تردد هذا المصطلح كثيرا خلال الفترة الماضية، وجهت إليه التهم بالمسئولية عن الأحداث التى وقعت بدءا من أحداث البالون، ومرورا بماسبيرو والسفارة الإسرائيلية ومحمد محمود، وأخيرا أحداث القصر العينى . الطرف الثالث.. كذبة أم حقيقة؟ الغريب فى الأمر أن حتى هذه اللحظة لم يعرف أحد من هو الطرف الثالث الذى يريد حرق الوطن، كما يقول المجلس العسكرى والمؤيدين لفكرة وجود طرف ثالث . ليس من المعقول طوال هذه المدة التى قام فيها الطرف الثالث بكل هذه الأحداث المؤسفة أن يظل مبنيا للمجهول، وغير معروف ولا تسطيع الجهات الأمنية الوصول إليه .. وهو ما يستدعى سؤالا هاما هل هناك طرف ثالث حقا؟، أم أنها كذبة، وأن من يروّج لهذا العبث يريد الانقضاض على الثورة ووأدها؟ بلطجة منظمة ومن المتسبب بإشعال فتيل أزمات غالبا يكون طرفاها متظاهرون ومعتصمون سلميون والمجلس العسكرى الذى يدير شئون البلاد، مما يؤدى بإلقاء اللوم على الثوار والثورة بعد أن يتم الزج بمجموعات بلطجة منظمة وموجهة داخل صفوف المعتصمين والمتظاهرين والاحتكاك بقوات الأمن والجيش، وبالتالى اتهام الثورة والثوار بأنهم السبب المباشر فيما يحدث من انفلات وحرق للمنشآت ناهيك عن التحرش بالجيش كما يدعى البعض. أسد على التحرير.. وفى العباسية نعامة !! ما يثير الدهشة أن الطرف الثالث لم يستطع المساس بمجريات العملية الانتخابية وتمت بسلاسة وسلام على عكس ما كان متوقعا من إمكانية أن تشهد أحداثا قد تعكر صفو هذا العرس الديمقراطى، إضافة إلى عدم تحرشه بالمجموعات التى خرجت فى ميدان العباسية المؤيدة للجيش وكان يظهر فقط فى ميدان التحريرأو ماسبيرو أو محمد محمود وما حدث فى القصر العينى لم يخلو من إلقاء التهم عليه . صناعة داخلية ومن المثير للدهشة مرور العملية الانتخابية بسلام وكذلك مظاهرات العباسية، الأمر الذى استدعى سؤالا آخر لماذا لم يستطع المجلس العسكرى أن يكشف عنه وتقديمه للمحاكمة فى الأحداث الأخيرة التى راح ضحيتها شباب ممن فقدو أعينهم أو من قضوا نحبهم ؟ إذن الطرف الثالث هو صناعة داخلية لأطراف ما تريد أن تسير الأمور وفقا لرغباتها وميولها ومصالحها وفى الوقت ذاته عرقلة مسيرة الثورة التى تعتبر استكمالها خطرا محدقا بهم.