نقابة الصحفيين المصرية تصدر قرارا بمنع بلوجر من دخول النقابة.    حزب مصر أكتوبر: تأسيس تحالف اتحاد القبائل العربية يساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في سيناء    محافظ مطروح يناقش استعدادات الاشتراك في المبادرة الرئاسية للمشروعات الخضراء الذكية    تراجع جديد لسعر الدولار في البنوك خلال التعاملات المسائية    عاجل| الحكومة تزف بشرى سارة للمصريين بشأن أسعار السلع    مصر للمقاصة تفوز بجائزة أفضل شركة للمقاصة في الوطن العربي    البيت الأبيض: احتمال تغيير سياستنا في حال اقتحام رفح الفلسطينية دون تأمين المدنيين    «بلومبرج»: «تركيا تعلّق جميع المعاملات التجارية مع إسرائيل»    كوريا الجنوبية ترفع حالة التأهب القصوى في السفارات.. هجوم محتمل من جارتها الشمالية    تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 Tom and Jerry لمشاهدة حلقات توم وجيري الكوميدية    "برنامج علاجي لتجهيزه".. الأهلي يكشف حجم إصابة أحمد عبدالقادر    «أكثر لاعب أناني».. مدرب ليفربول السابق يهاجم محمد صلاح    ظاهرة جوية تضرب البلاد خلال ال72 ساعة المقبلة.. 10 نصائح للتعامل معها    6 مصابين جراء مشاجرة عنيفة على ري أرض زراعية بسوهاج    مواعيد قطارات مطروح وفق جداول التشغيل.. الروسي المكيف    أحمد السقا عن مشهد الرمال بفيلم السرب لفاطمة مصطفى: كنت تحت الأرض 4 ساعات    ارسم حلمك ب«الكارتون».. عروض وورش مجانية للأطفال برعاية «نادي سينما الطفل»    ندوة توعوية بمستشفى العجمي ضمن الحملة القومية لأمراض القلب    «مايلستون» تنطلق بأول مشروعاتها في السوق المصري باستثمارات 6 مليارات جنيه    الصلاة والقراءات الدينية والتأمل في معاني القيامة والخلاص أبرز أحداث خميس العهد    بالصور.. كواليس حلقة "مانشيت" من داخل معرض أبوظبي الدولي للكتاب غدًا    "بسبب الصرف الصحي".. غلق شارع 79 عند تقاطعه مع شارعي 9 و10 بالمعادى    الخارجية الأمريكية: الولايات المتحدة فرضت عقوبات ضد 280 كيانا روسيا    تجديد حبس عنصر إجرامي بحوزته 30 قنبلة يدوية بأسوان 15 يوما    تراجع مشاهد التدخين والمخدرات بدراما رمضان    وزيرة البيئة تنعى رئيس لجنة الطاقة والبيئة والقوى العاملة بمجلس الشيوخ    برلماني سوري: بلادنا فقدت الكثير من مواردها وهي بحاجة لدعم المنظمات الدولية    نادي الأسير الفلسطيني يعلن استشهاد معتقلين اثنين من غزة بسجون الاحتلال    رسائل تهنئة عيد القيامة المجيد 2024 للأحباب والأصدقاء    النجمة آمال ماهر في حفل فني كبير "غدًا" من مدينة جدة على "MBC مصر"    الفائزون بجائزة الشيخ زايد للكتاب يهدون الجمهور بعض من إبداعاتهم الأدبية    توقعات برج الميزان في مايو 2024: يجيد العمل تحت ضغط ويحصل على ترقية    محافظ جنوب سيناء ووزير الأوقاف يبحثان خطة إحلال وتجديد مسجد المنشية في الطور    ما هو حكم قراءة الفاتحة خلف الإمام وكيفية القراءة؟    إمام الحسين: كبار السن يلاقون معاملة تليق بهم في مصر    بينها إجازة عيد العمال 2024 وشم النسيم.. قائمة الإجازات الرسمية لشهر مايو    الخطيب يُطالب خالد بيبو بتغليظ عقوبة أفشة    لحظة انهيار سقف مسجد بالسعودية بسبب الأمطار الغزيرة (فيديو)    الأمم المتحدة: أكثر من 230 ألف شخص تضرروا من فيضانات بوروندي    القناطر الخيرية تستعد لاستقبال المواطنين في شم النسيم    أذكار بعد الصلاة.. 1500 حسنه في ميزان المسلم بعد كل فريضة    الفندق المسكون يكشف عن أول ألغازه في «البيت بيتي 2»    رئيس الوزراء يعقد اجتماعًا مع ممثلي أبرز 15 شركة كورية جنوبية تعمل في مصر    انتبه.. 5 أشخاص لا يجوز إعطاؤهم من زكاة المال| تعرف عليهم    القوات المسلحة تنظم المؤتمر الدولي الثاني للطب الطبيعي والتأهيلي وعلاج الروماتيزم    فقدت ابنها بسبب لقاح أسترازينيكا.. أم ملكوم تروي تجربتها مع اللقاح    الرعاية الصحية تطلق حملة توعوية حول ضعف عضلة القلب فى 13 محافظة    جرثومة المعدة.. إليك أفضل الطرق الطبيعية والفعالة للعلاج    شراكة استراتيجية بين "كونتكت وأوراكل" لتعزيز نجاح الأعمال وتقديم خدمات متميزة للعملاء    تزايد حالات السكتة الدماغية لدى الشباب.. هذه الأسباب    السكرتير العام المساعد لبني سويف يتابع بدء تفعيل مبادرة تخفيض أسعار اللحوم    دعم توطين التكنولوجيا العصرية وتمويل المبتكرين.. 7 مهام ل "صندوق مصر الرقمية"    الأهلي يجهز ياسر إبراهيم لتعويض غياب ربيعة أمام الجونة    التنظيم والإدارة يتيح الاستعلام عن نتيجة الامتحان الإلكتروني في مسابقة معلم مساعد فصل للمتقدمين من 12 محافظة    هيئة الجودة: إصدار 40 مواصفة قياسية في إعادة استخدام وإدارة المياه    تحديد أول الراحلين عن صفوف برشلونة    كريم بنزيما يغادر إلى ريال مدريد لهذا السبب (تفاصيل)    بروسيا دورتموند يقتنص فوزا صعبا أمام باريس سان جيرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبدالرؤوف الريدى : أحلم بافتتاح مكتبة عامة بالعاصمة الإدارية تحمل اسم شهداء الوطن
الدبلوماسى الكبير فى حواره ل«أخبار مصر»: (2-2)
نشر في الوفد يوم 09 - 01 - 2019


المكتبات أداة أساسية فى «التنوير» لمحاربة الإرهاب
نفكر فى إقامة مكتبة بمتحف بيت الأمة احتفالاً بمئوية ثورة 1919
سوزان مبارك طلبت مساعدتى لإنشاء مكتبة كبرى بمعايير عالمية
أقمنا مكتبة إلكترونية تضم 250 ألف كتاب فى كل العلوم
أعرب السفير عبدالرؤوف الريدى، سفير مصر الأسبق بالولايات المتحدة الأمريكية، خلال الجزء الأول فى حواره ل«أخبار مصر»، عن سعادته إبان عمله بالدبلوماسية المصرية، مؤكداً أن أكثر ما أسعده طوال مشواره مع الدبلوماسية لحظة خروج مصر من نفق الديون العسكرية الأمريكية، مشيراً إلى أن من يعتقد أن السياسة الأمريكية معدة سلفاً فهو مخطئ.
وتناول «الريدى»، الشق السياسى فى حياته، وفى الجزء الثانى من الحوار تحدث سفير مصر الأسبق عن الثقافة والأدب فى حياته، مؤكداً أنه اهتم بالسياسة، وفى الوقت نفسه كان شغوفاً بالأدب، وكان مغرماً فى هذا الشأن بسياسى أديب من الغربية.
