كتب -أحمد عثمان: وصل إلى مقر عرضه الدائم ببهو المتحف المصري الكبير، عمود الملك مرنبتاح رابع ملوك الأسرة التاسعة عشر، وابن الملك رمسيس الثاني، والذي حكم مصر ما يقرب من عشرة سنوات فى الفترة من عام 1013 ق م وحتى عام 1203ق م. وأوضح د.طارق توفيق المشرف العام على المتحف المصري الكبير، أنه تم العثور على عمود مرنبتاح في منطقة المطرية داخل معبده بمدينة أون شرق عرب الحصن، وهو مزين بنقوش من الحفر الغائر وكتابات باللغة الهيروغليفية توضح الألقاب الخاصة به والتي تخلد ذكراه وانتصاراته على القبائل الليبية التي قامت بالإعتداء على مصر من ناحية الشمال الشرقي وكان ذلك في العام الخامس من حكمة. وتم نقل العمود من موقعة الأصلي من منطقة المطرية إلى قلعة صلاح الدين الأيوبي عام 2008، حيث كانت تحيط به المدينة السكنية وارتفاع منسوب المياه الجوفيه تحته، لذلك تم إتخاذ القرارا بنقله من هذا المكان لترميمه، وظل محفوظا بالقلعة قرابة العشر سنوات إلى أن قامت لجنة سيناريو العرض المتحفي بالمتحف المصري الكبير باختيار العمود لعرضه ببهو المتحف بجوار تمثال أبيه الملك العظيم رمسيس الثاني. ويبلغ طول العمود 5.60 متر ووزنه 17 طنا وهو مصنوع من مادتي الجرانيت الوردي في البدن والحجر الرملي فى القاعدة. ومن جانبه أكد عيسي زيدان مدير عام الترميم الأولي بالمتحف المصري الكبير، أنه قبل البدء في أعمال النقل قام فريق الترميم الأولي بكل الإجراءات اللازمة لأعمال الترميم الأولى للعمود وكذلك أعمال الاستلام من قبل المتخصصين، حيث قام فريق العمل بأعمال التنظيف الميكانيكي وإزالة الأتربة وتثبيت بعض القشور الضعيفة وإعداد تقرير مفصل عن حالة العمود على الطبيعة قبل أعمال التغليف التي استغرقت قرابة الثماني ساعات. وأضاف أنه تم إعداد وتجهيز قاعدة خاصة مبطنة بألواح من الفوم الخالي من الحموضة لتثبيت العمود بأحزمة الربط لتأمينه، كما تمت عملية النقل باستخدام معدات وأوناش القوات المسلحة المصرية وسط إجراءات أمنية مشددة من قبل شرطة السياحة والآثار وشرطة النجدة. وآشار أسامة ابوالخير مدير عام شئون الترميم بالمتحف، إلى أن العمود وصل إلى مقرة النهائي بالبهو العظيم، وسوف يقوم فريق العمل من المتخصصين من مركز الترميم بأعمال الفحص والتحاليل اللازمة والترميم الكامل الذي يشمل على التنظيف الكميائي وأعمال التقوية للعمود والإشراف على اعمال التثبيت النهائي له على الاقاعدة الخاصة به. ويحمل العمود نقوشا على الجزء السفلى منه والتي تشير إلى الحرب التي شنها مرنبتاح على الليبيين و(الشاسو) إحدى قبائل شعوب البحر في السنة الخامسة من حكمه وانتصاره عليهم والغنائم التي حصدها المصريين من أسرى وماشيه وسيوف والاقواس.