ذكرت مصر فى القرآن الكريم خمس مرات ، وباركها السيد المسيح له المجد فقال مبارك شعبى مصر مصر هبة النيل العظيم التى علمت الدنيا الكتابة والفن والحضارة منذ فجر التاريخ ، فقد ترك المصريون القدماء كنوزا هائلة تؤكد تفوقهم وعظمتهم ، ثلث آثار العالم فى مصر وحدها ، وهذا دليل لايقبل الشك على عظمة مصر ودورها الرائد فى الحضارة الإنسانية اليوم تتعرض هذه الحضارة للنهب والسرقة ، على يد حفنة طامعة منحرفة لاتستحق أن تحيا على أرضها آثارنا التى مازالت تحير العلماء فى شتى بقاع الكون ، فعجزت عن فك رموزها وأسرارها ، كسر التحنيط ،وكيفية بناء الأهرامات هل يمكن لمصرى عاقل أن يتاجر بها لقاء أى مقابل مادى ؟ ألا يكفى النهب المنظم عبر عصور التخلف والإستعمار لتزدان متاحف أوروبا بالآثار المصرية التى لا تضاهيها فى روعتها وندرتها آثار أخرى فى العالم ؟ لقد أصبح هناك من يلهث وراء الثراء السريع والكسب الحرام ، بالتنقيب عن الآثار المدفونة، فيقوم بالحفر فى الصحراء لنهب مقابر ملوك قدماء المصريين واستخراج التماثيل والقلادات والمكاحل والأوانى التى كانوا يعدونها لطعامهم عندما يبعثون ، هكذا كان اعتقادهم ، لايعبأ اللصوص بالأضرار الجسيمة التى يسببونها لقيمة الأثر ولمستقبل الوطن نحن لاننكر أننا نمر بأزمة اقتصادية طاحنة، خاصة بعد ثورة يناير ، لكن ذلك ليس مبررا للتفريط فى أغلى مانملك كيف يبع المصرى تاريخه ووجوده ؟ إن المسألة ليست سلوكا شخصيا يتعرض فاعله للمساءلة الإجتماعية إنها جريمة أخلاقية وإنسانية لاتقل فى بشاعتها عن جرائم الخيانة العظمى وتفوق جرائم الفساد والرشوة إن هوس التنقيب عن الآثار لم يعد خافيا على أحد ، فعشرات القصص تروى فيها كيف تم الحفر واستخراج تماثيل البرونز والبازلت والذهب بعيدا عن أعين المباحث وشرطة الآثار كوسيلة للكسب السريع فكل قطعة أثرية تحمل عبق التاريخ ، تباع بالملايين فى المزادات فى عصر تبدلت فيه السلوكيات ليصبح الربح المادى قبل الإنتماء الوطنى إن ملايين الدنيا كلها لايمكن أن تشترى التاريخ والحضارة وكما قال الشاعر العظيم أمل دنقل : أترى حين أنزع عينيك وأنبت جوهرتين مكانهما هل ترى ؟ هى أشياء لاتشترى حضارتنا خلاصة عقول وإبداع أجدادنا ليست للبيع ، ينبغى أن تحتوى مناهج التعليم فى كل مراحله على موضوعات تلقى الضوء على التاريخ المصرى بعصوره المختلفة ، وقيمة ماترك لنا من آثار تشهد على عظمة الأجداد ودورهم فى صنع الحضارة الإنسانية هؤلاء الأجداد كانوا الشهب حين الأرض ليل وحين الناس جد مضللينا مشت بمنارهم فى الأرض روما ومن أنوارهم قبست أثينا تعالى الله كان السحر فيهم أليسوا للحجارة منطقينا لماذا لاتركز وسائل الإعلام جميعها على التوعية الشاملة بخطورة مايقوم به هؤلاء المغامرون على سلامة الأثر وعلى حقائق التاريخ وعلى مكانة الأمة أين التأمين على الأماكن الأثرية والأماكن التى يحتمل وجود آثار بها ؟ وصل الأمر باللصوص أن يستعينوا بالأطفال حتى لايحفروا مساحات أكبر مما عرض العديد من الأطفال للموت تحت الأرض ، لصوص الآثار يمتلكون العديد من الأسلحة الآلية التى تمكنهم من فرض سطوتهم على الأراضى الأثرية ، كما حدث بمنطقة " الشيخ حمد " بسوهاج حينما حاصر البلطجية معبد " بطليموس الثانى" وتعدوا على أكبر مبنى أثرى فى العالم مشيد بالطوب اللبن فى ( شونة الزبيب ) فهدموا أجزاء كبيره منه أين الإجراءات الجادة لحماية الآثار الشرطة ترفض الخروج لحماية الآثار من السرقة خوفا من البلطجية ، والقانون لايغلظ العقوبة على التنقيب والإتجار ، فلارادع لكل من تسول له نفسه المتاجرة بتاريخ مصر العظيم ومصر الآن تحاصرها الأزمات من كل اتجاه ، أشعر بالخوف على التاريخ حينما ينعدم الضمير ، ويستغل اللصوص كل الفرص المتاحة من فراغ أمنى رهيب ، يستغلوا انشغالنا بالبنزين والسولار فيشعلوا النار فى الحضارة بالبيع ، أو الحرق كما فعلوا فى المجمع العلمى