تم ذكر «الخَمْط» فى القرآن الكريم مرة واحدة فى سورة سبأ، قال تعالى: «فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَىْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ» سبأ 16. وشجر الخمط هى أشجار معمّرة دائمة الخضرة من الفصيلة الزيتونية، ورقُها ذو طعم ورائحة طيبة، وزهوره صفراء صغيرة، يثمر فى الصيف على شكل عناقيد كعناقيد العنب، وثمره لونه أحمر يشبه ثمر العوسج والغردق، وعند نضجه يصبح لونه أسود، ينمو بشكل كبير فى الحجاز وجازان فى المملكة العربية السعودية. وقيل: هو شجر الأراك، فقد ذكر القرطبى فى تفسيره: قال بعض المفسرين إن الخمط هو الأراك، وقال البعض إن الخمط هو كل نبات فيه مرارة لا يمكن أكله. ومن فوائد الخمط أنه ترعى الإبل على أغصانه وتأكل البشر والطيور من ثمره، كما أقدمت بعض الدول العربية التى تكثر فيها الصحارى على زراعة نبات الأراك لتثبيت التربة الرملية ولفوائده الأخرى، ويعتبر الأراك من أفضل الأشجار التى يتخذ منها السواك، وهو عود يستخدم لدلك الأسنان بقصد تنظيفها. والجزء المستخدم كسواك هو الجذر من شجر الأراك، حيث يتم حفر الأرض للحصول على الجذر، وللحفاظ على طراوته ينقع الطرف المستخدم من السواك فى الماء. ولسواك الأراك فوائد صحية كثيرة منها أنه يوقف نمو البكتيريا فى الفم لاحتوائه على مادة الكبريت، ويزيد من بياض الأسنان لاحتوائه على الكلوريد والفلوريد والسيليكا، ويعمل على تقوية الشعيرات الدموية المغذية للثة لاحتوائه على فيتامين «ج» ومادة السيتستيرول، كما أنه يطيّب رائحة الفم. وقد ورد فى الصحيحين عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: لولا أن أشق على أمتى لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة، كما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه استاك عند موته بسواك عبدالرحمن بن أبى بكر رضى الله عنهما، وكذلك ورد فى صحيح البخارى عنه صلى الله عليه وسلم: «السواك مطهرة للفم مرضاة للرب».