان السنوى لأفلام السينما المصرية الذى ينظمه المركز منذ عام 1952 فهو أول مهرجان سينمائى منتظم فى مصر.
لك طقوس خاصة فى رمضان والأعياد الإسلامية.. ماذا عنها؟
- اكتسبت هذه الطقوس نتيجة رد فعل تلقائى، فعندما كنت أقوم بتأدية الخدمة العسكرية، كنت وقت الخدمة اَخذ السلاح من إخوتى المسلمين وقت الإفطار بشهر رمضان وأقف خدمة ساعة على الأقل بدلاً منهم، وفى إحدى المرات استدعانى قائد الكتيبة وسألنى لماذا أقف خدمة وقت الإفطار بدلاً من إخوتى المسلمين وأجبته بأننى راهب ورسالتى هى الصلاة والخدمة وأنا لم أخسر شيئاً عندما أقوم بهذا الفعل وأشعر بالسعادة عندما أرى أخى المسلم يجلس بجوار زملائه
ويفطرون بشكل جماعى، ومنذ ذلك الحين وأنا أحظى باحترام كبير من قبل قائد الكتيبة حتى نهاية فترة خدمتى العسكرية, وأرى أنه عندما نتحدث عن التقارب والنسيج الواحد لابد أن نتحدث بشكل عملى بعيداً عن الشعارات التى نسمع عنها ونراها كثيرا, وكانت من ضمن الأفعال العملية أيضاً هى خدمتى بالمطبخ الخاص بالجيش خلال شهر رمضان الكريم لكى أتذوق الأكل وتحضيره لإخوتى المسلمين وقت الإفطار وكنت أحرص على تنظيف الأذان الخاص بتحضير المأكل بشكل دائم.
أيضاً كنا نتبادل المأكولات مع صاحب العقار الخاص بنا خلال شهر رمضان والأعياد، وكان ذلك يحدث بكل بساطة وتلقائية، وأيضاً نحرص حاليا من خلال المركز الكاثوليكى للسينما على إفطار رمضانى وندعو إليه نحو 200 شخص من مختلف أطياف المجتمع، وأيضاً نحرص على الذهاب خلال شهر رمضان مع مجموعة من الفنانين إلى مختلف المستشفيات ونعطى فوانيس رمضان للأطفال, فنحن نشارك الجميع أفراحهم وأحزانهم بكل بساطة وتلقائية دون النظر إلى الديانة والمعتقدات, والله خلقنا جميعاً بأيدلوجيات وأفكار مختلفة وبالتأكيد له حكمة فى ذلك.
كلمة «الحب» من أكثر الكلمات المستخدمة فى العالم بمختلف ثقافاته وحضاراته ولكن قلما نعيشها فى حياتنا اليومية.. فلماذا؟
- نحن نفتقد حالياً للحب الحقيقى القائم على التضحية والوفاء والعطاء، فعلى سبيل المثال حب الوالدين لأولادهما يعد حباً مبنياً على التضحية فى صمت ولا ينتظران أن يبادلهما أولادهما هذا الحب وهذه التضحية، فكم من الأبناء لم يعوضوا والديهم عند الكبر ولكن بالرغم من ذلك يظل حب الأبوين دائماً لهم ولا ينقص أبداً، تماماً مثل حب الله لنا بالرغم من أننا نرتكب الأخطاء والمعاصى، وما نشهده من خلافات زوجية فى الفترة الحالية نتيجة عدم بناء الزواج على الحب الحقيقى ويكون مبنياً على المصلحة بصورة كبيرة، فالحب المزيف سريعاً ما ينكشف.
ذكرت فى السابق أن يوم 30 يونية جعل العالم كله يعترف بعبقرية الشعب المصرى.. فكيف تتذكر هذا اليوم؟
- الشعب المصرى كان ولا يزال وسيظل غير قابل للأفكار الدخيلة عليه وهو ما يؤكده ما حدث فى ثورة 30 يونيه، وخلال فترة حكم جماعة الإخوان شاهد الشعب المصرى هذه الأفكار الدخيلة والتى لا تعبر بأى حال عن طبيعة الشعب المصرى والذى تربى على الأفكار المسالمة والبساطة والضيافة والتحمل وهو ما جعل العالم كله يتحدث عنه, الأمر الذى جعل معظم الشعب المصرى بمن فيهم من يطلق عليهم «حزب الكنبة» للنزول من أجل عودة الدولة المصرية التى كانت قد اختطفت خلال هذه الفترة, ولذلك أعتبر أن الشعب المصرى عبقرى لأنه دائماً ما يتفهم أين مصلحته ويستطيع أن يفرق بين الخطأ والصواب، ولكن علينا الآن تفهم واجباتنا قبل حقوقنا, ولابد أن يكون هناك إخلاص وأمانة فى العمل لكى تتغير الدولة المصرية إلى الأفضل.
كيف ترى مصر الآن فى ظل قيادة تعلى من قيمة المواطنة؟
- الوضع الآن أفضل بكثير جداً, وخاصة عندما نسمع الرئيس عبدالفتاح السيسى وهو يطالب بضرورة أن تتواجد الكنيسة بجانب المسجد فى المدن التى يتم بناؤها حديثا, ولهذا أصبحنا نشعر بأن المجتمع المصرى أصبح أسرة واحدة ولا يفرق بين أبنائه بمختلف دياناتهم وجنسهم, ولكننى بجانب بناء المساجد والكنائس أطالب ببناء عقليات بعض الأشخاص التى انحرفت وتعتبر أن الآخر عدو لها، فالله من خلقنا جميعاً ولابد أن نتقبل بعضنا البعض.
