سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحمى القلاعية تهدد مشروع البتلو بالانهيار بعد نفوق مئات صغار الماشية بالمحافظات.. "الخدمات البيطرية" تتجاهل الفلاحين.. و"خبراء الصحة" نقل الميكروبات بسبب الكلاب الضالة كارثة بيئية
تشكل الفيروسات المتوطنة خطرا كبيرا على الثروة الحيوانية فى مصر دون جدوى أو تحرك من هيئة الخدمات البيطرية بوزارة الزراعة ومسئوليها، وتعالت أصوات الفلاحين بالمحافظات بعد نفوق المئات من صغار الماشية بسبب الحمى القلاعية التى تعرقل مشروع البتلو المنتظر منذ سنوات، ومن أخطر الأمراض المعدية للحيوانات والتى تنتشر وبسرعة بين الماشية والأغنام. تقدم عدد من الفلاحين المربين للماشية بمختلف المحافظات بشكوى إلى المهندس محمد رضا إسماعيل وزير الزراعة، بالتحرك العاجل للقضاء على فيروس الحمى القلاعية الذى يهدد ماشيتهم، معربين عن استيائهم بعد تجاهل الوحدات البيطرية التابعة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة بمختلف المحافظات ولم يستمع أحد لهم حتى الآن حتى بعد انتشار الوفيات بين المواشى بصورة شديدة فى معظم قرى المحافظات، وتكاد تسبب كارثة بيئية لأن المواشى النافقة يتم إلقاؤها بالمصارف المائية أو بالترع المارة بتلك القرى أو على رؤوس الأراضى من المواشى المصابة بالحمى القلاعية، لافتين إلى أن المزارع الكبيرة لم تتأثر بسبب الرعاية الكاملة التى تلقاها تلك المزارع من الخدمات البيطرية أما النفوق فيتم بالصغار ولدى الفلاحين. وأكد الدكتور حسين قاعود رئيس قسم الصحة بكلية الطب البيطرى بجامعة القاهرة فى تصريحات ل"اليوم السابع"، أن هناك نوعين من الفيروسات التى تسب الحمى القلاعية "العترة" o و"العترة" e وهناك فيروس ثالث لم يكتشف حتى الآن، وأن انتشار الفيروسات التى تسبب الحمى القلاعية سببه الرئيس عدم الرقابة والضمير من المسئولين عندما استوردنا شحنات فى السابق من الصومال، فمازالت الأمراض متوطنة لافتا إلى أن الحمى القلاعية من أخطر الأمراض المعدية للحيوانات والتى تنتشر وبسرعة بين الماشية والأغنام. وقال قاعود إن الفيروس الخاص بالحمى القلاعية بالتأكيد سيكون له نتائج سلبية على مشروع البتلو، وإن لم يتم تحصين كل الماشية الموجودة حاليا بمصر وفورا لأن هذا الوقت هو وقت تحصين، ويجب أن تتخذ الوزارة وعلى وجه السرعة إجراءات فورية لمكافحة تلك الحمى وأيضا بالاشتراك مع وزارة البيئة للسيطرة على المواشى التى نفقت، ويتم دفنها بشكل لا يسبب انتشارا للوباء أو ظهور أوبئة أخرى بسبب تعفن تلك الماشية أو تناثرها هنا وهناك ونقل الميكروب بسبب الكلاب الضالة أو القطط والتى قد تؤدى إلى انتقال الفيروس لمزارع أخرى ومنازل أخرى. وقالت الدكتور سهير حسن عبد القادر رئيس الإدارة المركزية للطب الوقائى للخدمات البيطرية والمسئول عن ملف الحمى القلاعية، إن هناك تعليمات من المسئولين بالخدمات البيطرية بوزارة الزراعة بعدما إدلاء أى من التصريحات وخصوصا هذه الفيروسات قائلة عند تعليمات. وفى نفس السياق، أكد الدكتور طلعت الخطيب أستاذ الرقابة البيطرية وصحة الغذاء بجامعة أسيوط، أن الحمى القلاعية متوطنة منذ فترة كبيرة فى مصر، وينتشر ظهورها فى فصل الشتاء بسبب عدم وجود تربية سليمة عن الفلاح، والسبب الرئيسى هو عدم وجود توعية من قبل وزارة الزراعة، ولا توجد عندنا ثروة حيوانية ولا توجد تقنية ودراسة جيدة لتربية الماشية فى مصر قائلا: "أحنا بنستورد البيض يا راجل"، إن هذا الفيروس الذى يودى إلى نفوق المئات ستكون له تأثيرات إيجابية على مشروع البتلو فى مصر. وأضاف الخطيب أنه فيروس الحمى القلاعية شديد يصيب الحيوانات ذات الحافر وتظهر على الحيوانات المصابة علامة البثور التى تؤدى إلى العرج وزيادة سيلان اللعاب ونقص الشهية وسرعان ما يفقد الحيوان وزنه، ويؤدى ذلك بالتأكيد إلى نفوق الماشية المصابة التى وصلت لتلك الحالة أن مظاهر الإصابة تكاد واضحة جدا بسبب فقدان الشهية وارتعاش وهبوط شديد فى إدرار اللبن وسيولة اللعاب. ومن جانبه، قال الدكتور علاء المرشدى أستاذ صحة اللحوم وعميد كلية الطب البيطرى بالزقازيق، إن الحمى القلاعية سيكون لها تأثير إيجابى على مشروع البتلو بعد نفوق صغار الماشية فى عدد من المحافظات بسبب الحمى القلاعية، مناشدا وزارة الزراعة بأن تكون لها دور إيجابى وعمل توعية فى تربية الماشية المنزلية وأن يكون الإعلام له دور فى توعية الفلاحين فى تربية الماشية لتحقيق ثورة حيوانية حقيقية، فلابد من عدم إهمال العلاج والتوجه بسرعة إلى الوحدات البيطرية لحقنها بمصل الحمى القلاعية.