وأشار «الريدى» إلى أن الثقافة كلمة كبيرة تحمل فيها الغموض أكثر من الوضوح، لكنها تعنى ما يغنى العقل، وما يغذى الوجدان، معرباً عن أمله فى أن تنتشر المكتبات فى ربوع مصر من أجل التنوير الذى هو أهم أهداف الثقافة لتحدث نقلة نوعية كبرى خاصة فى التحدى الكبير الذى نواجهه فى مكافحة الإرهاب» وإلى نص الحوار:
تدور حياتك بين الدبلوماسية والثقافة... كيف؟
الواقع أننى منذ كنت طالباً بمدرسة دمياط الثانوية كنت مهتماً بالسياسة، كما كنت مهتماً بالأدب. وكنت أتمثل فى هذا الشأن بسياسى أديب عاش لمصر، وهو المرحوم الدكتور عزيز فهمى، النائب الوفدى الشاب، ابن الغربية، الذى كان سياسياً وفى الوقت نفسه شاعراً.. وقد ظل هذا الاهتمام المزدوج يلازمنى طوال رحلة العمر.. كما ذكرت لك ذهبت لنيويورك فى بداية رحلتى الدبلوماسية، ونيويورك بلد يتيح لك كل وأرقى أنواع الثقافة، فى الوقت نفسه كل أنواع الدراسة، بما فى ذلك بطبيعة الحال، الشئون الدولية والدبلوماسية، خاصة أننى عملت فى بعثة مصر لدى الأمم المتحدة، وشهدت هذه المنظمة الدولية فى واحد من أزهى عصورها وخاصة معركة السويس.. فى الوقت نفسه أتيح لى أن أجمع بين الدراسة فى واحدة من أعظم جامعات أمريكا، جامعة كولومبيا، وهو ما أتاح لى الكثير مما يثرى العقل والوجدان... العقل من حيث العمل والدراسة، والوجدان من حيث الفنون والقراءات التى أقبلت عليها هناك... ومن أمتع ما كنت أقرأ كان الملحق الأدبى لجريدة نيويورك تايمز فى عددها الأسبوعى، وكان يتضمن عرضاً لأهم الكتب فى مختلف المجالات.. وكم أفتقد الآن هذا النوع من القراءة.. بقيت فى نيويورك أربعة أعوام ونصف العام كانت لى بمثابة فترة تكوين ثانية، وسارت بى رحلة العمر حتى أعوامها الثمانية الأخيرة التى قضيتها فى واشنطن، وبدروها هى عاصمة للدبلوماسية والثقافة.. الاهتمام المزدوج نفسه.. وقد حكيت لك عن هذه الفترة فى النصف الأول من حديثنا.. المهم أن هذا الاهتمام بقى معى حتى الآن..
عند عودتى من واشنطن منحنى الله حياة ثانية تدور فى نفس الفلكين، الدبلوماسية والثقافة.. المجلس المصرى للشئون الخارجية الذى أسسته مع إخوة وزملاء أعزاء، وقد فقدنا جميعاً أخى وصديق العمر السفير دكتور محمد شاكر منذ عدة شهور، وأنا أفتقده فى كل وقت.
وللحق فإنَّ مسيرة المكتبات تأخذ الآن من وقتى أكثر مما يأخذ المجلس؛ لأننى عندما أرى الشباب فى مصر وأرى كم يتعطشون للمكتبات لا أترك شاردة أو واردة إلا وأنتهزها لتحقيق الغاية التى أصبحت بمثابة رسالة حياة.. أن تعود مصر لتحتل موقعها اللائق بها فى مجال المكتبات..
