أكد مدير عام الترميم الأولي بالمتحف المصري الكبير عيسي زيدان، أنه قبل البدء في أعمال نقل عمود (مرنبتاح) للمتحف قام فريق الترميم الأولي بكل الإجراءات اللازمة لأعمال الترميم الأولى للعمود وكذلك أعمال الاستلام من قبل المتخصصين، حيث قام فريق العمل بأعمال التنظيف الميكانيكي وإزالة الأتربة وتثبيت بعض القشور الضعيفة وإعداد تقرير مفصل عن حالة العمود على الطبيعة قبل أعمال التغليف التى استغرقت قرابة 8 ساعات. وأضاف - في تصريح اليوم عقب استقرار العمود بالبهو العظيم بالمتحف - أنه تم إعداد وتجهيز قاعدة خاصة مبطنة بألواح من الفوم الخالي من الحموضة لتثبيت العمود بأحزمة الربط لتأمينه، كما تمت عملية النقل باستخدام معدات وأوناش القوات المسلحة وسط إجراءات أمنية مشددة من قبل شرطة السياحة والآثار وشرطة النجدة. من جانبه، أشار مدير عام شئون الترميم بالمتحف أسامة ابوالخير إلى أنه عقب وصول العمود لمقره النهائي بالبهو العظيم سيقوم فريق العمل من المتخصصين من مركز الترميم بأعمال الفحص والتحاليل اللازمة والترميم الكامل الذى يشمل على التنظيف الكميائي وأعمال التقوية للعمود والإشراف على أعمال التثبيت النهائي له على القاعدة الخاصة به. وأوضح الدكتور شريف عبد المنعم المشرف على إدارة تطوير المواقع الاثرية أنه تم اكتشاف معبد مرنبتاح فى مدينة أون في مارس 1970 أثناء إزالة بعض الأتربة جنوب غرب تل عرب الحصن بالمطرية على بعد 200م جنوب غرب معبد رمسيس الرابع بحوالي 1.50 كم شمال غرب مسلة سنوسرت الاول، ويعد عمود (مرنبتاح) واحدا من آثار عديده خلفها الملك تخليدا لذكرى انتصاره على الليبين وشعوب البحر مثل نقوش مرنبتاح بالكرنك ولوحة المتحف المصري وما يسمى بعمود القاهره وغيرها من آثار أخرى خصصت لهذا الغرض. وتابع: إن العمود يحمل نقوش على الجزء السفلى منه والتي تشير إلى الحرب التي شنها مرنبتاح على الليبيين و(الشاسو) احدى قبائل شعوب البحر في السنة الخامسة من حكمه وانتصاره عليهم والغنائم التي حصدها المصريون من أسرى وماشية وسيوف وأقواس. وتم العثور علي عمود (مرنبتاح) في منطقة المطرية داخل معبده بمدينة (أون) شرق عرب الحصن، وهو مزين بنقوش من الحفر الغائر، وكتابات باللغة الهيروغليفية توضح الألقاب الخاصة به والتى تخلد ذكراه وانتصاراته على القبائل الليبية التي قامت بالإعتداء على مصر من ناحية الشمال الشرقي وكان ذلك فى العام الخامس من حكمه. وتم نقل العمود من موقعة الأصلى من منطقة المطرية إلى قلعة صلاح الدين الأيوبي عام 2008، حيث كانت تحيط به المدينة السكنية وارتفاع منسوب المياه الجوفيه تحته، لذلك تم اتخاذ القرار بنقله من هذا المكان لترميمه، وظل محفوظا بالقلعة قرابة عشر سنوات إلى أن قامت لجنة سيناريو العرض المتحفي بالمتحف المصري الكبير باختيار العمود لعرضه ببهو المتحف بجوار تمثال أبيه الملك العظيم رمسيس الثانى.