رئيس المحطات النووية : الضبعة من أضخم مشروعات إنتاج الطاقة الكهربائية في أفريقيا    الفريق ربيع: تحديات البحر الأحمر أثبتت الأهمية الاستراتيجية لقناة السويس    الرئيس السيسي يزور المسجد النبوي الشريف| صور    اتحاد جدة يخطف نجم ريال مدريد قبل النصر    السيسي يزور قبر الرسول ويتشرف بالسلام على المصطفى    تحرك برلماني عاجل لمحاسبة الشركات الوهمية المسؤولة عن سفر الحجاج المصريين    حزب الحركة الوطنية يفتتح ثلاثة مقرات في الشرقية ويعقد مؤتمر جماهيري (صور)    مدير المتحف الزراعي بالدقي: أكثر من 200 عارض بمعرض الزهور في نسخته ال91    إليك الرابط.. كيف تفتح حسابا بنكيا من الهاتف المحمول وأنت في منزلك؟    في هذا الموعد.. فيلم الصف الأخير لأول مرة على قناة ART    محمد حفظي يهنئ المخرج طارق العريان على عرض فيلم "ولاد رزق 3: القاضية"    أعمال يوم التروية للحجاج.. الإفتاء توضح شعائر أولى محطات مناسك الحج    افتتاح معمل تحاليل بمستشفى القلب والصدر الجامعي في المنيا    طريقة عمل المكرونة بالصلصة، أسرع أكلة وعلى أد الإيد    أوبك: لا نتوقع بلوغ الطلب على النفط ذروته على المدى الطويل    تحرش بسيدة ولامس جسدها.. الحبس 6 أشهر لسائق «أوبر» في الإسكندرية    محافظ شمال سيناء يعتمد الخطة التنفيذية للسكان والتنمية    بزيارة لمتحف المركبات الملكية.. أتوبيس الفن الجميل يواصل جولاته وأنشطته التثقيفية    رئيس هيئة الدواء: دستور الأدوية الأمريكي يحدد معايير الرقابة ويضمن سلامة المرضى    سفاح التجمع يشعل مواجهة بين صناع الأعمال الدرامية    وزير الرياضة يشهد المرحلة التمهيدية من مشروع صقل مدربي المنتخبات الوطنية    بعد لقائهما بيوم واحد.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالا من نظيره الإيراني    قبل اجتماع مجلس البلطيق.. ألمانيا تتوعد بالرد على استفزازات روسيا    شواطئ ودور سينما، أبرز الأماكن فى الإسكندرية لقضاء إجازة عيد الأضحى    عيد الأضحى 2024 | أحكام الأضحية في 10 أسئلة    "تموين الدقهلية": ضبط 124 مخالفة في حملات على المخابز والأسواق    محافظ أسيوط يضع حجر أساس مدرسة المحبة بمدينة المعلمين    الكويت: حبس مواطن ومقيمين احتياطا لاتهامهم بالقتل الخطأ فى حريق المنقف    يورو 2024.. نزلة برد تجتاح معسكر منتخب فرنسا    تخرج الدورة الأولى للمعينين بالهيئات القضائية من الأكاديمية العسكرية المصرية    حظك اليوم وتوقعات الأبراج الجمعة 14-6-2024، السرطان والأسد والعذراء    محاولة اختطاف خطيبة مطرب المهرجانات مسلم.. والفنان يعلق " عملت إلى فيه المصيب ومشيته عشان راجل كبير "    رئيس صندوق التنمية الحضرية يتابع الموقف التنفيذي لمشروع "حدائق تلال الفسطاط"    وكيل الصحة بمطروح يتابع سير العمل بمستشفى مارينا وغرفة إدارة الأزمات والطوارئ    النيابة أمام محكمة «الطفلة ريتاج»: «الأم انتُزّعت من قلبها الرحمة»    نقيب الأشراف مهنئًا بالعيد: مناسبة لاستلهام معاني الوحدة والمحبة والسلام    انتشال جثة شاب لقى مصرعه غرقا بعد إنقاذه 3 أطفال من الموت فى ترعة بالشرقية    تجديد حبس شقيق كهربا 15 يوما في واقعة التعدي على رضا البحراوي    في وقفة عرفات.. 