في الوقت الذي يستعد فيه تلاميذ المدارس لبداية العام الدراسي الجديد من خلال شراء الزي والأدوات المدرسية كانت مديرية التربية والتعليم والجهاز التنفيذي بالإسكندرية يستعد أيضا لاستقبال الطلاب في العام الدراسي الجديد لكن من خلال غلق أعينها وسد أذنها عن شكاوي المواطنين ومديري المدارس بعد أن تحولت أسوار المدارس إلي لوحات مدون عليها العبارات المسيئة وتحويلها إلي أسواق عشوائية لبيع الخضروات والفاكهة ومنهم من قام بتحويل سور المدرسة إلي مغسلة للسيارات بالشارع ومكانا لأكوام القمامة التي أصبحت تحتضن أغلب مدارس الثغر الأمر الذي وصل إلي غلق أبواب بعض المدارس وارتفاع تلال القمامة إلي ما يقرب المتر وإجبار الأساتذة والموظفين علي العبور فوقها حيث تتضمن تلال القمامة المتراكمة علي جميع المخلفات المباحة والممنوعة ابتداء من مخلفات المنازل والمحلات وحتي مخلفات العيادات والمستوصفات الطبية مما جعل البيئة أمام المدارس خصبة لانتشار الحيوانات من الكلاب والقطط وزيادة الحشرات من الناموس والذباب فضلا عن انتشار فارزي المقامة حول أسوار المدارس والتي اتخذ البعض منهم جزء من سور المدرسة وحوله إلي مناطق لتجميع فرز القمامة. كانت البداية عندما قمنا بزيارة شارع مدرسة التجارة المتفرع من شارع النبوي المهندس بالمندرة قبلي التابع لحي المنتزه ثاني والذي يعرف حاليا بشارع "مقلب القمامة" فرغم أن المسافة التي تزيد علي 100 متر تقريبا بين المدرسة المحاصرة بالقمامة ومدخل الشارع إلا أن الروائح الكريهة المنبعثة من مقلب القمامة تصل إلي الشارع الرئيسي وكلما تتقدم بالسير خطوة تجاه المدرسة نجد الذباب يزداد ويهاجمك كما لو كان وجد فريسته بالإضافة إلي كثرة القطط والكلاب الضالة التي تنتشر بالشارع وينتهي بك المشهد بوجود تلال كبيرة من القمامة يزيد ارتفاعها علي المتر تقريبا ملاصق لسور ممتد فوقه لافتة مدون عليها مدرسة الشهيد محمد السيد حفني الثانوية بنات التابعة لإدارة المنتزه التعليمية. في البداية يقول شعبان عبده شعبان بالمعاش من سكان شارع المدرسة التجاري أننا نعيش حاية صعبة ومأساوية بسبب تلال القمامة التي ترتفع كل يوم عن الآخر والتي تسببت في انتشار الحيوانات الضالة من الكلاب التي تهاجم المارة بالشوارع والقطط وكثرة الذباب والناموس والفئران . طالب أسامة السيد جمعة مدرس من سكان شارع الجبل بمنطقة المندرة قبلي بعودة الشركة الفرنسية التي كانت تتولي مسئولية النظافة من قبل وذلك بعد فشل الجهاز التنفيذي بالمحافظة لحل أزمة القمامة التي تزداد يوما بعد يوم. يضيف مرسي أبوزهرة صاحب محل بالشارع بأن القمامة أمام المدرسة تسببت في كثرة وجود فرازي القمامة بالشارع والذين يقومون بمعاكسة الفتيات ويتعاطون المخدرات أمام أعين المارة دون حياء أو خشية من القانون مشيرا إلي كثرة الفئران والذباب والناموس والحشرات الطائرة التي استوطنت بالمنطقة. محمد أحمد تلميذ بالصف الثاني الإعدادي وأحد سكان شارع المدرسة التجارية يقول إن هناك العديد من البرامج التليفزيونية التي طرحت أمثلة لدول أوروبية تقوم بتوليد الطاقة من القمامة والمخلفات مطالبا المسئولين باستغلال هذه القمامة في مشروع لتوليد الكهرباء بدلا من إلقائها أمام المدارس موضحا بأنه يعاني من الروائح الكريهة وكثرة الناموس والذباب فضلا عن مهاجمة الكلاب الضالة له خلال سيره بالشارع. يضيف إسامة إبراهيم مدير المدرسة بأنه عجز عن حل أزمة القمامة التي تحاصر أسوار المدرسة التي تخدم أكثر من ألفي طالبة بكونها مدرستين صباحية ومسائية وذلك بعد أن أرسل العديد من الشكاوي سواء للحي أو للمحافظة أو لمديرية التربية والتعليم ولكن دون مجيب أو مغيث لافتا بأن القوات المسلحة هي الوحيدة التي قامت بمنع الأفراد من إلقاء القمامة حول المدرسة خلال أيام الانتخابات وقامت بتنظيف الشارع و حول أسوار المدرسة ولكن بعد ذلك عادت الأمور إلي طبيعتها وعندما حاولنا منع الأفراد من إلقاء القمامة قاموا بالتعدي علي أحد عمال النظافة بالمدرسة مشيرا إلي أن أزمة القمامة تصل إلي ذروتها خلال العطلات الرسمية والأعياد كعيد الأضحي الذي تنتشر به مخلفات الذبح وشم النسيم والذي يزداد بها مخلفات الأسماك المملحة التي تتسبب في الروائح الكريهة. وفجر مدير المدرسة مفاجأة حين أكد علي أن المخلفات التي تحاصر المدرسة لم تقتصر علي مخلفات المنازل فقط بل إنها تحتوي علي نفايا ومخلفات طبية لكثرة المستوصفات والعيادات الطبية بالمنطقة . في حي شرق نجد ما هو أغرب من ذلك حيث قام مجموعة من الباعة الجائلين بعزبة عبدالمنعم رياض بمنطقة المطار باحتلال سور مدرسة طلعت مصطفي الإعدادية بنين وحوله إلي سوق تجاري عشوائي لعرض الخضراوات والفواكهة حيث قال ممدوح يسري صاحب محل بالعزبة إنني فوجئت بقيام بعض الأفراد بإنشاء مجموعة من فرشة الخضروات والفاكهة وظل عدد الباعة يزداد يوما بعد يوم إلي أن تحول إلي سوق عشوائي أمام بوابة المدرسة وملاصق للسور وفي نفس المنطقة نجد مدرسة عبدالرحمن الفارسي الإعدادية بنات والتي تعتبر صورة حية علي تحويل أسوار المدارس إلي لوحات لكتابة العبارات المسيئة فضلا عن قيام أحد الأفراد باحتلال جزء من سور المدرسة وحوله إلي مغسلة سيارات بالشارع .