لا أعتقد أن راهباً حظي بالشهرة والمحبة وصداقة الجميع مسلمين ومسيحيين أكثر من الأب بطرس دانيال.. الذي أعطي الكثيرون مثالا في المحبة والتسامح لكل أبناء هذا الوطن. والأب بطرس دانيال لمن لا يعرفه هو راهب فرنسيسكاني ينتمي إلي الرهبنة الفرنسسكانية بمصر - وقد ولد عام 1967م في مدينة الإسكندرية وحصل علي بكالوريوس العلوم اللاهوتية والفلسفية عام 1994ثم ماجستير في الإعلام بروما عام 1998. والأب بطرس دانيال عازف بيانو وقارئ كورال كنيسة سان جوزيف بوسط البلد منذ عام 1990 أي منذ كان عمره ثلاثة وعشرين عاماً.. وله مؤلفات موسيقية.. وقام بالعزف مع كورال الكنيسة في العديد من مدن أوروبا وحصد الكثير من الجوائز في ذلك الفن - كما انه كان وكيلا للمركز الكاثوليكي للسينما منذ عام 2010 ثم صار رئيساً للمركز.. والمركز الكاثوليكي للسينما يقيم مهرجاناً للسينما كل عام.. ويقوم باختيار بعض الأفلام السينمائية التي تدعو للقيم الإنسانية ويتم تشكيل لجنة من النقاد كل عام لإجراء مسابقة لتلك الأفلام، ويحرص كثيرون من صناع السينما علي التنافس في ذلك المهرجان لأهمية ونزاهة جوائزه.. ليساهم في تطوير صناعة السينما وتشجيع الأفلام التي تقدم قيما تخدم المجتمع. وأذكر أنني كنت عضوا في لجنة النقاد لأحد هذه المهرجانات قبل أعوام، فلم يتدخل المركز الكاثوليكي ولا رئيسه في تحديد الفائزين بأي شكل من الأشكال. وقيام المركز الكاثوليكي للسينما بالاهتمام بفن السينما هو قد يتعجب له البعض، ولكن رسالة المسيحية هي رسالة محبة وتسامح وتشجيع للفنون.. فالفن إذا حض علي المحبة والتسامح وتنمية المجتمع، يعتبر ذلك في حد ذاته رسالة مهمة لتعزيز قيم الأديان. والمركز الكاثوليكي للسينما الذي يرأسه الأب بطرس دانيال لا يهتم فقط بتشجيع الأعمال السينمائية فقط.. بل إنه يقيم مهرجاناً لفرق الدراما للشباب، وأيضا مهرجانا للأفلام القصيرة.. إضافة إلي قيام الأب بطرس دانيال بإقامة يوم اليتيم، وفيه يتم الاحتفاء بالأيتام وتقديم العروض الفنية والهدايا للأطفال الأيتام، كما يقوم الأب بطرس دانيال بإقامة يوم للعطاء لتكريم كبار نجوم الفن والمسنين والمرضى، ويضاف لذلك كله يوماً للأديان يجتمع فيه رموز الأديان في يوم للتسامح والعطاء. وقد حصل الأب بطرس دانيال على عشرات التكريمات من جهات مختلفة سواء جهات رسمية وحكومية، أو جمعيات ونواد ومؤسسات كما حصل على التكريم في عدد من الدول العربية. ويحرص الأب بطرس دانيال على زيارة المرضى من الفنانين.. ممن حتى تنساهم نقاباتهم الفنية ولا يفكر اعضاء مجالس ادارتها في زيارة هؤلاء الفنانين المرضى.. وأفخر أنني شاركت الأب بطرس دانيال زيارة بعض الفنانين المرضى.. وشاهدت بعيني مدى السعادة التي أسبغتها تلك الزيارة على هؤلاء الفنانين. كما اعتاد الأب بطرس دانيال على زيارة الأطفال المرضى في المستشفيات خاصة مستشفى السرطان للأطفال ومستشفى أبو الريش مصطحباً معه عدداً من الفنانين لإدخال البهجة على الأطفال المرضى. ورجل مثل الأب بطرس لا يفوته زيارة الضباط المصابين من رجال الشرطة أو الجيش.. خاصة ضحايا العمليات الارهابية في رسالة للمحبة بأن مصر لا تنسى أبناءها الأبطال. وقد تشرفت بحضور حفل الكريسماس الاخير الذي دعا إليه الأب بطرس دانيال في كنيسة سان جوزيف بالقاهرة، وضم الحفل العشرات من الفنانين ورجال المجتمع مسلمين ومسيحيين فكان أشبه بحفل للوحدة الوطنية الحقيقية دون طنطنة أو شعارات كاذبة وقد شاهدت بعيني حرص كل من وجهت لهم الدعوة للحضور وسعادتهم بالمشاركة في حفل كورال في عيد ميلاد السيد المسيح. وفي رأيي أن ما يقوم به الأب بطرس دانيال من نشاط فني واجتماعي وانساني يقدم نموذجاً لرجل الدين المتفتح الذي لا يكتفي بالصلاة واقامة الشعائر الدينية بل يدرك أن لديه رسالة اجتماعية لا تقل أهمية.