قبل أن أسألك عن مسيرتك فى مكتبة مصر العامة قل لنا ما هو تعريفك للثقافة؟
كلمة الثقافة كلمة كبيرة.. وفيها من الغموض أكثر مما فيها من الوضوح... ولكنها بالنسبة لى تعنى ما يغنى العقل وما يغذى الوجدان... وإذا رجعت إلى القرآن الكريم... ستجد من أكثر الكلمات التى وردت فى الكتاب الكريم كلمات تطالب الإنسان بالتفكير والتدبر وإعمال العقل الذى كرَّم به الله الإنسان.. «أفلا تعقلون»... كما ترى الحديث عن الإيمان والدعاء... والتسبيح... وكل هذه الأمور تتصل بالعقل والوجدان وهما الركيزتان الأساسيتان للثقافة فى نظرى...
والآن حدثنا عن مكتبة مصر العامة؟
بعد عودتى من واشنطن دعتنى السيدة سوزان مبارك لمساعدتها فى إنشاء مكتبة عامة ستكون بالمعايير العالمية وبمشاركة من شخصية ألمانية هو رينهارد مون، صاحب ثانى أكبر دار نشر فى العالم، ولكنه شخصية فريدة ومهتمة بالمكتبات العامة، والواقع أن هذا الرجل الذى توفاه الله منذ عدة أعوام قام بمجهود رائع فى إنشاء هذه المكتبة، وهو الذى موّل المشروع، وأنفق على المكتبة لمدة ثلاثة أعوام، بينما قدمت مصر الأرض والمبنى الذى كان من قبل دار سكن ظل مهجوراً لثلاثين عاماً، وكم فى مصر الآن من مبانٍ مهجورة يمكن تطويرها لتكون مكتبات عامة، على أية حال تم
تطوير المبنى ليصبح مكتبة نموذجية وتجهيزها على أحدث طراز وتزويدها بأوعية المعلومات.
والواقع أن «رينهارد مون» أسهم إسهاماً كبيراً فى وضع الأساس العلمى الذى استقاه من تجربته الناجحة كرجل أعمال فى مجال الثقافة والإدارة.
قبلت دعوة السيدة سوزان مبارك، وبدأ العمل فى إعداد المبنى، وتم الاتفاق على أن يكون العمل فى مجلس الإدارة عملاً تطوعياً بالكامل، وتم اختيارى رئيساً للمجلس، وافتتحت المكتبة فى 21 مارس 1995- فى عيد الأم- فى احتفال كبير بحضور الرئيس مبارك والسيدة سوزان، وجاء وفد كبير من ألمانيا ضم رئيس البرلمان، ووزير الخارجية وغيرهما. وانطلقت هذه المكتبة فى طريقها... الذى لم يكن سهلاً ولكن كان طريقاً اتسم بالإنجاز والإبداع والتطوير المستمر.
حدثنا عن رحلة المكتبة؟
عندما نشأت المكتبة كانت أشبه ما تكون بمنظمة غير حكومية... اتفاق من ورقتين وقعه «رينهارد مون»، ووزير الثقافة فاروق حسنى الذى أكن له احتراماً وتقديراً ليس فقط كفنان، ولكن أيضاً كرجل إدارة ممتاز.
كان المتصور هو أننا سنقيم مكتبة واحدة لتكون نموذجاً، ولكن لم نتصور أبداً أننا سنصل إلى ما وصلنا إليه اليوم... كنا فى كل مرحلة نتطلع إلى مرحلة أبعد... ما إن افتتحت المكتبة حتى فكرنا فى إقامة فرع... وأنجزنا ذلك... مبنى أهدته لنا جمعية الرعاية المتكاملة... وقام «رينهارد مون» بتطويره بحيث أصبح الآن مكتبة ممتازة هى أول فرع لنا، وأتفاءل به لاسمه «الزيتون» كان افتتاحه عام 1999.
بعدها بعام أى فى عام 2000 فكرنا فى الانتشار خارج القاهرة الكبرى... فدعونا كل المحافظين وطلبنا إليهم أن ينشئوا مكتبات عامة فى عواصم المحافظات؛ لنستعيد بذلك مكتبات البلدية التى كانت منارات فى عواصم مصر فى النصف الأول من القرن الماضى.
