حوار- حمدى طارق: الغناء يبث الحماس فى أوقات المحن.. والتاريخ أثبت ذلك سعيد بالحضور العربى الكبير فى كأس العالم لا أشعر بأى غياب عن الساحة.. والأغنية العربية تنافس ثقافات الغرب تطوير الثقافة المحلية هو الطريق الحقيقى للعالمية انتقادى لجنة التحكيم الجديدة ل«ذا فويس» شائعة لا أعلم مصدرها مشاركة النجوم فى برامج اكتشاف المواهب ليست إفلاساً مهرجان الموسيقى العربية أهم حدث غنائى عربى.. والأوبرا مكان العمالقة النجم التونسى الكبير صابر الرباعى واحد من أهم الأصوات التى أنجبتها الساحة الغنائية العربية، فهو نموذج للتراث العربى فى ثوبه المتطور الحديث. يمتلك موهبة نادرة مكنته من حجز مقعد خاص للغاية بين نجوم الصف الأول، وظل يعمل عليها ويطورها بشكل كبير حتى أصبح يمثل السحر العربى، الذى يجذب كل عاشقى الغناء والطرب مهما اختلفت الثقافات والانتماءات. يُحضر النجم التونسى خلال الفترة الحالية ألبوماً غنائياً جديداً، سيعود به لسوق الكاسيت بعد غياب استمر لما يزيد على ثلاث سنوات، قدم خلالها مجموعة من الأغانى «السينجل»، بالإضافة إلى مشاركته كعضو لجنة تحكيم فى برنامج اكتشاف المواهب «ذا فويس»، الذى أكد أنه يثق فى لجنة تحكيمه الجديدة لحمل راية اكتشاف مواهب جادة للساحة الغنائية العربية. شارك مؤخراً صابر الرباعى فى الدورة السادسة والعشرين من مهرجان الموسيقى العربية، وقدم خلال حفلة بالمهرجان أغنية لشهداء الجيش بعنوان «سلام يا دفعة»، قال عنها إنها تحية لكافة الجيوش العربية على وطنيتهم وتضحياتهم الكبيرة فى سبيل شعوبهم. فى حوار خاص مع «الوفد» تحدث النجم التونسى صابر الرباعى عن ألبومه الجديد الذى يواصل العمل فيه، وعن فترة الغياب، وعن أغنية «سلام يا دفعة» ومشاركته فى مهرجان الموسيقى العربية. ثلاث سنوات من الغياب عن سوق الكاسيت، ما تعليقك؟ - فى الحقيقة لم يكن غياباً ولا أشعر أنى ابتعدت تماماً عن الجمهور، فخلال السنوات الماضية كنت على تواصل كبير معهم من خلال عدد من الأعمال الجديدة، بالإضافة الى برنامج اكتشاف المواهب «ذا فويس» الذى كنت أطل عليهم كثيراً من خلاله، ولكن إذا تحدثت عن عدم طرحى ألبوماً جديداً منذ آخر أعمالى «أجمل مختصر» منتصف 2014، فوقتها لم تكن الأمور جيدة على صعيد المجتمعات العربية، وكان بداخلنا قلق كبير على مستقبل أوطاننا، ففضلت عدم طرح ألبوم جديد احتراماً لمشاعر الناس، كونى واحداً منهم وأشعر بما يشعرون به، ولكن قدمت أغانى جديدة كان آخرها تترات مسلسل ذهاب وعودة للفنان أحمد السقا ونالت الأغنية ترحيباً كبيراً من الجمهور، ولذلك لا أشعر أن هناك غياباً عن الغناء أو الجمهور. حدثنا عن ألبومك الجديد الذى تواصل العمل فيه خلال الفترة الحالية؟ - أعمل فى الألبوم على قدم وساق، وسأقدم مفاجآت كبيرة للجمهور على مستوى الكلمات والألحان والشكل الموسيقى، فالجمهور بالنسبة لى هو العنصر الرئيسى الذى أعمل له ومن خلاله، فهم من بعد الله سبحانه وتعالى من يضعون الفنان فى المكانة التى يصل إليها، ولذلك حريص دائماً على التواصل معهم ومعرفة رغباتهم لكى ألبيها، وأتمنى أن يديم الله بينى وبينهم علاقة المحبة والاحترام. صابر الرباعى من القلائل الذين لم ينجرفوا وراء موجات «التيمات» الغربية فى الموسيقى.. لماذا؟ - كل وقت تظهر «موضة» جديدة وثقافة مختلفة، ليس فى الغناء فقط ولكن فى الحياة بشكل عام، وبالفعل منذ سنوات أصبحت ثقافة الغرب متعايشة معنا بشكل كبير فى كافة الأغانى الجديدة، ولكنى لا أرى أنها أزمة لأن من الطبيعى أن نواكب التطورات ونتطلع لكل ما هو جديد، وقدمت أغانى كثيرة تنتمى «للتيمات» الغربية منها أغنية «أتحدى العالم» وحققت نجاحاً كبيراً، ولكن بالنسبة لى اخترت المزج بين ثقافتنا الموسيقية الشرقية وتطورات الغرب لكى نقدم شكلاً جديداً خاصاً بنا كعرب فى ثقافتنا الموسيقية والغنائية، ولذلك دائماً أقول إن المطرب يجب أن يقدم كافة أشكال وأنواع الموسيقى ولا يحصر نفسه فى خط واحد، حتى يبتعد عن الرتابة والملل، ويعمل على تطوير نفسه باستمرار حتى يزداد مؤشر التصاعد بالنسبة له. وإلى أى مدى ترى مستوى الأغنية العربية فى التنافس مع ثقافات الغرب؟ - الأغنية العربية تشهد تطوراً جيداً وأصبحت دون حواجز مع الثقافات الأخرى، فهل تصل إلى الخارج مثلما تصل إلينا الثقافات الأخرى، ولكن علينا أن نهتم أكثر بهويتنا الموسيقية ونحاول دائماً أن نعمل عليها ونطورها، لأن هذا ما يزيد من المستوى التنافسى للأغنية العربية وليس العكس، فتقديم الثقافات الغربية للغرب لن يضيف لهم شيئاً وبالتالى لن يلتفتوا إليه. المدرسة التونسية فى الموسيقى تهتم دائماً ب«المقامات».. فما هى العلاقة بينها وبين نظيرتها المصرية؟ - كل مدرسة عربية ولها ثقافتها، ولكن الجميل فى الثقافات العربية أنها دائماً مكملة لبعضها البعض، فمصر إبداع الأصوات واللحن، والمدرسة التونسية تهتم بوضع كل جزئية من الموسيقى فى مقامها الصحيح، والمزج بينها فى النهاية ينتج عملاً إبداعياً فنياً على مستوى رائع، وكذلك أيضاً المدرسة السورية والمدرسة اللبنانية، فمزج الثقافات هو من يطور من الثقافة الموسيقية العربية فى النهاية، وهذا ما يتم تطبيقه بالفعل، فحالياً نرى المغنى العربى يقدم كافة الثقافات العربية من الموسيقى. تغيرات كثيرة طالت صناعة الأغنية فى العالم العربى.. كيف تنظر لها؟ - التكنولوجيا هى عامل الاختلاف، وتأثيرها لم يطل صناعة الأغنية فقط، ولكنه أطال كل شىء من حولنا، وهذا أمر طبيعى فى ظل التطورات على المستوى العلمى الذى نعيشه، ولكن بالنسبة لصناعة الأغنية هناك أزمة بالفعل تهدد الإنتاج، وعلينا أن نجد لها حلاً، ومن وجهة نظرى الحل هو العمل باجتهاد وإخلاص أكثر، لأن جمهورنا العربى على وعى كبير ولن يستطيع الحياة دون غناء، وكلما شعر بقيمة تقديرنا له سيساعدنا أكثر وأكثر، وهذا ما يجب أن نعمل عليه. فوجئ الجميع باعتذارك عن استكمال تجربة «ذا فويس».. ما السر وراء ذلك؟ - ليس سراً لكى أخفيه، ولكن الموضوع ببساطة أن «العقد» انتهى بينى وبين الجهة الإنتاجية ولم يكن هناك متسع من الوقت لكى نتحدث عن تجديد العقد ومن هنا جاء الاعتذار، ولكنى سعيد بما قضيته وقدمته فى «ذا فويس»، فهى تجربة رائعة تعمل على إفراز مواهب عربية جديدة للساحة الغنائية حتى تستطيع حمل الراية من بعدنا، فهى تجربة برسالة سامية للغاية، وحقيقى سعيد بما قدمته بها طيلة السنوات الماضية. ولكن البعض يرى أن هذه البرامج إفلاس فنى للنجوم المشاركين بها.. ما تعليقك؟ - لا أعتقد كذلك، لأن جميع النجوم المشاركين بهذه البرامج ما زالوا داخل حلبة المنافسة والعمل، ولم تؤثر هذه البرامج بشكل عكسى تماماً على أعمالهم، بل العكس فهى تساعدهم أكثر على التقرب من جمهورهم ومعرفتهم بشكل شخصى، وهذا ما أثبتته التجربة، بالإضافة أننا كمطربين دورنا هو أيضاً مساعدة الأجيال الجديدة وتقديم لها الخبرات التى تساعدهم على بناء مستقبلهم ومشوارهم الفنى، وجميعنا مررنا بهذه الفترة فى حياتنا الفنية. انتشر كلام كثير عن انتقادك لجنة التحكيم الجديدة للبرنامج؟ - هذا الحديث غير صحيح تماماً، فلم يسبق لى أن وجهت أى نقد لأى زميل لى داخل الوسط أو حتى خارجه، ولا أعلم من مصدر هذه الشائعات، ولكن الحقيقة أنى أثق تماماً فى لجنة التحكيم الجديدة ل «ذا فويس»، وأعلم أنهم على قدر هذه المسئولية الكبيرة وأتمنى لهم التوفيق من كل قلبى فى تجربتهم مع البرنامج. شاركت فى مهرجان الموسيقى العربية بدار الأوبرا المصرية، كيف ترى هذه المشاركة؟ - أفخر كونى واحداً من الأسماء التى شاركت فى هذا المهرجان العريق، الذى ننظر له كعرب كونه أهم حدث غنائى على الساحة، فهذا المهرجان يعيد إلى أذهاننا الإبداع الحقيقى، وهو فرصة لتلاقى الثقافات العربية وتوحدها تحت مظلة دار الأوبرا المصرية، وعلى خشبة المسرح الكبير الذى وقف عليه العمالقة ليعلموا العالم بأكمله معنى الإبداع الغنائى الحقيقى، فأشكر إدارة دار الأوبرا المصرية على استضافتى ومشاركتى، وأتمنى تكرارها خلال السنوات القادمة. قدمت خلال المهرجان أغنية للجيوش العربية بعنوان «سلام يا دفعة»؟ - هذه الأغنية تمثل تحية خاصة لكافة الجيوش العربية التى تقدم خير مثال للتضحية والوطنية، فهم من يفنون حياتهم من أجل أن تنعم الشعوب العربية بالأمن والاستقرار، ويحاربون عدواً غادراً ومتلوناً، وهو «الإرهاب»، ولذلك عندما عُرِضت علىّ الأغنية قمت بقبولها على الفور، لأن هذا هو الدور الرئيسى للغناء، وهو شد العزيمة وإشعال الحماس فى أوقات المحن، وطالما أثبت ذلك على مدى التاريخ وهى إهداء للمهرجان. بعيداً عن الفن، هل تابعت صعود المنتخبات العربية لكأس العالم؟ - بالطبع، فالرياضة تجمعنا كعرب وتوحدنا، وسعيد للغاية بالمشاركة العربية الكبيرة فى كأس العالم، وأتمنى لكافة المنتخبات المشاركة «مصر وتونس والسعودية والمغرب» التوفيق وتقديم شىء يليق بالكرة العربية، فالرياضة سلاح فعَّال لعودة الوحدة العربية مثلها مثل الفن والغناء.