«عادل» عريس الجنة..و«مايكل» ضحى بحياته لإنقاذ زوجته وابنته.. و«صموئيل» القاضى الشهيد اليوم.. عزاء شعبى بمدينة دمنهور لشهداء كنيسة الإسكندرية لا تزال محافظ البحيرة تتشح بالسواد حزنا على استشهاد خمسة من أبناء الشرطة الذين كانوا فى خدمة تأمين كنيسة الإسكندرية وعادوا إلى قراهم بالبحيرة فى نعوش وتم تشييع جثامينهم الطاهرة فى جنازات عسكرية مهيبة حضرها عشرات الآلاف من الأهالى الذين رددوا العديد من الهتافات المنددة بالإرهاب، والمطالبة بسرعة القصاص العادل وإعدام المتهمين فى ميادين عامة حتى يكونوا عبرة لمن تسول له نفسه زعزعة استقرار البلاد، وتزاحم الأهالى أمام منازل الشهداء لتقديم العزاء وسط حالة من الحزن الشديد فى قرية العطف بالمحمودية. أقيم سرادق ضخم لتلقى العزاء من الآلاف من أهالى مركز المحمودية. ويقول اللواء لطفى الركايبى والد الشهيد الرائد عماد الركايبى، والذى ضحى بنفسه واحتضن الإرهابى لمنعه من دخول الكنيسة: الحمد لله وأحتسب ابنى شهيدا فى الجنة إن شاء الله ونجلى طول عمره رجل بمعنى الكلمة ويعرف ربنا. وأضاف والد الشهيد أن نجله لديه ثلاثة أبناء ملك 11سنة، يوسف 8 سنوات، ياسين سنتين، مشيرا إلى أن الشهيد كان مرتبطا جدا بعائلته وكان يواظب على زيارتهم خاصة أيام الإجازة وأداء صلاة الجمعة مع أهل القرية. وطالب والد الشهيد بسرعة تنفيذ الأحكام على الإرهابيين حتى تكون هناك حالة من الردع . فى قرية أبو منجوج بشبراخيت حيث منزل الشهيدة عريف أسماء أحمد إبراهيم والتى ظهرت فى الفيديوهات أثناء وقوفها بجوار مدخل الكنيسة أثناء تأمين الاحتفالات قبل التفجير بلحظات قليلة حيث قالت والدتها إن ابنتى نالت الشهادة التى كانت تتمناها دائما حتى تشفع لى ولوالدها يوم القيامة وكانت دائما توصينى بابنتيها البالغتين من العمر 4سنوات والصغرى لا تزال رضيعة عمرها عام ونصف العام، وألحقتهما بالحضانة أثناء تواجدها بالعمل، مضيفة أن الشهيدة هى ابنتها الكبرى ولها ثلاثة أشقاء، وطالبت بسرعه القصاص لابنتها ولكل الشهداء. وقال أحمد إبراهيم والد الشهيدة إنه تلقى نبأ الحادث الإرهابى وتوجه على الفور إلى مدينة الإسكندرية حيث عثر عليها بعد ساعات بين جثامين الشهداء داخل المشرحة، وأضاف والد الشهيدة أن ابنته حصلت على بكالوريوس الخدمة الاجتماعية ولم تكتف بذلك حيث التحقت بمعهد مندوبى الشرطة ثم تزوجت وأنجبت طفلتين رودينا 4سنوات والصغرى ساندى عام ونصف العام، ووسط دموعها التى لا تتوقف طالبت دينا شقيقة الشهيدة بسرعة القصاص من القتلة المجرمين مؤكدة أن ذلك لن يعيد أسماء لكن سيقتص لها، مشيرة إلى أن شقيقتها الشهيدة كانت تعشق عملها جدا وتؤكد دائما أنها فى خدمة وطنها. وقال نبيل عياط زوج الشهيدة إن آخر اتصال بيننا كان قبل الحادث بدقائق قليلة حيث طمأنتنى عليها وسألتنى عن ذهاب طفلتيها إلى الحضانة، وأكدت عودتها فور انتهاء فترة عملها فى الثانية ظهرا فور وصول زميلتها التى تتسلم منها لكنها لم تعد أبدا، وأضاف الزوج أنه قبل الواقعة بأيام قليلة خرجنا فى يوم ترفيهى والغريب أن الشهيدة طالبتنى خلال الرحلة بأن أقوم بتصويرها العديد من الصور وهى بمفردها للذكرى وكأنها كانت تشعر بقرب استشهادها. وفى إيتاى البارود حيث منزل الشهيد أمين شرطة عصام أحمد الديب أحد شهداء تفجير كنيسة الإسكندرية والذى ترك ثلاثة أطفال وهم أحمد 12 سنة، إبراهيم 10 سنوات، أمنية 9 سنوات وزوجته حامل فى ابنهما الرابع والذى لن يرى والده، أكدت زوجة الشهيد أنه كان يريد تسويته حالته الوظيفية بعد أن نجح فى الحصول على ليسانس الحقوق بعد أن ظل طوال عمله بالشرطة بعيدا