5 نصائح ضرورية للصائمين الذاهبين للعمل في الطقس الحار    مجانًا.. فحص 1716 شخصًا خلال قافلة طبية بقرية حلوة بالمنيا    آداب عين شمس تعلن نتائج الفصل الدراسي الثاني    قبول دفعة جديدة من المجندين بالقوات المسلحة مرحلة أكتوبر 2024    لبيك اللهم لبيك.. الصور الأولى لمخيمات عرفات استعدادا لاستقبال الجاج    رئيس جامعة حلوان: المعمل المركزي يوفر بيئة محفزة للبحث العلمي    الصور الأولى لمخيمات عرفات استعدادا لاستقبال حجاجنا    الإسماعيلى يستأنف تدريباته اليوم استعدادا لمواجهة إنبى فى الدورى    ضياء السيد: طلب كولر بشأن تمديد عقد موديست منطقي    «الإسكان»: تنفيذ إزالات فورية لمخالفات بناء وغلق أنشطة مخالفة بمدينة العبور    الحماية المدنية تنقذ طفلا عالقا خارج سور مدرسة في الوادي الجديد    صعود جماعي لمؤشرات البورصة في مستهل تعاملات الخميس    أجواء مضطربة في فرنسا.. و«ماكرون» يدعو لانتخابات برلمانية وتشريعية    قيادي ب«مستقبل وطن»: جهود مصرية لا تتوقف لسرعة وقف الحرب بقطاع غزة    حريق هائل في مصفاة نفط ببلدة الكوير جنوب غرب أربيل بالعراق | فيديو    عبد الوهاب: أخفيت حسني عبد ربه في الساحل الشمالي ومشهد «الكفن» أنهى الصفقة    مدرب بروكسيي: اتحاد الكرة تجاهل طلباتنا لأننا لسنا الأهلي أو الزمالك    الأهلي يكشف حقيقة طلب «كولر» تعديل عقده    ناقد رياضي ينتقد اتحاد الكرة بعد قرار تجميد عقوبة الشيبي    هشام عاشور: "درست الفن في منهاتن.. والمخرج طارق العريان أشاد بتمثيلي"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جمعة فرحات :"الدولة الرخوة" مؤامرة مدبرة حتي نفقد الإيمان بالثورة
نشر في الوفد يوم 11 - 01 - 2012

مائة عام كاريكاتير مصرى بهذه المناسبة تحاور «الوفد» جمعة فرحات الذي يصفه زملائه برسام الكاريكاتير السياسي الأول في مصر
.. وأكد في حواره أن مبارك لم يحكمنا برغبتنا ولهذا ترك الكتاب والمثقفين وباقي الشعب يقولون ما يقولونه، وهم يفعلون ما يريدون أن يفعلوا.. علي اعتبار أنها هوهوة(!!) ولكن هذه الهوهوة فجرت ثورة 25 يناير التي كسرت حاجز الخوف من الشرطة والسلطة.. ولكن الانتخابات جاءت بالإخوان المسلمين للحكم فليحذروا إذا ساروا علي درب «مبارك» وأراد الشعب أن يسقطهم وتمسكوا بالسلطة فستكون الكارثة في شكل صدام دموي، ولهذا عبر عن عدم تفاؤله بوصول الإسلام السياسي للسلطة التشريعية لتعرضهم للحريات الشخصية، متهماً إياهم بالبحث عن مصالحهم الشخصية ولهذا قد يقبلون ما يرفضونه أيديولوجياً في سبيل استمرارهم في السلطة.
كيف ستكون الاحتفالية المئوية بالكاريكاتير المصرى؟
- كنا نتمني أن نحتفل بمئوية الكاريكاتير في مصر ولكنه تخطي المائة عام كاريكاتير فقلنا بمناسبة مرور مائة عام علي ميلاد «رخا» ستكون المئوية له ولمائة سنة كاريكاتير مصري.. والكاريكاتير بدأ نهاية القرن التاسع عشر ولكن الرسامين المصريين لم يستمروا.
