تمر الأحداث، وتأتي أحداث تلو الأخري، يمر الوطن بأزمات وكوارث، وتخرج مصر كنانة الله في أرضه، آمنة، مطمئنة، والاحداث الاخيرة، والثورة العظيمة لشباب مصر الابطال اكدت علي معان جميلة، وتعتبر درسا وعبرة للجميع للكبير قبل الصغير كما اكدت علي استمرار ثقة الشعب في قواته المسلحة، هذه الثقة تزداد يوماً بعد يوم، إن جيشنا العظيم حماه الله عزف أروع سيمفونية في حب الوطن، وحماية أبنائه وقد رأيت بأم عيني كيف حمي الجيش عشرات الآلاف من الشباب الثائر الذي اندفع بتلقائية نحو مجالس الشعب والشوري والوزراء وردد هتافات مدوية، وصرخات تطالب بالتغيير، وتحول الحماس لتطويق البرلمان ومبني الحكومة، كل ذلك وقع تحت أعين وسلاح أفراد الجيش، لم يطلق رصاصة واحدة، حتي ولو في الهواء، بل قام بحماية المتظاهرين، وأمن وجودهم، ليس في هذا المكان فقط بل في كل الأماكن وطبعا في ميدان »الشهداء« التحرير سابقاً، والذي سطر فيه شبابنا ملحمة من الأدب والالتزام والحضارة والرقي، أذهلت العالم بأسره ولا عجب أن يعلن رئيس اكبر دولة في العالم »أوباما« أنه شاهد روائع الشباب والشعب المصري، وتأكد من صلابة بنيان الشعب مسلميه وأقباطه كباره وصغاره، أقويائه وضعفائه، واعترف بأن وراءه حضارة كبيرة تتعدي 6 آلاف سنة. نجاح الثورة ليس في إقصاء مبارك ونظامه فقط، بل في ازالة الغبار والضباب عن إبداع المصريين، أصحاب الحضارة، خبراء الرقي والتحضر، وأساتذة العالم في كل فروع العلم والثقافة، وهكذا، أعلن المصريون عن أنفسهم، وأعلن الجيش المصري العظيم أنه من نسيج الشعب، وأن معدنه أصيل وأن بنيته قوية، وأنه حمي الثورة، وأمنها، حتي أتت أكلها، وليس غريبا أن نري الود والحب بين أفراد الشعب وأفراد الجيش، خصوصا بعد اعلان التنحي. لا أنسي »مطلقا« يوم الخطاب الأخير للرئيس المخلوع حسني مبارك، عند العصر جاءنا في ميدان التحرير ضابطان برتبة لواء، وأكد أن المجلس الأعلي العسكري يجتمع حاليا، ويصدر بيانا يلبي كل طلباتكم، انتفضنا وتعالت الصيحات والهتافات وقمنا بحمل أحد اللواءات علي اكتافنا، وقمت من فرحتي بالاتصال بالاستاذ اسامة هيكل رئيس التحرير ابلغته بما سمعت وأبلغت اهلي وأسرتي وفعلاً، كان اجتماع المجلس العسكري بداية النهاية السعيدة. من الآن لا خوف لا ترهيب لا تقارير سرية أمنية، لا وساطة ومحسوبية، لافساد، سوف يدافع الشعب عن كل ذرة من مكتسباته، لا عودة للوراء، بل ستشرق شمس الحرية، والعلم، والتطور، والتفوق، والمنافسة الشريفة.. تحيا مصر، وتحيا جيشها العظيم. [email protected]