دخلت الأزمة السورية منعطفا جديدا يجعلها تواجه شبح التفتيت والتقسيم، بعد مطالبة عدد من ممثلي الأكراد السوريين بإجراء استفتاء لتقرير مصيرهم في بلادهم إذا سقط النظام، وتحدث البعض عن إقليم مستقل للأكراد في سوريا مثل الذي يتمتع به نظراؤهم في العراق. وخلال مؤتمر حاشد في مدينة «أربيل» العراقية، حضره مسعود برزاني، رئيس اقليم كردستان، ونحو أكثر من 210 شخصيات كردية جاءت من نحو 25 دولة أجنبية، قال عبد الحكيم بشار، سكرتير الحزب الديمقراطي الكردي السوري، إن الشعب الكردي في سوريا سوف يقرر ما يريد، وأن حق تقرير المصير يعني إجراء استفتاء للشعب الكردي ليقرر ما يريد وفق مبدأ اللامركزية، مؤكدا في الوقت ذاته أن حق تقرير المصير مشروط بالحفاظ على الوحدة السورية. ورغم تأكيد بشار ضرورة الحفاظ على وحدة البلاد، لكن جواد الملا، سكرتير المؤتمر الوطني الكردي السوري، طرح خيار استقلال الأكراد عن الدولة السورية، حيث شدد على حتمية أن يكون هناك حكومة كردية في سوريا، وأكد أن الاستفتاء المقترح للشعب الكردي في سوريا سيتضمن تساؤلاً هو: هل يريد البقاء ضمن سوريا أو يريد الاستقلال؟ ويأتي حديث الملا ليطرح خطر تقسيم سوريا على المنطقة العربية، خاصة بعد انفصال إقليم كردستان في العراق وتمتعه بالحكم الذاتي، وانفصال جنوب السودان وإعلانه رسمياً كدولة مستقلة تم الاعتراف بها عالميا، وهي الأحداث التي تلقي بظلالها على العديد من الدول الأخرى التي يُثار بها نزعات انفصالية، وهو السبب الذي قد لا يجعل هناك دعما عربيا لحق أكراد سوريا في تقرير مصيرهم. أمميا، يحاول دبلوماسيون أوروبيون وعرب إعادة صياغة نص مشروع القرار حول سوريا في مجلس الأمن الدولي، بعد تعليق مهمة المراقبين العرب، ليتلاءم مشروع القرار مع الخطة العربية التي تنص على وقف العنف ونقل سلطات الرئيس بشار الأسد إلى نائبه قبل بدء مفاوضات. وغالباً ما سيناقش الدكتور نبيل العربى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، خلال لقائه المرتقب غدا الثلاثاء مع مسئولي الأممالمتحدة في نيويورك ، إمكانية تدخل مجلس الأمن الدولي لدعم المبادرة العربية لحل الأزمة السورية، خاصة وأن العربي كشف قبيل سفره أن هناك اتصالات تجرى مع روسيا والصين حول الوضع فى سوريا معربا عن أمله فى أن يتغير موقف البلدين حسب الصياغة النهائية لمبادرة الجامعة العربية. لكن آمال العربي قد تبددت مع إعلان روسيا، أمس الأحد، إدانتها لقرار تعليق مهمة بعثة المراقبين العرب في سوريا، كما لا ينتظر أن تقف روسيا مع الجهد الأوربي والعربي لتمرير خطة تفويض صلاحيات الأسد لنائبه، فبخلاف رفض روسيا السابق للمشروع الأممي، أعلن سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، أنه لا يدعم البلدان الغربية التي قالت أن البعثة لا طائل منها وأنه من المستحيل إجراء حوار مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد. ويأتي الموقف الروسي ليصدق على مواصلة سوريا انتقاداتها اللاذعة للجامعة العربية، حيث أدانت دمشق قرار الجامعة بتعليق عمل بعثة المراقبين العرب في سوريا بسبب تدهور الأوضاع الأمنية وتزايد حدة العنف مما يشكل خطورة على حياة المراقبين؛ لكن الحكومة السورية رأت أن الهدف من هذا القرار هو زيادة الضغط الدولي والتمهيد للتدخل الأجنبي في سوريا. وميدانيا، قتل سبعة سوريين صباح أمس الأحد برصاص قوات الأمن والجيش الحكوميين في مناطق مختلفة، بينهم طفل وجنديان منشقان، كما قصفت قوات الجيش مدينة عين ترما وكفر بطنا في ريف دمشق ومدينة الرستن التابعة ل «حمص»، فيما أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية أن بلدة «رنكوس» في ريف دمشق منطقة منكوبة نتيجة تعرضها للحصار الخانق من قبل الدبابات العسكرية ومقتل نحو 33 شخصا بها خلال الأيام الماضية على أيدي القوات السورية الحكومية.