عنها حيث عمل لعدة سنوات فى محافظة أسوان ثم مطار القاهرة وأخيرا مديرية أمن الإسكندرية، مشيرة إلى أنه يوم الحادث توجه فى الصباح الباكر إلى عمله لكنه لم يعد. وأكد محمود الديب عم الشهيد أنه يحتسبه عند الله مشيرا إلى أن الشهيد كان يمتاز بحسن الخلق والحفاظ على زيارة الأقارب فى كل المناسبات، وطالب بالقصاص لجميع الشهداء والقضاء على الإرهاب. ومن جانبها قامت المهندسة نادية عبده محافظ البحيرة بتقديم واجب العزاء لأسرة الشهيدة أسماء أحمد إبراهيم التى نالها يد الإرهاب الغادر أثناء تأدية واجبها الشرطى فى تأمين الكنيسة المرقسية بالإسكندرية وذلك بمنزل الأسرة بقرية أبو منجوج مركز شبراخيت. وأكدت المحافظ أن مثل تلك الأعمال الإرهابية الخسيسة لن تنال من وحدة وسلامة وأمن واستقرار مصرنا الغالية ولن تؤثر على نسيجها الوطنى. وأعلنت محافظ البحيرة أنه سيتم تنظيم مراسم تأبين وعزاء مجمع لشهداء البحيرة مساء اليوم «الأربعاء» بميدان الأوبرا بدمنهور يحضره القيادات التنفيذية والشعبية والدينية والأمنية وأسر الشهداء لتلقى العزاء فى أبنائهم. وعن حكايات تفجير كنيسة مارجرجس الإرهابى بطنطا تحكى سارة الفقى زوجة الشهيد مايكل شماس كنيسة مارجرجس وأحد الضحايا الذين سقطوا فى انفجار الكنيسة ساعات الرعب التى عاشتها هى وزوجها الشهيد وابنتهما لحظة وقوع الانفجار. فمايكل الطبيب الصيدلى كان يقدم العمل فى الكنيسة على أى شيء فى أمور حياته، واختار أن يخدم فيها وبالفعل أصبح شماسا بها، ليقرر بعد ذلك الارتباط من «سارة» الفتاة التى أحبها، وبعد عامين من الزواج، رزق بطفلته الوحيدة «بريسكلا» والتى تبلغ من العمر الآن عاما. تقول زوجته سارة الفقى: عندما وقع الانفجار بالمنطقة التى يتواجد فيها الشمامسة، كنت انا وابنتى بعيدين ورغم ذلك سمعت صوت مايكل ينادى على ويطالبنى بالخروج ولمحته وسط الغبار الشديد ملطخا بالدماء وبعد فتره لم أعثر عليه وخرجت مسرعة منتظرة قدومه ورائى لكنه لم يحضر. وتكمل حديثها وهى تبكى قائلة: قبل يوم من حادث انفجار كنيسة مارجرجس احتفلنا بعيد ميلاد طفلتنا الأول وأثناء الاحتفال أخبرنى بخوفه الشديد على وعلى ابنته وأكد لى أنه يشعر باقتراب أجله. وتابعت: فى اليوم التالى كان مايكل أحد المسئولين عن ترانيم عيد أحد السعف، وحضرت بصحبة طفلتى الاحتفال، ولكنه طلب منى ان انتظره فى الصفوف الأخيرة لحين انتهاء الحفل، واندهشت من إصراره على بقائى فى الخلف رغم أنه يعلم حبى للجلوس فى المقاعد الأمامية بالكنيسة لكنى امتثلت لرغبته إلا أن القدر لم يمهله ليعود معنا الى البيت ونكمل احتفالنا بالعيد. عريس الجنة.. هكذا لقب الشهيد عادل سليمان الذى لم تمر سوى شهور قليلة على زفافه، وكان عادل بحسب رواية أصدقائه محبا وخدوما للجميع، وعشقا للكنيسة لم يمر على زفاف عادل سوى بضعة شهور، وكان يحلم بأن يكون لديه عدد كبير من الأبناء لعشقه الشديد للأطفال لكن يد الغدر لم تمهله. وفى يوم الحادث الغادر ترك زوجته بصحبة صديقاتها وذهب بالقرب من مكان الشمامسة للمشاركة فى الترانيم. من الضحايا أيضا المستشار الشهيد صموئيل جورج من مواليد 1978 محافظة الغربية، حيث التحق بكلية الحقوق جامعة طنطا وتخرج منها فى عام 1999، ليعين بعد تخرجه بثلاث سنوات فى النيابة العامة عام 2002، وتدرج فى المناصب القضائية بالنيابة العامة حتى التحق بالقضاء عام 2009. وفى عام 2010 تم تعيينه بمحكمة شبين الكوم وظل يتدرج فى القضاء حتى وصل رئيسا بمحكمة كفر الشيخ الابتدائية، ويشهد الجميع للمستشار الشهيد بعدله وحب مساعدة الآخرين كما اشتهر بين زملائه المستشارين بحسن خلقة وسلوكه.