انتهى فريق عمل مصرى إيطالى، من القيام بعملية «مسح جيوفيزيقى» لمحيط مقبرة الملك توت عنخ آمون، بمنطقة وادى الملوك، غرب مدينة الأقصر التاريخية، بصعيد مصر. وقالت مصادر أثرية مصرية، إن عملية المسح استهدفت كشف ما يحيط بمقبرة توت عنخ آمون، وما قد يكون مخبأً فى قلب الصخور الملاصقة للمقبرة، حيث جرت عملية المسح، فى سرية تامة، وبعيدا عن أنظار وسائل الإعلام، وذلك فى إطار المساعى المصرية، لحسم الجدل الدائر بشأن احتمالية وجود قبر الملكة نفرتيتى، خلف جدران مقبرة توت عنخ آمون، وذلك بحسب نظرية عالم المصريات البريطانى، نيكولاس ريفز. وكشفت المصادر، أن الفريق الإيطالى المكون من خبراء فى جامعة بولى تيكنيكو بمدينة تورينو الإيطالية، برئاسة فرانكو بورتشيللي، شاركه فى عملية المسح فريق مصرى، ضم رئيس قطاع الآثار المصرية، محمود عفيفى، ومدير منطقة آثار الأقصر، مصطفى وزيرى، وأن الجانب الإيطالى غادر الأقصر، عائدا إلى إيطاليا نهاية الأسبوع الماضى، بعد عملية مسح دامت خمسة أيام، حيث سيجرى تحليل نتائج عملية المسح بمعرفة الجانب الإيطالى، وبمعرفة خبراء كبار فى مجال قراءة إشعارات أجهزة البحث الرادارى والجيوفيزيقى، ليعودا بتلك النتائج، واستئناف عملية المسح مجدداً، بمنطقة وادى الملوك. وأكدت المصادر أنه تم استبعاد، عالم المصريات البريطانى، نيكولاس ريفزن من المشاركة فى عمليات البحث، وأن فريق العمل الإيطالى، سيعود إلى مصر فى شهر إبريل المقبل، لاستئناف عمليات المسح الكامل لمنطقة وادى الملوك الأثرية فى غرب الأقصر، وإعلان نتائج المسح الذى جرى لما حول مقبرة توت عنخ آمون. وأضاف عالم المصريات ووزير الآثار المصرى الأسبق، الدكتور زاهى حواس سيترأس الجانب المصرى، الذى سيشارك الإيطاليين فى عملية مسح منطقة وادى الملوك، وأن معاناة «حواس» من متاعب صحية فى الساقين، حالت دون مشاركته فى أوائل مراحل عملية المسح. ورجحت المصادر الأثرية المصرية، أن تساهم نتائج المسح الأول، فى الوصول لقبر الملكة نفرتيتى، خاصة أن نتائج أولية سابقة، اشارت إلى وجود مواد عضوية فى الفراغات التى كشف عنها المسح خلف جدران مقبرة الملك توت عنخ آمون، مشيرة إلى أن المواد العضوية تعنى فى لغة الأثريين، وجود مومياوات وعظام وقماش وأخشاب. وكانت جامعة بولى تيكنيكو بمدينة تورينو الإيطالية، قد اعلنت عن مشاركتها بمشروع للمسح الرادارى لمنطقة وادى الملوك الغنية بمقابر ملوك الفراعنة، فى غرب مدينة الأقصر المصرية، باستخدام أحدث جهاز كشف رادارى فى العالم، وان المشروع يتضمن البحث عن قبر الملكة نفرتيتى، فى محيط مقبرة الفرعون الذهبى الملك توت عنخ آمون، وأن عمليات المسح قد تؤدى بالفعل إلى الوصول إلى كشف أثرى سيكون الأكبر من نوعه فى العالم قبيل انتهاء العام الجارى 2017. وتعد عملية المسح التى قام بها فريق مصرى – إيطالى بمنطقة وادى الملوك، هى الخامسة من نوعها بحثا عن مقابر جديدة فى مدينة الأقصر، حيث قام عالم المصريات الفرنسى، كريستيان ليبلا، بعمل مسح رادارى أدى لكشف مزيد من المقابر فى منطقة وادى الملكات غرب الأقصر، كما قام عالم المصريات البريطانى، بمسح مماثل لمنطقة وادى الملوك، أدى للكشف عن المقبرتين 63 و64، وإحداهما كانت تستخدم كمكان لراحة العمال، والثانية كانت تستخدم كمخزن وورشة للتحنيط، حيث عثر بها على مومياوات وأدوات ومواد كانت تستخدم فى تحنيط جثث الموتى. ويرى متابعون مصريون، أن انضمام وزير الآثار الأسبق بمصر، الدكتور زاهى حواس، لفريق العمل الذى يتولى عملية المسح الجيوفيزيقى لمنطقة وادى الملوك ومحيط مقبرة توت عنخ آمون، قد يصعب من عمليات البحث عن قبر الملكة نفرتيتى، تحديداً، وذلك نظرا لمواقف «حواس» الرافضة لنظرية البريطانى نيكولاس ريفز بشأن وجود قبر نفرتيتى فى منطقة وادى الملوك، حيث يرى «حواس» أن نفرتيتى كانت بمثابة امرأة مارقة فى نظر كهنة طيبة – الأقصر حاليا – ولذلك لم يكن ليسمح بدفنها فى جبانة ملوك طيبة من عبدة آمون، الذى كفرت نفرتيتى بألوهيته واتجهت لعبادة آتون بصحبة الملك إخناتون، الذى غادرت معه الأقصر ليستقرا بالمنيا، شمال صعيد مصر. من جانبه، قال مسئول فى منطقة آثار الأقصر، إن عملية البحث عما خلف جدران مقبرة الملك توت عنخ آمون، لا تعنى الاعتراف بصحة نظرية نيكولاس ريفز، بوجود قبر نفرتيتى ، وربما يؤدى الأمر إلى الوصول إلى كشف أثرى جديد قد يكون الأكثر إثارة فى العالم.