فيلم حرب خاصة «APRVATE WAR» أحد الأفلام المهمة المعروضة بمهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الأربعين، وأحد إبداعات النجمة روزاموند، وهو سيرة ذاتية قدمها المخرج ماثيو هاينمان مع الممثلة روزاموند بايك التى أدت دور الصحفية الأمريكية مارى كولفين مستنداً على مقالة نشرت فى عام 2012 بعنوان حرب مارى كولفين الخاصة فى مجل فانيتى فير بقلم مارى ب رينر عن الصحفية الأمريكية التى كانت تعمل لحساب صحيفة صنداى تاميز البريطانية على مى عقدين من الزمن، وفقدت عينها اليمنى خلال تغطيتها أحداثاً فى سيرلانكا عام 2001م، وقُتلت فى «22 فبراير عام 2012 خلال قصف الجيش السورى على مدينة حمص، وتناول المخرج ماثيو هاينمان السيرة الذاتية للمراسلة الحربية مارى كولفين فيما يشبه الدراسة النفسية المؤلمة للغاية، والمؤثرة بشكل إيجابى مع أداء روزاموند بايك القوى، ليغطى حياتها من عام 2001 حتى وفاة كولن فى سوريا فى عام 2012، واستطاع السيناريست أرش ايميل بالقفز من حين لآخر من منطقة حرب إلى أخرى، طارحاً الحقائق الغامضة، والأنقاض والنساء يبكين حتى تدرك أن المواقع تتغير لكن الصراع المسلح هو نفسه ودائماً يدفع ثمنه الأبرياء، طارحاً شخصية مارى كولفين القوية سواء كانت مصابة بشظايا فى سريلانكا أو تكشفت عن مقبرة جماعية فى العراق إلى جانب مشاهدها فى لندن، حيث عملت فى صحيفة صنداى تايمز، متناولاً بقايا حياتها الشخصية والخسائر النفسية والجسمانية والبدنية لعملها، فى الواقع أن ماثيو هاينمان بنى فيلماً متطوراً بشكل مذهل وبالموضوعية الجدية التى يستحقها وساعده السيناريو على تأكيد عبثية الحرب والأهوال التى شاهدتها كولفين، والتى تمكنت من مخيلاتها ولكنها فى نهاية المطاف، أدركت أن الغرب سوف ينظرون فى الاتجاه الآخر، وكما تقول كولفين فى الفيلم فإن الصعوبة الحقيقية بشأن وظيفتها هى «الاعتقاد بأن عدداً كافياً من الناس سيهتمون عندما تصلهم قصتك»، والفيلم أظهرها فى «الحرب الأهلية» فى سريلانكا والتدهور الذى حدث له والأزمات الإنسانية بعد زيارة نمور التاميل المتمردين فى سريلانكا حيث فقدت كولفين نظرها بعد ذلك عندما أطلق النار عليها من قبل الجيش، إلى جانب نقلها لمشاهد القبر الجماعى لأسرى الحرب فى العراق، بالتعاون مع المصور المستقل بول كونروى «جيمى دورنان» وتقديمها تقارير مباشرة من أفغانستان ومصراتة فى ليبيا وأخيراً حمص فى سوريا، وكولفين كان أبوها مقاتلاً فى الحرب الكورية وأصبح ناشطاً من أجل الديمقراطية بعد الحرب أما هى فشاركت فى مظاهرات ضد الحرب فى فيتنام فى مدينتها وساهمت فى تنظيم تلك المظاهرات، درست الأدب الإنجليزى ثم واصلت دراستها فى باريس، تزوجت مرتين وانتهى الزواج فى كلتا الحالتين بالطلاق وهى دون أطفال، كانت أول صحفية تجرى مقابلة مع معمر القذافى بعد قصف الطائرات الأمريكية لمقر سكنه فى الثمانينات والتقت بعد ذلك مراراً، ساهمت فى تغطية الحرب على العراق ويوغسلافيا وتيمور الشرقيةوسريلانكا والشيشان والفيلم أظهر مقابلة مارى كولفين للرئىس الليبى السابق معمر القذافى، ومشاهد فقدها عينها أثناء تغطيتها أحداث سيرلانكا عام 2001 ليصبح الفيلم بمثابة وثيقة أخرى للصحفيين الذين قاموا بتغطية العديد من الحروب والصراعات المحتدمة حول العالم، خاصة كولين عندما عرضت حياتها للخطر إلى حد الموت من أجل إظهار الحقائق والتحدث باسم هؤلاء من لا يملكون صوتاً، وشارك فى بطولة الفيلم ستانلى توتشى، وجيمى دورنان، ومن المعروف أن بطلة الفيلم روزاموند بيك شاركت بعدد من أنجح الأعمال السينمائية طوال مسيرتها، ومن أهمها فيلم «Gone Girl» عام 2014، الذى ترشحت من خلاله لجائزة الأوسكار كأفضل ممثلة فى دور رئيسى. ويجىء فيلم حرب خاصة «APrivate War» ليكون شاهداً على ما يقدمه الصحفيون أثناء الحروب لتغطية أحداثها، والذى يصت إلى حد التضحية بالأرواح عشقاً لتلك المهمة الباحثة عن الحقيقة، ومن المعروف أن «2297» صحفياً وعاملاً فى وسائل الإعلام على الأقل، قتلوا منذ عام 1990، و112 منهم لقوا مصرعهم عام 2015، رغم أن عام 2006 يبقى الأكثر دموية للعاملين فى وسائل الإعلام، حيث تم إحصاء «155» قتيلاً واحتلت فرنسا المرتبة الأولى على لائحة الاتحاد، إلى جانب العراق واليمن، حيث قتل هناك «10» صحفيين وعاملين فى وسائل الإعلام والأسباب الرئيسية لمقتل الصحفيين هى عمليات الاغتيال والتفجيرات والاشتباكات وعمليات الخطف المتزايدة، فيلم حرب خاصة «APrivate War» ينضم إلى قائمة الأعمال التى قدمت عن الصحفيين أثناء تغطية الحروب. وفى النهاية ستظل هوليوود تكافح لإيجاد الطريقة المناسبة لتصوير الحروب المستمرة من فيتنام إلى حرب سوريا، من خلال أفلام روائية ووثائقية تستغرق عادة سنوات ولكن من خلال منظور غربى يمجد أبطاله.