قال لى الدكتور محمد سعد الكتاتنى، رئيس مجلس الشعب فى مكتبه يوم الأربعاء الماضى، ان المجلس العسكرى وقع فى خطأ شكلى عندما أصدر قوانين الانتخابات الرئاسية وانتخاب شيخ الأزهر وتنمية سيناء قبل انعقاد البرلمان بأربعة أيام، وكان يجب عليه الانتظار لحين عقد جلسة الإجراءات وإحالة هذه المشروعات الى البرلمان صاحب السلطة التشريعية لمناقشتها والموافقة عليها. وقال الدكتور الكتاتنى انه لا يعترض على هذه القوانين من الناحيتين القانونية والموضوعية ولكنه أمر بإحالتها الى اللجنة التشريعية ليبدى النواب آراءهم فيها، وإذا اكتشفوا وجود مواد في أى من هذه القوانين تحتاج الى تعديل فإن من سلطة المجلس تعديلها بما يحقق مصلحة الشعب. وجه التشابه بين الدكتور الكتاتنى وبين الدكتور أحمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب السابق فى إدارة المجلس كبير جداً، حتى المواصفات الجسمانية بين الاثنين قريبة، سرور كان يستند إلى أغلبية مطلقة والكتاتنى وراءه أغلبية نسبية تصفق له فى كل كبيرة وصغيرة، الفرق الوحيد الذى لاحظته بين رئيسى البرلمان السابق والحالى كان فى بيان التهنئة الذى ألقاه الكتاتنى بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، حيث وجه التهنئة إلى المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها، وتجاهل إرسال برقية الى المجلس العسكرى بهذه المناسبة كما كان يفعل سرور مع مبارك، سرور كان لا يطيق سماع كلمة نائب إخوانى وكان يشخط فى نواب الإخوان عندما يذكر أحدهم هذه الصفة ويطلب منه أن يقول انه نائب مستقل، كان سرور يقول فى انفعال شديد، مفيش حاجة اسمها جماعة الإخوان المسلمين وبالتالى مفيش نائب إخوانى، وكان نواب الإخوان ال«88» ومن قبلهم مجموعة ال«17» يبتلعون هذه الإهانة ويتظاهرون بالالتزام بتعليمات سرور، وقلده الدكتور الكتاتنى فى جلسة الأربعاء الماضى عندما شخط فى أحد النواب الذى ذكر أنه نائب عن حزب الثورة مستمرة فقال له الكتاتنى: مفيش حزب اسمه الثورة مستمرة هذا تكتل، كان سرور يعرب عن استيائه من تكالب النواب على الفضائيات وتوجيه الانتقادات الى المجلس، وكان يهددهم بالإحالة للتحقيق، ونفس الشيء فعله الكتاتنى حيث قال انه يعطى النواب فرصة أخيرة للتراجع عن الإهانات التى يوجهونها الى المجلس في الفضائيات وفى الشارع أثناء المظاهرات وإذا تكررت سيطبق عليهم اللائحة. سرور كان مصراً على عدم تطبيق التصويت الإلكترونى ليتمكن من تزوير موافقة النواب على مشروعات القوانين، والكتاتنى سمح بإذاعة «المكلمة» على الهواء مباشرة، من خلال شراكة مع قطاع التليفزيون، ولم يرد على اقتراح الدكتور محمد سالم وزير الاتصالات حول استعداده لتطبيق نظام التصويت الإلكترونى فى المجلس بشرط أن يتحمل المجلس تكلفة استيراد الأجهزة، الكتاتنى يجد صعوبة شديدة فى استبيان آراء النواب عن طريق العادة القديمة وهى رفع الأيدى بسبب الحضور الكبير من النواب، ومن هنا يحدث التزوير والكتاتنى أيضاً مازال يعتمد على القوائم الورقية التى يوقع عليها النواب قبل دخولهم الجلسة الصباحية والتى كانت مطبقة فى الماضى وكان النواب يزورون توقيعات بعضهم حتى يحصل المزوغون على بدل الجلسات وهو ما يحدث حالياً!! سرور كان يشكو عدم ثقافة النواب وكان يجاهر بفشلهم، والكتاتنى يتكتم على جهل النواب خاصة عدم معرفتهم عدد النواب الذين يتألف منهم المجلس بعد أن ذكر عدد من النواب أرقاماً مختلفة تم تسجيلها فى المضابط خلال كلماتهم فى الجلسات الرسمية بدليل أنهم لم يقرأوا المادة الأولى من قانون مجلس الشعب الذى حصلوا عليه فى الحقيبة الحمراء، والرقم هو «498» عضواً يختارون بالانتخاب المباشر السرى العام وهناك عشرة معينون يبقي الإجمالى «508» نواب، كان سرور رحالة يعشق السفر حتى لقب بابن بطوطة فياترى ما هى صفة رئيس برلمان الثورة؟! نقطة واحدة تفوق فيها الكتاتنى وهى عقده جلسة طارئة لم تحدث من «40» عاماً عن أحداث بورسعيد وشكل لجنة تقصى حقائق عن قتل الشهداء لم تخرج من الكنترول!!