«لا تبكى يا أم الشهيد.. هاتى دموع الفرح، ابنك ده حى وسعيد.. فى الجنة طيرها سرح، لا تبكى لا تحزنى.. بالله لا تقاسى، حق الشهيد عندنا.. حقك على راسى، بكره نجيب حقنا.. والله ما أنا ناسى». «يا أم الشهيد لا تحزنى.. ارفعى كفيكٍ لرب السماء.. اركعى واسجدى». «يا أم الشهيد يلا افرحي..ع الدنيا قومي صبحي.. افرحي بيه وفرحيه». يا أم الشهيد ابنك صحى.. يا أمايا اوعى تنوحى.. وسط الملايكة مطرحى.. بشهادتى يا أما الكون صح». هذه بعض الأشعار التي كتبت لإهدائها لأم الشهيد التي عرفت علي مر التاريخ بقوتها ومدي تحملها للصعاب، وفي الفترة الأخيرة وقفت كالجندي ضحت بأغلى شيء من أجل بلادها، ضحت بأغلى ما تملك وهو فلذه كبدها، ضحت بابنها لتعيش مصر، رغم مرارة الفراق وكسرة الفقدان، إلا أنها ظلت شامخة قوية وعلي استعداد أن تقدم نفسها من أجل ازدهار مصر والقضاء علي الإرهاب. تستعرض «الوفد» بعض المواقف الوطنية القوية لأمهات وزوجات الشهداء الذين فقدوا حياتهم علي يد جماعات إرهابية خسيسة. المقدم أحمد صلاح الدين مالك، استشهد خلال عملية مداهمة على عناصر إرهابية فى سيناء شهر مارس، وسبق أن استشهد شقيقه الرائد إسلام صلاح الدين مالك، الضابط بوزارة الداخلية. قالت والدتهما وعيناها تلمع بالدموع: «لما الشهيد الصغير توفى قلت للكبير أنت الخير والبركة ولما التانى توفى قلت الحمد لله يا رب»، وأضافت: «أنا قدمت شهيدين للوطن ومش خسارة فى الوطن».. وتابعت: «أرض سيناء ارتوت بدم ابنى وكان يتمنى أن ينال الشهادة ونالها على أرض سيناء». وفي نفس السياق قالت أرملة الشهيد المقدم أحمد صلاح: إن زوجها الشهيد أكد لها أنه يحب سيناء، وأنه يشعر بأنها تجري في دمه، وعندما سالت دماؤه سالت علي أرض سيناء.. وأكدت أن الشهيد أحمد راح عند ربه علشان 90 مليون يعيشوا في أمان وسلام.. وجاء ذلك أثناء مقابلة الرئيس عبدالفتاح السيسى لأسر شهداء سيناء. وقالت بهية طه محمد شعبان، والدة الشهيد مصطفى حجاجى، الحاصلة على لقب الأم المثالية عن أمهات الشهداء: «إنها من صعيد مصر وأم لستة أبناء والدهم ناظر مدرسة مريض، ولكن الشهيد مصطفى كان المسئول عن توصيل والده لعمله وقضاء احتياجات المنزل، وهو من وقف بجوارى لتربية أخواته ليصبحوا 3 مهندسين وطبيبة وطالباً بالكلية الحربية». وأضافت «بهية»: «ابنى كان دائماً يطلب مني الدعاء أن يكون شهيداً، كان طالباً متميزاً منذ طفولته وكان دائماً الأول على دفعته، كان نفسى أشوفه عريس فى فرحه.. بس شوفت فرحه فى جنازته وأصحابه وقادته زافينه للجنة». وتابعت أم الشهيد: «قبل استشهاده ظل جنبي لم يتركني لحظة واحدة، وقال لي الدور عليا يا أمي آخد حق زملائي.. وترك لي ورقة مع السلامة يا أمى، كان دايما بيقولى أملى فى الحياة أبقى شهيد وأنتقم من الخونة الإرهابيين».. واستكملت: «ابني فخر وتاج على رأسي، وأتمنى من زملائه الاقتداء بمصطفى والدفاع عن الوطن، وأنا كفاية عليا لقب أم الشهيد».. وختمت حديثها قائلة: «أنا صعيدية مصرية هقدم ولادى الخمسة فداء لمصر». كما روت والدة الشهيد رقيب محمد أحمد صديق، أن ابنها الشهيد وصاها قبل وفاته بأن تطلق الزغاريد فى حال استشهاده، معربة