يتزايد الحديث يومًا تلو الأخر عن احتمالية عودة سوريا لمقعدها الشاغر بجامعة الدول العربية مع اقتراب القمة العربية التنموية التى تنعقد فى تونس مارس المقبل، وافتتاح سفارات بعض الدول العربية فى دمشق، على رأسها الأمارات العربية المتحدة، فضلًا عن دعوة المملكة الأردنية لإكمال الأطقم الدبلوما بسفارتها فى سوريا، وتأكيد البحرين على استمرار العمل بسفارتها لاستمرار العلاقات مع الجمهورية العربية السورية، وتفعيل دور دول المنطقة العربية من أجل التكاتف للحفاظ على استقلال سوريا وسيادتها ووحدة أراضيها. وكانت مبادرات الدول الأعضاء بمثابة مؤشرات جديدة لتقوية الترابط العربى مرة اخرى، وإعادة تفعيل العلاقات بين سوريا وبعض الدول العربية قبيل انعقاد القمة العربية التنموية بتونس فى مارس القادم، بعد أن علقت عضوية سوريا بالجامعة العربية منذ عام 2011. وفى نوفمبر 2011 قرر وزراء الخارجية العرب في اجتماع طارئ عقد في القاهرة، جأء خلالة قرار تعليق عضوية سورية في الجامعة وذلك اعتبارا من السادس عشر من نوفمبرلحين التزام الحكومة السورية بتنفيذ بنود المبادرة العربية، وفرض عقوبات اقتصادية وسياسية ضد دمشق، وحث الجيش السوري على عدم استخدام العنف ضد المتظاهرين المناهضين للنظام. وأكد القرار الذي القاة رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في مؤتمر صحفي عقده بعد الاجتماع "تعليق مشاركة وفد حكومة الجمهورية العربية السورية في اجتماعات مجلس الجامعة العربية وجميع المنظمات والاجهزة التابعة لها اعتبارا من 16 نوفمبر الى حين قيامها بالتنفيذ الكامل لتعهداتها التي وافقت عليها بموجب خطة العمل العربية لحل الازمة السورية. واوصى القرار "الدول العربية بسحب سفرائها من دمشق"، لكنه اعتبر ذلك "قرارا سياديًا لكل دولة"، واتفق الوزراء على "توقيع عقوبات اقتصادية وسياسية" على الحكومة السورية. وقد قرر الوزراء العرب كذلك "توفير الحماية للمدنيين السوريين وذلك بالاتصال الفوري بالمنظمات العربية المعنية وفي حال عدم توقف اعمال العنف والقتل يقوم الامين العام بالاتصال بالمنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان بما فيها الأممالمتحدة". موقف الجامعة العربية :- ةوأنخذت الجامعة موقفًا أبان القرار، قائلة "أن عناصر توافق الدول العربية حول عودة مقعد الجامعة لسوريا ليست متاحة حتى الآن". وأكد السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد للجامعة العربية ورئيس مكتب الأمين العام للجامعة، ، أن قرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية تم اتخاذه في اجتماع لوزراء الخارجية العرب، لتعديل هذا الموقف يتطلب اجتماعاً لوزراء الخارجية، وقال " إنه إذا تم التوافق بين الدول الأعضاء على إنهاء تعليق العضوية فسينتهى التعليق، إلا أنه حدث نقاشاً في هذا الأمر خلال الفترة الماضية ولم يتم التوصل إلى توافق بين الدول". وأعلن مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية، إنه لم يطرأ تغيير على موقف الجامعة من عودة سوريا إلى المنظمة، مشيرا إلى أن الزيارة الأخيرة للرئيس السوداني لدمشق لم تجر بالتنسيق مع الجامعة. بوادر العودة لأحضان العرب وفى محاولة لعودة سوريا للحضن العربى أوضحت الأمارات نهاية ديسمبر، الماضى، فتح سفارتها في دمشق بعد سبع سنوات من قطع علاقاتها مع سوريا على خلفية قمع الاحتجاجات ضد النظام بالقوة ، التى اندلعت عام 2011 ضد النظام السورى. وقال الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، ان