و«محمد عبدالمنعم رخا» هو أول رسام كاريكاتير مصري يستمر في رسم الكاريكاتير حتي توفي ولهذا نحتفل بذكراه لأنه قيمة شخصية وفنية كبيرة جداً، وسنقيم معرضاً يضم جزءاً كبيراً من أعماله، ونتمني أن تكون احتفالية في الصحافة المصرية، للتذكير ب «رخا» لأنه أحد الرموز الكبيرة في حياتنا الصحفية والمصرية.
كيف ترصد الكاريكاتير المصري خلال احتفالية المائة عام؟
- أول فنان رسم كاريكاتير في مصر كان «خوان سانتيز» ثم عمل مدرس رسم في مدرسة الفنون التي أنشأها الأمير «يوسف كمال» إلي أن ظهر «صاروخان» وكان يعمل في أكثر من جريدة حسب سياستها وهذه كانت حالة الرسامين المصريين مثل «رخا» و«زهدي»، ولهذا أستطيع أن أقول إن رسام الكاريكاتير قبل 1947 كان يرسم فقط ولا يفكر أو يبتكر لأن عددهم كان قليلاً جداً وكانوا يضطرون أن يعملوا كل واحد في 20 أو 25 جريدة ومجلة ثم ظهر «طوغان» و«عبدالسميع» وكانت قضية الصحف هي الاحتلال الإنجليزي، وكانت توجد مدرستان في الصحافة للكاريكاتير، الأولي «روزاليوسف» والثانية «الأخبار» وكان أبناء «روزاليوسف» طوروا من أنفسهم وأصبحوا منفذين لأفكارهم. وفي الأخبار كان يجتمع علي ومصطفي أمين، و«محمد عفيفى» كاتب ساخر عظيم جداً، و«مأمون الشناوي» الذي كان يتميز بخفة دم شديدة و«جليل البنداري» و«رخا» ويقولون أفكارهم ويرسمها «رخا» وأيضاً يشرح الأفكار ل «صاروخان» بالعربي ليرسمها أيضاً، هذا خلال فترة الأربعينيات.
الزخم السياسي
كيف تعامل الكاريكاتير خلال المد الثوري لثورة 1952؟
- بداية الكاريكاتير في مصر كانت سياسية، وقبل يوليو بفترة قليلة كانت فترة تموج بتيارات سياسية ومعارك مختلفة مليئة بالزخم السياسي، وظهرت شخصية غني الحرب، و«سكران طينة باشا» وابتكر «رخا» شخصية بنت البلد ورد بها علي أغنياء الحرب في هذه الفترة لأن كل شىء كانوا يقولون عليه بلدي.. وبعد ثورة يوليو ظل الكاريكاتير سياسياً أيضاً لكنه كان يؤيد أهداف الثورة وخطواتها، وحتي «مصطفي أمين» كان أحد الذين يدعون ويروجون للثورة لأنه كان أحد المبشرين بها قبل قضية التجسس وعبرت الأخبار عن ثورة يوليو وقضاياها السياسية سواء كانت قضايا داخلية، وعربية.
وماذا عن انكسارات يوليو في الرسوم الكاريكاتيرية؟
- أولى هذه الصدمات ولن أقول انكسارات وخلال العدوان الثلاثي علي مصر 1956 لم نعتبرها هزيمة لأننا انتصرنا علي 3 دول، فرنسا وإنجلترا وإسرائيل وخرجن من مصر وانهارت الإمبراطوريتان الإنجليزية والفرنسية.
وفي يونيه 67 كيف تأثرتم بالهزيمة؟
- الهزيمة كانت قاسية، وإحساسها كان أقسى علينا جميعاً، وحتي الآن لا أستطيع أن أصدق ما حدث فرسمنا دون توجيه من أحد وبإحساس أن مصر هزمت في معركة لكن ليست النهاية، ونحن قادرون علي الانتصار لأن جيشنا عظيم ولديه قدرات تاريخية من الانتصارات وشعبنا في النهاية نعتبره من الشعوب القليلة في العالم التي استمر دون تغيير في جغرافيته ولم يتأثر بأي هجرة من الهجرات العديدة التي حلت عليه، فكان لدينا إيمان حقيقي بالانتصار ولهذا عملنا في هذا الاتجاه الذي يغذي الشعور بعودة حقنا في رد الهزيمة وتحويلها إلى انتصار.
