القعدة على الكورنيش، لا تحلى إلا بحمص الشام، المشروب المفضل عند الكثير فى فصل الشتاء، حيث يستمتعون أثناء رؤية الكوب، وهو تنبعث منه خيوط الدخان ليشعروا بالدفء. فبجانب مذاقه الجميل، فهو ذو قيمة غذائية عالية، حيث يحتوى على نسب عالية من النشويات المعقدة والبروتين والألياف التى تساعد على خفض الكوليسترول، كما يحافظ على انخفاض مستوى السكر بالدم، كما يعطى إحساساً بالشبع، وإذا أضيف إليه الليمون يعطى إليه قيمة غذائية عالية تساعد على امتصاص الحديد الموجود بنسب عالية فى الجسم، وذلك بحسب أطباء التغذية. ورغم تحذيرات بعض أطباء التغذية، بعدم تناول حمص الشام من الباعة الجائلين؛ نظراً إلى تعرضه للتلوث والأتربة، وطرق التداول السيئة؛ حيث يتم تناوله فى كوب بلاستيكياً لا يصلح للاستخدام مع درجات الحرارة العالية؛ حيث يسبب على المدى الطويل أوراماً سرطانية، لكنَّ العديد من الأشخاص يضربون بحديث الأطباء ونصائحهم عرض الحائط ويقومون بشرائه. ففى جولة بكورنيش قصر النيل، العديد من عربات الحمص تقف على جانب الطريق، وينادى البائع للمارة، ويفسر أحد الباعة ويدعى عصام سبب انجذاب الناس لحمص الشام الموجود بالعربات عن الذى يتم إعداده بالمنزل: «الحمص بتاعنا مذاقه مختلف، فضلاً عن أنه الزبون بيشربه وهو بينظر للنيل، يعنى حاجة آخر حلاوة». وأشار إلى أنه يبيع الحمص من حوالى 10 سنوات، ويقوم بغليه على النار مع الماء ثم يغسله ويقوم بتصفيته، وبعدها يتم وضعه فى «القدرة»، ويضاف إليها الطماطم والصلصة والماء والملح، فضلاً عن حوز الهند والقوم ومكعبات المرق وورق اللوردى، وعندما يتم تقديمه للزبون يكون فى كوب زجاج وأضع عليه توابل مثل الليمون والكمون. وتابع: «المكسب من الحمص مش كتير، يتراوح من 50 إلى 80 جنيهاً يومياً، فكوب الحمص لا يتجاوز سعر الثلاثة أو أربعة جنيهات، وأحياناً ممكن يوصل لخمسة أو سبعة جنيهات وده بيتوقف على نوع الزبون».