استجاب عدد من المحافظين، وكانت أول مكتبة إقليمية فى الوادى الجديد – فى الخارجة – ذهبنا لافتتاحها عام 2002 ثم توالت المكتبات واحدة بعد الأخرى، ولدينا اليوم ثلاث عشرة مكتبة إقليمية فى ثلاث عشرة محافظة.
ثم جاءت مكتبة الزاوية الحمراء بما تشكله من تفاعل بين الدبلوماسية والثقافة كما سأشرح لك.. كان محافظ القاهرة المثقف المرحوم دكتور عبدالرحيم شحاتة.. بعد أن حضر افتتاح مكتبة الزيتون فاجأنى بخطاب يبلغنى فيه أنه قد خصص لنا أربعة آلاف متر فى منطقة الزاوية الحمراء لإقامة مكتبة عليها.
كان ذلك تحدياً كبيراً... وأصعب ما كان هو التمويل... كنت أرأس اجتماعاً فى المجلس المصرى للشئون الخارجية، وكان الضيف هو وكيل وزارة الخارجية الدنماركية، ووجدته يقول إنهم يريدون أن يفهموا المنطقة ومصر... جاء فى ذهنى على الفور أن الإجابة يمكن أن تكون بإنشاء مكتبة عامة تقام على الأرض المخصصة بمنطقة الزاوية الحمراء... اقترحت عليه أن يتعاونوا معنا فى إنشاء هذا المشروع.. طلب العنوان وفى اليوم التالى ذهب إلى الزاوية الحمراء، وزار المدارس المحيطة بالأرض التى خصصها المحافظ، واستقبله طلاب المدارس استقبالاً أثر فيه... وعاد واتصل بى وأبلغنى أنهم يوافقون على الفكرة... وبدأت العجلة تدور... كان ذلك عام 2005، وكان إنشاء هذه المكتبة محطة مهمة فى رحلة مكتبة مصر العامة ليس فقط لأنها الآن أكبر مكتبة عامة فى مصر، ولكن أيضاً لما تطلبه إنشاؤها من استصدار قرار جمهورى وضع الأساس القانونى للمكتبة ونقلها من كيان أشبه ما يكون بالمنظمة غير الحكومية إلى كيان فى إطار الدولة لها ميزانيتها... ونظمها... وهذا القرار الجمهورى له فضل كبير وأساس فى تطوير مكتبة مصر العامة والانتقال بها لتكون منظومة، وهى ما عليه الآن.. الواقع أن القرار الجمهورى كان إنجازاً ما كنا نحلم به... وتم افتتاح مكتبة الزاوية الحمراء فى مارس 2014، وأصبحت المكتبة الفرعية الثانية للمكتبة الأم.
فى العام التالى أى عام 2015 أقمنا بالمكتبة الرئيسية مكتبة إلكترونية (من موسوعة شبرنجر) عليها نحو مائتين وخمسين ألف كتاب فى كل العلوم ونحو ستة آلاف دورية علمية وفق آخر تحديث متاحة للجميع وخاصة الطلبة وهى منحة من الجمعية الكويتية لمساعدة الطلبة، وهم الذين اختارونا لأنهم وجدوا أننا أنسب مكان يمكن إهداء هذه المكتبة إليه وهى متاحة لطلبة كليات العلوم والطب وغيرهما فى كل المحافظات التى بها مكتبات مصر العامة الإقليمية.
ويتبين أن عنصر التعاون الدولى وهو نوع من الدبلوماسية له أثر كبير فى رحلة منظومة مكتبات مصر العامة.