قيل إن الصحافة ومنها الكاريكاتير حرث الأرض ليوليو لتضع بذرتها وأهدافها في عقول وقلوب المصريين؟
- نعم وفي 56 بدأت مجلة صباح الخير وكانت نقطة فاصلة بالنسبة للكاريكاتير المصري لأنها ضمت مجموعة من الرسامين الكبار، وغيروا خط الكاريكاتير المصري نهائياً، وأدخلوا أساليب جديدة وتنوعاً في الأساليب والقضايا والتنوع في الشخصيات وكانت كتيبة ضمت «صلاح جاهين» و«جورج بهجورى» وإيهاب، صلاح الليثي، بهجت، رجائى، ناجى، إسماعيل دياب، وأنا، ورءوف عياد، كنا آخر اثنين لحقنا بهذه الكتيبة وفجرنا قضايا كثيرة اجتماعية لم يكن الكاريكاتير يتناولها، والكتيبة بشرت بأهداف 1952 وحرثت أمامها الأرض وزاد من مؤيديها لأن رسامي الكاريكاتير في هذا الوقت كانوا مؤمنين بعبد الناصر وأهداف يوليو، و«صلاح جاهين» علي وجه التحديد فتح آفاقاً كبيرة للكاريكاتير.
الهزيمة أقوى
ولكنه رسام الكاريكاتير الوحيد الذي أصيب بالاكتئاب؟
- هذا صحيح ولكنه لم يتوقف عن الرسم، بل ظل يرسم أقوي مع أنه مكتئب، ومشكلة «جاهين» أنه لم يكن رسام كاريكاتير فقط، بل هو الذي كتب الأغاني والأشعار الجميلة التي تغنت بها الثورة، وحفظها الشعب وتغني بها ولهذا كانت الهزيمة أقوي بالنسبة له عن باقي الرسامين مثل رخا، وصاروخان، وزهدي وطوغان.
وتأميم الصحافة لم يؤثر علي الكاريكاتير كما أثر علي الصحافة؟
- في توقيته لم يؤثر لأننا تقبلنا القرار ببساطة ولم يقلقنا لأننا كنا نتعامل مع أصحاب صحف لهم أفق ولديهم ثقافة وفهم وكانوا أساتذة بمعني الكلمة مثل علي ومصطفي أمين، «إحسان عبدالقدوس»، «هيكل»، «كامل زهيرى»، وهذا لم يعطنا شعوراً بالضيق.. لكن بعد رحيل هذا الجيل العظيم من الأساتذة الكبار وتولي قيادة الصحافة الصف الثاني وظل هذا الصف يتدهور إلي الصفين الثالث والرابع إلي أن وصلنا إلي صحافة ما قبل 25 يناير ووجدنا في قيادة الصحف أفراداً لم يتخيل أحد أن يكونوا رؤساء تحرير لانعدام الكفاءة والموهبة لديهم، ومنافقين لدرجة مرعبة، ويجمعهم جميعاً عدم فهم الكاريكاتير وتقدير قيمته فعانينا منهم بشدة، وكانوا يخافون من رسامي الكاريكاتير ويريدون دفننا بأي طريقة لأن رسوماتنا قوية وأفكارنا وطنية ولم تكن تتفق معهم نهائياً والتعبير عنها كان يصيبهم بالغم والهم، ولهذا لم يسمحوا لنا بالإبداع، وكانوا ألعن من أي رقيب في فترة «عبدالناصر» وكانت دائرة المنع لديهم أوسع من دائرة الرقيب الذي ينفذ الأوامر لأنهم كانوا يحافظون علي كراسيهم.
