تحت عنوان من هى حماس ..؟ نشرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الامريكية، تحقيقا حول حركة "حماس" الفلسطينية . وقالت الصحيفة: ان "حماس" وافقت على تشكيل حكومة وحدة وطنية بقيادة "محمود عباس" رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية وزعيم حركة "فتح". واشارت الصحيفة الى ان هناك أسئلة ملحة يجب التعرف عليها وهى ، من هى حماس ، وما علاقتها بحركة فتح ، وبماذا ستستفيد من المصالحة مع فتح . وطرحت الصحيفة 5 اسئلة ، كان اولها: ما هو أصل حماس ؟ وقالت الصحيفة: إن حماس نشأت كجناح فلسطينى لجماعة الاخوان المسلمين فى مصر بعد الانتفاضة الاولى عام 1987 ، وتعتبر اكبر جماعة فلسطينية منظمة ، واسم حماس هو اختصار ل" حركة المقاومة الاسلامية ".وهدف حماس الرئيسى تحرير الاراضى الفلسطينية من الاحتلال الاسرائيلى ، وتعتمد فى ذلك على إطلاق الصواريخ وتنفيذ العمليات التفجيرية والانتحارية، وهى فى نظر اسرائيل وامريكا واوروبا حركة إرهابية ، وهى لا تعمل بجناحها العسكرى فقط ، بل لها جناح سياسى وتدير شبكة خدمات اجتماعية واسعة ، وتنطلق بشكل رئيسى من قطاع غزة ، ولها مكاتب فى دمشق بسوريا . والسؤال الثانى : ماهى عقيدة حماس؟ ، تقول الصحيفة ان الميثاق التأسيسى للحركة يقوم على ان ارض فلسطين هى هبة من الله للفلسطينيين ، وينص الميثاق على ان الهدف النهائى للحركة هو اقامة دولة سنية على كل ارض فلسطين التاريخية ، وهذا يعنى انه لامكان لاسرائيل . الا ان بعض قادة حماس ربما ينظرون بمنظور مختلف لهذا الامر حاليا . والسؤال الثالث : ماهى علاقة حماس بحركة فتح ؟ ، تقول الصحيفة ان حماس هى المنافس الاكبر ل " فتح" منذ تأسيسها ، وتحاول "فتح" تهميش حماس عن طريق التقارب مع اسرائيل والاقتناع بحل الدولتين، وهو ماجعل الكثير من الفلسطينيين يميلون الى حماس التى تعارض حل الدولتين ، وكثيرا ماحدثت مواجهات بين الحركتين خلال السنوات الماضية ، الا انهما يتفقان على المواجهة مع اسرائيل ، وبلغ الخلاف بينهما ذروته فى عام 2006عندما دخلت حماس الساحة السياسية لأول مرة وفازت فى الانتخابات التشريعية وازاحت فتح من السلطة ، واندلعت مواجهات بينهما ، وانتهت الى طرد فتح من قطاع غزة ، وفى المقابل خرجت حماس من الضفة الغربية ، وظل الوضع هكذا حتى تمت المصالحة بينهما فى مايو 2011. والسوءال الرابع:ما هى نقاط قوة وتمركز حماس ؟ ، تشير الصحيفة الى ان غزة هى نقطة القوة والتمركز ل "حماس" حيث تتمركز كتائب القسام المدربة عسكريا ، ويوجد لدى حماس اكثر من 15 الف عنصر ، وتحظى الحركة بدعم دول فى المنطقة منها ايران وسوريا وحزب الله اللبنانى وتوفر دمشق للحركة مكتبا تدير من خلاله نشاطها السياسى حيث يقيم "خالد مشعل" زعيم الجناح السياسى للحركة ، الا ان الأحداث الاخيرة فى سوريا جعلت الحركة تبحث عن مكان اخر وربما يكون مصر . والسؤال الخامس: ماذا تعنى المصالحة ل حماس ؟ ، ترى الصحيفة ان المصالحة تعنى لكل من فتح وحماس تقوية الموقف الفلسطينى من أجل اقامة الدولة االفلسطينية ، خصوصا ان اللجنة التابعة لمجلس الامن التى تنظر فى الطلب الفلسطينى باعلان قيام الدولة الفلسطينية ، اعلنت فى نوفمبر الماضى ان النزاع بين الضفة وقطاع غزة يعد مشكلة امام قيام الدولة الفلسطينية ، الا ان المصالحة ستعوق عملية السلام مع اسرائيل ، التى تقول: انه لايمكن التفاوض مع حكومة تتصالح مع حماس التى لا تعترف باسرائيل، كما ان حماس تحاول الاستفادة من المصالحة فى جنى ثمار الربيع العربى والحصول على دعم البلدان العربية التى تتصدر فيها الحركات الاسلامية المشهد حاليا ، رغم ان بعض المحللين ومنهم "محمد ديجانى" استاذ العلوم السياسية فى جامعة القدس ، يرون ان حماس ربما تكون قد أساءت قراءة اتجاه التغيرات فى بلدان الربيع العربى ، فهناك ربيع اسلامى لكنه ليس الربيع الاسلامى الذى تريده حماس ، فهو ربيع إسلامى معتدل وليس أصوليا.