أبرزت الصحف العالمية الحكم بسجن الرئيس السابق حسنى مبارك ووزير داخليته حبيب العادلى مشيرة الى انه رغم ان الحكم يرسخ لمبدأ قانونى مهم وهو أنه لايوجد من هو فوق القانون لكنه محبط ولايلبى طموحات الكثيرين ويثير الكثير من التساؤلات، كما اعتبرته الصحافة العالمية قرارا في الوقت الخطأ. ويأتى الحكم فى توقيت بالغ الدقة تستعد فيه البلاد للمرحلة الثانية من الانتخابات الرئاسية فضلا عن انه سيفتح الباب على مصراعيه للكثير من الجدل القانونى والسياسى الذى قد لاتحتاجه مصر الان فى ذلك التوقيت. جارديان البريطانية: وتحت عنوان الحكم بالمؤبد على مبارك بتهة التآمر لقتل المتظاهرين قالت الصحيفة: بمجرد النطق بالحكم سادت حالة من الفوضى العارمة داخل قاعة فيما اندلعت اشتباكات عنيفة خارجها واشتعلت الهتافات العدائية المدوية ضد القضاء.. وردد الحاضرون داخل القاعة هتافات ان القضاء باطل ..الشعب يريد تطهير القضاء كما اندلعت مصادمات بالحجارة مع قوات الشرطة وأخرى مماثلة بين مؤيدى ومعارضى الرئيس السابق وتبادل الطرفان السب والقذف . الصحيفة قالت إن الحكم جاء فى توقيت أقل مايوصف انه بالغ الدقة وربما ودون مبالغة فى أحلك الفترات بتاريخ مصر ويأتى متزامنا مع قرب إجراء اول انتخابات رئاسية حرة . ويذكر انه نادرا ماتحدث مبارك منذ بدء المحاكمة الا للاعلان عن تواجده عند نداء القاضى عليه وحينما أنكر التهم التى وجهت إليه. واشنطن بوست الأمريكية: وتحت نفس العنوان تقريبا كتبت الصحيفة تقول (الحكم على مبارك بالمؤبد بتهمة الاشتراك فى قتل المتظاهرين ) مشيرة الى ان الرئيس المخلوع حسنى مبارك تلقى حكما بالسجن مدى الحياة وهواقل مايوصف انة حكما تاريخيا غير مسبوق فى تاريخ الجمهوريات والممالك العربية . واساس القاضى حكمة على ان مبارك والعادلى لم يحركا ساكنا لإيقاف الشرطة عن قتل المتظاهرين . وقال حسام بهجت رئيس المبادرة الصرية للحقوق الشخصية ان القضية لم تغلق وستتواصل لسنوات ربما تطول . وفى أعقاب الحكم بدأت على الفور معركة سياسية حول مدى عدالته فيا يستعد احمد شفيق للتنافس مع مرشح الاخوان المسلمين محمد مرسى على مقعد الرئاسة . وأشارت انه سيؤدى الى تجدد موجة جديدة من التظاهرات إلا أنه فى الوقت نفسه قد يستفيد منه شفيق الذى اسس حملته الرئاسية على انه قادر على إعادة الأمن والاستقرار . فى السياق نفسه هددت عشرات من أسر ضحايا اعمال العنف التى اندلعت العام الماضى بالعودة الى الشارع وإشعال التظاهرات مجددا، كما اكدت الكثير من القوى الليبرالية واليسارية انها ستعود للاحتجاجات. وسيؤدى الحكم من وجهة نظر الصحيفة الى تزايد حدة التوتر مع جيران مصر التى تحظى بأنظمة محافظة مثل السعودية التى ضغطت على مصر وواشنطن لتجنيب مبارك التعرض لمحاكمة مهينة . كما تحتفظ السعودية بمليارات الدولارات من المساعدات التى كانت قد وعدت بها وتحتاج اليها مصربصورة عاجلة وماسة. نيويورك تايمز الامريكية: وكتبت الصحيفة لتقول بمجرد انتهاء القاضى احمد رفعت من قراءة منطوق الاحكام على المتهمين تباينت المشاعر بين الفرحة والتلويح بالاعلام خارجا من القاعة والاشتباكات داخلها بين مؤيدى ومعارضى الرئيس السابق. وقضت المحكمة ببراءة المتهمين الستة مساعدى العادلى كا برأت ساحة نجلى مبارك لانقضاء الدعوى الجنائية بالتقادم. وفي اشارة الى حالة الانقسام التى سادت المحكمة فى أعقاب النطق بالحكم أشارت الصحيفة الى اندلاع اشتباكات ومشاجرات عنيفة. وقالت ان الحكم يأتى فى توقيت عصيب تعيشه مصر فيما يستعد الشعب المصرى لاختيار (صعب) بين مرشح الاخوان وضابط أ سبق بالجيش المصرى شغل منصب آخر رئيس وزراء فى عهد مبارك . قالت الصحيفة تحت عنوان "الحكم بسجن مبارك مدى الحياة" مشيرة ان الحكم صدر لقتل المتظاهرين العزل اثناء التظاهرات التى اشتعلت فى نهاية حكم الرئيس السابق وأضافت ان هذا الحكم هو الاول من نوعه والذى يقضى بسجن حاكم عربى فى أعقاب اندلاع الانتفاضة التى جرت فى بداية العام الماضى . وبحسب ماذكرته الصحيفة اعترف القاضى احمد رفعت بأن النيابة لم تقدم أدلة تفيد أن مبارك أصدر أوامر مباشرة بقتل المتظاهرين الا انها اطمأنت الى مسئوليته فى الامتناع عن القيام بفعل يحول دون قتلهم ، فيما أصدرت المحكمة حكما مماثلا ضد وزير داخليته فيما ابرأت ساحة مساعديه، كما برئ مبارك من تهمة الرشوة والتربح. ووصفت الصحيفة رد فعل مبارك بأنه كان هادئا، فيما تعرض الحكم فور صدوره لانتقادات واسعة بسبب فشله فى التصدى لثلاثين عاما من الفساد السياسى تحت حكم مبارك . وأكدت أن الحكم جاء فى وقت بالغ الحرج تستعد فيه البلاد للانتخابات الرئاسية وصياغة دستور جديد. وقالت نقلا عن محامين للرئيس السابق ان الحكم مليئ بالاخطاء الإجرائية بما يعنى تواصل النزاع القضائى .