فى العام التالى عام 2016 جاء افتتاح مكتبة مصر العامة بالمنيا، وهى مكتبة عظيمة أقيمت فى المنيا، عروس الصعيد وأصبحت منارة بما تقدمه من خدمات ثقافية وعلمية وفنية لشعب المنيا الذى نفخر به... وبافتتاح مكتبة المنيا تكون لدينا مكتبات عامة فى كل من (الوادى الجديد – دمياطدمياط الجديدة – بورسعيد – الإسماعيلية – الدقهلية – البحيرةالشرقية- القليوبية – الأقصر- الغردقة – مرسى مطروح – المنيا) بخلاف القاهرة والجيزة.
فى عام 2017، بدأنا العمل فى أربع مكتبات؛ كفر الدوار فى البحيرة، وفاقوس فى الشرقية، ومرسى علم، على البحر الأحمر، وعزبة البرج بدمياط، ومن المتوقع افتتاح هذه المكتبات فى عام 2019 إن شاء الله.
كما قام محافظ أسوان ومحافظ قنا بتخصيص أرض لإقامة مكتبتين بهما، ونأمل أن تخصص لهما وزارة التخطيط المبلغ المطلوب لإقامتهما فى هاتين المحافظين المهمتين.
إنشاء المكتبات الإقليمية يتم دائماً من خلال التعاون مع السادة المحافظين، طبقاً للقرار الجمهورى الذى أشرت إليه آنفاً... ويلاحظ أنه كلما كان المحافظ محباً للثقافة فإنه يبادر للتعاون وتخصيص الأرض، ثم يطلب الدعم من وزارة التخطيط لتمويل المبنى ويتعاون معنا فى تأمين الموارد البشرية، ويقوم صندوق مكتبات مصر العامة بقيادة السفير الرائع السفير رضا الطايفى بتزويدها بالأجهزة الإلكترونية والكتب وطبعاً تساعدنا فى ذلك وزارة الثقافة... وقد تعجب إذا علمت أن ميزانية مكتبة مصر العامة وفرعيها فى الزاوية الحمراء والزيتون هى أحد عشر مليوناً فقط وميزانية صندوق مكتبات مصر العامة نحو سبعة ملايين جنيه.
أهم إنجازات عام 2018 تقدمنا بمشروع للرقمنة digitization ونأمل أن يستجيب الاتحاد الأوروبى لطلبنا... ولا أود أن أتطرق لتفاصيله حتى لا أصادر على النتائج ولكنه سيكون إن شاء الله بمثابة اختراق breakthrough... ندعو الله أن يوفقنا فيه؛ لأنه سيمكن كل مواطن أن يقرأ على الموبايل أى كتاب متاح وسنراعى طبعاً قوانين الملكية الفكرية.
فى اليوم قبل الأخير من العام أى فى 30 ديسمبر 2018 من نحو أسبوع ذهبنا إلى السويس، بلد الأبطال العظيمة وقابلنا المحافظ اللواء المثقف عبدالمجيد صقر الذى كان يرتاد مكتبة البارودى فى العباسية منذ طفولته، واتفقنا على إقامة مكتبة بالسويس، وسيخصص عشرة آلاف متر لها واستبشرت خيراً كثيراً من هذا اللقاء الذى دعا إليه عدداً من نواب السويس من بينهم النائب عبدالحميد كمال الذى لعب دوراً مهماً فى ترتيب هذا اللقاء.
وأثق أن هذا اللقاء سيحقق لنا حلماً بإقامة مكتبة فى هذه المدينة ذات التاريخ العريق والموقع الفريد وشعبها البطل المثقف.