بيهوهوا
وكيف كنت تمرر رسوماتك وهي تتعرض لسياسة النظام؟
- أنا فضلت أن أعمل في صحف المعارضة مثل جريدتي «الشعب» و«الوفد» ومع ذلك «مبارك» منحنا فرصة عظيمة جداً ولكنها كانت بمنتهي الغباء لأنه تركنا نعبر ونتحدث ونرسم ونكتب واعتبرنا بنهوهو!! وقال: يقولوا اللي عايزين يقولوه، ونعمل اللي عايزين نعمله. ولم يكن فاهماً أن هذا يحدث تراكمات، وهذه الهوهوة ستؤثر نتيجة للتجاوزات والفساد طوال الثلاثين عاماً حتي انفجرت في 25 يناير.. ولهذا عملت في جرائد المعارضة لأني لم أكن أستطيع أن أرسم في «روزاليوسف» ما أريده وكان ممنوعاً أن نرسم الوزراء أو أي مسئول، وكنا نرسم المسئول ونكتب عليه مسئول المواصلات علي اعتبار أنه وزير المواصلات، فعملت في جريدة «الشعب» التابعة لحزب العمل الاشتراكي لأنه قريب من أفكاري السياسية لمدة 4 سنوات وبعد تعيين «عادل حسين» رئيس تحرير وكان رجلاً ماركسياً وفجأة تم التحالف مع الإخوان المسلمين، وأنا لا أتعاطف مع الإخوان ولا أستطيع أن أعمل معهم علي أي حال من الأحوال لأنهم فصيل براجماتي لا يبحث إلا عن مصالحه فرسمت كاريكاتير عن ثورة يوليو 52 قاصداً متعمداً ولم ينشره «عادل حسين» فتركت الجريدة وذهبت إلي الوفد.
وما القضايا التي تناولها الكاريكاتير في عصر مبارك؟
- أتذكر أننا عملنا حملات علي وزير المالية الأسبق «حسن الرزاز» لأن عصر «مبارك» طبق ضريبة الأيلولة وكنا نسخر منه ونهاجمه بسبب سياسته المالية، ولم نكن نعرف أنه سيأتي بعد ذلك أسوأ وزير مالية في مصر د. بطرس غالي.. وأيضاً رغم أننا هاجمنا د. عاطف صدقي ورسمناه في الكاريكاتير إلا أنه من رؤساء الوزارات الذين بدأ الإصلاح الاقتصادي في عهده.. وفي هذه الفترة كنت أعمل في جريدة «الوفد» لأن سقف الحرية بها كان عالياً جداً ولم أترك وزيراً من وزراء «مبارك» إلا ورسمته في الكاريكاتير، ولأن الكاريكاتير يحتاج إلي مناخ من الحرية فكنت أعمل بحرية شديدة جداً.. وإذا جاءت الفكرة قوية وجريئة كنت أنشرها في جريدة «الوفد» وباقي الرسومات أوزعها علي «الأهرام ويكلي» و«الأهرام الاقتصادي» ومجلة «صباح الخير» كل حسب توافق الجريدة ومدي الحرية التي بها وهذا كنت أعرفه من واقع خبرتي الطويلة.
الانفشاخ الاقتصادي
كيف تعامل الكاريكاتير في عصر الرئيس السادات؟
- القضايا الاقتصادية هي التي شغلت الرأي العام في عصر «السادات» بعد حرب أكتوبر وقبل 73 كنا نعمل علي مقولة اللاحرب واللاسلم لأننا كنا مع الحرب.. ولكن سياسة الانفتاح الاقتصادي كان لها النصيب الأكبر من الهجوم وأطلق عليها سياسة السداح مداح، والانفشاخ الاقتصادي ثم عملنا علي اتفاقية «كامب ديفيد» ولكننا لم نستطع أن نعمل عليها معارضة لأنها كانت خطاً أحمر بالنسبة ل «السادات».