عن فخرها واعتزازها بأن ابنها لقى ربه شهيداً، قائلة: «أنا والدة الشهيد ووالدة كل شهيد، نحن فداء لمصر ورئيس مصر، وجيش وشرطة مصر». وأكدت عفاف محمد عبدالغنى، والدة الشهيد عقيد شرطة تامر تحسين أحمد زكى، أن مصر ستظل غالية على قلوب الجميع بالرغم من استشهاد أبنائنا، مضيفة: «ولادنا فدا مصر، وروحهم مش غالية على مصر، وستظل مصر غالية».. وقالت: «عندى ابن تانى مقدم شرطة أنا وهو فداكى يا مصر، وهاتفضل على طول تحيا مصر». وقالت ياسمين مصطفى، زوجة الشهيد العميد أركان حرب أحمد عبدالحميد الدرديرى قائد معركة الرفاعى والشيخ زويد: «إن زوجها البطل كانت أمنية حياته الالتحاق بالكلية الحربية وحينما التحق بها تمنى فى كل صلاة الشهادة فى سبيل الله»، مؤكدة أن زوجها كان دائماً ما يخاطبها حول رغبته فى الانتقال إلى شمال سيناء ليصبح على خط النار فى مواجهة الإرهاب». أما عن الشهيد البطل العقيد أحمد المنسى، الذى استشهد إثر هجوم إرهابى على الكتيبة فى مدينة رفح فجر الجمعة 7 يوليو.. قالت زوجته منار محمد: «إنه كان يتعامل مع ابنه على أنه صديق وليس طفلاً صغيراً وكان يعوده دائماً على تحمل المسئولية وكأنه كان يشعر أنه سيستشهد ويتركه صغيراً».. وأضافت أنه لكثرة حب ابنه حمزة لوطنه اشترى له الزى العسكرى والذى كان وعده أنه سيرتديه فى أول حفلة للقوات المسلحة، إلا أنه استشهد، أنها لم تجد مناسبة أفضل من استشهاد زوجها لارتداء ابنه الزى العسكرى. وأضافت أن ابنها حمزة يتمنى أن يلتحق بالكلية الحربية ليستكمل مسيرة والده وليكون شهيداً كوالده، قائلة: «حمزة بيقولى أنا نفسى أدخل الكلية الحربية علشان أستشهد زى بابا وأدافع عن مصر». وأوضحت أن علاقة زوجها الشهيد البطل أحمد المنسى بالأقباط، كانت علاقة حب واحترام وتقدير وكان يشعر بحزن كبير عقب العمليات الإرهابية التى استهدفت عدداً من الكنائس. كما قالت السيدة ياسمين مصطفى زوجة الشهيد العميد أحمد الدرديرى: «كان حاسس أنه لن يعود مرة أخرى بعد آخر إجازة، وطالبنى ألا أبكى عليه وهذه كانت وصيته».. متابعة «أوصانى بالتحمل والوقوف على قدمى من أجل ابننا عمر وتعليمه حفظ القرآن».. وتابعت: «الشهداء معانا وزى ما إحنا فخورين بهم.. عايزنهم هما كمان يبقوا فخورين بينا.. ونفسى أشوف عمر زى باباه». هذه بعض النماذج للمرأة المصرية القوية الوطنية رغم ما تشعر به من مرارة الفقدان وانكسار قلبها علي فقدان العزيز، إلا أن كلمة شهيد تجعل أذنها تطرب لأنها تدرك أنها أنجبت بطلاً وتتغنى بالأغانى الوطنية.. وتردد: «طوبة فوق طوبة وابنى.. واللى مكسور يتصلح.. شاركتنى وحاجة تفرح.. مش هنمشى غير لما نرفع تانى الراية». وقد أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى كثيراً فى أغلب المناسبات أن المرأة المصرية ضربت الأمثلة فى شجاعتها وقدرتها على التحدى، حين أصرت على المضى قدماً فى مواجهة أعداء الوطن، ولم تخش إرهابهم وعنفهم وقدمت أعزاءها زوجاً وابناً وأخاً فداء لهذا الوطن العظيم، كما كانت على العهد بها صابرة وواعية.. وقال: «إن المرأة المصرية تجردت من كل هواء إلا هواء الوطن وأخلصت له، وقدمت التضحيات والعطاء».