قلت بالأمس إن الأحداث الجارية الدامية فى البلاد هى مؤامرات غير محبوكة ضد شعب مصر العظيم الذى قاد أروع ثورة فى تاريخ البشرية.. وقلت ان المصريين سيظلون حراساً على ثورتهم ولن يرهبهم أن يسقطوا جميعاً شهداء فى محراب الوطنية والحفاظ على كرامة وعزة هذا الوطن.. أحداث مدينة بورسعيد الباسلة وعمليات السطو والترويع للمواطنين الآمنين، هى جزء من مؤامرة كبرى ضد مصر بهدف نشر الفوضى والاضطراب بالبلاد، وتغييب صوت العقل والحكمة، وترك الأمور للبلطجة تسود وتنتشر فى ربوع البلاد، ما يحدث الآن هو جزء من مخطط كبير تقوم به أمريكا والصهيونية العالمية، لإضعاف مصر والانقضاض على ثورتها. ما الهدف إذن ممن يريدون القضاء على هذه الثورة العظيمة؟ ومن المستفيد من ذلك؟ وما علاقة المصريين والفوضى بهذا المخطط؟!.. إنها تساؤلات تصب جميعها فى بوتقة واحدة، وهى عدم تحويل مصر إلى دولة مدنية ديمقراطية حديثة لأن مصر فى الدولة المدنية الديمقراطية، ستكون كما كانت قديماً رائدة فى كل شىء تزيل عروش ملوك وأمراء باعوا أنفسهم لشياطين أمريكا والغرب والصهيونية.. فى مصر الحديثة ستكون الدولة محورية بالمنطقة، وستتفوق على كل دول المنطقة بما فيها إسرائيل الابن المدلل لأمريكا، ولا واشنطن وتل أبيب ترضيان أبداً أن تكون مصر دولة قوية فى المنطقة. لماذا لا ننظر حولنا لنرى ما حدث فى السودان الذى أصبح دولتين؟ ولماذا لا ننظر حولنا لنرى العراق الذى بدأ تقسيمه يهز كيانها، بعدما كانت فى يوم من الأيام دولة ذات مكانة قوية.. لماذا لا ننظر حولنا لنرى عروش المماليك والإمارات تهتز، وتستخدم كل أسلحتها ضد الثورة المصرية... فثورة مصر تحارب من كل حدب وصوب من الغرب وأمريكا وإسرائيل ومن الدول العربية الشقيقة المجاورة وغير المجاورة التى تسعى إلى إسقاط هيبة الدولة المصرية، لتحافظ على مصالحها أو بقاء عروشها الفاسدة.. وفى المقابل دفع الجميع بكل ما أوتى من أسلحة الحرب بهدف الانقضاض على الثورة وشيوع الفوضى فى البلاد، ومحاولات مستميتة للهجوم على مؤسسات الدولة ومبانيها كبداية لاسقاط هيبة الدولة، والدولة التى تسقط هيبتها لن تقوم لها قائمة على مدى قرون وقرون.. وإسقاط هيبة أية دولة يبدأ بشيوع الفوضى والاضطراب، والنيل من مؤسسات الدولة الحكومية والخاصة، وتحقير شأن رموز الدولة أياً كانت انتماءاتهم الفكرية والسياسية. الأحداث الدامية التى تجرى حالياً لا هدف لها إلا النيل من الثورة وشيوع الفوضى وانزال الخسائر فى الأرواح والمؤسسات، ليعقبها بعد ذلك اسقاط هيبة الدولة وبعد إسقاط هيبة الدولة ولن يتحقق هذا إن شاء الله يتم الدخول على المخطط الرئيسى هو التقسيم وإضعاف البلاد.. أمريكا والدول العربية الشقيقة تختلق الأزمات مع الدولة المصرية، وتحجب عن مصر المعونات وخلافها، وفى المقابل يتم إمداد عناصر مأجورة، وخونة بالأموال الكثيرة للقيام بكل ما هو خطأ ضد الوطن.. انه تناقض لا يفهم منه سوى شىء واحد هو السعى بكل قوة إلى إسقاط هيبة الدولة الذى يعد بمثابة الخطوة الأولى فى عملية التقسيم التى تحلم بها أمريكا والصهاينة. الذى لا يعرفه هؤلاء الخونة سواء من الخارج أو الداخل أن المصريين لن يتهاونوا أبداً فى أى شىء ينال من الوطن، ولن يسمحوا أبداً أن تتكرر تجربة العراق أو السودان، وأن مصر ستعبر بسواعد أبنائها كل هذه المحن الطارئة، ولن يضير المصريون أن يسقطوا جميعاً شهداء فى سبيل حراسة ثورتهم ونجاحها النجاح الكامل.. والمصريون أوعى بكثير من أن ينزلقوا فى الوقوع فى شراك المخططات الخارجية التى ينفذها خونة بالداخل.