رغم ما يحدث فى مصر الآن من عمليات إرهابية متواصلة لتأخذنا لعتمة الظلام.. نجد أيضا فى نفس الوقت طاقات النور تفتح وتنير الأماكن وتتحدى الظلاميين الجهلاء، فمصر التى خرج منها فجر ضمير الإنسانية ستظل دائما تفتح أنوار المعرفة والثقافة فى كل مكان.. فبعد أيام قليلة تفتح أبواب أكبر مكتبة عامة فى مصر بعد مكتبة الإسكندرية وفى قلب القاهرة بالزاوية الحمراء. ∎ البداية
بداية فكرة مشروع إنشاء مكتبة الزاوية الحمراء كما يرويها لى سيادة السفير عبد الرءوف الريدى رئيس مجلس إدارة مكتبات مصر العامة فيقول: فى أحد لقاءاتى بالدكتور عبد الرحيم شحاتة محافظ القاهرة الأسبق- رحمه الله- قال لى: «أنا عندى قطعة أرض بالزاوية أريد أن تأخذوها وتبنوا عليها مكتبة عامة مثل المكتبات العامة التى أنشأتموها فى القاهرة الكبرى والمحافظات وهى عبارة عن 4 آلاف متر فضاء وفى موقع متميز»، وأخذنا الأرض ولكن لا نعرف من أين نأتى بالأموال التى نبنى بها المكتبة.. وبالصدفة فى أحد لقاءاتى بسفير الدنمارك قال لى: نحن نريد تقديم مساعدات ثقافية لمصر.. فعلى الفور طرحت عليه فكرة مشروع مكتبة الزاوية الحمراء وللأسف حصلت مشاكل بسبب حادثة الرسومات المسيئة واعترض بعض أعضاء مجلس الشعب على مشاركة الدنمارك فى انشاء المكتبة وتوقفنا، ولكن الحمد لله أنت الآن ترى صرحًا ثقافيًا وسط حى من أكبر أحياء القاهرة وأهلها فى أمس الجاحة لهذه الأنشطة التى ستقدم من خلال المكتبة لتكون مركز إشعاع ثقافى وتنويرى ضد خفافيش الظلام.
∎ مكتبة الزاوية
عن المكتبة تحدثنا الأستاذة إيمان عبد المحسن مديرة المكتبة فتقول: الحقيقة كم أنا سعيدة بأن أكون أول مديرة للمكتبة وساعدت فى تأسيسها مع كل المسئولين فى مكتبات مصر العامة والذين طلبوا منى أن تكون المكتبة على مستوى المكتبات الأخرى فى العالم- التى بالأحياء - وأن تجهز على أعلى مستوى من حيث التجهيزات والإمكانيات والخدمات والمحتويات من كتب «06 ألف كتاب»، وأجهزة حديثة لتكنولوجيا المعلومات والكمبيوتر.. ثم تضيف قائلة: تعمل مكتبة الزاوية الحمراء إلى إكساب أعضائها وأهالى المنطقة والمناطق المجاورة من أحياء المنطقة الشمالية، وهى «الزيتون وحدائق القبة والساحل والشرابية وروض الفرج وشبرا» المهارات اللازمة والاتجاهات الجديدة فى شتى المجالات، والتى تتوافق مع طبيعة المستوى الثقافى والاجتماعى للمنطقة التى تقع فيها المكتبة والمناطق المحيطة وهى بها، وذلك من خلال تنظيم دورات تدريبية متكاملة لأهالى المنطقة بأسعار رمزية، وتشمل الدورات التى تنظمها المكتبة:
- دورات اللغة الإنجليزية ودورات الحاسب الآلى.
- دورات التنمية البشرية ودورات التأهيل والإعداد لسوق العمل.
- برامج تدريبية متكاملة فى مجال المكتبات ومهارات الحاسب الآلى.. وسنسعى أن يمتد نشاط التدريب بالمكتبة ليغطى جميع أحياء محافظة القاهرة حيث تتميز المكتبة بأنها: أكبر مكتبة عامة فى محافظة القاهرة.
تقع فى موقع متميز بوسط القاهرة وبالقرب من جميع أحياء العاصمة.. والمكتبة تسعى لتقديم خدمات مجتمعية وتنموية بخلاف مراكز التدريب الخاصة وهى تتكون من.. الدور الأرضى المنخفض: يشتمل على مخازن للمقتنيات والأدوات والمهمات ومكتب للمعالجة الفنية لأوعية المعلومات.
الدور الأرضى: يشتمل على منطقة الاستقبال ومكاتب للأمن والاستعلامات والإعارة، ومن الخارج توجد كافيتريا كبيرة ومسرح على شكل المسرح اليونانى.
والدور الثانى: يشتمل على قاعة اطلاع وقاعة تدريب الحاسب الآلى وقاعة للغات وقاعتى محاضرات وقاعة اجتماعات وكافيتريا.. وتنهى مديرة المكتبة السيدة إيمان عبد المحسن حديثها بدعوة عامة لزيارة المكتبة فى يوم 2 أبريل المقبل بعد الافتتاح الرسمى للمكتبة يوم 30 مارس الحالى، ونتمنى المزيد من مراكز الإشعاع الثقافية فى أنحاء مصر وكل ربوعها لتقف ضد طيور الظلام فى كل مكان.