كيف أدرت معركتك لطرد «لورى» رسام الكاريكاتير الإسرائيلى من جريدة «الأهرام»؟
- «لورى» هذا رسام كاريكاتير إسرائيلى وأنا كنت معجباً برسوماته وفي عام 1984 عرفنا من الأهرام أن الرسام العالمي «لوري» سيعمل بها، وأرسل «إبراهيم نافع» أعماله إلي «صلاح جاهين» بما أنه مسئول عن الكاريكاتير في جريدة «الأهرام»، وطلبني «جاهين» وقابلته في منزله، وقال: «لوري» الرسام الذي يتعجبك رسوماته سيعمل في الأهرام، فأخبرته أنه إسرائيلي الجنسية فرفض «صلاح» أن يعمل «لوري» في الأهرام، لأن الجماعة الصحفية ترفض التطبيع مع الكيان الصهيوني وانتهي الموضوع برفض «صلاح».. ولكن بعد عشر سنوات بنشر الأهرام رسومات له دون الإشارة إلي جنسيته.. فتكلمت مع «عادل حمودة» ووافق علي طرح الموضوع في «روزاليوسف» وكتبت مقالة ورسمت كاريكاتير ضد رسومات «لوري» في الأهرام، ولكننا فوجئنا بنشر رد علينا في الأهرام وهذا مخالف للتقاليد المهينة إذ كيف يكون الرد علينا في الجريدة المخالفة لنا؟! فعملت رد علي الرد. فقابلني «محمد عبداللاه» الصحفي بالأهرام وقال: إن سبب نشر خطاب الرد بسرعة أن «إبراهيم نافع» كان في فرنسا وقال لي: تصرف، فنشر خطاب «لوري» مع أنه أديب لم يكن المفترض أن يحدث، لأنهم لم ينتظروا أن ننشر الرد في روزاليوسف، وبالفعل نشر الرد في الأهرام، وخضنا معركة ردوا علينا وردينا عليهم وكانت فضيحة بالمستندات.. وانتهزنا فرصة أن «نافع» كان نقيب الصحفيين وقلنا سنلجأ للجمعية العمومية لنقابة الصحفيين التي أقرت بعدم التطبيع وحينها أوقفت الأهرام نشر رسومات الإسرائيلى بقرار من «نافع».
وكيف تعاملت الصحف العالمية مع هذه الحملة؟
- لم توجد جريدة يهودية في العالم لم تهاجمني أو تتطاول عليَّ طوال 8 سنوات وآخر جريدة هاجمتني كانت جريدة كندية عام 2002 بسبب الحملة التي تمت ضد «لوري» وأطاحت به من الأهرام.
الشرطة أو السلطة
كيف تري الواقع المصرى؟
- الواقع المصري حدث له تغير كيفي رائع ولهذا مصر لن تعود إلي ما قبل 25 يناير، وشباب الثورة جعلنا نكسر حاجز الخوف من كل شيء، خاصة من الشرطة أو السلطة وأيضاً حجم الفساد الذي كان موجودا في عصر «مبارك» لن يتكرر بسبب الفساد السياسي الذي تمثل في مؤسسات الدولة، خاصة مجلس الشعب الذي كان يختار نوعية نواب لا تهش ولا تنش فقط توافق علي أي إشارة أو إيماءة من السلطة التنفيذية.. فأصبحنا قادمين علي عهد ستكشف فيه الأخطاء والتجاوزات أولاً بأول والتصدي لها عن طريق وسائل الإعلام المختلفة من صحف معارضة ومستقلة، وقنوات خاصة.. وهذا سيحدث مع أي فصيل يحكمنا، ولن نصمت أو نهادن في ظل المتغيرات الجديدة التي حدثت في المجتمع مع أني لست سعيدا بوصول التيارات الإسلامية إلي السلطة التشريعية خاصة التيار السلفي.
لماذا؟
- لتعرضهم للحريات الشخصية وهذا واضح جداً من خلال تصريحاتهم وفتواهم لأنهم لم يمارسوا السياسة، وطوال عمرهم كانوا تحت أقدام أمن الدولة(!!) ولو مارسوا عمل سياسة أعتقد أنهم سيتغيرون، وأيضاً الإخوان المسلمين بدون خبرة في الحكم، وخبرة المعارضة ليست كخبرة الحكم ولكنهم كفصيل قديم وبراجماتي لا يبحث إلا عن مصالحه قد يتوافق مع أشياء يرفضها أيديولوجيا حتي يستمر في السلطة.
هل انته عصر الدولة الرخوة؟
- بالطبع لأن أي رئيس قادم لن تكون لديه صلاحيات «مبارك» التي جعلته يتحكم في كل شيء في مصر. وكل مؤسسات الدولة كانت تحت أمره وهواه، ومجلس الشعب لن يصمت علي فساد كما كان في السابق.
ولن يتكرر نموذج «محمد إبراهيم سليمان» الذي هاجمناه 7 سنوات ثم كرمه «مبارك» بعد خروجه من الوزارة ومنحه نيشان من أعلي النياشين في مصر وكافأه بمنصب في شركة براتب يصل إلي مليون ومائة ألف جنيه شهرياً وأيضاً لن نجد وزيراً يستمر 25 سنة مثل «صفوت الشريف» و«فاروق حسني» فالمتغيرات القادمة ستكون أفضل ولن نعيش عصر الدولة الرخوة.