كيف يمكن مقاومة خطر الإرهاب فى الفترة الحالية؟
- الإرهاب دحر بشكل تدريجى خلال الفترة الماضية، وأرى أن مواجهة الإرهاب لا تقتصر على النواحى الأمنية فقط، ولكننا نستطيع من خلال التعاون بين مجموعة من المؤسسات أن نغير هذه العقلية الإرهابية، أولاً التربية الأسرية وضرورة أن ينشأ الطفل على حب وتقبل الآخر، وأيضاً دور العبادة سواء المساجد والكنائس فلابد أن يهدف خطابهما الدينى إلى السلام وتقبل الآخر، فالمنافسة بين الأديان منافسة شريفة, أيضاً لابد من حذف المناهج التعليمية التى تحتوى على بعض الأخطاء ولابد أيضاً من إضافة مادة جديدة خاصة بالفضائل والقيم الجميلة التى تحملها الأديان على أن يدرسها جميع الطلاب سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين وهكذا, الأمر الذى يشجع على التقارب فيما بيننا، أيضاً لابد ألا نغفل دور وسائل الإعلام والفن فى التوعية وخدمة المجتمع.
وما رسالتك للمواطن المصري؟
- لابد أن نتكاتف جميعا ونعمل بحب وإخلاص وأمانة بجانب المسئولين لبناء هذا الوطن.
وقفت بجوار معظم الفنانين والمبدعين أثناء فترة مرضهم..حدثنا عن تلك اللفتات الإنسانية؟
- المركز الكاثوليكى للسينما كان له الشرف فى زيارة الفنانين أثناء مرضاهم سواء فى منازلهم أو بالمستشفى وتكريمهم، وبدأ هذا الأمر عندما ذهبت لزيارة الراحل العظيم فؤاد المهندس فى المستشفى وكان حينها يشعر بالوحدة والكاَبة وجلست معه وضحكنا سوياً ووعدته بتكرار هذه الزيارة، ومنذ ذلك الحين قررنا أن نحرص بعد ذلك على زيارة الفنانين المرضى, وقمنا بزيارة جورج سيدهم وسيد زيان وفؤاد خليل وفاروق نجيب ومحمد الدفراوى ونظيم شعراوى ومحمد أبوالحسن ومديحة يسرى ونادية لطفى وهند رستم وسهير البارونى وغيرهم، فلابد من الاهتمام بالفنانين ورسم الضحكة على وجوههم أثناء مرضهم مثلما رسموها على وجوهنا وأمتعونا وهم بعافيتهم.
وكيف ترى مستقبل الإبداع فى مصر؟
- أنا متفائل دائماً, ولكننى أتمنى أن أشاهد أعمالاً فنية تجمع بين العديد من الأبطال لأن هذا الأمر يعلو من قيمة العمل الفنى، فنحن نمتلك فنانين وصناع سينما عظماء ولكننا نحتاج تكاتفهم مع بعضهم البعض، وفيما يخص الاهتمام بالربح المادى فهذا الأمر يشهده العالم بأكمله فى الفترة الحالية على عكس الماضى، ولكن عند الاهتمام بالربح لابد ألا نغفل العمل الفنى الجيد الذى يخدم المجتمع ويناقش القضايا المهمة التى تشغله, ولابد أن يحظى المنتجون بقدر كاف من الدراسة والوعى بدور المخرج والفنان فالمنتج لا يقتصر دوره على الجانب المادى فقط ولكن أيضاً الاهتمام بالعناصر التى تزيد من نجاح العمل.
وهل عُرض عليك التمثيل من قبل؟
- بالفعل عرض علىّ من قبل دور راهب فى أحد الأفلام ولكننى رفضت، رغم أن الكثير قال لى إن الكاميرا تحب وجهك, لكننى أرى أن دورى هو تشجيع وتدعيم الفن والأعمال الفنية بجانب تقديم الخدمات للمهرجانات الفنية.
ماذا تمثل مصر للراهب بطرس دانيال؟
- مصر أمى الحقيقية وأنا أحبها كثيراً منذ الصغر، خاصة عندما أخبرك بأننى طلب منى الخدمة خارج مصر بكندا وإيطاليا والأراضى المقدسة وكانت جميعها فرص جيدة ولكننى رفضتها نتيجة تمسكى وحبى للدولة المصرية.
وكيف ترى العلاقة بين المسلمين والمسيحيين فى الفترة الحالية؟
- تجمعهما علاقة جيدة للغاية، وإن كان هناك بعض الشوائب الصغيرة التى تريد أن تعكر صفو هذه العلاقة وتريد أن تصدر هذا الأمر للخارج, ولكننى دائما أضرب مثالاً بأنه إذا كان هناك نحو خمسمائة سيارة تسير فى أحد الشوارع وسيارة واحدة منهم تصدر أصوات تنبيه مزعجة فيشعر البعض أن الشارع بأكمله يسوده حالة من الضوضاء, وللأسف الشديد يريد البعض من خلال السوشيال ميديا إظهار الجوانب السلبية القليلة فقط ويتغاضى عن المواقف الجيدة الكثيرة للغاية بين المسلمين والأقباط.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.