يعد حي الدرب الأحمر من أقدم مناطق القاهرة التاريخية، وهو مزيج من التاريخ الإسلامي والأثري القديم، إضافة إلى وجود الكثير من الصناعات اليدوية والمعاصرة، التي لايمكن رؤيتها إلا في مناطق قليلة، كما يتميز بأن أسواقه تضم صناعات وحرفًا عريقة. عراقة الآثار الإسلامية يحمل الحي بين شوارعه ما يقرب من 200 أثر مسجل أغلبها لدى وزارة الآثار وغيرها غير مسجل، منها الكثير من المساجد والزوايا والبيوت والقصور التاريخية والأضرحة والسبل، منها: مسجد الماردانى، وبوابة المتولى، ومسجد جانم البهلوان، وتكية وسبيل السلطان محمود، وحمام الأمير بشتاك الذي يعتبر أقدم سونة في التاريخ. ويضم ضريح الشيخ سعود الرفاعي، وضريح رباط أحمد بن سليمان الرفاعى، الموجودين بحارة الرفاعية من شارع سوق السلاح، بالإضافة إلى سبيل رقية دودو، والمصمم علي نمط الاسبلة العثمانية ولكنه مهدر حاليًا. إضافة إلى عدد من المساجد الكبيرة والعريقة منها مسجد قرطبة الذهبي، ومسجد عارف باشا، وجامع قوصون، وجامع الأمير حسين، ومسجد أحمد المهمندار، ومسجد أصلم السلحدار، ومسجد قجماس الأسحاقي الذي كرمته الدولة ووضعت صورته على عملة الخمسين جنيهًا، والكثير من الآثار العريقة والرائعة. شوارع الأخشاب وفي بداية الحي عندما تدخل على قدمك خلف مديرية أمن القاهرة، ستجد ثلاثة شوارع كاملة تحتوي محالها جميعًا على صناعة الأخشاب والنجارة في مختلف المجالات، وأغلبها بالطرق اليدوية البسيطة للغاية، وبينها عدد من المحال تصنع الأثاث المنزلي، وآخرى تصنع الأخشاب التي تستخدم في بناء أعمدة وأسقف المباني. قال أحمد عبدالنبي، صاحب أحد محال صناعة أثاث المنازل، إن هذه الشوارع تعمل في مجال الأخشاب منذ زمن بعيد، والزبائن تعرف هذه المناطق جيدًا مثلها مثل المناطق المعروفة في مصر ويأتون لها من كل مكان، مشيرا إلى أنه في الفترة الأخيرة بات عدد الزبائن قليلة بسبب غلاء الأسعار. أكد عبد النبي، أن المنطقة غنيه بالآثار العريقة، بالاضافة الى اكتفائها الذاتي من خلال توفير كل مايحتاجه مواطنوها بداخلها، مردفا، أن أي شيء يحتاجه المواطنون في الدرب الأحمر سيجدونه فيها. سلبيات صناعة الرخام وعلى طرف الحي ستجد مايقرب من عشرة شوارع كاملة تعمل بشكل أساسي في بيع الرخام وصناعته على مختلف المجالات حيث يمتهن هذه المهنة في الدرب الأحمر المئات من الأهالي ويأتي إليها الزبائن من مختلف النواحي. في بداية هذه الشوارع ستجد محال الرخام الخاصة بالقبور حيث يتم تقطيع الرخام إلى مساحات صغيرة متفاوتة الأحجام ويقومون بنحتها وكتابة أسماء الموتى عليها وآيات قرآنية ثم تلوينها بعد ذلك وبيعها للزبائن. قال مصطفى إبراهيم، أحد عمال الرخام بالمنطقة، إن الغلاء الحالي تسبب بشكل كبير في قلة التصدير وحتى البيع الداخلي لهذه المنتجات من الرخام، وإن غلاء الأدوات المستخدمة أيضًا جعلت الأمر صعبًا للغاية أيضًا على العاملين بهذه المهنة خاصة وأن الزبائن أغلبها تأتي لتأخذ منتجات