أنا زوجة عندي ثلاثة من الأبناء, ابتني وقعت ضحية حادثة اغتصاب من وحش آدمي قلبه لايعرف الرحمة ولا الشفقة.. لم يرحم توسلاتها لكي يرحمها من المصير المر الذي ينتظرها بعدما يقضي نزوته ويكون السبب في القضاء علي مستقبلها ومستقبل عائلتها من جراء فعلته .. بعدها عانت من حالة نفسية سيئة وزادت حالتها سوءا بعدما تقدم هذا الوحش لطلب الزواج منها تحت تهديد الأب وتوعده بالانتقام حتى أنها هددت بالانتحار إذا ما تم إكراهها على هذه الزيجة. وبما وضعني في موقف لا أحسد عليه مابين اختيار الستر علي الفضيحة وإنقاذ شرف العائلة، ومابين الدفع بابنتي لمصير مجهول بتسليمها بأيدينا إلي وحش آدمي لا دين له ولا خلق.. انصحوني ماذا أفعل؟ زواج محكوم عليه بالفشل تؤكد الدكتورة مني البصيلى ،استشاري الأمراض النفسية والاجتماعية، أن الأب وف يرتكب جريمة كبري بحق ابنته بربط حياتها بشخص أخلاقه فاسدة مما يدمرها، وتنصح الأم أن تقف في وجه الأب بكل قوتها حتي لاتشاركه في تدمير حياة الابنة مؤكدة أن زواج المغتصبة من الجاني محكوم عليه بالفشل . وتشير على الأم بعدة خطوات.. - إقناع الأب أنه لايجوز إجبار الفتاة علي الزواج من شخص عديم الأخلاق. - توضح له أن ابنته لن تستطيع إقامة حياة زوجية طبيعية وناجحة، خاصة وأنها لن تستطيع التعايش معه بعدما كان سببا في إصابتها بصدمة نفسية حادة. - الانتباه لأمر هام وخطير وهو أن هذا الشاب معدوم الأخلاق قد يلجأ إلي حيل وطرق شيطانية، وأن يتعمد معاملتها معاملة سيئة ليساومهم على الطلاق مقابل الحصول علي مبلغ طائل. - إذا لم تستطع الأم إقناع الأب بالعدول عن رأيه بشكل ودي، عليها أن تستعين بأحد الأقارب أو أحد رجال الدين ليساعدها في مهمتها، وإذا فشلوا بدورهم عليها أن تأخذ ابنتها وتترك المنزل وتذهب إلي منزل الأهل أو أحد الأقارب لتحمي ابنتها من هذه الزيجة ولا تلقي بها إلى التهلكة . - على الأم أن تعي جيدا أنه من الهام أن تقف بجوار ابنتها الضحية لكي تعبر هذه الأزمة بسلام، خصوصا وأنها تمر بحالة غاية في السوء وتشعر أن الأب يرميها لمن جني عليها بدلا من أن يدافع عنها، لأنه شخص ليس له مستقبل ولا يتمتع بأي قدر من الأخلاق والقيم الدينية. - ضرورة الإبلاغ عن الجاني لينال العقاب المستحق ويكون عبرة لغيره من معدومي الضمير والدين والخلق، بدلا من مكافأته بالزواج من الضحية..لأن ذلك سيساهم في التعجيل بشفاء الابنة من الصدمة وتجاوزها للأزمة من ناحية.. وسيساعد في محاربة هذه الظاهرة من ناحية أخرى. - أن يقوموا بإجراء جراحة للابنة لسترها طالما أنها اغتصبت دون إرادتها لكي تعيش حياة طبيعية، لأن ذلك أفضل لها من تجربة فاشلة تخرج منها مطلقة مما يقلل من فرص زواجها فيما بعد. وتضيف البصيلى: للأسف الشديد المجتمع في قضايا الاغتصاب يقف في صف الجاني ضد الضحية ويحولها إلي مذنبه خاصة جيل الآباء والأمهات، لذلك يجب العمل على تغيير هذه الثقافة وعلي الجميع وبخاصة الشباب أن يكون أكثر نضجا ويقف بجوار الفتيات الضحايا، وكفي ماتعرضن له من انتهاك . من أتلف شيئا يصلحه من ناحية أخري كان للشيخ محمود عاشور ،وكيل الأزهر وعضو مجمع البحوث الاسلامية، رأي آخر فهو يؤيد الأب في رغبته في ستر فضيحة ابنته، ويعتبر مسلكه بالضغط على الابنة للزواج من الجاني مسلكا صحيحا خاصة وأنها قد تكون حاملا وفي هذه الحالة يكون هو أولي بحمله. ويصف قبول الجاني الزواج من ضحيته بالتصرف الحسن لأنه لم يهرب بفعلته وذلك من باب من أتلف شيئا فعليه إصلاحه. ويؤيده في الرأي الشيخ إبراهيم البديوي ،أستاذ التفسير والقراءات بالأزهر الشريف، والذي يرى أن الشاب طالما شعر بغلطته وأراد أن يصلحها فعليها أن تعطي له الفرصة وتحاول مسامحته لأن الله غفور رحيم ولكن دون إرغام لها، وفي حالة رفضها له تماما على الأب رفض إتمام الزواج ولكن عليه في المقابل مصارحة من يتقدم لخطبتها مستقبليا بما حدث وعليه أن يقبل ذلك أو يرفض.