مؤامرة مطلوبة
ولكن كيف تفسر ما يحدث من فتن وقلاقل تظهر بين الفترة والأخري بعد 25 يناير؟
- الفتن الطائفية كانت الأسلحة التي كان يلجأ إليها النظام السابق لإلهاء الشعب عن القضايا والمشاكل الموجودة نتيجة لعجز النظام عن حلها، وفشله في قيادة الوطن.. وما حدث بعد 25 يناير هو نتيجة لتقاعس المجلس العسكري الذي حكمنا بذات الأسلوب والطريقة البطيئة جداً في اتخاذ القرار، ولم يتخذ قرارا له قيمة، ولم يحكمنا حكم ثوري، ومع أننا أسقطنا رأس النظام إلا أن المجلس العسكري حاول الإبقاء علي النظام، لأني لا أتصور أنه لا يعرف ما سمي بالطرف الثالث، وهل المطلوب أن يبحث عنه الشعب أم المجلس العسكري الذي لديه مخابرات وإمكانيات والطرف الثالث وراءه أمن الدولة، وفلول الحزب الوطني وكان من كان له مصالح مع نظام «مبارك».. وأعلن أكثر من مرة عن وجود أفراد حصلوا علي أموال من الخارج وتوجد سيارة أخذتهم من السفارة الإسرائيلية ومع هذا لم نجد أحداً حكم عليه حكم قضائي، فظهرت الفتن والتجاوزات بداية من هدم كنيسة أطفيح وقطع أذن الرجل المسيحي، ومسرح البالون، وماسبيرو، وشارع محمد محمود.. وتم تشكيل لجان ولم تحدد الجاني، وهذه رخاوة وكأنها مؤامرة مطلوبة حتي نفقد إيماننا بالثورة أو حملة شديدة مدبرة لكراهية الثورة.
ولماذا نضع نظرية المؤامرة ولا نقدم عدم الخبرة السياسية؟
- قد يجوز ولكن الذي لا يفهم العمل السياسي لمدة شهرين ثلاثة وليس عاماً كاملاً ولهذا أراها مؤامرة لأنهم لم يتعاملوا مع مستشارين جيدين وأمناء علي الدولة، ولكنهم تعاونوا مع مستشاري «مبارك» وهم أسوأ مستشارين.. وفي لجنة تعديل الدستور استعانوا بالمستشار «طارق البشرى» الذي استعان ب «صبحي صالح» من الإخوان مما جعلنا نقول إن لجنة «مبارك» لتعديل الدستور كانت أفضل لأن كان بها د. يحيي الجمل وفقهاء من القانون الدستوري فهذه هي الغفلة لو لم يكونوا يعرفون توجهات «البشري» و«صالح» وأتفق معك أنهم دون دراية سياسية وأصول الحكم فلماذا أغفلوا الاقتراحات التي طرحت من خلال الصحافة والإعلام بأسماء مستشارين جيدين.
د. الجنزوري من رجال مبارك وفي النهاية حدث توافق عليه فمن أين يأتون بمستشارين بعيدين عن مبارك؟
- هذا صحيح لأن نظام «مبارك» استمر ثلاثين عاماً وجرف الوطن سياسياً واقتصادياً ودمر الحياة الاجتماعية ونحن لا نتهم الشعب المصري بأكمله لأن مبارك لم يكن يحكمنا برغبتنا، ولكننا نتهم كل من مارس سلطات علينا.
التزوير والبلطجة
بعد انتهاء المرحلة الثالثة من الانتخابات البرلمانية.. كيف تري هذه الانتخابات؟
- أنا سعيد بخروج هذا العدد الكبير من الشعب للإدلاء بصوته والاهتمام بمستقبله بعد أن كان عزوفاً عن الاشتراك في الانتخابات السابقة حيث كان يمنع بواسطة البلطجية والتزوير عن إبداء رأيه ولكن كيف سمحت لجنة شئون الأحزاب بأحزاب دينية مثل الحرية والعدالة والأحزاب السلفية؟ إن بلد كمصر لها ثقافة وتاريخ واعتدال ديني وإسلام وسطي لا يصح أن يكون بها أحزاب دينية علي الإطلاق، بما جعل الانتخابات تقوم علي أساس ديني وهذا كان أسوأ انتهاكات، والكنيسة كان لها رد فعل لهذه الأحزاب الدينية لأن الأقليات دائماً ما يكون لها رد فعل سريع وهذا ما رأيناه في الانتخابات.
