"مدرستى جميلة .. نظيفة .. متطورة " الشعار الذي يملأ جدران أسوار المدارس وتتشدق به وترفعه وزارة التربية والتعليم على مستوى مدارسها، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب. يعد هذا الشعار مجرد كلمات زاهية الألوان تحتل مساحات كبرى على جدران أسوار المدارس، لكن تفعيله أصبح مستحيلًا، ففي سوهاج مثلا بدلا من أن تكون البيئة التى يتلقى فيها التلاميذ بيئة سالمة صحيا قبل العملية التعليمية، نرى الحيوانات النافقة والقمامة تحاصر مدرستين بقرية الحما " مدرسة الحما الابتدائية والحما الإعدادية" التابعتين لإدارة طما التعليمية شمال محافظة سوهاج، فالسور الخارجى للمدرستين تحول لمقبرة جماعية للحيوانات النافقة والمخلفات الملوثة للبيئة، بالإضافة إلى تجمعات القمامة وانتشار الكلاب الضالة والقطط والفئران والطيور التى تحمل الكثير من الأمراض ومن أهمهما أنفلونزا الطيور . ويقول محمد أحمد، ولى أمر أحد التلاميذ، إن القمامة تنتشر بشكل يثير الإشمئزاز بامتداد سور المدرسة وسط انتشار للحيوانات الضالة من الكلاب والقطط، بالتزامن مع أداء الطلاب ليومهم الدراسى، ما يعرض حياتهم للخطر وتسبب عملية تجمع القمامة إلى تكاثر الحشرات والكائنات التى تتغذى عليها، الأمر الذى يؤدى بدروه إلى انتشار الأمراض والأوبئة بين التلاميذ. ورغم مرور إدارة المدرسة بكامل هيئتها على أكوام القمامة الموجودة حول سور المدرسة، يوميا ، فإن أحدًا لم يحرك ساكنا لإزالة تلك القنبلة الموقوته، خاصة أن هناك انبعاثًا للأدخنة نتيجة حرق تلك المخلفات وكلها تصب داخل فصول المدرسة وتصيب التلاميذ بأمراض الصدر. وأشار علاء محمد من أهالى القرية، إلى أن المدرستين مكانهما على طريق مرصوف وممهد به أكثر من 10 رؤوس ماشية و4 حمير نافقة، تجمعت حولها الكلاب الضالة والطيور الجارحة، والتى تنهش فى تلك الحيوانات النافقة ناهيك عن الأعداد المهولة من الذباب والحشرات، ويشاهد التلاميذ هذا المنظر صباحاً ومساءً، بالإضافة إلى أن تلك الكلاب تهاجم التلاميذ أحيانا بعد الخروج من المدرسة . وطالب حسين على، أحد أهالى القرية، بسرعة إنقاذ الأطفال، من الكلاب المسعورة التى تستوطن أكوام القمامة، مناشدا المسئولين بضرورة إيجاد حل جذرى لمشكلة انتشار وتراكم أكوام القمامة على أسوار مدرستى القرية . ومن جانبه، قال عبد الرحمن عطيفى، مدير إدارة طما التعليمية، إننى لم أتلق أى شكاوى بهذا الشأن، مضيفا أنه سيرسل لجنة إلى المدرستين وفحص محيطهما وعمل تقرير، وحال وجود المخالفة سوف يتم مخاطبة مجلس المدينة فورا لرفع تلك التراكمات من أجل الحفاظ على حياة التلاميذ والمعلمين من الأمراض إلى قد تسببها تجمعات القمامة بجوار المدارس. أما المهندس محمد سالم، رئيس مركز ومدينة طما ، قال: إنه سوف يتوجه إلى المنطقة على رأس فريق من حملة المجلس لإزالة كافة التراكمات وسوف يتم مرور يومى للنظافة العامة بمجلس قروى سلامون وسيتم إزالة القمامة يوميا.