أعتقد ان المرشح الحقيقي لمنصب الرئيس لم يظهر بعد، وأن الفترة التي تسبق فتح باب الترشح لانتخابات الرئاسة وفترة الترشح نفسها سوف تشهد محاولات لبث الفوضي وإرهاب المرشحين والبداية كانت مع الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح المرشح المحتمل, وانبه أجهزة الأمن الي ملامح مخطط, لضرب الانتخابات الرئاسية واحداث اضطراب متعمد. وأزعم أن أخطر ما تواجهه مصر في المرحلة القادمة، إدارة الانتخابات الرئاسية من الألف إلي الياء بكفاءة وشفافية، المعلومات المتاحة تشير الي حدوث مفاجآت خلال فترة فتح باب الترشح، ثم فترة الدعاية، وفترة التصويت، وأخيرا مرحلة إعلان النتيجة وتنصيب الرئيس الجديد، وأظن أن فكرة المرشح التوافقي والتي تتردد حاليا بقوة في الشارع السياسي، لن تجد صدي بين الاغلبية الصامتة، وهنا لا أقصد سوي الشعب المصري في العموم، وليس اي ائتلاف او غيره يحمل اسم الاغلبية الصامتة، المصريون يريدون رئيساً خادماً للشعب وليس وصيا عليه. شخصيا ارفض فكرة المرشح التوافقي، لأن الشعب المصري لن يقبل أي وصاية من أحد, وكل من يراهن علي عدم وعي الشارع المصري فهو مخطئ، وربما مذنب في حق هذا الشعب العظيم، ياسادة توافق علي من؟ ولماذا؟ كيف تتوافق فئة أو تيار سياسي وتترك صاحب الشأن وهو الشعب، الذي لن يقبل اي إهانة من احد بعد ثورته المباركة، وأتعجب كل العجب ممن ينادون بالاتفاق علي رئيس توافقي، ولم يتعلم امثال هؤلاء من تجربة الانتخابات البرلمانية، وانتخابات مجلس الشوري، التي أفرزت مجلسين بإرادة شعبية حرة، وجاءت النتائج عكس رغبة الداعين الي توافق أوتكتل، أو غير ذلك من محاولات الضغط المباشر أو غير المباشر لإقناع الشعب باختيار معين، الشعب يعلم تماما انه انحاز الي التيار الاسلامي، ولم يقتنع بحملات التشويه التي سبقت الانتخابات، أصر المصريون علي اختياراتهم فهم يريدون ان يجربوا الاسلاميين في قدرتهم علي تحمل المسئولية، وهذا حقهم، طالما توجد انتخابات حرة ونزيهة وغير مسبوقة في ظل جيش وطني مخلص ضامن لحق كل مصري في التعبير عن رأيه بكل حرية، ولن يفلح من يريد أن يحجر علي اختيارات المصريين، وأكرر تأكيدي أي محاولة لإقناع الناخبين بمرشح توافقي لن تفلح، وسوف تأتي بنتائج عكسية تماما. والشاهد أن العشرات إن لم يكن المئات يرغبون في الترشح للرئاسة، وأعلم أن الكثير منهم يدخل السباق وهو غير مؤهل، ولكن من باب حقه المكفول وفقا للقانون، الشارع كله مشحون بالانتخابات الرئاسية ، ولكن يبدو أن سيادة المستشار رئيس اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية لم يدرك مدي المسئولية المكلف بها، الرجل عقد الأسبوع الماضي مؤتمراً صحفياً، لم يقل فيه حرفاً جديداً وقال كلاما لا يحمل أي معلومة جديدة، وهذا أصاب الناس بالإحباط، وأذكرهم بأيام النظام البائد، حيث الروتين، وانتظار التعليمات، والتحرك بسرعة السلحفاة، مطلوب من سيادته أن يتحلي بروح الثورة العظيمة، وان يريح الملايين ويعلن بشجاعة تفاصيل العملية الانتخابية، ويسمي كل الايام المتعلقة بالعملية الانتخابية، ولا نريد ان نسمع كلاما غير مقنع، عن تأجيل التفاصيل بسبب اجراءات إشراك المصريين في الخارج، هذا سبب غير مفيد في نظري، وحول التساؤلات عما يتردد بشأن تفتيت الأصوات بسبب كثرة المرشحين، أري أن هذا شأن عادي ويحدث في معظم الانتخابات في العالم، ودليل وبرهان دامغ علي نزاهة الانتخابات، وليس العكس، افتحوا الباب للجميع، واتركوا الشعب يختار دون وصاية. أزعم اننى كمواطن مصري أنتمي الي الاغلبية الصامتة فلن اختار مرشحا تخطي عمره الستين عاما، كفي وأداً لخيرة شباب الوطن، الثورة قام بها الشباب، وحققوا المعجزة، وحقهم أن يتحملوا المسئولية في بناء البلد، وأقصد بشباب الثورة الشرفاء الذين أبهروا العالم، وليس البلطجية أو المخربين، الذين ينتسبون للثورة ظلماً وبهتاناً. وأعتقد أن أي مرشح للرئاسة عليه أن يدرك العبء الثقيل جدا، والمهام الشاقة التي تنتظره، وأذكره بأن التاريخ ينتظره ليسجل له صفحات خالدة، عليه ان ينجز الدستور كما يريده شعب مصر تماما، وليس كما يريده أذناب السلطة، نريد رئيساً خادماً للشعب، وليس سيدا عليه.