فى ظل حالة الفوضى والتسيب وانعدام الرقابة والاهتمام التى تمر بها مصر اضطر بعض الفلاحين الذين ابتلوا فى ثرواتهم الحيوانية بفيروس الحمى القلاعية، إلى إلقاء رفات الحيوانات فى أقرب ترعة، لأنهم لا يملكون القدرة للتخلص من جثثها بشكل صحى. كما أنهم يخشون على البقية الباقية من الحيوانات من أن تلقى نفس المصير إضافة إلى الخوف على صحتهم وبالفعل تحولت بعض الترع إلى مقابر جماعية للحيوانات النافقة بسبب انتشار الحمى القلاعية، وكانت ترعة المريوطية بالجيزة صاحبة النصيب الأكبر من تلك الكارثة. حيث طفت على سطح مياهها مئات الحيوانات النافقة والتى لم تعد مصدراً مؤكدا لتلويث مياه الترعة بوباء القلاعية فقط انما بالعديد من الأوبئة الأخرى الناجمة عن تحلل وتعفن الجثث فى الترعة، هكذا تحولت كارثة القلاعية الوبائية إلى كارثة عنقودية يتوالد عنها العديد من الكوارث البيئية والصحية. وعلى ما يبدو أن مأساة الحمي القلاعية التي طفت على السطح في الآونة الأخيرة وحصدت معها آلاف الرءوس من مواشي الفلاحين الذين اعتمدوا في قوت يومهم بشكل رئيسي على الخير الإلهي الذي تنتجه هذه المواشي؛ ستتحول إلى كارثة إنسانية وبيئية جديدة بسبب عدم تحرك أى من الأجهزة التنفيذية لها ولم تنتبه لها محافظة الجيزة ولا الوزارات المسئولة الرى والزراعة والبيئة بعد اكتشاف الأهالي لعشرات المواشي النافقة ملقاة في ترعة المريوطية أمام قرية الحرانية بالجيزة فى ظل غياب كامل من المسئولين . متجاهلين الترعة التي تروي يوميا ملايين الأفدنة الزراعية بقرى الجيزة التى تقدر مساحتها 4820 كيلو مترا مربعا، لتهدد المحافظة بكارثة إذا تفشت "القلاعية" بين البشر . ومن المؤكد أيضا أن الأضرار لن تقف عند إصابة البشر "بالقلاعية" فحسب، بل قد تفتح بابا لأمراضا أخرى أشد خطورة . وأعرب كثير من أهالى الحرانية والقرى المجاورة لها عن غضبهم الشديد لعدم اهتمام المسئولين, واختفاء مسئولى الرعاية البيطرية بالمحافظة، كما لم يتم تعويضهم عن الحيوانات النافقة بسبب هذا الفيروس اللعين، وتساءل الفلاحين أين الجهات المسئولة عن تلك الازمة والمسئولين بالحجر الصحى عن دفن الحيوانات النافقة بمدافن الحجر الصحى والتخلص منها بطريقة آمنة ؟. فى الوقت الذى يؤكد فيه المتخصصون على حدوث كارثة صحية جديدة بسبب انتشار جثث الحيوانات بالترع حيث أكد الدكتور حسين قاعود رئيس قسم الصحة بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة أن إلقاء الحيوانات النافقة في الترع تعد كارثة بيئية خطيرة. موضحا أن الحيوان النافق يحمل فيروس الحمى القلاعية وبالتالي عند استخدام تلك المياة سواء للزراعة أو للحيوانات سينقل الفيروس إليه. وأضاف قاعود أن الحيوان النافق يتحلل في مياة الترع المستخدمة في ري الأراضي وهو ما يجعلها من وسائل انتشار العدوى، وفيما اتهم قاعود وزراة الزراعة وهيئة الخدمات البيطرية بإهمالها في وجود تلك الكارثة التي تهدد صحة الحيوان والإنسان أيضا. وأشار إلى أنه يجب تشكيل فرق طوارئ من مديريات الطب البيطري لعمل محرقة كبيرة للتخلص من جثث الحيوانات النافقة أو تشكيل مدافن صحية للتخلص من تلك الحيوانات لمواجهة العدوى، مطالبا تدخل وزراة البيئة وإشرافها على عملية الدفن. وأرجع محمد عبد القادر نقيب الفلاحين وجود تلك الكارثة البيئية بسبب انعدام دور وزراة الزراعة ممثلا في قطاع الإرشاد الزراعي الذي أهمل في توعية الفلاحين منذ بداية الكارثة وانتشار المرض، دون أن يراعي صحة الفلاح وهو ما يهدد بانتشار الأمراض والأوبئة. وأضاف عبد القادر قطاع الإرشاد الزراعي يجب أن يتحرك في أسرع وقت لمنع انتشار الكارثة مع وضع سياسة لوزراة الزراعة للسيطرة على عدم انتشار المرض وفق أسس علمية سليمة، وأن الفلاح لجأ إلى إلقاء الحيوانات النافقة في الترع لعدم وجود أية رقابة منا المحليات في أن تقوم بدفن تلك الحيوانات أو توفير أية أمكان للمربين لحرقها . شاهد الفيديو: