قال مسئول إيراني اليوم السبت إن فريقاً من العلماء سيتوجه قريباً إلى جزيرة أبو موسى المتنازع عليها مع الإمارات والتي تحتلها إيران للتنقيب عن الآثارفيها . ونقلت وكالة "ارنا" الإيرانية الرسمية للأنباء عن مساعد رئيس مؤسسة التراث الثقافي والصناعات اليدوية والسياحة الإيرانية، سعود علويان ان فريقاً من علماء الآثار يضم أساتذة من جامعة طهران وخبراء من أكاديمية التراث الثقافي ومعنيين بمجال التنقيب والآثار، سيتوجهون في غضون الأيام ال 20 المقبلة إلى جزيرة أبو موسى للتنقيب عن الآثار. وأضاف علويان أن "الدراسات وضعت على جدول أعمال دائرة التراث الثقافي نظراً لأهمية القيم التاريخية لهذه المنطقة". وأوضح أن جميع علماء الآثار إيرانيون، وقال إن جزيرة أبو موسى تمتلك ماضياً تاريخياً عريقاً وان هذه التنقيبات بإمكانها أن تقدم معلومات جيدة حول حضارة إيران القديمة لعلماء الآثار. وكانت الخارجية الإيرانية استدعت مساء أمس السفيرة السويسرية في طهران ليوييا لفي أغوستي، التي تتولي بلادها المصالح الأمريكية هناك، وقدمت لها احتجاجا حول التصريحات الأميركية بشأن الزيارة الأخيرة للرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد إلى جزيرة أبو موسي المتنازع عليها بين إيرانوالإمارات العربية. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" عن بيان للخارجية أن المدير العام لدائرة أميركا الشمالية في الوزارة أكد للسفيرة السويسرية أن جزيرة أبو موسي "كباقي الجزر الإيرانية في الخليج جزء لا يتجزأ من تراب إيران وأن زيارة الرئيس احمدي نجاد إلى هذه الجزيرة الإيرانية تدخل بإطار زياراته الدورية للمحافظات الإيرانية". وندد بالتصريحات الأمريكية التي انتقدت زيارة نجاد للجزر واعتبرت أنها تعقد الجهود الرامية لتسوية القضية، معتبرا ذلك تدخلا في شؤون إيران الداخلية، ومطالبا بتوضيح من الحكومة الأمريكية في هذا الصدد. من جهتها أكدت السفيرة السويسرية في طهران أنها ستعمل علي إيصال رسالة الإحتجاج الإيرانية إلى الحكومة الأميركية قبل أن تنقل رد واشنطن إلى طهران. يشار إلى أن إيرانوالإمارات تتنازعان ملكية جزر أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى في الخليج، وكان المجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي جدد في نهاية اجتماعه في الدوحة الثلاثاء الماضي بدعوة من الإمارات "دعمه المطلق للسيادة التامة للإمارات على ثلاث جزر في الخليج"، كما استنكر بشدة زيارة نجاد إلى جزيرة أبو موسى "باعتبارها عملاً إستفزازياً وانتهاكاً صارخاً لسيادة الإمارات"،ولكن إيران قللت من المواقف الإماراتية والخليجية وجددت التأكيد على ملكيتها للجزر الثلاثة. وكانت القوات الإيرانية في صبيحة يوم الثلاثاء 30 نوفمبر 1971 م ، قد نزلت في جزيرة أبوموسى حيث تم سيطرة على الجزء المتفق عليه مع حكومة الشارقة في مراسم لتنفيذ مذكرة التفاهم بحضور ممثل عن بريطانيا ونائب حاكم الشارقة الشيخ: صقر بن محمد بن صقر القاسمي ،حيث انقسم الرأى العام المحلي والعربي حول مذكرة التفاهم والاقرار لايران باحتلال نصف الجزيرة بين مؤيد ومعارض. رآى البعض أن ذلك الاجراء يعتبر تفريطاً بأرض الجزيرة وبمياهها وأنه رضوخ للوعيد والتهديد العدواني الايراني وتسليم للضغوط التفاوضية البريطانية وأن ما تم يمنح ايران قاعدة متقدمة للقفز على المزيد من الأرض العربية تحقيقاً لأهداف الشاه في التوسع والسيطرة على منطقة الخليج العربي بأسرها، في حين رآى آخرون أن التفريط بالجزء أفضل من ضياع الكل، وانه ليس لدينا قبل بمواجهة التهديدات الايرانية والضغوط البريطانية، كما أن المستقبل كفيل باستعادة ما سُلم من الجزيرة وذلك عندما تتهيأ الظروف للأمة العربية حيث أن الشارقة لم تسلم بموجب مذكرة التفاهم لإيران بالسيادة على الجزيرة. وقال سمو حاكم الشارقة في تصريح له في ذلك اليوم: (انه ليس بالامكان أفضل مما كان، وان الاحتفاظ بالسيادة على البعض أفضل من خسارة السيادة على الكل، نحن لانستطيع عسكرياً أن نمنع ايران من احتلال جزيرة ابوموسى، والدول العربية لم تساعدنا فكان علينا أن نقلع أشواكنا بأصابعنا. البعض يتهموننا بأننا أضعنا نصف جزيرة أبوموسى ونحن نقول إننا أنقذنا نصف الجزيرة.