كتبت- بوسي عبد الجواد بعد سنوات واجهت فيها السينما المصرية تراجعا كبيرا، برحيل روافدها الناعمة على رأس قائمتها المخرج الكبير يوسف شاهين الذي كان يمثل صوت السينما العربية الرائدة لأكثر من نصف قرن، حيثُ نجح في نقل ثقافة السينما المصرية إلى العالم الغربي، بعد أن اختيرت بعض أفلامه في أكبر المهرجانات العالمية ومنها "كان" و"فينيتزيا" و"برلين"، ظهر للنور أسم مخرج شاب يُدعى "أبو بكر شوقي" لم يكن يسمع عنه أحد في ميدان الفن السابع، نجح في إعادة أمجاد السينما المصرية، بخوض حلبة المنافسة في المهرجانات العالمية، بفيلمه "يوم الدين" الذي ينافس على جائزة "السعفة الذهبية" وهي الجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي في دورته الحادي والسبعين التي انطلقت مساء أمس الاول بمدينة كان الفرنسية. وسط حضور عدد من النجوم العالميين، ومنهم جوليان مور، إيرينا شايك، لويس بورجوان، كيكو ميزوهارا، احتفي صُناع فيلم "يوم الدين" المخرج أبو بكر شوقي، وزوجته إليزابيث، والمنتج محمد حفظي الذي شارك في إنتاج الفيلم، بنجاحه بعد عرضه أمس في مهرجان كان، ومن المقرر أن يتم عرضه مساء اليوم. قد تتفق أو تختلف معه، وربما تنتقد اسلوبه وطريقه نهجه في السينما، لكن لا أحد منا يستطع أن ينكر ما فعله المخرج أبو بكر شوقي، للسينما المصرية ، الذي قدم فيلم للتاريخ، فهو يعتبر العمل الأول الوحيد في المسابقة العريقة التي نادرًا ما تضم أعمالًا أولى، ويكفي إنه خلال الدورات السبع الأخيرة للمهرجان لم يشارك سوى فيلم عمل أول واحد في المسابقة هو الفيلم المجري "ابن شاؤول" الذي فاز وقتها بالجائزة الكبرى "جران بري" ليصير واحدًا من أهم أفلام العقد الحالي. نال الفيلم استحسان الجمهور وهو ما اتضح من التصفيق الحار الذي ناله، بشهادة نجوم مصر الذين حرصوا على حضور عرض الفيلم الذي يعرض ضمن فعاليات كان السينمائي، منهم بوسي شلبي، وليلي علوي، وبشرى. وتدور أحداث الفيلم حول رجل قبطي يعمل في جمع القمامة مصاب بمرض الجذام، نشأ في منطقة عزل للجذام "مستعمرة"، يقرر مغادرتها للبحث عمن بقي من عائلته على قيد الحياة في جميع أنحاء مصر برفقة حماره وصديقه. ومن المقرر أن يتم عرض الفيلم 3 مرات خلال فعاليات الدورة رقم 71 لمهرجان كان السينمائي. وتعتبر الدورة ال71 من كان السينمائي "استثنائية" إذ تضم أربعة أفلام عربية لأول مرة في تاريخها، فيشارك بخلاف الفيلم المصري "يوم الدين" يتواجد أيضا فيلم "كفر ناحوم" للمخرجة اللبنانية نادين لبكي. كما يتواجد في قسم "أسبوع للنقاد" "يوم زواج" للمخرج الجزائري إلياس بلكدار، وفي قسم "نظرة ما" يشارك فيلم "صوفيا"، للمخرجة مريم بن مبارك بجانب "قماشتي المفضلة" للمخرجة السورية غايا جيجي. وتعود المشاركة المصرية الأخيرة في المسابقة الرسمية لمهرجان "كان" إلى عام 2012 وكانت بفيلم "بعد الموقعة" للمخرج يسري نصر الله. يُشار إلى أن الدورة ال71 من مهرجان كان السينمائي بدأت فعالياتها بعرض فيلم "الجميع يعلمون" للمخرج الإيراني أصغر فرهادي، الذي تم عرضه ليلة الافتتاح، وحقق دويا كبيرا وقت عرضه.