نحن نفكر دائماً فى مختلف الطرق التى تساعدنا على نشر المكتبات، ومن ذلك فكرنا فى أن تقام مكتبات صغيرة داخل المتاحف التابعة لوزارة الثقافة، وقد رحبت الدكتورة الوزيرة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، ولها دور كبير فى دعمنا، بهذه الفكرة، وسيكون أول متحف يتم فيه تطبيق هذه الفكرة هو متحف بيت الأمة، وهو بيت الزعيم سعد زعلول، وبجوار ضريحه وستخدم هذه المكتبة منطقة كبيرة فى منطقة السيدة زينب، وسنعمل على افتتاحها فى 2019، أى فى مئوية ثورة 1919 أم ثورات التحرر الوطنى فى أفريقيا.. وهذا النموذج سيكون فائدة مشتركة لكل من المتحف والمكتبة، وسيزيد من روادهما، كما نعتزم إنشاء مكتبات داخل سيارات متنقلة ويقوم شبابنا المبدع حالياً بالوصول إلى بعض المكتبات المدرسية بالجيزة لتطويرها... ولكن أكثر ما آمل فيه أن يحتوى ال 4000 مركز شباب المنتشرة فى ربوع مصر مكتبات صغيرة تدار بأسلوب مكتبات مصر العامة التى أثبتت نجاحها وبذلك تتكامل منظومة الثقافة مع منظومة الشباب والرياضة.
لا بد أنك الآن سعيد بما تم إنجازه؟!
سعيد نعم، وسعيد أكثر بما قاله الرئيس السيسى فى خطابه الرئاسى الثانى عن أنه سيعمل على بناء الإنسان المصرى على ثلاثة محاور؛ هى التعليم، والصحة، والثقافة... ومن خلال اهتمامى بالمكتبات فإننى اعتبرها أداة أساسية فى قضية التنوير التى هى أهم أهداف الثقافة... والتى يمكن من خلال نشرها وانتشارها فى كل ربوع مصر أن تحدث نقلة نوعية كبرى خاصة فى التحدى الكبير الذى نواجهه الآن فى مكافحة الإرهاب.
ما الأداة التى يمكن أن تحقق التنوير فى المدن والقرى بل وفى العشوائيات وجميع ربوع مصر؟
إنها المكتبة العامة التى تقدم الكتاب كما تقدم الدورات التدريبية وورش العمل ودروس الموسيقى والتصوير وبذلك تغذى العقل والفكر والوجدان...
أختتم هذه النقطة بأن أشير إلى ما دار فى ذهنى بمناسبة افتتاح الرئيس السيسى مسجد الفتاح العليم وكاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة وحلمت بأنه ربما يأتى يوم قريب يفتتح فيه الرئيس السيسى مكتبة عامة بالعاصمة الإدارية الجديدة والتى أرى أن تحمل اسم مكتبة شهداء الوطن.
ماذا تأمل أن يتحقق فى 2019؟
آمل أن تنتشر المكتبات فى كل ربوع مصر – تعود مكتبات البلدية فى العواصم مرة أخرى ومكتبة صغيرة فى كل قرية ومتوسطة فى كل مركز... تكون مكتبات حية وليست مجرد مخازن للكتب... مكتبات فيها أنشطة ودورات للغات وورش عمل... كيانات تخاطب العقول، وتثير الوجدان، ويمتزج فيها العلم بالفن – مكتبات تحتضن الإبداع والاختراع... مكتبات يقبل عليها الناس من جميع الأعمار ومن خلالها تتيح للشباب كل ما أنتجه العالم من علم وفكر وإبداع... هذا هو أملى فى عام 2019 ويملأنى التفاؤل والثقة فى أن ذلك سيتحقق عما قريب... مصر تستحق كما أنها تستطيع بإذن الله... وهنا أود أن أشكر كل العاملين بمكتبات مصر العامة على أدائهم المتميز وحماسهم للعمل هم بلا جدال كتيبة وطنية بامتياز.
بماذا تريد أن تختم هذا الحوار؟
أود أن أختتم هذا الحوار بأن أناشد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن يتبنى قضية المكتبات العامة فى مصر لأهميتها البالغة فى تحقيق الهدف العام الذى دعا إليه، وهو بناء الإنسان المصرى؛ لأن هذه المكتبات ستكون الأداة التى تنتشر فى كل قرية ومدينة أى فى ربوع مصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.