مبررات التخوف من الإسلام السياسي؟
- الخوف كله من السلفيين لأنهم يعتدون علي الحرية الشخصية للمواطن المصري، وتكلموا كثيراً وجعجعوا وخوفونا أكثر، وقالوا نطبق الشريعة وهذا لا يكون في مجتمع لديه 40٪ منه تحت خط الفقر، والحدود المخيفة رهن أن المجتمع يتطور للأفضل ولو قلنا السعودية تطبق الحدود فليته لدينا دخل السعودية ودخلها المرتفع وسنطبق الحدود والشريعة في مصر بمنتهي السرعة.
ولكنه اختيار شعبي وهذه هي الديمقراطية؟
- في وجود الفقر والأمية تم اختيار الإسلام السياسي ولذلك هم في اختبار حقيقي وهي تركة مثقلة والناس اختارتهم لهذا السبب بعد أن قالوا الفساد منتشر بسبب فساد الضمائر وخراب الذمم فاختاروا المتدينين الذين لن يكون لديهم فساد!! وإذا اكتشفوا بعد ذلك أن الحكم لم يتغير ستكون الكارثة.
صدام دموي
وهذا ما يقلقك؟
- يقلقني أن الأحزاب الدينية تستخدم الديمقراطية تكأة للوصول إلي السلطة ثم يحكموننا مثل «مبارك» ولا يرحلون إذا أراد الشعب هذا، وحينها لن يصمت الشعب علي أحد سواء إخوان أو غير إخوان وسيأتي الصدام الذي سيكون دموياً.. والإخوان ستضغط حتي تشكل الحكومة القادمة بالكامل.. وإلا سيصطدمون بالحكومات التي يتم تشكيلها.
هل من الممكن أن يطلق علي أحد رسامي الكاريكاتير لفظ فلول؟
- بالطبع لا يطلق علي رسام الكاريكاتير فلول، لأنه هيكون فلول إزاي؟! ورسوماته دائماً ساخرة وللنقد.
وكيف تري رسومات مصطفي حسين في الفترة ما بين 25 يناير وحتي 11 فبراير؟
- في الحقيقة لا أستطيع أن أصف «مصطفي» بأنه فلول لأنه تعامل مع «مبارك» من منطلق إنساني بحت، ولا غير ذلك، لأنه مرض مرضاً شديداً جداً وكان في احتياج للسفر والعلاج في الخارج وتم هذا علي نفقة الدولة وإن كان هذا حقه لأنه أولاً مصرى ذو قيمة كبيرة ولكن بعد رجوعه من الخارج كان «مبارك» يطمئن عليه يومياً من خلال التليفزيون.. فأي إنسان مكان «مصطفي» كان سيتعامل مع «مبارك» إنسانياً في أزمته ب 25 يناير ومع هذا لو عدنا إلي رسومات «مصطفي حسين» سنري كم الهجوم الشديد علي الفساد والفاسدين من خلال رسوماته وهو من أكثر الرسامين الذين عبروا بشكل قوي عن الفساد في عصر مبارك وكان مؤثراً سواء الذي رسمه مع «أحمد رجب» أو فيما بعد وأذكر أنه في انتخابات 2010 رسم حلة تغلي علي النار وغطاها يشبه قبة مجلس الشعب قاصداً أن مجلس الشعب يطبخ القوانين.
ولماذا توقف برنامج كل جمعة؟
- بعد الثورة اتخذ اللواء طارق المهدي عضو المجلس العسكري قرارا بمنع التعامل مع الصحفيين من خلال برامج التليفزيون وبالطبع أنا أنتمي إلي الجماعة الصحفية، فألغي البرنامج ولكن بعد تعيين «أسامة هيكل» صحح هذا القرار، واتخذ قرارا بعودته، ولكنهم يقولون لا توجد ميزانية للبرنامج ولهذا أنتظر ميزانية حتي يعود البرنامج.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.