قرار الامارات بعودة عملها السياسي والدبلوماسي في دمشق يأتي بعد قراءة متأنية للتطورات، ووليد قناعة أن المرحلة القادمة تتطلب الحضور والتواصل العربي مع الملف السوري، حرصا على سوريا وشعبها وسيادتها ووحدة أراضيها". وأضاف قرقاش أن "الدور العربي في سوريا أصبح أكثر ضرورة تجاه التغوّل الإقليمي الإيراني والتركي" متابعا . "تسعى الإمارات اليوم عبر حضورها في دمشق إلى تفعيل هذا الدور وأن تكون الخيارات العربية حاضرة و أن تساهم إيجابا تجاه إنهاء ملف الحرب وتعزيز فرص السلام والاستقرار للشعب السوري". وعلى أثرها أستئنفت الرحلات إلى سوريا بعد تقييم اوضاع مطار دمشق، بعد تعليق الرحلات الإماراتية إلى سوريا منذ عام 2012 لاسباب أمنية. من جانبه دعا القائم بأعمال سفير دمشق لدى عمان، أيمن علوش، المملكة الهاشمية الادرنية، لإكمال طاقم سفارته في سوريا ولرفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بينهما. بعد ان شهدت العلاقات بين دمشقوعمان توترا كبيرا على خلفية اندلاع الأزمة السورية عام 2011، وفي 2014 طردت السلطات الأردنية السفير السوري لدى عمان، بهجت سليمان، ولم يتم تعيين خلف له حتى الآن ولكن تقدما ملحوظا تم تحقيقه في الآونة الأخيرة لحل هذا التوتر لا سيما بعد إعادة فتح معبر نصيب (جابر) على الحدود الأردنية السورية. وعن البحرين فقد أكدت أن العمل مستمر فى سفارتها بسوريا، وأن الرحلات الجوية بين البلدين قائمة دون انقطاع، لافتة إلى أن الخطوة جاءت حرصًا من المملكة على استمرار علاقتها مع الجمهورية العربية السورية وتعزيز الدور العربي وتفعيله من أجل الحفاظ على استقلال سوريا وسيادتها ووحدة أراضيها، وفق البيان الرسمي لوزارة الخارجية البحرينية في الساعات الأولي من صباح اليوم الجمعة. فيما توقعت دولة الكويت فتح مزيد من السفارات العربية في العاصمة السورية دمشق خلال "الأيام المقبلة"، مضيفة أن هذه الخطوة تحتاج إلى ضوء أخضر من جامعة الدول العربية التي علقت عضوية سوريا قبل سبع سنوات. وعلق نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله إن الكويت لا تزال ملتزمة بقرار الجامعة العربية وإنها ستعيد فتح سفارتها في دمشق عندما تسمح الجامعة بذلك. ولفت إلى أن الكويت ملتزمة بقرار الجامعة العربية في هذا الشأن وسفارتها لن تعود لفتح أبوابها إلا بقرار من الجامعة العربية بعودة العلاقات مع سوريا. " السودان" قام الرئيس عمر حسن البشير، رئيس جمهورية السودان، بزيارة إلى دمشق فى اول ديسمبر الماضى، حيث كان فى استقباله الرئيس السورى بشار الأسد، وتعتبر أول زيارة لرئيس عربى لسوريا منذ عام 2011. وأكد الرئيسان الأسد والبشير خلال المحادثات أن الظروف والأزمات التي تمر بها العديد من الدول العربية تستلزم إيجاد مقاربات جديدة للعمل العربي تقوم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وهذا بدوره كفيل بتحسين العلاقات العربية العربية بما يخدم مصلحة الشعب العربي. وبخصوص العراق فقد كشف لقمان الفيلى المتحدث باسم رئيس الجمهورية العراقية مؤخرا، أن رئيس الجمهورية العراقية برهم صالح لم يقر الترتيبات لزيارة العاصمة السورية دمشق . فيما نقلت وسائل اعلامية على ان هناك زيارة رسمية مرتقبة خلال الايام القادمة للرئيس العراقى الى دمشق يذكر ان رئيس الجمهورية برهم صالح اجرى في وقت سابق، جولة اقليمية شملت الكويتوالإمارات والسعودية والأردن، فيما اكدت رئاسة الجمهورية، ان جولة صالح لم تنتهي، مشيرة الى ان هناك بلدان سيزورها لاحقا.