اعلنت المفوضية الاوروبية عن اعداد برنامج إقليمي جديد، لدعم وتشجيع الإصلاح السياسي والديمقراطي في بلدان الجوار الجنوبية خاصة دول الربيع العربى كجزء من الشراكة الاستراتيجية بين الاتحاد الأوروبي ومجلس أوروبا . سيبدأ تنفيذ البرنامج اولا فى تونس، المغرب، مصر ثم باقى دول جنوب المتوسط، وتم تخصيص موازنة بصورة مبدئية تحت عنوان "الهبات الأوروبية للديمقراطية"، لهذا البرنامج الذى يهدف فى خطوطه العريضة الى دعم استقلال وكفاءة السلطة القضائية، تعزيزمكافحة الفساد، وحماية حقوق الإنسان والقيم والمؤسسات الديمقراطية والسيطرة على الاتجار بالبشر، وسيتم البدء فى وقت مبكر من العام الجارى تنفيذ البرنامج الذى سيستمر 3 سنوات . سيتوجه البرنامج الاوروبى الى الهيئات الحكومية على جميع المستويات، بجانب البرلمانات والهياكل العمومية ذات المسؤليات المحدده فى المجالات ذات الصلة، إضافة الى المجتمع المدني وممثلي الشباب وسيتم لتنفيذ ذلك ارسال خبراء لتحسين استقلال القضاء, وتحسين كفاءته، وتقديم التوصيات، والتدريب، خاصة للقادة السياسيين من الشباب من دول جنوب المتوسط . ووفقا لهذا البرنامج الذى تشرف على تنفيذه كاترين اشتون وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبى، سيتم تقديم المساعدة للجيران الجنوبيين لبناء الديمقراطية العميقة التى لا تقف عند حد اجراء انتخابات واحدة، بل ديمقراطية مستديمة تحتاجها البلدان لبناء المؤسسات التي تسمح بترسيخ الديمقراطية لتصبح وسيلة طبيعية للحياة، من خلال اعتماد برنامج الادارة المتكاملة . وفى هذا الإطار صرح مفوض لشئون التوسيع وسياسة الجوار الأوروبية ستيفان فول، بان المساعدة فى بناء ديمقراطية دائمة ومستدامة طويلة في شمال افريقيا هي واحدة من أولويات جهود الاتحاد فى الوقت الحالى لدعم حقوق الإنسان وتحقيق الحكم الرشيد، وتحقيق نظام قضائى يستجيب لاحتياجات المواطنين ويتفاعل مع مطالبهم العادلة، مشيرا الى ان مجلس مجلس أوروبا لديه خبرة طويلة في مجال دعم عمليات التحول السياسي والديمقراطي . وسيجعل من ذلك شراكة مثالية كجزء من نهج جديد في الجوار الجنوبي, حتى تلتزم هذه الدول بحقوق الإنسان والحريات الأساسية، من خلال الاتفاقات الثنائية والمتعددة الأطراف كالمعاهدات . وأشار ستيفان ان البرنامج سيحصل على المرونة اللازمة للاستجابة للأولويات الجديدة والناشئة فى بلدان جنوب المتوسط، بما يؤدى الى خدمة كل البلدان النامية ليس فى السياق السياسي فقط ولكن فى كافة الاتجاهات لتحقيق التكامل والترابط القوي لمبادرات الاتحاد الأوروبي الأخرى مع بلدان الربيع العربى سواء الآن او فى المستقبل .