الرخام ولكنها تريده بأرخص الأسعار دون النظر إلى تعب العامل أو تكلفة الانتاج. وأوضح أن المهنة من أكثر الصناعات التي تتسبب في أمراض كثيرة للعامل، وأن عمال الدرب الأحمر لايمتلكون حتى الأموال لشراء الأقنعة وماشابه لحماية أنفسهم من أتربة الرخام، وبالتالي تجدهم مصابين بأمراض الرئة وضيق التنفس وأمراض الصدر . صناعة الفوانيس وبيعها وفي وسط حي الدرب الأحمر وحول منطقة باب زويلة، تجد العشرات من المحال والخيم الكبيرة التي تبيع جميع أحجام الفوانيس بمختلف أنواعها وأشكالها، وكأنه سوق كامل متخصص للفوانيس ويتم صناعة الفوانيس من بدايتها إلى نهايتها داخل عدد من المصانع المتوسطة في هذه الخيم. وحتى المتخصصين في مهنة الحدادة بالمنطقة يقومون بصناعة المرحلة الأولى من الفوانيس، ويشكلون هيكل أحد أنواعها الحديدي في باكيات صغيرة، ثم يأخذها صانع آخر ليكسوها بالقماش أو الخشب. وقال محمد إبراهيم، حداد يصنع الفوانيس، إنه يقوم بشراء أسياخ خاصة في موسم رمضان وتكون قائمة ومستوية على هيئة عمود طويل، ويقوم بتشكيلها على هيئة فوانيس، من خلال قطاعة حديد الخاصة به. يقوم بتقطيع الأسياخ بمقاسات محددة على حسب حجم الفانوس الذي يطلبه الزبائن، ويبدأ بتكوين الفانوس أولًا على هيئة ثلاثة مربعات مختلفة الأحجام ويضع أولها في القاعدة، ومربع آخر أصغر يضعه في الوسط، وبعده ثالث في الأعلى ويكون أكبرهم. وبعد ذلك يقوم الحداد، بتهيئة أربعة أسياخ أخرى طولية على شكل أضلاع مموجه تحتوي المربعات الثلاثة الكبيرة في الأعلى والوسطية الصغيرة والمربع الأخير قاعدة الفانوس في النهاية. تاريخ صناعة الأقمشة يعتبر "شارع الخيامية" أحد الشوارع الأساسية والمعروفة في حي الدرب الأحمر، ويقع أمام باب زويلة بالقرب من منطقة "تحت الربع" وهو أحد أشهر أسواق القاهرة المعروفة ببيع وصناعة الأقمشة وتجارتها. وسمى بهذا الاسم نسبة لتلك الحرفة، فما أن تدخل ذلك الشارع حتى تجد على جنباته مجموعة من الورش التي تخصصت في هذا النوع من التراث الفني العريق. وهذا الشارع موجود منذ أيام الفاطميين يتكون من طابقين وقد كان باب زويلة يغلق ليلاً ويفتح في النهار وكان يسمح للتجار بالدخول صباحاً لمباشرة أعمالهم، وعندما يتم إغلاق الباب يبيتون في هذا الشارع وينصبون خيامهم ويصلحونها في الورش الموجودة حتى عُرف بهذه المهنة وهذا الاسم. سوق للسيراميك شامل وعندما تدخل الشارع المجاور لمستشفى أحمد ماهر، ستجد سوق السراميك وبه عدد من المحال الصغيرة التي خصصها أصحابها لبيع وعرض الكثير من أشكال وأنواع السيراميك. ورأى مصطفى السيد، أحد المشترين من سوق السيراميك، أن الأسعار في هذه المنطقة تعد أرخص بشكل ملحوظ عن مختلف المناطق الأخرى، ويأتي لها هو وأقاربه لشراء كل مايحتاجونه من تجهيزات للحمامات أو المطابخ وواجهة المنازل. أكد أن هذا السوق يحتوي على جميع الأشكال المختلفة التي يمكن من خلالها الاختيار بين الألوان والخامات وسعرها مناسب في نفس التوقيت.